يتجه الجيش الأميركي إلى خفض حجم قواته بنحو 24 ألف جندي، أو ما يقرب من 5%، وإعادة هيكلته ليكون أكثر قدرة على خوض الحروب الكبرى القادمة.
ومع ذلك، ستضيف الخطة حوالي 7500 جندي في مهام حاسمة أخرى، بما في ذلك وحدات الدفاع الجوي ومكافحة الطائرات المسيرة وخمس مجموعات عمل جديدة حول العالم تتمتع بقدرات معززة في مجال الإنترنت والاستخبارات والضربات بعيدة المدى.
ووفقا لوثيقة للجيش، فإن هيكلة الخدمة مفرطة للغاية ولا يوجد عدد كاف من الجنود لملء الوحدات الحالية. وقالت الوثيقة أيضا إن عمليات التخفيض “للفراغات” لا “للأوجه” ولن يطلب الجيش من الجنود ترك القوات.
وبدلا من ذلك، يعكس القرار حقيقة أن الجيش لم يتمكن لسنوات من ملء آلاف الوظائف الشاغرة. وفي حين أن الجيش بهيكله الحالي يمكن أن يضم ما يصل إلى 494 ألف جندي، فإن العدد الإجمالي للجنود في الخدمة الفعلية في الوقت الحالي يبلغ حوالي 445 ألف. وبموجب الخطة الجديدة، فإن الهدف هو جلب ما يكفي من القوات على مدى السنوات الخمس المقبلة للوصول إلى مستوى 470 ألف جندي.
كانت القوى العسكرية في الغرب قد وصفت القنابل التي أضاءت سماء العراق ليلا أثناء الهجوم الأمريكي في مارس/آذار 2003 بأنها “صادمة ومروعة”.
كان هذا الهجوم بمثابة بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق والإطاحة بحكم الرئيس صدام حسين.
قالت الحكومة البريطانية لمواطنيها أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، وأنه يقوم بتطويرها، وأنها تشكل تهديدا وشيكا للمملكة المتحدة وحلفائها.
لكن بعد ثلاثة عشر عاما من الغزو، وجد تحقيق بريطاني ترأسه السير جون شيلكوت، عن الحرب أن المعلومات الاستخباراتية “لم تثبت بشكل قاطع أن صدام حسين كان مستمرا في إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية أو أنه واصل تطوير أسلحة نووية”.
الآن، بعد 20 عاما، يعيد بعض المتورطين في الحرب، أو من تأثروا بها بشكل مباشر، النظر في الصراع ويفكرون في إرثه الذي لا يزالون يعانون منه حاليا.
“الحرب كلفتني ابني”
في 24 يونيو/حزيران 2003، بعد ثلاثة أشهر من عملية الغزو الأولى، قُتل الجندي الأول توماس كيز، من قرية كلانويكلين، قرب مدينة غويند في ويلز، أثناء مشاركته في القتال قرب مدينة العمارة في جنوب شرقي العراق، عندما تعرضت الشرطة العسكرية البريطانية لهجوم من قبل حشد من المدنيين العراقيين بسبب خلاف حول مرور الدوريات البريطانية في المنطقة.
قال والد توم، ريغ كيز، إن ابنه وزملاءه الجنود أُرسلوا إلى “حفرة جحيم” “بدون أجهزة اتصال لاسلكية، أو هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، ولا مشاعل إضاءة ، ولا علاج مورفين، ولا قنابل يدوية، فقط كل جندي كان معه 50 طلقة ذخيرة”.
كان السيد كيز يعتقد أن بريطانيا دخلت الحرب بذريعة زائفة، وكان يأمل في قلبه “أن يكون رئيس الوزراء (توني بلير) يوما ما قادرا على الاعتذار وقول آسف”.
