أثار مقطع فديو ، منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، سخطا كبيراً في الأوساط الشعبية بالعراق يخص تسعيرات الزواج، واحتقار النساء السوريات.
وبحسب المقطع المنشور، والذي اطلع عليه فريق صحيفة العراق ، ظهر ثلاثة اشخاص، وهم يتحدثون بطريقة “ساخرة”، حول تكاليف الزواج في العراق، ويدعون الشباب العراقيين بالتوجه الى سوريا، لرخص الأسعار هناك.
وبحسب الفيديو، يظهر أحدهم، وهو يُعدد تكاليف الزواج في العراق، ويقول: “إذا لم تملك أموالا، وترغب بالزواج، فهناك زواج بـ500 دولار، وهناك زواج آخر بـ15 مليون دينار عراقي”.
ويضيف: “مصاريف الزواج العراقي، تتمثل بشراء الذهب بقيمة 5 ملايين دينار، نيشان أي (مستلزمات المرأة، بالإضافة الى مواد تجميل، وبدلات العرس، وغيرها) والتي تكلف 6 ملايين دينار، كذلك غرفة نوم بسعر 3 ملايين، وتجهيزات العريس مليون دينار، اما تكاليف قاعة العرس والفندق، فقد بلغت 3 ملايين، وعشاء العرس 4 ملايين”، مبيناً ان “مجموع تكاليف العرس العراقي، بلغ 22 مليوناً”.
شخص آخر ظهر وهو يتحدث، ويبدو من لهجته بإنه (سوري) الجنسية، قائلاً: “العرس السوري يُكلف 500 دولار فقط، مع المستلزمات كافة، بشرط تكون (الفتاة) جميلة!”.
اما الشخص الثالث، فبعد ما رأى فرق الأسعار بين العرسين، قال: “لدي ألف دولار، سوف أتوجه لسوريا، للزواج هناك أفضل، فليس من المعقول الزواج في العراق بمبلغ 15 مليوناً”.
ولاقى الفيديو، ردود أفعال “شديدة”، وتعليقات تدين المقطع، وما ظهر فيه، من حديث حول تكاليف الزواج، والفرق بين العراق وسوريا.
ويقول أحدهم: “مع الاسف الغيرة العراقية والشهامة، يوم عن يوم تنتهي بسبب (اشباه الرجال)”.
بدوره، يقول شخص آخر يدعى محمد: ” انت إذا لم تملك اموال الزفاف، فكيف ستبني اسرة، وتتحمل المسؤولية؟”، مردفاً بالقول: “المهر والذهب هذا تقدير لزوجتك، ولا يعني اعتبرها كسلعة، اما الأمور الباقية، فهي تحل بطريقة التفاهم!”.
ويضيف: “هذا الكلام لا يشمل الكل؛ لان هناك عوائل يستغلون هذا الشيء، لكن من غير المعقول تتزوج بمبلغ 500 دولار فقط، وتسمي نفسك متزوج”، لافتاً الى أن “الزواج بهذه الطريقة، معناها ستضل طول عمرك (فكر)؛ لان هذا تفكيرك ومستواك”.
وينشغل الرأي العام العراقي منذ فترة طويلة بقضية زواج العراقيين من سوريات، الذي كثر بصورة “غير طبيعية” خلال الفترة الماضية، وسط تساؤلات عديدة عن أسبابها وشريعتها ونسب نجاحها.
كثيرةٌ هي حالات الزواج التي تمت بين الجنسيتين السورية والعراقية، من دون وسيطٍ يُذكر، إذ تمّت بشكلٍ مباشر بموجب تبادلٍ لنظرات الإعجاب والمراسلة.
وعن أسباب كثرة هذه الزيجات بين البلدين، ورغبة الشبان العراقيين في الزواج من فتاة سورية على وجه الخصوص، فإن الدراسات الاجتماعية وجدت أن البعض منهم تستهويهم اللهجة الشامية والأسلوب ولون البشرة الفاتحة، فيما يحبّذ آخرون الخروج عن نطاق العادات والتقاليد التي تُفرض على الشاب عقد القران على ابنة عمه، أو إحدى بنات العشيرة من دون رضى تام ومطلق من قبل الشاب في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ملل البعض منهم من تدخل عموم العشيرة في خلاف الأزواج، إذ تخلو الخلافات التي من الممكن أن تُحلّ بمرونة من اللين والاعتدال، وقد تتطور وتُفضي إلى اقتتالٍ بين أبناء العشيرة.
ومنهم من اختار سوريةً بسبب التفاوت في المهور بين البلدين، إذ وجدوا أن المهور في سوريا أدنى منها في العراق، وأن الفتاة السورية لا تتمتع بالتكبّر والاستعلاء، ومخملية الطباع إذا ما قُورنت بغيرها من فتيات البلدان الأخرى، وفقا للدراسات.