أفادت وكالة رويترز، الجمعة، نقلا عن عدة مصادر مطلعة بأن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم حول خطة انسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الأراضي العراقية.
وأوضحت المصادر أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر من عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام 2026.
وينتظر الاتفاق موافقة قيادة البلدين وتحديد موعد للإعلان عنه.
وقال مسؤول أميركي كبير “توصلنا إلى اتفاق، وحاليا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه”.
ويستضيف العراق 2500 جندي أميركي رغم وجود فصائل مسلحة موالية لإيران في البلاد.
وكان العراق قد بدأ في يناير الماضي محادثات مع الولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف، وقالت بغداد إنها مستعدة لإبرام اتفاقيات أمنية ثنائية مع الدول الأعضاء الفردية.
وفي أواخر يوليو، زار وفد عراقي بقيادة وزير الدفاع ثابت العباسي واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.
تاتي و رغم كل الضغوط التي مارستها الفصائل المسلحة الموجودة في العراق، أعلنت بغداد، تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد، بسبب ما وصفتها بالتطورات الأخيرة، والتي لم تحددها.
وأوضحت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أن “اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية التي تضم مسؤولين من البلدين ناقشت تفاصيل سحب المستشارين من المواقع العسكرية”.
وأضاف البيان: “ركزت أعمال اللجنة العسكرية العليا خلال الأشهر الماضية على تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب”.
ويأتي هذا القرار في ظل وضع إقليمي متوتر ومخاوف من التصعيد في المنطقة على وقع التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
بين مرحب ورافض
وفي الوقت الذي يرى فيه مهتمون بالشأن العراقي أن الموعد قد حان لمغادرة التحالف الدولي البلاد، تؤكد أصوات أخرى على ضرورة الإبقاء على “الشرطي الأميركي” في العراق من أجل إبعاد أي أطراف قد تحاول اختطاف الدولة.
ويؤكد الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية معن الجبوري، أن الوضع الأمني في العراق بحاجة ماسة إلى التعاون الدولي لتقديم الدعم اللوجيستي والاستشارة والتدريب والتسليح.
ويضيف الجبوري في تصريح لصحيفة العراق ، أن الحكومة العراقية كان بإمكانها أن تطلب انسحاب القوات الأجنبية منذ أكثر من سنة، لكن الحاجة الماسة لهذه القوات يؤجل هذا القرار.
ويوضح المتحدث، أن مصلحة العراق الذي يعتبر ضحية للصراع الإقليمي تتطلب وجود دعم دولي، لتحقيق السلم المجتمعي وتمكين القوات المسلحة.
ويعتبر الجبوري، أن الحكومة العراقية هي اليوم في موقف محرج أمام العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي داخل الأراضي العراقية، وأيضا وسط تقديم بغداد لضمانات بالسيطرة على السلاح المنفلت في يد الفصائل التي تشن هجمات في الداخل والخارج العراقي.
من جانب آخر، يؤكد الكاتب والباحث السياسي وائل الركابي، أن الموقف الشيعي لكل الفصائل رافض للتواجد الأميركي في العراق بسبب استهداف واشنطن المتكرر لقادة الحشد الشعبي، وهو الأمر الذي يمس بسيادة الدولة.
ويقول الركابي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” إنه وبالرغم من هذا الموقف فإن الحكومة العراقية تستطيع التوافق بشأن مثل هذه القضايا بمشاركة قادة “الإطار التنسيقي” الذين يمكنهم الضغط على بعض قادة الفصائل في مثل هذه المواقف الحساسة.
ويعتبر المتحدث، أن استهداف الفصائل العراقية المسلحة للقواعد الأميركية هو يأتي كردة فعل على هجمات تشنها واشنطن ضد قادة أو أفراد من تلك الفصائل وكذلك ردا على دعم أميركا لإسرائيل.
ويتابع الركاني، أنه وفور اتخاد واشنطن قرارا بالتراجع عن دعم إسرائيل أو تحديد سقف زمني لإنهاء تواجد القوات الأجنبية داخل العراق فإن الوضع سيكون أكثر هدوءا داخل الفصائل العراقية.
السوداني | طلبنا من التحالف الدولي إنهاء مهمته في العراق