مولود من عالمين مختلفين
يقول حسين سعيد الويلزي العراقي إن العنصرية التي تعرض لها خلال الحرب جعلته يكره ويلز لبعض الوقت
التعليق على الصورة،
يقول حسين سعيد الويلزي العراقي، إن العنصرية التي تعرض لها خلال الحرب جعلته يكره ويلز لبعض الوقت
ثبت لحسين سعيد، أن كونه مولود لأب عراقي ولأم من ويلز كان أمرا محيرا.
عندما كان في العاشرة من عمره، وجد حسين نفسه مستهدفا من جانب المتنمرين في المدرسة وقال إن العنصرية التي تعرض لها جعلته “يكره” ويلز لبعض الوقت.
وقال حسين سعيد: “كان من الصعب التوفيق بين الهوية العراقية/وهوية ويلز”.
“ذهبنا للحرب بسبب كذبة”
اللورد بيتر هاين، الوزير أثناء الحرب قال إن المعلومات الاستخباراتية كانت ملفقة وكلفت بريطانيا حربا في العراق
كان اللورد بيتر هاين، عضوا في حكومة توني بلير أثناء الغزو، والآن يأسف وزير شؤون ويلز السابق على قراره بالتصويت لصالح الحرب.
وقال هاين، “لقد صدقت المعلومات الاستخباراتية، لأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وعرفت أنه استخدمها (من قبل)”.
وأضاف أن “الأمر المأساوي أن تلك المعلومات الاستخباراتية ثبت أنها خاطئة تماما. ولذا ذهبنا إلى الحرب بسبب كذبة”.
“لم نتغير كثيرا”
تقدم لي ويست من سوانسي، للانضمام إلى مشاة البحرية الملكية في عام 2002 ووجد نفسه يخدم في العراق بعد ثلاث سنوات من انتهاء التدخل العسكري البريطاني.
يقول لي ويست بعد عقدين من الغزو: “كان هناك الكثير من الأشياء الخاطئة بشأنه”
يقول عن هذه الفترة، “كنا في مرحلة انتقالية بالعراق، حيث رحل بالفعل صدام حسين، لكن كيف تسير الأمور في البلاد الآن؟”
بعد عشرين عاما، لدى لي مشاعر مختلطة حول نتيجة ما حدث: “لقد كانت (الحرب) ناجحة، وقمنا بالعديد من الأشياء، وقمنا بتغيير الكثير من الأشياء ضمن ما طُلب منا، لكن بالنسبة للمخطط الأكبر في العراق لم نفعل الكثير من التغيير”.
يشك الجندي ليام سبيلان في نجاح الحرب
انضم ليام سبيلان، إلى الجيش عام 1999 وتم نشره للخدمة في العراق عام 2005، ورغم محاولته أن يكون “ذلك الجندي الودود” للعراقيين، إلا أن المخاطر على الأرض كانت في ذهنه.
وقال سبيلان، “أتذكر ذات ليلة ظننت حلمت بشيء. حلمت أنني كنت وحدي في دورية وكنت أصرخ (لا تتركوني، أنا وحيد) “.
“اتضح أنني استيقظت بالفعل وأنا أصرخ (لا تتركوني) وأشياء من هذا القبيل، كان الأمر مخيفا حقا”.
عندما غادرت القوات البريطانية العراق في عام 2009، كان قد سقط أكثر من 200 قتيل بريطاني و150 ألف قتيل عراقي، كما نزح أكثر من مليون شخص.
يعتقد السيد كيز أن الحرب كانت خطأ: “لم نكن بحاجة لخوض حرب مع العراق. لقد كانت حرباً باختيارنا وليست ضرورة”.
“يجب أن تكون (الحرب) هي الخيار الأخير والنهائي. عندما تفشل جميع السبل الأخرى. لكن مع العراق كانت الخيار الأول تقريبا”.
رغم مرور أكثر من عقدين على الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لا تزال تداعيات هذا الغزو محسوسة وتعكس تأثيرا عميقا على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعراق.
