أطلقت هيئة “تحرير الشام” مؤخراً، سراح القيادي البارز فيها، أبي ماريا القحطاني، بعد ثلاثة أشهر على اعتقاله من جانب الجهاز الأمني للهيئة، بتهمة الخيانة والتآمر على زعامة أبي محمد الجولاني، والسعي لتنفيذ انقلاب عليه “تلبيةً لمخطط استخباري خارجي”.
إطلاق سراح القحطاني، يأتي بعد تظاهرات شملت مناطق متعددة ضمن نطاق سيطرة الهيئة، كانت آخرها تظاهرات ليلية خرجت يوم الخميس الماضي، في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الشمالي الغربي، ضد زعيم هيئة “تحرير الشام”، أبي محمد الجولاني.
الهيئة ذكرت في بيان، إنها برأت الجبوري من تهمة العمالة وذلك بعد “ثبوت براءة من كان موقوفاً في هذه التهمة”، مضيفة أنها “أوقفت الجبوري بناء على شهادات وردت من موقوفين على هذه التهمة”، ومؤكدة أن “الدليل الذي أوقف لأجله ظهر للجنة بطلانه”.
الصورة
متى سجن “أبي ماريا القحطاني”؟
وكان الجولاني نفّذ، مطلع شباط/فبراير الماضي، أكبر عملية اعتقالات لقيادات أمنية وعسكرية واقتصادية في “الهيئة”، موجِّهاً إليها تهماً بـ”التخطيط لتنفيذ انقلاب عسكري يستهدفه بالتعاون مع استخباراتٍ أجنبية”.
وضمن العملية، زجّ الجولاني بأكثر من 400 قائد عسكري وأمني ومالي واقتصادي في سجونٍ أمنية تابعة له، بينهم أبو ماريا القحطاني.
من هو “أبي ماريا القحطاني”؟
“القحطاني” هو الرجل الثاني في الهيئة وأحد أبرز المؤسسين لجبهة النصرة التي غيّرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام، وتسيطر عسكرياً على محافظة إدلب السورية إلى جانب حكومة الإنقاذ.
وشغل “القحطاني” عضوية مجلس الشورى في الهيئة، لكنه وقع من رأس الهرم إلى قاعه بعد أن اتهم من قبل “تحرير الشام” بالتواصل مع التحالف الدولي والـ CIA، كما طالت الاعتقالات قياديين بارزين آخرين داخل الهيئة لاتهامهم بالعمالة لجهات خارجية مختلفة بينها الحكومة السورية وروسيا.
المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، اسمه “ميسر بن علي الجبوري”(الهراري)، وذلك نسبة إلى قرية هرارة جنوبي الموصل. كما أسس القحطاني مع آخرين جبهة النصرة في تشرين الأول 2011، بعد ثماني سنوات من عمله داخل تنظيم “القاعدة” في العراق، ثم أصبح نائبا لزعيمها “الجولاني”.
ودرس القحطاني في جامعة بغداد، وحاصل على بكالوريوس في الشريعة، ويعادي تنظيم داعش وفق إدعائه. فيما عمل شرعياً في “النصرة” و”أميرا” للمنطقة الشرقية من سوريا مع بداية العمل المسلح عام 2012.
وتتألف حكومة “الإنقاذ” من 11 وزارة وتدير محافظة إدلب وريف حماة الشمالي، وجزء من ريف حلب الغربي، خدمياً وإدارياً. في حين تسيطر هيئة تحرير الشام على المنطقة بشكل غير مباشر اقتصادياً وخدمياً وعسكرياً.
يشار إلى أن مدن وبلدات شمال غربي سوريا شهدت منذ أيام مظاهرات طالبت بإسقاط “أبو محمد الجولاني” قائد الهيئة. وطالب المتظاهرون بتنحي “الجولاني”، وقف الظلم والاستبداد واحتكار القرار، وحل “جهاز الأمن العام”.
الجولاني يطيح بـ”رفيق دربه”.. من هو “أبو ماريا القحطاني”؟
لم يمض يومان على الجدل الذي أثارته معلومات اعتقال الرجل الثاني في “هيئة تحرير الشام”، أبو ماريا القحطاني حتى نشرت الأخيرة بياناً رسمياً قالت فيه إنها “جمدت صلاحياته ومهامه، بسبب خطئه في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه”.
ورغم أن “الهيئة” لم تخض كثيراً في تفاصيل تجميد “صلاحيات القحطاني” وهو القيادي في الصف الأول فيها، إلا أن الخطوة التي اتخذتها جاءت في أعقاب إعلان “جهاز الأمن العام” التابع لها في محافظة إدلب عن “ضبط خلية جاسوسية تعمل لصالح جهات معادية”.
وكانت تقارير إعلامية قد أثارت هذه القضية، قبل أسابيع، وتحدثت عن وجود اختراق أمني داخل صفوف “تحرير الشام”، ومتعاملين لمصلحة التحالف الدولي وروسيا والنظام السوري، وهو ما أكدته “الهيئة” بنفسها، في وقت أشارت سابقاً إلى أن “العملاء ضمن صفوفها هم عناصر جدد انتسبوا إلى صفوفها”.
لكن “القحطاني” لا يحسب على “المنتسبين الجدد”، بينما له قصة ومسيرة طويلة مع “هيئة تحرير الشام” حالياً، وعندما كانت تحت مسمى “فتح الشام” سابقاً، وقبلها “جبهة النصرة”.
وجاء في بيان لـ”تحرير الشام”، نشر يوم الخميس، أن القيادة العامة فيها شكلت لجنة تحقيق خاصة بشأن “أبو ماريا القحطاني”، والتي استدعت الأخير على الفور.
وأضاف البيان أن اللجنة استدعت “القحطاني” لمساءلته بكل شفافية ووضوح تقديراً “منا لدرء الشبهات وإزالة اللبس”.
وتبين للجنة أن “أبو ماريا” أخطأ في إدارة تواصلاته “دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل”، ما استدعى تجميد مهام وصلاحيات القيادي الذي تعود أصوله إلى العراق.
شارك في معركتي الفلوجة الأولى والثانية ومعارك أخرى في تل عفر والموصل وبغداد وفي نهاية عام 2003، استلم القحطاني قيادة كتيبة “التهلكة”، وبعدها بأشهر عُين مسؤولاً عسكرياً بين الموصل وصلاح الدين، حسب ما يورد تقرير للصحفي، محمد حسان.
“المحطة السورية”
مع بدء الثورة السورية كان القحطاني متواجداً في سورية، وعلى علاقة مع بعض قادة “حركة أحرار الشام” وبعض فصائل “الجيش الحر”.
وبعد وصول قائد “تحرير الشام” حالياً، أبو محمد الجولاني إلى سورية مكلفاً من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق” لتشكيل تنظيم موازي في البلاد، كان القحطاني من استقبله.
عمل القحطاني شرعياً في “جبهة النصرة”، وأميراً للمنطقة الشرقية من سورية مع بداية العمل المسلّح عام 2012.
ولم يظهر بصورته الكاملة في ذلك الوقت، وبقيت مجهولة، إلا أن تبدد الضباب عن هويته بعدما نشر تنظيم “الدولة الإسلامية” إصداراً ظهر فيه وجهه، وفي أثناء تحدثه عن تشكيل “المجلس الثوري العسكري” عام 2014.
كان ينظر إلى القحطاني على أنه أبرز المنظرين الذين يوصفون بـ “الإصلاحيين” في “النصرة” سابقاً.
وما إن فشلت “النصرة” في التوسع ضمن دير الزور بعد إعلان تشكيل المجلس العسكري، توجه ومجموعته نحو درعا، وهناك خاض معارك ضد “شهداء اليرموك” الذي كان من فصائل تنسيق الدعم “موك” حينها، و”جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة”.
بقي قرابة سنتين في درعا، وبعدها انتقل إلى محافظة إدلب في شمال غرب سورية، في عملية انتقال غامضة أثارت الكثير من الجدل والاستغراب، كون الطرق التي عبرها آنذاك كانت خاضعة لسيطرة النظام السوري.
“إلى جانب الجولاني”
وتقول مصادر مطلعة على مسيرة “القحطاني” لموقع “السورية.نت” إن الأخير وحال وصوله إلى محافظة إدلب سعى إلى تشكيل “فصيل خاص به”، معتمداً بذلك على العلاقات التي كان قد كونها في أثناء نشاطه في المنطقة الشرقية لسورية.
لكن الجولاني وبعدما عرف نواياه اتجه لاستقطابه إلى صفوف “فتح الشام”، ومن ثم “تحرير الشام”، وهو ما حصل بالفعل، ليكون “أبو ماريا” الرجل الثاني في “الهيئة”.
في محافظة إدلب ظهر “القحطاني” في عدة مناسبات إلى جانب الجولاني، وأظهرت بعض الصور جلوسه مع قائد “الهيئة” في اجتماع عشائري، بينما انتشرت له صورة، في أعقاب الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها مدينة عفرين.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين فرقتي “الحمزة” و”سليمان شاه” من جهة و”الجبهة الشامية” من جهة أخرى، وزجت “تحرير الشام” بنفسها لتدعم الطرف الأول، وهو ما أتاح لها اختراق عفرين، المحسوبة على نفوذ “الجيش الوطني السوري”.
قبل أشهر تحدث “القحطاني” لصحفي قناة “فرانس 24“، وسيم نصر، وعكست الرسائل التي وجهها إلى جانب “الجولاني” تحوّل كبير في سلوك جماعة “تحرير الشام”.
ونقل الصحفي نصر عن القحطاني قوله إن “الهيئة تحارب تنظيم داعش والقاعدة وأنها ليست حركة جهادية وأن الجهاد انتهى”، مضيفاً: “نحن نمنع الشباب هنا من الدخول في الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة ودعينا إلى حل القاعدة”.
وتابع “أبو ماريا”: “نحن نعتبر اليوم أن الجهاد انتهى وأننا لسنا حركة جهادية ولا نريد أن نصنف كجهاديين وأن يتكلم معنا خبراء بالحركات الجهادية، نحن خرجنا من هذا الأمر”.
ومضى قائلاً “نحن لا نقول إن حركة تحرير الشام حركة ديمقراطية لكنها ليست جهادية عالمية كالقاعدة والدولة الإسلامية”، ناكراً مسؤولية الحركة عن أي عمليات إرهابية في الغرب.
لماذا أطيح به؟
ومن غير الواضح حتى الآن الأسباب التي دفعت قيادة “تحرير الشام” لتجميد صلاحيات ومهام “القحطاني”، وكذلك الأمر بالنسبة لما ستفرضه هذه الخطوة على البيت الداخلي لـ”الهيئة”.
وبينما ألمحت “تحرير الشام” إلى اتهام يتعلق بـ”عمالة القحطاني”، اعتبر مراقبون وشخصيات جهادية أن “تجميد صلاحياته” لا يمكن فصلها عن مساعي “الجولاني” للإطاحة بكل شخصية يرى من خلالها تهديداً على منصب قيادته لـ”تحرير الشام”، وأن ما حصل “مرده صراع أجنحة داخلي”.
وقال القيادي المنشق عن “جبهة النصرة”، صالح الحموي المعروف باسم “أس الصراع في الشام” عبر موقع التواصل “x”: “أبو ماريا ليس عميل وهذا لا يعني أنه ليس مجرم وشارك بالبغي”.
واعتبر أن “القضية هي أن الجولاني يعتبر أن تواصل أي قيادي مع جهة خارجية دولة أو غيرها بمثابة تجهيز لانقلاب ضده”.
