أدى حادث وقع في البحر الأحمر إلى قطع 3 كابلات بحرية تحت الماء توفر الإنترنت والاتصالات في جميع أنحاء العالم، حيث لا يزال الممر المائي هدفاً لجماعة الحوثي في اليمن، حسبما قال مسؤولون يوم الاثنين.

ويأتي تدمير الكابلات في البحر الأحمر بعد أسابيع من تحذير الحكومة اليمنية الرسمية من احتمال قيام الحوثيين باستهداف الكابلات.

وأشارت تقارير إسرائيلية الأسبوع الفائت إلى أن الحوثيين كانوا وراء الأضرار التي لحقت بالكابلات.

ونفى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هذه الاتهامات، وقال: “ليس لدينا أي نية لاستهداف الكابلات البحرية التي توفر الإنترنت لدول المنطقة”.

وشددت الحكومة اليمنية، في بيان لها الأسبوع الماضي، على أهمية حماية الكابلات البحرية، وقالت إنها “حريصة أيضًا على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لإصلاح وصيانة هذه الكابلات البحرية”.

وتطلق جماعة الحوثي اليمنية صواريخ وطائرات مسيّرة محملة بمواد متفجرة على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، منذ 19 نوفمبر الماضي، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية العنيفة في قطاع غزة.

والأسبوع الماضي أرسل الحوثيون إشعارات رسمية لمسؤولي الشحن وشركات التأمين، بشأن ما وصفوه “حظر السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا من الإبحار في المياه القريبة من المنطقة”.

كما هددت الجماعة بأنها ستدخل غواصات إلى الخدمة من أجل تنفيذ هجماتها في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف بشأن استهداف خطوط الإنترنت التي تمر عبره.

 تحذير من كارثة بيئية بالبحر الأحمر بعد غرق “روبيمار”

روبيمار
روبيمار

حذر خبراء أجانب من مخاطر بيئية كبرى من جراء غرق السفينة “روبيمار”، التي كانت تحمل على متنها آلاف الأطنان من الأسمدة، بعد أن استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر.

وقال مدير محطة العلوم البحرية في الجامعة الأردنية علي السوالمة إن إطلاق نحو 41 ألف طن من الأسمدة في مياه البحر الأحمر يشكل تهديدا خطيرا للحياة البحرية.

ونقلت “رويترز” عن السوالمة قوله إن الحمل الزائد من العناصر الغذائية يمكن أن يحفز النمو المفرط للطحالب، مما يؤدي إلى استهلاك الكثير من الأكسجين، بحيث لا تستطيع الأحياء البحرية البقاء على قيد الحياة.

وشدد على ضرورة تبني دول البحر الأحمر خطة عاجلة لوضع أجندة مراقبة للمناطق الملوثة في البحر الأحمر واعتماد استراتيجية للتطهير.

 

بدوره، قال الأستاذ المساعد بقسم علوم الأرض والبيئة في كلية بوسطن شينغتشن توني وانغ إن التأثير الإجمالي يعتمد على كيفية استنفاد التيارات المائية للأسمدة وكيفية إطلاقها من السفينة المنكوبة.

ويمتاز النظام البيئي لجنوبي البحر الأحمر بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف الساحلية والحياة البحرية المتنوعة.

وأضاف وانغ: “إذا تم إنقاذ السفينة قبل حدوث تسرب كبير، فقد يكون من الممكن منع وقوع كارثة بيئية كبرى”.

وأشارت الوكالة إلى أنه في العام الماضي، تجنبت المنطقة كارثة بيئية عندما نجحت الأمم المتحدة في إزالة أكثر من مليون برميل من النفط من ناقلة عملاقة متهالكة كانت راسية قبالة سواحل اليمن. وقد يكون هذا النوع من العمليات أكثر صعوبة في الظروف الحالية.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أهداف تابعة للحوثيين باليمن في يناير، ردا على هجمات الجماعة على حركة الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، والتي شنتها دعما لحركة حماس في غزة إزاء الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع.

أزمة البحر الأحمر سترفع أسعار المواد الغذائية عالميا

أزمة البحر الأحمر سترفع أسعار المواد الغذائية عالميا
أزمة البحر الأحمر سترفع أسعار المواد الغذائية عالميا

قال أوليغ كوبياكوف، مدير مكتب الاتصال مع روسيا في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO (الفاو)، إن الحصار الذي فرضه الحوثيون على الممرات المائية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر يؤثر سلبا على تجارة الغذاء العالمية، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وقال كوبياكوف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية للأنباء: “إن الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مضيق باب المندب والبحر الأحمر له تأثير سلبي على تجارة الأغذية العالمية … لقد تضاعفت تكلفة استئجار سفينة للشحن عبر هذا الطريق أربع مرات تقريبا، بينما انخفض حجم حركة الشحن بنسبة 30 بالمئة”.

وأضاف مسؤول الفاو أن أكبر شركات الشحن في العالم رفضت نقل البضائع عبر البحر الأحمر.

“لقد أدى ذلك إلى تعطيل سلاسل التوريد القائمة. ويضطر أصحاب البضائع إلى استخدام طرق أطول، حيث تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح للسفر بين آسيا وأوروبا. وهذا الطريق أطول بـ 8000 كيلومتر ويستغرق من 10 إلى 14 يومًا إضافيًا”، بحسب كوبياكوف.

كما أوضح أن تكلفة شراء “الوقود الإضافي يزيد التكاليف بمعدل 15 بالمئة إضافية، ونتيجة لذلك، يرتفع سعر المنتجات، ويؤدي ذلك إلى تضخم أسعار المواد الغذائية وانخفاض في التوافر الاقتصادي للمنتجات الغذائية للمستهلك النهائي”.

ولفت كوبياكوف إلى تصريح كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة العالمية ماكسيمو توريرو، الذي أعلن أمام فريق الخبراء التابع للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة في يناير الماضي في برلين، أن “هناك مخاطر متزايدة نواجهها في البحر الأحمر، ومخاطر نواجهها في البحر الأسود، ومخاطر يمكن أن نواجهها بسبب انخفاض منسوب المياه في قناة بنما، وهي شريان رئيسي بالنسبة لنا لنقل البضائع حول العالم”.

وعلى خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس، أعلنت جماعة الحوثيين اليمنية أنهم سينفذون ضربات على الأراضي الإسرائيلية ولن يسمحوا للسفن المرتبطة بها بالمرور عبر مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ومنذ منتصف نوفمبر من العام الماضي، هاجم الحوثيون عشرات السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

غرق سفينة الشحن “روبيمار” تحمل مفاجأة !

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد