في جهودها لحماية الذكاء الاصطناعي المطور في الولايات المتحدة من الصين وروسيا عبر خطط أولية لتأمين أكثر نماذجه تطورا. إذ و ذكرت رويترز الأربعاء أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لفتح جبهة جديدة
ويخشى باحثون من الحكومة والقطاع الخاص من أن أعداء واشنطن قد يستخدمون هذه النماذج، التي تحلل كميات هائلة من النصوص والصور لتلخيص المعلومات وتوليد المحتوى، في شن هجمات رقمية شديدة أو حتى في تصنيع أسلحة بيولوجية ناجعة.
ماهي أبرز التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي:
1) التزييف العميق والتضليل المعلوماتي
– يظهر التزييف العميق على منصات التواصل الاجتماعي، فيخلط بين الحقيقة و الخيال في هذه المرحلة يصبح عالم السياسات الأميركية القائم على الاستقطاب.
– التزييف العميق هو مقاطع فيديو تبدو واقعية لكنها غير حقيقية أنشأتها خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدربة على مقاطع فيديو كثيرة عبر الإنترنت.
– على الرغم من توفر هذه الوسائط المولدة رقميا منذ عدة سنوات، فقد استفحلت قدراتها على مدى العام المنصرم بفعل مجموعة من أدوات “الذكاء الاصطناعي التوليدي” الجديدة مثل أداة (ميد جيرني) التي تجعل إنشاء مقاطع تزييف عميق مقنعة أمرا يسيرا ورخيص التكلفة.
– قال باحثون في تقرير بمارس إن من الممكن استخدام شركات مثل (أوبن إيه.آي) و(مايكروسوفت) أدوات إنشاء الصور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في توليد صور قد تروّج لمعلومات مضللة ذات صلة بالانتخابات وبالتصويت، وذلك على الرغم من وجود سياسات في كلتا الشركتين لمكافحة إنشاء المحتوى المضلل.
– تستغل بعض حملات التضليل المعلوماتي بكل بساطة قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة المقالات الإخبارية الحقيقية كوسيلة لنشر المعلومات الزائفة.
– قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في تقييمها للتهديدات الداخلية لعام 2024 إنه في العام الماضي على سبيل المثال روّج موقع إخباري صيني يستخدم منصة ذكاء اصطناعي توليدي ادعاء زائفا كان متداولا في وقت سابق ومفاده أن الولايات المتحدة تدير مختبرا في كازاخستان لتصنيع أسلحة بيولوجية لتستخدمها في مواجهة الصين.
– ذكر جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال فعالية للذكاء الاصطناعي في واشنطن يوم الأربعاء، أن المشكلة ليس لها حل سهل لأنها تجمع بين قدرة الذكاء الاصطناعي و”نية جهات رسمية وغير رسمية لاستخدام التضليل المعلوماتي على نطاق كبير في تخريب الديمقراطيات وترويج الدعاية وتشكيل الوعي في العالم”.
2) أسلحة بيولوجية
• يتزايد قلق مجتمع المخابرات ومراكز البحوث والسلك الأكاديمي في الولايات المتحدة إزاء مخاطر تشكلها جهات أجنبية عدائية تملك حق الوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
• أشار باحثون في شركة (غريفون ساينتيفيك) ومؤسسة (راند) البحثية إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة يمكنها تقديم معلومات من شأنها المساعدة في تصنيع أسلحة بيولوجية.
• درست “غريفون” كيفية استخدام جهات عدائية النماذج اللغوية الكبيرة في إلحاق الضرر في مجال علوم الحياة، وخلصت إلى أنها “قادرة على تقديم معلومات قد تدعم جهة شريرة في إنشاء سلاح بيولوجي من خلال تقديم معلومات مفيدة ودقيقة وتفصيلية في كل خطوة من خطوات هذا المسار”.
• النماذج اللغوية الكبيرة هي برامج كمبيوتر تستعين بمجموعات ضخمة من النصوص لتوليد ردود على الاستفسارات.
• خلصت “غريفون” إلى أن أي نموذج لغوي كبير قد يوفر على سبيل المثال معلومات يصل مستواها إلى ما بعد مرحلة الدكتوراه لحل مشكلات تطرأ خلال العمل على فيروس قادر على نشر وباء.