وتابع: “استغلوا فساد بعض مرافقيه وتواصلات أبو ماريا الخارجية، ومن ثم أوقفوه ليلة ونصف، وصولاً إلى وضعه في إقامة جبرية مع منعه من التواصل”.
وأضاف حساب “مزمجر الشام” أن “القحطاني الذي تسلم مسؤولية ملف تنظيمي الدولة والقاعدة كان على توافق تام مع الجولاني. الأخير ومنذ عام 2018 فتح بنفسه أبواب هيئة تحرير الشام أمام أجهزة الاستخبارات، فمن الوصاية على الجناح العسكري والتصنيع الحربي، مروراً بمكافحة الارهاب، الى تسليم مطلوبين وذاتيات المقاتلين”.
وأوضح أن “سبب التغير بموقف الجولاني تجاه رفيق دربه يعود إلى خوفه من تقويض سلطته في إدلب”، مشيراً إلى أن “إحدى الإفادات تتهم القحطاني بمحاولة الإطاحة بقيادة الهيئة، بعد إخطار إحدى الدول الغربية بذلك، إضافةً إلى تهديدات من قيادات رفيعة في الهيئة بالتحرك إن تجاهل الجولاني محاسبة القحطاني”.
“الجولاني يعلم أن جل قيادات الصف الأول في الهيئة على رأسهم المسؤول الأمني العام على تواصل وتنسيق مع أجهزة استخبارات، ولكن صراع الأجنحة داخل الهيئة واستغلالهم لملف العمالة أجبره على اتخاذ موقف”، بحسب قول “مزمجر الشام“.
إعترافات قيادي
تستمر قضية الصراع داخل «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على أجزاء في شمال غربي سوريا على نطاق واسع و بالتفاعل، وازدادت التكهنات باقتراب «الهيئة» من إعلان مقتل قيادي كبير فيها، أو إصدار حكم بإعدامه، بعد اتهامات وجّهت له بالتجسس والتحضير لعملية انقلاب داخلية.
مصادر إعلامية مقربة من التنظيم نشرت في الأيام الماضية ما قالت إنها «أجزاء من محاضر التحقيق» مع القيادي العراقي في الهيئة، ميسرة الجبوري، المعروف باسم «أبو ماريا القحطاني»، بزعم أنه اعترف بالتهم المنسوبة له.
وعادة ما تلجأ «الهيئة» إلى حسابات إخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي، تعمل بمثابة «إعلام رديف»، مهمتها نشر الأخبار والدعاية الإعلامية التي يريد التنظيم ترويجها بشكل غير رسمي.
وفق هذه الحسابات، اعترف الجبوري بالتجسس لصالح قوات التحالف الدولي، والتنسيق معه لاستهداف الجماعات المتشددة في المنطقة، بالإضافة إلى ترتيب عملية انقلاب ضد قيادة «الهيئة».
مقاتلون من «هيئة تحرير الشام» يعاينون موقع الغارة الأميركية شرق محافظة إدلب، 28 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
المصادر قالت إن الجبوري «اعترف أنه تابع لغرفة عمليات التحالف الدّولي في مدينة أربيل العراقية، بإشراف ضابط عراقي زار إدلب أكثر من مرة والتقى به»، وإن «الغرفة تضم ممثلين عن وكالة المخابرات المركزيّة الأميركيّة (CIA)، وجهاز الاستخبارات البريطانيّة الخارجيّة (MI6)، ووكالة المخابرات الفرنسيّة (DGSE)، ووكالة المخابرات الإسرائيليّة الخارجيّة (الموساد)، ووكالة الاستخبارات الوطنيّة التّركيّة (MIT)، إضافةً إلى وجود تنسيقٍ عالٍ بين غرفة أربيل والمخابرات الرّوسيّة، عن طريق ضابط سوري مجنس روسيّاً»، وفق المصادر.
