لا تتوقف الدراسات التي تتحدث عن العقل وصحة العقل وعلاقة النظام الغذائي بالحفاظ عليه الامر الذي اصبح محل جدلا كبيرا خلال اليومين الماضيين
وفي جديدها أن توصل فريق من علماء جامعة تافتس الأميركية إلى أن الأفوكادو على الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة، يتخطى مجرد كونه عنصرا أساسيا في قوائم الطعام العصرية.
إذ أوضحوا أنه يمكن أن يكون أيضا جزءا من نظام غذائي يقضي على مرض الزهايمر والخرف، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
على مدار 70 عاما
وأضاف فريق العلماء، الذين قاموا بفحص النظام الغذائي والقدرات المعرفية لأكثر من 3000 بريطاني على مدار 70 عاما استنادًا إلى دراسة بريطانية طويلة الأمد بدأت في عام 1946، إنهم اكتشفوا الأطعمة التي يتم تناولها في مرحلة الطفولة والشباب المبكر، والتي تساعد في وظائف المخ في وقت لاحق من العمر.
كما توصل الباحثون إلى أن الأنظمة الغذائية، التي تتكون من الخضراوات الورقية غير المعالجة أو المعالجة بنسبة محدودة والفاصوليا والفواكه الكاملة والحبوب الكاملة هي الأكثر حماية.
وربطوا بين مستويات مضادات الأكسدة العالية والدهون الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة في هذه الأطعمة وبين تعزيز الدورة الدموية ومكافحة المواد الضارة في المخ.
القدرات الإدراكية في الشيخوخة
كذلك رأى الباحثون أن 7% فقط من الأشخاص الذين يتناولون هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية في وقت مبكر من الحياة، سجلوا انخفاضًا في القدرة الإدراكية، والتي يمكن أن تكون مقدمة للخرف على مدار الدراسة.
وعلى النقيض من ذلك، عانى 92% من أولئك الذين تناولوا أنظمة غذائية عالية الملح والسكريات المضافة والحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض، من انخفاض القدرة الإدراكية، وهو مصطلح يعكس قوة ذاكرة الشخص وسرعة تفكيره في سن الشيخوخة.
بينما يحدث بعض التدهور الإدراكي بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، يمكن أيضًا أن يكون هناك علامة على حالات مثل الخرف، حيث أظهر ربع المشاركين ذوي القدرة الإدراكية المنخفضة في الدراسة علامات على احتمال الإصابة بالخرف.
وأقر الباحثون الذين قدموا نتائج دراستهم في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للتغذية في شيكاغو، بأن النصيحة بتناول المزيد من الفاكهة والخضراوات ليست جديدة. لكنهم أضافوا أن نتائج البحث تشير إلى أن تناول هذه الأطعمة في وقت مبكر من الحياة كان له تأثير وقائي أكثر استدامة على الدماغ مما كان يُعتقد سابقًا.
بدورها، أفادت الباحثة كيلي كارا، الخبيرة في التغذية من جامعة تافتس في بوسطن: “تقدم نتائج الدراسة أدلة جديدة تشير إلى أن التحسينات في الأنماط الغذائية حتى منتصف العمر يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي وتساعد في التخفيف من التدهور المعرفي في السنوات اللاحقة أو تقليله”.
وأضافت أن النتائج الأولية تشير إلى نمط واضح في الأطعمة، التي يبدو أنها تساعد في حماية الدماغ.
بعض النصائح
يذكر أنه تم تقييم الأنظمة الغذائية للبريطانيين في الدراسة من قبل الباحثين على أنها عالية أو منخفضة الجودة بناء على إرشادات النظام الغذائي للحكومة الأميركية.
وتنصح التوصيات الأميركية البالغين عموما بتناول ما لا يقل عن كوبين ونصف من الخضراوات، وكوبين من الفاكهة، و170 غرامًا من الحبوب الكاملة، وحوالي 155 غرامًا من البروتينات الخالية من الدهون أو النباتية مثل الفاصوليا، و27 غرامًا (ملعقتان كبيرتان) من الزيوت يوميا.
كما يمكن أن يتناول شخص بالغ من العمر 88 غرامًا من البروكلي، وجزرتين متوسطتي الحجم، و33.5 غرامًا من الكرنب، و210 غرامًا من التفاح، وحوالي أربع شرائح من خبز القمح الكامل، وشريحة دجاج أو سمك، بالإضافة إلى 27 غرامًا من الزيت للطهي أو تتبيلة السلطة في يوم واحد.
ولكن تختلف الكميات الدقيقة وفقًا لعنصر غذائي محدد ومتطلبات السعرات الحرارية للبالغين المعنيين، والتي تختلف بين الرجال والنساء.
