كشفت مجموعات حقوقية، أن السلطات الإسرائيلية اخترقت الهواتف الذكية لـ6 ناشطين فلسطينيين، أحدهم يحمل جنسية مزدوجة، ببرامج “بيغاسوس” للتجسس الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية.
مجموعات حقوقية: برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس استخدم لاختراق أجهزة نشطاء فلسطينيينالولايات المتحدة تدرج الشركة الإسرائيلية المصنعة لبرنامج “بيغاسوس” للتجسس على القائمة السوداء
وأعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في أكتوبر الماضي، عن تصنيف 6 منظمات فلسطينية غير حكومية على أنها “إرهابية” وبينها مؤسستا “الحق” و”الضمير” العاملتان في مجال حقوق الإنسان، بذريعة “علاقاتها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ما يجعلها “غير قانونية” ويعقد عملهما في الضفة الغربية.
من جهتها، كلفت مؤسسة “الحق” منظمة “فرونت لاين ديفندرز” غير الربحية ومقرها إيرلندا (المنظمة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان) بالتحقيق الاستقصائي وفحص 75 حاسوبا محمولا للعاملين، فيما إذا كانت مخترقة ببرمجيات التجسس “بيغاسوس”.
وخلص تحقيق المنظمة في مختبر “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية إلى أن 6 أجهزة استخدمها موظفو المؤسسات الفلسطينية المستهدفة “تم اختراقها ببرمجيات التجسس الإسرائيلية.
ومن بين هؤلاء الستة، المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح الحموري، الذي سحبت إسرائيل وضعه كمقيم دائم في القدس مؤخرا، مما مهد الطريق لترحيله وكذلك مدير “بيسان” المواطن الأمريكي أبي العبودي.
وفي بيان منفصل، أكدت منظمة “العفو” المعلومات الواردة حول الاختراق، قائلة، إن “الهواتف الذكية قد تم اختراقها قبل أن تصنف الحكومة الإسرائيلية هذه المنظمات غير الحكومية الست على أنها إرهابية”.
وأدرجت واشنطن الأسبوع الماضي، الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” المصممة لبرنامج بيغاسوس للتجسس إلى لائحتها السوداء للشركات التي تهدد الأمن القومي بسبب برنامجها.
اذ اثارت التقارير التي كشفت استخدام عدة دول برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس على الهواتف ردود فعل مدوية، خصوصا وأن هذا البرنامج استهدف نشطاء وسياسيين وصحفيين وحكومات.
وتكشف التقارير الصحفية المتعلقة ببرنامج التجسس الإسرائيلي أن الطرف الرئيسي الذي استغل البرنامج هي حكومات حاولت تعقب هواتف نشطاء وصحفيين ومديري شركات وسياسيين، فكيف يعمل هذا البرنامج وكيف يخترق الهواتف، رغم أن شركات التكنولوجيا العملاقة تصرف مبالغ طائلة سنويا لحماية أجهزتها من الاختراق.
كيف يخترق “بيغاسوس” الهواتف؟
يعتقد الباحثون أن الإصدارات المبكرة من برنامج القرصنة التي كشفت لأول مرة عام 2016، استخدمت رسائل نصية مفخخة لتثبيتها على هواتف المستهدفين.
ويجب أن ينقر المستهدف على الرابط الذي وصله في الرسالة حتى يتم تحميل برنامج التجسس، لكن لذلك حدا في فرص التثبيت الناجح لاسيما مع تزايد حذر مستخدمي الهواتف من النقر على الروابط المشبوهة.
خلافا لذلك، استغلت الإصدارات الأحدث من “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو غروب” الإسرائيلية ثغرات في تطبيقات الهواتف النقالة واسعة الانتشار.
ففي عام 2019، رفع تطبيق المراسلة “واتس آب” دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات المعروفة بـ”ثغرة يوم الصفر” في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس على نحو 1400 هاتف.
وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر “واتس آب”، يمكن أن ينزل “بيغاسوس” سرا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة.
وورد في الآونة الأخيرة أن “بيغاسوس” استغل ثغرة في تطبيق “آي ميساج” الذي طورته شركة “آبل”، ومن المحتمل أن ذلك منحها إمكان الوصول تلقائيا إلى مليار جهاز “آي فون” قيد الاستخدام حاليا.
ماذا يفعل البرنامج إثر تنزيله؟
يشرح أستاذ الأمن الإلكتروني في جامعة University of Surrey في المملكة المتحدة آلان وودوارد، أن “بيغاسوس” هو على الأرجح إحدى أكثر أدوات الوصول عن بعد كفاءة”.
وقال: “فكر في الأمر كما لو أنك وضعت هاتفك بين يدي شخص آخر، يمكن استخدام البرنامج للاطلاع على رسائل الهاتف والبريد الإلكتروني للضحايا، وإلقاء نظرة على الصور التي التقطوها، والتنصت على مكالماتهم، وتتبع موقعهم وحتى تصويرهم عبر كاميرات هواتفهم”.