وحسب التسريبات (التي لم يعلق المكتب الإعلامي لـ«الهيئة» عليها حتى الآن، رغم طلب «الشرق الأوسط» ذلك)، أقرّ أبو ماريا بتجنيده لصالح التّحالف منذ عام 2018، من أجل ملاحقة قادة وعناصر تنظيم «داعش»، وجماعة «حراس الدين» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا.
المصادر سرّبت أيضاً أن الجبوري تلقى أوامر من «غرفة عمليات أربيل» ببدء عمليات التجنيد داخل صفوف الهيئة، تمهيداً لانقلاب داخلي، بهدف السيطرة على الشمال (المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المتحالفة مع تركيا).
وتضيف التسريبات أن «أبو ماريا قدّم، قبل اعتقاله بفترة قصيرة، تقريراً لغرفة أربيل، يفيد بأن جهاز الأمن العام (التابع لهيئة تحرير الشام) أصبح تحت سيطرته بعد تجنيده معظم قادة الجهاز، وكذلك حكومة الإنقاذ (الذراع الخدمية للهيئة) التي جند بعض الوزراء والمسؤولين فيها، وأنه بدأ بالتجنيد داخل الجناح العسكري للهيئة، وأبلغهم أنه يحتاج حتى منتصف عام 2024 ليكون جاهزاً لبدء الانقلاب».
المصادر اتهمت الجبوري بأن الهدف النهائي لانقلابه المزعوم هو تسليم المنطقة للقوات الروسية نهاية عام 2024، بعد حملة عسكرية «بالتعاون مع عملائه داخل الهيئة وخارجها، ثم الوصول إلى مدينة إدلب ورفع أعلام النّظام على المؤسسات الحكومية».
عناصر في «هيئة تحرير الشام» خلال احتفال بتخرجهم من دورة عسكرية في ريف إدلب، 14 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
وبينما تبدو التسريبات المتعلقة بتواصله مع قيادة قوات التحالف، وكذلك التحضير لانقلاب داخل التنظيم، متسقة مع المعطيات التي انتشرت خلال الأشهر الماضية حول هذه القضية، فإن اتهام الجبوري بالتآمر مع الجانب الروسي لا يبدو مقنعاً لكثيرين، خاصة أن القيادي العراقي كان يقوم بالتواصل مع «التحالف» بتكليف من قيادة الهيئة وبعلمها.
ورغم عدم استبعاد انخراط الجبوري بمخطط للانقلاب على القيادة الحالية للتنظيم، بسبب صراعات بين أجنحته أدت لانشقاقات واعتقالات وهروب بعض المسؤولين، فإن الزجّ به في ملف خلايا التجسس يهدف للتخلص منه من قبل الجناح المسيطر حالياً، بحسب مراقبين.
ناشطون ومسؤولون سابقون في «هيئة تحرير الشام» لم يستبعدوا، منذ اعتقال الجبوري، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أن يتم إعدامه، بينما تحدث البعض عن وفاته بالفعل بسبب عدم تلقيه الرعاية الصحية من قبل جهاز الأمن التابع لـ«الهيئة».
الباحث المتخصص بالجماعات الجهادية، عرابي عرابي، إستبعد تصفية «أبو ماريا» في حينها ، مشدداً على أن هذه الخطوة تتطلب تمهيداً ضرورياً يضمن عدم حدوث ارتدادات تؤثر على التنظيم، الذي يعيش مرحلة مضطربة.
ويقول في تصريح خاص : «لا أعتقد أن الهيئة ستعدم أو تقتل أبو ماريا قبل احتواء أنصاره ونقل كامل الكتلة المؤيدة له إلى مناطق أو مواقع هامشية، لضمان عدم إمكانية اجتماعهم مجدداً، أو تشكيل تهديد للكتلة الصلبة الحاكمة الآن في الهيئة».
لكن احتمال إعدامه أو مقتله «يبقى وارداً»، حسب الباحث عرابي، الذي يرى أنه «لن يُفصح عنه في الوقت الحالي، وإنما بعد ترتيب كامل لوضع إدلب، والتحضير بما يكفي للإعلان عن ذلك».