تركيا تقتل القيادي بحزب العمال قاسم انكين

اعترف حزب العمال الكردستاني، الاثنين، بمقتل أحد قياديه أواخر الشهر الماضي، وذلك إثر قصف تركي داخل الأراضي العراقية.

واعلنت اللجنة القيادية في الحزب في بيان صحفي، “مقتل عضو اللجنة المركزية قاسم أنكين، بغارة جوية شنتها القوات التركية في 27 من مايو الماضي”.

وأكدت أن “أنكين قتل بغارة في منطقة برادوست في إقليم كردستان العراق”.

وتشير المعلومات إلى أن أنكين انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني عام 1989 ونشط لفترة في أوروبا وشارك خلالها بعدة فعاليات، قبل أن يعود إلى الشرق الأوسط عام 1990.

وشارك أنكين في دورة تدريبية بأكاديمية محسوم كوركماز في لبنان عام 1991، ثم عاد للقتال في إقليم كردستان، خاصة في برادوست وقنديل.

وجاء في نصّ البيان:

“القائد والإداري في حزبنا وعضو الهيئة القياديّة في حزب العمال الكردستاني/PKK/الرفيق قاسم انكين (إسماعيل نازلي كول)  استشهد  في غارة جوية شنتها الدولة الفاشية التركية في 27أيار بمنطقة برادوست في مناطق الدفاع المشروع، نود أن نعرب عن تعازينا لأسرته وأفراد حزبنا وشعب كردستان الوطني، نؤكد من جديد عزمنا على المضي قدماً في النضال على نهج القائد آبو.

كما يعرف حزبنا ـ حزب العمال الكردستاني /PKK / بحزب الشهداء، من حقي قرار وحتى عشرات الآلاف من الشهداء، حيث نما بشكل كبير بفضل الشهداء، سيزداد قوة وسيكبر اكثرفي استشهاد الرفيق قاسم، وسيتحقق النصر لشعبنا، كل روح نفقدها ستزيد من غضبنا ضد العدو مرات ومرات، وتقوي عزيمتنا في المقاومة والنضال، وستقام كردستان الحرة بفضل السائرون على خطى الرفيق الشهيد قاسم.

تعرّف على حزب العمال الكردستاني/PKK/ في مرحلة الشباب وانضم اليه عام 1989

منذ أن انضمت عائلة نازلي كول إلى الحزب في بدايته، وكذلك وجود شهداء من عائلته والمقربين له، وشوقهم للوطن في منفاهم، الرفيق قاسم تعرف على حزب العمال الكردستاني/PKK/ في سن مبكرة، منذ عام 1985 تحمل المسؤولية، وبدأ في تنفيذ الواجبات الوطنية ، وفي عام 1989 أصبح ثوريًا محترفًا وانضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني/PKK/، في أوروبا شارك في أعمال الشباب والثقافة والفنون والدبلوماسية،  كان الرفيق قاسم محبوبًا من قبل كل شخص يعرفه وأصبح صديقًا يركز عليه دائمًا، وفي العام 1990لكي يتحد مع حقيقة شعبه وليدخل ساحة الشرق الأوسط التي كان القائد آبو موجوداً فيها وبإصرار نجح في مبتغاه.

دخل الى لبنان في العام1990وانضم هو ومجموعة من رفاقه لأكاديمية الشهيد معصوم كوركماز وتعرف على القائد آبوعن قرب خلال دورته التدريبية، وصل لحقيقة الشعب الكردستاني، وليعيش تجربته الأولى كثائر فقد تم فرزه الى ولاية الجنوب الغربي، الرفيق قاسم الذي تم ابعاده عن الوطن في سن مبكرة، بعد سنوات من العمل كقائد ثوري انتقل الى مسقط رأسه في الوطن، وهذا ما اثر في نفسه وفي نفوس كل من كان موجوداً في المنطقة أن يتعرفوا على حزب العمال الكردستاني/PKK/، اصبح صلة الوصل ورابطاً قوياً بين الشعب الكردي وبين حزب العمال الكردستاني/PKK/، نضال الرفيق قاسم في نورحق وأنكيزك و بينبوغايان مع رفاقه أصبح أساساً لتصبح ساحة الجنوب الغربي كخندق للكريلا، وهذا النضال مازال يعرف بالملحمة حتى الآن.