وفي محاولة لرصد النتائج والآثار المترتبة على هذا الغزو، نظمت جامعة جورجتاون في قطر مؤتمرا بعنوان “غزو العراق: تأملات إقليمية” في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، لمناقشة تداعيات الغزو الأميركي وتقديم المسارات المحتملة لمستقبل البلاد.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة الحلول والمبادرات المشتركة لمواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية العميقة للصراع على مستوى الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
ويشارك في المؤتمر عدد كبير من القادة المؤثرين في تشكيل الرأي العام في العراق، أبرزهم الرئيس العراق السابق برهم صالح، بالإضافة إلى باحثين دوليين وصحفيين إلى جانب مشاركة سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا في دولة قطر.
الحرب ليست الخيار الأمثل
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال الرئيس العراقي السابق برهم صالح إن “من المؤكد أن الحرب ليست الخيار الأمثل، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من العراقيين الذين ناضلوا دون كلل لعقود من الزمن من أجل الإطاحة بنظام الدكتاتورية، إلا أن تحقيق ذلك عبر الاستعانة بقوى خارجية لم يكن حتما خيارا محبذا أو مفضلا بالنسبة لهم”.
لكن صالح اعتبر أن الحرب كانت بمثابة “فرصة” لتحرير الكثير من العراقيين من الدكتاتورية، ومن كابوس الاستبداد الذي طال أمده، ورأى أنه بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أتيحت للعراق الفرصة لتضميد جراحه وتشكيل مسار جديد قوامه التعايش والأمن.
وأشار إلى أنه رغم الفرصة التي أتاحها الإطاحة بالنظام السابق في العراق للتعافي والبناء، فإن التوقعات لم تتحقق بالكامل، بسبب تدخلات مباشرة وغير مباشرة من بعض الدول في الشأن العراقي، وبالتالي لم يحقق العراق التوقعات في عملية الانتقال السياسي التي أعقبت الغزو الأميركي.
ونوه إلى أن العراق لا يزال يعاني من مشاكل عميقة ومتجذرة تمتد لعقود من الإخفاق السياسي والحكومي، موضحا أن هذه المشاكل تتمثل في الجمود السياسي، والخلافات الدستورية، والتوترات العرقية والدينية، وسوء الحكم، والفساد المستشري.
ولفت صالح إلى أن العراق ما زال يواجه مشكلات عميقة جراء الدكتاتورية التي عاشها إلى جانب ما شهده من توترات عرقية وطائفية أعقبت الغزو، مؤكدا أن بلاده بحاجة إلى إصلاح جذري وعقد سياسي واجتماعي ودستوري جديد يقوم على مراجعة موضوعية لأخطاء الماضي وتجاربه ويعيد صياغة العلاقة بين الحكومة والشعب ويأخذ بعين الاعتبار الدروس خلال العشرين سنة الماضية.
وتطرق الرئيس العراقي السابق إلى التحديات التي تواجهها بلاده، ومن أبرزها التغيرات المناخية، إذ أشار إلى أن العراق واحد من بين 5 بلدان يهددها خطر التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والتصحر وتآكل اليابسة، وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا على مستقبل العراقيين.
العلاقة مع دول الجوار
ودعا صالح إلى ضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد المعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط وتنويع مصادر الدخل، معتبرا أن الاعتماد الشديد على النفط كمورد رئيسي للإيرادات، يعد أمرا خطيرا وغير مستدام، فزيادة تراجع الطلب على النفط وتحول العالم نحو الطاقة النظيفة سيتسبب في تراجع تدريجي لإيرادات الاقتصاد العراقي على المدى الطويل.
وتحدث الرئيس العراقي عن علاقة بلاده بدول الجوار، إذ رأى أن العراق لم يعد يشكل مصدر تهديد لجيرانه بل يسعى للاندماج في المنطقة ويقود شراكات مع دول الجوار المختلفة، مرحبا في الوقت نفسه بالمسار الجديد الذي تشهده العلاقات بين السعودية وإيران اللتين تعدان من أبرز جيران العراق.
من جهته، علق عميد جامعة جورجتاون في قطر صفوان المصري على الوضع الصعب الذي واجهته العائلات والمدن العراقية بسبب الغزو والاحتلال، قائلا “خلال العقدين الماضيين، من الصعب أن نجد مدينة أو عائلة عراقية لم يلحقها الخراب بسبب الغزو والاحتلال الذي تلاه”.
وأوضح المصري، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن المؤتمر سيناقش تأثير الغزو على العراقيين والمنطقة بشكل عام، وسيدرس تداعياته على السياسة العالمية والسياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة، كما أشار إلى تغير المواقف في المنطقة وخارجها تجاه الولايات المتحدة بعد الغزو.
وبدورها تؤكد رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي آلاء طالباني أنه رغم مرور 20 عاما على الغزو، فلا يزال العراق يعاني الكثير من الإخفاقات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
طالباني، في تصريح للجزيرة نت، أن العراق حاول إعادة الإعمار بعد سنوات من الحروب ثم الغزو والاحتلال الأميركي، لكن رافق ذلك العديد من المشكلات والمعوقات
دستور جديد
وتقول طالباني، في تصريح للجزيرة نت، إن العراق حاول إعادة الإعمار بعد سنوات من الحروب ثم الغزو والاحتلال الأميركي، لكن رافق ذلك عديد من المشكلات والمعوقات، مشيرة إلى أن أبرز هذه العقبات هو الصعود الكبير للجماعات المسلحة مثل “القاعدة” و”تنظيم الدولة” وغيرها وما استلزم ذلك من جهود ونفقات لمجابهتها، إضافة إلى خطر “الطائفية” التي أثرت على النسيج المجتمعي للعراقيين وأودت بحياة الآلاف ولا تزال آثارها قائمة حتى الآن.
كما تشير إلى أن العراق خلال العقدين الماضيين، افتقد وجود سياسة واضحة تجاه دول الجوار والإقليم، مؤكدة أنه آن الأوان لاتباع سياسات أفضل ووضع سياسة إستراتيجية واضحة للتعامل مع جيران العراق ودول المنطقة في ظل وجود انقسام بين المكونات العراقية حول التعامل مع دول بعينها.
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي، ترى طالباني أنه يجب إعادة النظر في الدستور الذي يحكم العراق منذ عام 2005 وأنه حان الوقت لمراجعته وتعديله بما يتماشى مع المتغيرات التي يشهدها المجتمع.
وبشأن العلاقة مع الولايات المتحدة بعد مرور عقدين على غزو العراق، تقول رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي إن الولايات المتحدة ظلت دولة محتلة للعراق لمدة سنوات حتى نجحت بغداد في إخراج القوات الأميركية عام 2011 واستعادة سيادتها، والمجموعات الموجودة الآن هي لتقديم الدعم والاستشارة فقط وهذا كان باتفاق، مؤكدة أن العلاقة بين الدولتين طبيعية رغم بعض التدخلات من جانب واشنطن في الشأن العراقي.
وعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عقد نقاش بعنوان “حرب العراق والدبلوماسية العالمية” شارك به سفير الولايات المتحدة لدى قطر تيمي ديفيس، وسفير المملكة المتحدة بالدوحة جوناثان ويلكس.
وخلال النقاش دافع سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا عن قرار بلديهما بغزو العراق، معتبرين أن قرار الحرب كان من أجل مساعدة العراقيين على التخلص من النظام و العيش بحرية التي اصبحت نقمة على العراق و العالم
لماذا تبقي واشنطن قواتها في العراق بعد 20 عاما من غزوه؟
نشرت شبكة إخبارية أمريكية تقريرا حول الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بقوات عسكرية في العراق بعد 20 عاما من غزوه.
