السؤال الذي يورد في اذهان جميه الناس كم مرة في يومنا القصير نستخدم زجاجات المياه البلاستيكية دون أن نعير انتباها أحيانا كثيرة لمخاطرها لكن يبدو أن علينا إعادة النظر في تصرفاتنا الروتينية، لأن ما تم الكشف عنه مؤخراً قد يكون مفاجئاً للبعض.
البلاستيك والحرارة
فقد أطلقت خبيرة التغذية سيدرا الجندي، عبر حسابها في إنستغرام، تحذيراً من خطورة تلك العادة، منبّهة إلى ما يمكن أن تحتويه تلك الزجاجات وما يؤدي للإصابة بأحد أكثر الأمراض خبثاً.
وأوضحت الأخصائية أن زجاجات المياه البلاستيكية تحتوي عادة على مادة “Bisphenol A” وتعرف اختصاراً بـBPA، وهي مركب كيميائي يستخدم بشكل أساسي في تصنيع أنواع مختلفة من البلاستيك، ويكون عادة مادة صلبة عديمة اللون تذوب في معظم المواد الكيميائية الشائعة.
وأكدت في توضيح لـ”العربية.نت”، أن تلك المادة لها خطر كبير على صحة الإنسان في حال ذوبانها وتفاعلها مع المياه أو حتى الطعام، خصوصا في البلدان التي تعرف بارتفاع درجة الحرارة.
كما تابعت أن تلك المادة تستعمل منذ زمن بعيد في تصنيع البلاستيك، وتعود لعام 1960م تقريباً، وتستخدم بشكل أساسي لصناعة كل أنواع الأواني البلاستيكية.
وشددت على أن دراسات حديثة أكدت ضرر تلك المادة الهائل على الصحة، خصوصا أنها تذوب وتتفاعل مع المواد الموجودة داخل الأوعية حال تعرضها لدرجات حرارة عالية.
تأثيرات خطرة لا توصف
وعن تأثيرها على الصحة، أفادت بأن تلك المادة عندما تدخل جسم الإنسان، فإنها تحدث خللاً في الغدد الصماء، وذلك عبر محاكاتها هرمونات معينة في الجسم، وخاصة هرمون الاستروجين، ما يحدث اضطراباً بالأداء الطبيعي للجسد، وبالتالي خللا بأنظمة مختلفة يؤدي ينهاية المطاف للإصابة بأنواع من السرطانات، وذلك وفقا لدراسات أجرتها معاهد الصحة الوطنية الأميركية National Institutes of Health.
كما شددت على أن تأثيرها لا يقف عند هذا الحد، موضحة أنها تستهدف الخلايا الإنجابية لدى الجنسين، ما يؤثر على إمكانية الإنجاب.
وأكدت أن لها تأثيرا أيضا على ضغط الدم وأمراض بالقلب، وكذلك الصحة العقلية خصوصا على الحوامل والأجنة، حيث من الممكن أن يأتي الأطفال مصابين بأنواع من الاكتئاب أو التوحد أو أنواع أخرى من الأمراض النفسية حال تعرض الأمهات للمادة أثناء الحمل.
أيضا لفتت إلى أن المادة وبسبب ما تفعله من اضطراب هرموني، قد تسبب مشاكل بالوزن ومقاومة الأنسولين.
“BPA FREE”.. طرق للحل
رغم ذلك، أكدت الأخصائية أن هناك 6 حلول تجنبنا كل المخاطر. أولها استعمال زجاجات لا تحتوي على المادة وتكون مصنوعة من الزجاج أو مواد أخرى غير البلاستيك، وعدم إعادة تعبئة الزجاجات البلاستيكية.
كذلك عدم تعريض أي زجاجات بلاستيكية للحرارة، خصوصا أن مادة Bpa شديدة الفعالية ويمكن أن تفرض تأثيرها بسرعة كبيرة، خصوصا بالنسبة للماء.
إضافة إلى هذا، شددت على أهمية الانتباه إلى ملحوظة صغيرة تتواجد عادة على الزجاجات حيث يكتب “BPA FREE”، ما يعني أن الزجاجة آمنة ولا تحوي المادة الضارة، بالتالي بالإمكان استعمالها بكل أريحية.
وذكرت أن الأفضل عدم استعمال المعلبات لأنها تحوي المادة بكل تأكيد.
تجدر الاشارة إلى أن الآثار الصحية للتلوث البلاستيكي في الطعام والشراب لا تزال غير معروفة نسبياً وتصعب دراستها، لكن تم العثور مؤخراً على مواد بلاستيكية في أنسجة الأعضاء ومجاري الدم وكذلك في أنسجة النباتات والحيوانات التي نأكلها، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية في يناير/كانون الثاني الفائت.
وتكون الجزيئات الصغيرة قادرة على التسرب بحرية أكبر عبر الأمعاء والأوعية الدموية، مما يسمح لها بالانتشار بشكل أعمق في الجسم وفي الأنسجة المختلفة، بما في ذلك الدماغ، حيث من المحتمل أن تكون قادرة على إحداث المزيد من الضرر.