الرفيق قاسم كان ينتصر رغم كل الظروف ولم يعرف الفشل

توجه الرفيق قاسم الى ساحة القيادة في عام 1994وبعد اخضاعه لدورة تدريبية توجه الى بوطان قلب كردستان، مارس مرحلة القيادة لمدة زمنية طويلة ووجه ضربات موجعة للعدو التركي، أصبح مقاتلا ًعظيماً ووريثاً لما خلّفه/ بسي آنوس ومصطفى يوندم/، وكذلك خلق عمق العلاقة بين انكين سينجر ونوجان، قام بممارسات مهمة وعبر الى جنوب كردستان، عمل الرفيق قاسم أيضًا في مناطق بهدينان وبرادوست وقنديل في جنوب كردستان ، وكان منذ فترة طويلة مسؤولًا عن مركز الاعلام والمعلومات في قوات حماية الشعب/HPG/، في ذلك الوقت داخل الوطن وفي العالم عمل دعاية عظيمة لقوات الكريلا ولحزبنا وحركتنا الثورية ليفهم العالم اجمع حقيقتنا بشكل صحيح، فقد قام بجهود كبيرة في هذا الشأن، كما شارك الرفيق قاسم في عمل لجنة حزب العمال الكردستاني/PKK / لدعم أسر الشهداء، وكان ناجحًا دائمًا في جميع الظروف ، ولم يقف عند أي عقبة في طريقه، وقد أصبح هذا معيارًا أساسيًا، مع انضباطه وطريقة عمله، أخذ زمام المبادرة في عدم انهاء خط شهداء حزب العمال الكردستاني /PKK / وخلق هذا الوعي داخل الحزب بأكمله.

كان يرى ضرورة رسم الحياة الحرة وفق نهج القائد أوجلان

وناضل رفيق دربنا قاسم طويلاً في جبال كردستان، وفي الوقت ذاته تميّز بالتزامه بفكر وفلسفة القائد أوجلان ونشر هذا الفكر بين رفاقه الكريلا. لذا، كانت إحدى مهامه الرئيسيّة، إلى جانب القتال، هي تقديم دروس توعويّة لمقاتلي ومقاتلات الكريلا استناداص على فكر القائد أوجلان، إلى جانب عمله في مجال الإعلام، ولم يبخل في العطاء، كونه نهل من فكر القائد الكثير. وأصدر كتاباً بعنوان ’التاريخ الآن’ تطرّق فيه إلى تاريخ الكرد وكردستان، وتاريخ الحركات الثوريّة الكرديّة على مرّ التاريخ، مستفيداً من كلّ ما كتبه القائد أوجلان بهذا الخصوص.

’الحقيقة المتكاملة’ أساس لنضاله الفكري

خلال نضاله الطويل في صفوف حزب العمال الكردستاني، الذي امتدّ 35 عاماً، اعتمد رفيق دربنا قاسم فلسفة القائد أوجلان نموذجاً للاستدلال على حقيقة الأمور وماهيّتها. لذا كانت الحقيقة المتكاملة هي أساس لنضاله الفكري.

ومن هذا المنطلق، خاض رفيق دربنا كفاحاً متميّزاً بين صفوف مقاتلي الكريلا، بحيوية وهمّة لنقل كلّ ما نهله من فكر القائد لرفاقه. ولم يكن يألو جهداً في سبيل نشر الأفكار التي آمن بها وتحقيق الأهداف التي اعتمدها أساساً لحرّية شعبه. كان سبّاقاً لتنفيذ أصعب المهام وأكثرها حساسية، وهذا ما ميّزه كقياديّ في ميداني الفكر والسلاح، بسبب إيمانه الشديد بأفكاره وثقته بأنّ إرادة النضال والمقاومة سينتصران طالما الهدف هو حرّية شعبه. وبهذه الروح المفعمة بإرادة المقاومة، ظلّ متمسّكاً بمبادئه والتزامه بفكر القائد أوجلان، هذا الفكر الذي رأى فيه حرّية الكرد وعموم شعوب المنطقة، ورأى فيه أيضاً تحقيق الديمقراطيّة في الشرق الأوسط.

لقد فقدنا قياديّاً كبيراً بحجم قاسم أنكين، ونعلم أنّ الشباب الكرد سيجعلون من استشهاده طاقة وعنفواناً لتصعيد وتيرة النضال ضدّ دولة الاحتلال والاستبداد التركيّة، تماماً كما حدث بعد استشهاد القيادي أنكين سنجار، بهمّة منقطعة النظير.

لا يسعنا إلّا أن نتقدّم بأحرّ التعازي لعائلة نازلي كول، عائلة الشهيد قاسم، ولعموم شعبنا الكردي وأيضاً لجميع القوى الثوريّة في العالم، ونعاهدهم جميعاً أن نحوّل كردستان وتركيا بمدنها وجبالها وقراها، وكلّ شبر تتواجد فيه قوى الاحتلال التركي، إلى ساحة للنضال والانتقام لدماء شهداء حرّية كردستان.