ويؤكد الباحث أن مطوري “بيغاسوس” صاروا “أفضل مع الوقت في إخفاء” كل آثار البرنامج، ما يجعل من الصعب تأكيد إن كان هاتف معين قد تعرض للاختراق أم لا، لذلك لا يزال من غير الواضح عدد الأشخاص الذين تم اختراق أجهزتهم، رغم أن أحدث التقارير الإعلامية تقول إن هناك أكثر من 50 ألف رقم هاتف في بنك أهداف زبائن الشركة الإسرائيلية.
من جهته، قال مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، إحدى المنظمات التي تحقق في “بيغاسوس” إنه وجد آثار هجمات ناجحة على أجهزة “آي فون” جرى أحدثها هذا الشهر.
هل يمكن التخلص من البرنامج؟
نظرا للصعوبة البالغة في معرفة ما إذا كان هاتفك يحمل البرنامج الخبيث، فإنه يصعب أيضا أن تعرف بشكل قاطع إن تمت إزالته، حيث يثبت “بيغاسوس” نفسه على أحد المكونات الصلبة للهاتف أو في ذاكرته، اعتمادا على الإصدار. فإذا تم تخزينه في الذاكرة، فإن إعادة تشغيل الهاتف يمكن أن تمحوه نظريا، لذلك يوصى الأشخاص المعرضون لخطر الاستهداف مثل رواد الأعمال والسياسيين بإغلاق أجهزتهم وإعادة تشغيلها بشكل منتظم.
وفي هذا السياق أفاد وودوارد بأنه “يبدو الأمر مبالغا فيه بالنسبة لكثيرين.. يمكن اللجوء إلى برامج لمكافحة الفيروسات متوفرة لأجهزة الجوال”.
وتابع: “إذا كنت مهددا، فربما عليك تثبيت بعض برامج مكافحة الفيروسات على هاتفك”.
وكشف تحقيق استقصائي نشر يوم الأحد، أن “نشطاء وصحفيين وسياسيين حول العالم استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة NSO الإسرائيلية”.
وأفاد التحقيق بأنه “يتم استخدام برامج ضارة من الدرجة العسكرية من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين”.
ويقول اتحاد 17 مؤسسة إخبارية، إنه “حدد أكثر من ألف فرد في 50 دولة اختارهم عملاء “إن إس أو” منذ 2016 للمراقبة المحتملة، بينهم قرابة 200 صحفي”.
وأفادت صحف “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” وغيرها من وسائل الإعلام ومنظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية بأن برنامج “بيغاسوس” الذي طورته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية قد استخدم لأغراض التجسس.
وفي التفاصيل، قالت منظمة “فوربيدن ستوريز” إن أرقام هواتف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء في حكومته على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج “بيغاسوس” الذي يشتبه باستخدامه من بعض الدول للتجسس على شخصيات مؤثرة.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن هاتف ماكرون استهدف بعملية مراقبة “محتملة” لصالح المغرب.
كما كشفت الصحيفة أنه بين الأرقام التي اختارها جهاز أمني تابع للحكومة المغربية يستخدم برنامج “بيغاسوس” للتجسس، أرقام رئيس الوزراء إدوار فيليب و14 عضوا في الحكومة.
وبحسب ما جاء في التقرير، فقد تم أيضا استهداف الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور باستعمال البرنامج نفسه.
وتعليقا على ذلك، صرح الرئيس المكسيكي بأن التقرير الإعلامي الذي أشار إلى أنه وحلفاؤه كانوا هدفا لبرنامج التجسس “بيغاسوس”، تقرير “مخجل”.
وأشارت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أن “ما لا يقل عن 50 شخصا مقربين من لوبيز أوبرادور بين آخرين كثيرين، من المحتمل أن يكونوا مستهدفين من قبل الإدارة السابقة للرئيس إنريكي بينيا نييتو التي اشترت برنامج “بيغاسوس” من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل”.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن رقم هاتف الرئيس العراقي برهم صالح كان على قائمة تضم 50 ألف رقم تم اختيارها للتجسس عليها باستخدام برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كان برنامج التجسس قد أصاب هاتف صالح أو ما إذا كانت هناك أي محاولة للقيام بذلك.
وفي مقال نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، أفادت باستهداف شخصيات لبنانية من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي لصالح السلطات السعودية والإمارات خلال العامين 2018 و2019، وتشمل طيفا واسعا من الأسماء بدءا من رئيس الدولة ميشال عون ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وعدد كبير من الوزراء والصحفيين والسفراء مرورا بمدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، ورئيس البنك المركزي رياض سلامة، ومسؤولين تنفيذيين من “حزب الله”.
وكشف تحقيق استقصائي نشر يوم الأحد، أن “نشطاء وصحفيين وسياسيين حول العالم استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة NSO الإسرائيلية”.
وأفاد التحقيق بأنه “يتم استخدام برامج ضارة من الدرجة العسكرية من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين”.
ويقول اتحاد 17 مؤسسة إخبارية، إنه “حدد أكثر من ألف فرد في 50 دولة اختارهم عملاء “إن إس أو” منذ 2016 للمراقبة المحتملة، بينهم قرابة 200 صحفي”.