كما أن إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية الأميركية بشأن النظام الغذائي الصحي متشابهة إلى حد كبير وتشجع البالغين على تناول خمس حصص من مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضروات كل يوم، والكربوهيدرات النشوية مثل الخبز أو المعكرونة حيث يفضل أن تكون من القمح الكامل، و30 غرامًا من الألياف يوميًا، وبعض منتجات الألبان قليلة الدسم، وللحصول على البروتين، بعض الفاصوليا والبقول والأسماك والبيض واللحوم الخالية من الدهون بما يشمل حصتان من الأسماك كل أسبوع.
نظام غذائي شائع هو الحل
كشفت نتائج دراسة جديدة، من خلال الجمع بين فحوصات الدماغ وبيانات ما نتناوله من غذاء، أن ملفًا غذائيًا يتم اتباعه في إطار نظام شائع لإنقاص الوزن يكبح شيخوخة الدماغ، بالإضافة إلى فوائد أخرى متعددة.
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Aging، أجرى باحثون من جامعة نبراسكا وجامعة إلينوي تجربة بمشاركة 100 شخص يتمتعون بصحة معرفية وتتراوح أعمارهم بين 65 إلى 75 عامًا.
وقام الباحثون بجمع الدم من المشاركين لقياس المؤشرات الحيوية للمغذيات، كما أجروا فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، وتم تصنيف المشاركين المتطوعين في مجموعات بحسب التقييمات المعرفية. وطلب العلماء من المشاركين إكمال استبيانات جمعت بيانات ديموغرافية ومعلومات حول مستويات النشاط وقياسات الجسم.
حمية البحر المتوسط
وعند فحص البيانات المعرفية، اكتشف فريق الباحثين نوعين من شيخوخة الدماغ، هما أبطأ من المقبول ومتسارع، وعندما قاموا بدمج البيانات المعرفية مع القياسات الغذائية، تبين أن هناك ملفًا غذائيًا معينًا مرتبطًا بشكل واضح بالأشخاص الذين يعانون من تباطؤ شيخوخة الدماغ.
وعلى وجه التحديد، كان لدى أولئك الذين لديهم أدمغة أصغر سنًا مستويات جيدة من الأحماض الدهنية والكاروتينات والكولين ونوعين من فيتامين E ومضادات الأكسدة في دمائهم، فيما يعد ملفًا غذائيًا متطابق بشكل وثيق مع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.
جانب فريد
وقال آرون باربي، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة نبراسكا، إن “الجانب الفريد من الدراسة يكمن في نهجها الشامل، الذي يدمج البيانات المتعلقة بالتغذية والوظيفة الإدراكية وتصوير الدماغ”، موضحًا أن التجربة العلمية “تنتقل إلى ما هو أبعد من مجرد قياس الأداء المعرفي باستخدام الاختبارات النفسية العصبية التقليدية. ولكن يتم في نفس الوقت فحص بنية الدماغ ووظيفته وعملية التمثيل الغذائي، مما يدل على وجود صلة مباشرة بين خصائص الدماغ هذه والقدرات المعرفية. وتظهر النتائج أن خصائص الدماغ هذه ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالنظام الغذائي، كما يتضح من الأنماط التي لوحظت في المؤشرات الحيوية للمغذيات.”
مزايا معلومة سلفاً
وبينما يقول الباحثون إن دراستهم كانت فريدة من نوعها في هذا النوع من الصرامة، فإن النتائج ربما لا تكون مفاجئة للغاية، حيث إن النظام الغذائي للبحر المتوسط، الذي يركز بشكل كبير على الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والأسماك والدهون الصحية، ظهر باستمرار كخطة غذائية مفيدة صحيًا. سبق أن تم إثبات أن حمية البحر المتوسط تساعد على مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وسرطان الثدي وتقلل من أعراض الاكتئاب لدى الشباب.
تباطؤ شيخوخة الدماغ
ويقول الباحثون إنهم يخططون لمواصلة التحقيق في العناصر الغذائية المرتبطة بتباطؤ شيخوخة الدماغ، ومواصلة دراسة تأثيرات عناصر غذائية معينة على صحة الدماغ.
تقييم نهائي موثوق
وقال باربي إن “الخطوة التالية المهمة تتضمن إجراء تجارب عشوائية محكومة، حيث سيتم عزل عناصر غذائية معينة لها ارتباطات إيجابية بالوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ، لكي يتم استخدامها في شكل مواد مغذية”، شارحًا أن تلك الخطوة ستسمح “بإجراء تقييم نهائي لما إذا كانت زيادة مستويات هذه العناصر الغذائية المحددة تؤدي بشكل موثوق إلى تحسينات في أداء الاختبار المعرفي ومقاييس بنية الدماغ ووظيفته والتمثيل الغذائي”.
منها الاهداف الشخصية | أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين !