حوادث القتل بسبب الخلافات على الأراضي الزراعية إحدى أقدم الجرائم التي عرفها المجتمع العراقي، فمنذ نشأة الزراعة إلى يومنا ما زالت تلك الخلافات تحصد الأرواح على أثر تلك الخلافات.
ففي قرية مفتول بقضاء آمرلي التابع لمحافظة صلاح الدين حصلت مشاجرة مطلع العام الماضي حول أراض زراعية، وعلى إثرها قام المتهم (س م ع) بضرب (ع) والأخير رجل مسن يسكن إلى جواره.
تلقى (ع) ضربة بأنبوب حديدي على رأسه وبعد نقله إلى المستشفى فارق الحياة، تطورت المشاجرة وتعرض الطرفان إلى الضرب وتم إصابة المشتكين أبناء الضحية (ل، ز، ح) حسب أحداث الواقعة المنظورة أمام جنايات صلاح الدين.
وأفاد المدعون بالحق الشخصي بتعرض المجنى عليه الى حادث ضرب بواسطة بوري حديد على رأسه من قبل المتهم (س) وتم تأكيد ذلك بأقوال وإفادة الشهود المؤكدين على حصول مشاجرة بين المجنى عليه والمشتكين والمتهمين الماثلين أمام المحكمة وأنهم قاموا بفض المشاجرة وبعدها شاهدوا المجنى ساقطا على الأرض فاقدا الوعي قبل أن يتم نقله إلى المستشفى كما أنهم شاهدوا المتهم (س) يحمل بيده أنبوبا حديديا وأنهم سمعوا أولاد المجنى عليه يقولون بأنه قام بضرب والدهم المجنى عليه وسقط أرضاً.
من جهته، أفاد المتهم (س) معترفا في أقواله بأنه بتاريخ الحادث وأثناء عودته إلى القرية شاهد مشاجرة بین عمه وابن عمه وبين أبناء المجنى عليه وعند وصوله انتهت المشاجرة وكان عمه ممزق الملابس وأثناء التوجه الى سيارته لغرض الذهاب الى مركز الشرطة حضر إليهم المجنى عليه وأولاده وحصلت مشاجرة أخرى وقام المجنى عليه بضربه بواسطة آلة حديدية على رسغه الأيسر وكسره وكذلك ضربه بحجارة على رأسه وسقط على الأرض، ليحمل (بوري) ويضرب المجنى عليه على رأسه وسقط على ظهره وتوجه إليه أبناء المجنى عليه وقام بالدفاع عن نفسه بواسطة البوري وأنه تعرض إلى عدة إصابات، وحضر الشهود وقاموا برفعهم من فوقه وبعدها توفي المجنى عليه بعد نقله إلى المستشفى وأنه لم يكن قاصداً قتله وإنما للدفاع عن نفسه.
وفي رواية وإفادات المتهمين عن الحادث ذكروا بأن المتهم (م) وهو عم (س) حضر إلى الأرض الزراعية العائدة لهم وقام بحرثها وحصلت مشاجرة معهم بضرب أحد المتهمين بواسطة عصا وحضر الشهود وقاموا بفض المشاجرة وبعدها حضر المتهم الثاني وقام بإسعاف المتهم (م) وعند الاتجاه إلى السيارة لغرض الذهاب لتقديم الشكوى حضر المجني عليه وأولاده الأربعة المشتكون بالاعتداء عليهم بالضرب وأنهم سمعوا بأن المجني عليه تعرض الى الضرب وأنهم لم يقوموا بضربه حسب اعترافاتهم.
وبحسب صحيفة القضاء، فان المحكمة ترى من سير التحقيق والمحاكمة ان الادلة المتحصلة في القضية بالنسبة الى المتهم (س) هي اعتراف المتهم بقيامه بضرب المجني عليه على رأسه بواسطة أنبوب حديد وأسفر ذلك عن وفاته بعد نقله الى المستشفى وكذلك اقوال المتهم بشأن الاشتباك مع بقية المشتكين كونه يدافع عن نفسه وتم رفعهم من فوقه، تؤيد بأن المتهم قد ارتكب عمداً جريمة قتل المجني عليه.
وبذلك، أصدرت المحكمة قرارها بالسجن المؤبد وأدانته وفق المادة 1/406 ز من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل وبدلالة مواد الاشتراك 47 و48 و49 منه وبدلالة أمر مجلس الوزراء رقم 3 لسنة 2004 وتحديد عقوبته بمقتضاها مع الاستدلال بالمادة 1/132 من القانون كونه شابا في مقتبل العمر.
اعتقال ثلاثة إرهابيين في صلاح الدين