وجاء تقرير الشبكة التلفزيونية الأمريكية “بي بي إس” (بوبليك برودكاستينغ سيرفس)، بمناسبة مرور 20 عاما على إطلاق عملية “الصدمة والرعب” التي كانت بداية لغزو العراق في شهر مارس/ أذار عام 2003.
كيف تسبب غزو العراق في تدمير العالم؟
وقالت الشبكة إن الادارة الأمريكية تحتفظ بقوات صغيرة في العراق (تقول إنها لمهام غير قتالية) بعد عقدين من غزوه ليكون لها وجود دائم يؤكد استمرار علاقاتها العسكرية وشراكتها الدبلوماسية مع دول محورية في الشرق الأوسط.
وتابعت: “يقدر عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق بـ 2500 جندي منتشرون في أماكن متفرقة وخاصة في بعض المنشآت العسكرية في بغداد وشمالي البلاد”.
ولفتت الشبكة إلى أنه رغم الفارق الكبير بين حجم الوجود الحالي للقوات الأمريكية وبين ما كانت عليه في السابق، إلا أن الحفاظ على وجود دائم في العراق يمثل أهمية كبيرة لواشنطن لإظهار التزامها تجاه المنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني
ولفتت إلى أن الغزو الأمريكي للعراق قاد إلى إسقاط صدام حسين وتفكيك نظام الحكم الذي كان على رأسه وتسريح الجيش.
وتابعت: “رغم ترحيب العديد من العراقيين بإزاحة صدام حسين من السلطة، إلا أن فشل الحكومات التالية في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين والحرب الأهلية والأزمات الإنسانية التي تلت ذلك، جعلتهم يشعرون بخيبة الأمل”.
وبحسب الشبكة، فإن القوات الأمريكية التي انسحبت من العراق عام 2011، عادت بعد ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول)، في 2014 بدعوة من الحكومة العراقية واستمر حتى نهاية التنظيم في 2019.
وبعد ذلك استمر القوات الأمريكية في العراق بأعداد قليلة ضمن مهام تدريبية أو مهام تتعلق بمكافحة الإرهاب، كما تقول الشبكة، التي أوضحت أنه رغم تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن دور تلك القوات في مكافحة “داعش”، إلا أن السبب الرئيسي لها هو التصدي للنفوذ الإيراني.
أين هم اليوم بعد عقدين من الحرب؟
كان آري فيشر، وهو المتحدث باسم إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، قد أشار إلى الغزو بـ”عملية تحرير العراق”، لكن التوصيف الذي صدر عنه مرتين بشكل عرضي ولم يكن الاسم المعتمد رسميا للتحرك العسكري، شاع كثيرا.
وبعد مضي عقدين، تعود عدة وجوه سياسية ودبلوماسية إلى الواجهة، سواء في الولايات المتحدة أو في دول حليفة لها، وسط تساؤلات حول دورها في غزو العراق، لا سيما أن المبررات الأميركية التي كانت ذريعة لبدء الحرب تبين أنها لم تكن صحيحة.
ولم يتوان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي كان حليفا لبوش في غزو العراق، عن الإقرار بالخطأ والاعتذار عن خطوة الحرب، لكن الاعتذار وُصف بالمتأخر من قبل كثيرين، لأنه جاء بعدما دفع العراق ثمنا باهظا من استقراره، قتلا وتشريدا ودمارا.
ويتحدث هذا التقرير عن أبرز المسؤولين الأميركيين عن إطلاق غزو العراق في 20 من مارس 2003، وأين هم الآن.
جورج بوش الابن
كان الرئيس الأميركي الأسبق عراب غزو العراق، تحت ذرائع حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل، ثم تبين أن تلك المزاعم لم تكن صحيحة بالمرة.
وكتبت صحف أميركية عن تناقضات جورج بوش الابن الذي بادر إلى إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، في حين أنه فعل أمرا “مماثلا” قبل عقدين.