• أظهرت مؤسسة (راند) البحثية أن النماذج اللغوية الكبيرة قد تسهم في التخطيط لهجوم بيولوجي وتنفيذه، وخلصت إلى أن أي نموذج لغوي كبير قد يقترح، على سبيل المثال، أساليب لنثر مادة البوتوكس السامة في الهواء.
3) أسلحة رقمية
– أفادت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية يأتي في تقييمها للتهديدات الداخلية لعام 2024 بأن الجهات الرقمية من المرجح أن تستخدم الذكاء الاصطناعي في “تطوير أدوات جديدة لتمكين شن هجمات رقمية أوسع نطاقا وأكثر سرعة وكفاءة ومراوغة” على البنية التحتية الحساسة، بما في ذلك خطوط أنابيب النفط والغاز والسكك الحديدية.
– أوضحت الوزارة أن الصين وجهات معادية أخرى تطور تكنولوجيا ذكاء اصطناعي من شأنها تقويض الدفاعات الرقمية الأميركية، بما في ذلك برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تدعم هجمات البرمجيات الخبيثة.
– بينت “مايكروسوفت” في تقرير بفبراير أنها تعقبت جماعات تسلل إلكتروني تابعة للحكومتين الصينية والكورية الشمالية، بالإضافة إلى المخابرات الحربية الروسية والحرس الثوري الإيراني، في ظل محاولتها إحكام هجماتها عبر الإنترنت بالاستعانة بالنماذج اللغوية الكبيرة.
الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين
إن الوزارة تعمل على تجربة تقنيات ذكاء اصطناعي لتدريب أفراد الشرطة الذين يجرون مقابلات مع طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة. حسب ماجاء في حديث وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركس لي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي .
وأفاد مايوركس بأن وزارة الأمن الداخلي تقوم في هذا المشروع التجريبي بتدريب الآلات على التصرف مثل اللاجئين حتى يتمكن أفراد الشرطة من التدرب على إجراء مقابلات معهم.
وأضاف “نظرا للصدمة التي مروا بها، يحجم طالبو اللجوء عن التحدث عن تلك الصدمة. لذا نقوم بتعليم الآلة أن تكون متحفظة أيضا”، وأن تتبنى “صفات” أخرى لطالبي اللجوء.
تصريحات مايوركس، التي أدلى بها على هامش مؤتمر يركز على الأمن في سان فرانسيسكو، توضح مبادرات الذكاء الاصطناعي التي أفصحت عنها وزارة الأمن الداخلي في وقت سابق من العام الجاري.
ووفق الوزارة فإنها تخطط لتطوير تطبيق تفاعلي من أجل استكمال تدريبها لمسؤولي الهجرة، بالاعتماد على ما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يقدم محتوى جديدا استنادا إلى بيانات سابقة.
وأشارت الوزارة إلى أن إدارة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية، على وجه الخصوص، وهي إدارة تابعة لوزارة الأمن الداخلي، ستعمل على بناء تطبيق للذكاء الاصطناعي يصمم مواد تدريبية لاحتياجات أفراد الشرطة ويعدهم لاتخاذ قرارات أكثر دقة.
وأضافت الوزارة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تتخذ قرارات من نفسها فيما يتعلق بالهجرة، فبحسب مايوركس فإن هذه التقنيات ستكون لديها القدرة على تحديد الظروف الخاصة بكل بلد وغيرها من المعلومات التي من شأنها أن تساعد سير العمل.
وبهذا المشروع التجريبي وعدة تجارب في هذا المجال، تسعى الحكومة لخفض التكاليف وتحسين الأداء من خلال الذكاء الاصطناعي، وخاصة بعد الإطلاق الكبير لمنصة (تشات جي.بي.تي) في عام 2022.
منافسة غوغل
العرش الذي تتربع عليه شركة غوغل في مجال محركات البحث بات مهددا والسبب “أوبن آيه آي”، فالشركة الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي عبر أداتها “تشات جي بي تي” تعمل على تطوير ميزة تمكن المستخدمين من البحث في الويب واقتباس المصادر في نتائجها.
