قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية القاضي بسام مولوي، يوم الثلاثاء، إن إجراءات تسليم جثمان منسق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل باسكال سليمان جارية وسيتم عرضه على الطبيب الشرعي.
وفي حوار خاص قال مولوي “من الواضح أن الخاطفين استطاعوا إدخال جثة ’سليمان‘ إلى سوريا بمساعدة أحد المطلوبين.. نعمل على كشف خيوط جريمة قتل باسكال سليمان”.
وأكد مولوي أن وزارة الداخلية اللبنانية ستكون أكثر حزما في منح الإقامات للسوريين”.
وتوالت ردود الفعل في لبنان من جانب العديد من الجهات الرسمية والقوى السياسية والدينية، الثلاثاء، على خطف ومقتل باسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل، ونقل جثته إلى سوريا على أيدي “عصابة سورية”، وسط دعوات لتجنب الفتنة.
وكان باسكال سليمان قد تعرض للخطف، الأحد، بحسب ما أعلنه الجيش اللبناني، وحزب “القوات اللبنانية”، الذي قال قبل الإعلان عن مقتله أنه “إذا لم تُكشف هوية الجهة الخاطفة فيعني أن الجهة المجهولة معلومة”، ملوحًا بـ”التصعيد الشعبي والسياسي” لمعرفة مصيره.
وأدان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، موريس سليم جريمة قتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية على أيدي خاطفيه. وقال الوزير في بيان، إن “مديرية المخابرات في الجيش تمكنت من اعتقال معظم مرتكبي الجريمة والتحقيق جار معهم بإشراف القضاء المختص تمهيداً لإنزال أشد العقوبات بحقهم”.
وقدم الوزير سليم تعازيه لعائلة سليمان ودعا “جميع المعنيين إلى العمل على ضبط النفس وعدم تمكين الجهات التي كانت وراء هذه الجريمة من تحقيق أهدافها”.
وفي وقت لاحق، قالت قيادة الجيش عبر حسابها على منصة “إكس”، تويتر سابقا إن مديرية المخابرات في الجيش “أوقفت 3 سوريين إضافيين مشاركين في عملية الخطف، ويجري التحقيق معهم لكشف ملابسات العملية”.
وبدوره، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبدالله بوحبيب: “نتقدم بخالص العزاء لعائلة الفقيد، و القوات اللبنانية ونشعر بألم شديد لبشاعة هذه الجريمة التي هزت كل لبنان، ونطالب بكشف ملابساتها بالسرعة القصوى للرأي العام، وإنزال أقسى العقوبات بالفاعلين لدرء الفتنة ورأفة بلبنان واللبنانيين”، بحسب بيان أوردته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وقال البطريرك اللبناني بشارة بطرس الراعي: “بألم كبير تلقيت ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال بسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل”.
وأضاف الراعي: “في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا، ندعو إلى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة”، وذلك حسبما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام.
كما قال الرئيس اللبناني الأسبق العماد ميشال سليمان في بيان إن “جريمة قتل باسكال سليمان يجب ألّا تمر مرور الكرام دون كشف كامل تفاصيلها ودوافعها”، معتبرا أن مقتله “خسارة وطنية”، طبقا لما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية عن بيان صادر عن مكتبه.
مقتل باسكال سليمان خلال اختطافه
أعلن الجيش اللبناني، الاثنين، أن منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان، المخطوف منذ الأحد، قُتِل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل ، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.
وقالت قيادة الجيش في بيان: “تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قتل من قبل خاطفيه”.
وأشارت إلى أن قيادة الجيش “تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزي”.
كما أعلن عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان، أن “ميقاتي تبلغ مساء اليوم من الاجهزة الامنية المعنية نبأ مقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان الذي كان خطف مساء أمس (الأحد)”.
وأشار ميقاتي، إلى أن “الأجهزة الأمنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة واعادة المخطوف إلى عائلته سالما، لكن يبدو أن الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت الى تصفيته”.
وأعرب عن إدانته “هذا العمل الإجرامي، ونتقدم بالتعازي من ذويه ومن حزب القوات اللبنانية ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم إلى العدالة”.
وأضاف “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”
وتشهد مناطق لبنانية تظاهرات وإغلاق طرق بعد إعلان مقتل منسق القوات اللبنانية في جبيل.
إيقاف 7 سوريين بعد مقتل مسؤول حزبي محلي
أوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه في ضلوعهم بمقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية عُثر على جثته في سوريا، حسبما قال مصدر قضائي وآخر عسكري لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
وقال المصدر العسكري إن السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية 3 من المشتبه بهم في قتل باسكال سليمان، الذي خُطف في منطقة جبيل الأحد الماضي.
وأثارت القضية ضجة في لبنان حيث اعتبر حزب القوات اللبنانية أن الجريمة “عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس”، وفقا لفرانس برس.
ونفى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب متلفز، أمس الاثنين، أن يكون حزبه ضالعا في عملية الخطف، معتبرا أن من يوجهون الاتهام إليه إنما يثيرون نعرات طائفية.
وقال المصدر القضائي لوكالة فرانس برس إن “إفادات الموقوفين أجمعت على أن الدافع الوحيد للجريمة هو سرقة” سيارة باسكال سليمان.
وأشار الجيش اللبناني في بيان مساء الاثنين إلى أنه “تبيّن خلال التحقيق مع معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل”.
ونوّه المصدر القضائي إلى أن الموقوفين “اعترفوا بأنهم ضربوه بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثمّ وضعوه في صندوق سيارته.. ودخلوا إلى سوريا”.
وأضاف “عندما وصلوا إلى الأراضي السورية، تبين لهم أنه فارق الحياة”.
وعُثر على الجثة في الأراضي السورية، بحسب المصدر العسكري، الذي لفت إلى أن المشتبه بهم ينتمون إلى عصابة نفذت الكثير من عمليات سرقة لسيارات فخمة في لبنان.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس إنه تم العثور في محافظة حمص السورية على جثة رجل ذي المواصفات المتطابقة مع وصف باسكال سليمان.
وتخضع محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية لسيطرة قوات النظام السوري ويتمتّع حزب الله اللبناني بنفوذ فيها.
وأشار المصدر العسكري إلى أن السلطات اللبنانية ستتسلّم الجثة الثلاثاء.
وأشعل نبأ باسكال سليمان ومن ثم مقتله غضبًا في جبيل حيث أغلق مئات أنصار حزب القوات اللبنانية طرقات مساء الاثنين.
واعتدى بعضهم بالضرب على مارّة سوريين، حسبما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.
واعتبرت القوات اللبنانية في بيان أن “استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم”، لكنها طلبت من أنصارها “ترك الساحات وفتح الطرقات”.
وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان أصدره مكتبه بالجريمة، مشددا على “استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة”.
وأضاف ميقاتي “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.