والآن يقضي بوش تقاعدا مريحا في ولاية تكساس بينما يمارس هوايته في الرسم، ويكسب المال من محاضراته، حيث يطلب مئة ألف دولار على الأقل حتى يتحدث لساعة واحدة.
ديك تشيني
وُصف نائب الرئيس الأميركي وقتئذ بأنه السياسي الذي ردد أكبر كذبة مدوية حول العراق، حين كان التحضير جاريا على أشده لأجل الغزو، لا سيما في خطاب شهير ألقاه في أغسطس 2002.
وزعم تشيني حينها أن حسين كامل صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي انشق عن نظام البعث عام 1995، كشف عن محاولات متكررة من العراق لصنع أسلحة نووية، في حين أن المسؤول المنشق ظل ينفي ذلك طيلة الوقت، وهذا الأمر لم يكن سرا.
وبعد تقاعده من المنصب، قضى تشيني تقاعدا هنيئا وهو يمارس الصيد، ثم دعم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة سنة 2016.
وقضى تشيني آخر أيامه بما يشبه قلبا آليا خارج الجسم، حتى يتمكن من دفع الدم نحو الشرايين بشكل مستمر ويبقيه على قيد الحياة.
دونالد رامسفيلد
في ظهر يوم 11 سبتمبر 2001 الذي شهد هجمات نيويورك، وبينما كانت النيران ما تزال مشتعلة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” بواشنطن، قيل إن وزير الدفاع وقتئذ دونالد رامسفيلد كان يسأل ما إذا بات بوسع الولايات المتحدة أن تغزو العراق، في مؤشر على أنه كان متلهفا لخطوة الحرب.
توفي رامسفيلد في 2021، بعدما قضى تقاعدا في بيت فاخر بولاية ماريلاند، تاركا وراءه إرثا يوصف بالقاتم من قبل منتقديه.
كولن باول
وزير الخارجية الأميركي السابق الذي قاد الدبلوماسية الأميركية في فترة غزو العراق وصف بـ”الكاذب”، لأنه روج مزاعم ثبت أنها خاطئة من أجل إيجاد ذرائع لإدارة بوش.
يشير منتقدو باول إلى الخطاب الشهير الذي ألقاه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ثم تبين أن كلامه كان ملفقا بالكامل.
توفي باول سنة 2021، لكنه قضى آخر سنوات حياته وهو يعيش في هدوء، وفي حالة ثراء.
جون بولتون
لعب دورا بارزا في إدارة جورج بوش الابن، حيث شغل منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي، وكان أحد أكبر المبررين وقتئذ لغزو العراق.
الرجل الذي يوصف بالمتحمس جدا للحروب، حتى قال عن ترامب “لو أصغيت إليه لكنا الآن في الحرب العالمية السادسة”، لم يتأثر بمآل الحرب في العراق.
وعاد بولتون مع إدارة ترامب، وجرى تعيينه مستشارا للأمن القومي، وظل يردد آراءه التي كانت تميل إلى الصدام العسكري أكثر مما تجنح إلى التسويات السلمية.
كوندوليزا رايس
رايس التي تولت منصب مستشارة الأمن القومي لإدارة بوش الابن تحدثت في يناير 2003 عن مبرر غزو العراق، وزعمت أن الهدف من الحرب هو الاستباق حتى لا يتمكن صدام حسين من استخدام السلاح الخطير الموجود لديه.
وفي ظل الحرب الدائرة بأوكرانيا، خرجت رايس أيضا لتتحدث عن السلام، في حين يقول منتقدون إنها لعبت دورا بارزا في الحرب على العراق.
جو بايدن
كان بايدن عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، وتولى وقتها رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عقد بايدن جلسات استماع مهدت لغزو العراق، وكان وقتئذ من أبرز الأصوات الديمقراطية التي دافعت عن خطوة جورج بوش الابن.
تولى بايدن منصب نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فيما يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة منذ 20 يناير 2021.