وفي التفاصيل، فإن تلك الميزة ستمكن المستخدمين من طرح أسئلتهم وتلقي إجابات مع تفاصيل إضافية واقتباسات من الشبكة مثل ويكيبيديا والمدونات.
كما تتيح الميزة أيضا الصور إلى جانب الردود الكتابية، مثلا إذا سأل المستخدم “تشات جي بي تي” عن كيفية تغيير مقبض الباب، سيحصل على إرشادات وصور توضيحية للمهمة.
هذه الأخبار تعني “أوبن آيه آي” تريد مزاحمة غوغل ومحرك بحثها جيميني القائم على الذكاء الاصطناعي، فضلا عن محرك بريبليكسيتي الذي أظهر قوته في مجال البحث ليقفز بقيمة الشركة الناشئة إلى مليار دولار.
الخبراء يتوقعون توفر ميزة “تشات جي بي تي” الجديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنهم يتوقعون مقاومة شديدة من غوغل الرائدة في مجال البحث على الإنترنت لاسيما مع اقتراب موعد حدثها الخاص بالمطورين حيث ينتظر أن تكشف العديد من الميزات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الخصوص، يقول الخبير التكنولوجي أيمن عيتاني
يعد المردود المالي من أهم أسباب التنافس في مجال التكنولوجيا.
تستمد محركات البحث ما يقارب 200 مليون دولار أميركي سنويا من إيراداتها، حيث تهيمن غوغل بنسبة 91% على سوق محركات البحث.
حرص محركات البحث الصغيرة للحصول على نصيب من الأرباح السنوية.
حرص شركات كثيرة مثل مايكروسوفت وأبل وغيرها منذ أكثر من 15 سنة على منافستي غوغل دون جدوى.
يتميز محرك البحث غوغل بعدد من المزايا الفريدة التي تصعّب على الشركات المنافسة مجاراته.
يطبق غوغل جملة من التقنيات المتقدمة أخذا بعين الاعتبار العديد من العوامل مثل الجودة والسرعة في تقديم النتائج.
يعد ChatGPT واحداً من الرهانات في مجال الذكاء الاصطناعي لشركة مايكروسوفت، خاصة مع التطورات المستمرة في هذا المجال.
حرص مايكروسوفت منافسة غوغل عبر تشات جي بي تي وتقديم تجارب متطورة ومبتكرة لمستخدميها.
الفرق بين تشات جي بي تي وغوغل؟
يقوم محرك البحث غوغل بتقديم النتائج للمستخدمين على الويب بناء على المعلومات التي يقومون بإدخالها وإدراجها ضمن خانة معينة في حين يقوم تشات جي بي تي بتوليد النصوص بشكل ذكي والرد على الأسئلة والبحث عن النتائج.
قيام مايكروسوفت بتحسين والمراهنة على محرك بحث Bing، إلا أن محرك البحث غوغل لا يزال يحافظ على مكانته كمتصدر في سوق محركات البحث.
هناك عدة دوافع قد تجبر المستخدمين على إعادة النظر في استمرارية استخدام غوغل، والبحث عن بدائل مثل ChatGPT.
تقديم ChatGPT لمستخدميه تجربة خاصة وفريدة من نوعها من خلال الاستجابة إلى مطالبهم بناءً على السياق الذي يقدمه المستخدم مما يضمن حصول المستخدمين على إجابات دقيقة وذات صلة مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم الفردية.
لا تزال تطبيقات التواصل الاجتماعي تحظى بالانفراد ولم تدخل بعد عائلة Open AI.
تعمل Open AI حاليا على تعزيز دعمها للغة العربية، ويهدف هذا التطوير إلى معالجة الندرة النسبية للموارد العربية مقارنة بتلك المتوفرة باللغة الإنجليزية.
تقوم OpenAI بتوسيع قدراتها لدعم المزيد من اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، وذلك من خلال استخدام مجموعة متنوعة من مصادر البيانات وتطوير تقنيات متقدمة في مجال تعلم الآلة لفهم وإجادة اللغات الطبيعية.
لا يزال الوقت مبكرا للاعتياد على طرق استخدام محركات البحث والذكاء الاصطناعي.
أداة لرصد صور الذكاء الاصطناعي من “أوبن آيه آي” تثير الجدل