في حين أن القانون الحالي يشير إلى الإدلاء بتصريحات داعمة تتناول وقائع عدة. كما و ينص المشروع الذي يشكل تعديلا لقانون الحق في الإقامة، على أن الموافقة على فعل إرهابي واحد أو الترويج له، سيكون كافيا لتنطبق شروط الطرد على هذه الحالة،

وقالت وزارة الداخلية إن “تعليقا واحدا يمجد جريمة إرهابية أو يؤيدها عبر الشبكات الاجتماعية، يمكن أن يشكل دافعا خطيرا لتنفيذ عملية الطرد”.

وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر خلال مؤتمر صحافي، “لا نتحدّث هنا عن نقرة صغيرة أو +(ضغط زر) إعجاب+ بسيط، بل عن تمجيد ونشر محتوى إرهابي بغيض”.

وعلق نائب المستشار روبرت هابيك في بيان أن هذا القانون يشكل “مكسبا كبيرا وقوة لبلادنا ليتمكن الأفراد المضطهدون من إيجاد حماية في ألمانيا. لكن من ينتهكون النظام الليبرالي الأساسي عبر الإشادة بالإرهاب والاحتفال بالجرائم الفظيعة يخسرون حقهم في البقاء”.

وأضاف أن “الإسلام ينتمي إلى ألمانيا وليس التطرف الإسلامي”.

واعتبرت الحكومة في مشروعها الذي لا يزال يتطلب موافقة النواب أن هذا التمجيد عبر الإنترنت يغذي مناخا من العنف من شأنه تحريض المتطرفين أو أشخاص يمكن أن يتصفوا بالخطر على ارتكاب أفعال إرهابية.

وقالت فيرز عبر صحف مجموعة “فونكي” الإعلامية إن “المحرضين على الإرهاب الذين لا يزالون يعيشون ذهنيا في العصر الحجري لا مكان لهم في بلادنا”.

وإثر الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا معظمهم مدنيون، وما أعقبه من رد عسكري إسرائيلي على غزة خلف حتى الآن أكثر من 37 ألفا و600 قتيل، معظمهم مدنيون أيضا، شهدت الشبكات الاجتماعية نشر تعليقات كثيرة تشجع على الكراهية.

وأصدر القضاء الألماني أحكاما عدة، أبرزها بحق إمام في ميونيخ غرم 4500 يورو بعدما كتب يوم الهجوم “لكل شخص أسلوبه في الاحتفاء بشهر أكتوبر”.

وبداية يونيو، أشاد كثيرون عبر الإنترنت بهجوم بسكين شنه أفغاني على أفراد مجموعة مناهضة للإسلام في مدينة مانهايم (غرب). وأثار الهجوم الذي أسفر عن مقتل شرطي شاب صدمة في البلاد.

وأحيا الهجوم الجدل حول ضرورة طرد المجرمين الأفغان إلى بلادهم، وذلك بعد وقف تنفيذ هذا الإجراء إثر عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، وكذلك بالنسبة إلى سوريا التي لا تزال تشهد حرباً.

وفي السياق، أوضحت فيزر أنّه لا نية للتفاوض مع طالبان بل مع الدول المجاورة، بينما أشارت وسائل إعلام ألمانية الى أوزبكستان.

تصريح وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك  

نعرب عن تضامننا الذي لا يتزعزع مع إسرائيل في معركتها ضد حماس. من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد إرهاب حماس في الإطار الذي ينص عليه القانون الدولي لمثل هذه الحالات الاستثنائية. وهذا تحدي صعب للغاية في مواجهة عدو قاس يستخدم الناس كدروع بشرية. إن إخضاع السكان المدنيين الفلسطينيين للموت والمشقة والمعاناة هو من مخططات حماس الغادرة من أجل خلق أرض خصبة لمزيد من الإرهاب. وفي الوقت نفسه، يهدف الإرهاب إلى تعريض خطوات التقارب التي تم تحقيقها حتى الآن بين إسرائيل وجيرانها العرب للخطر، وفصل الدول العربية عن الشمال العالمي. ويجب ألا تنجح هذه المخططات الإرهابية.

لقد مات عدد كبير جدًا من النساء والرجال والأطفال. إن المعركة ضد حماس، وليست ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. كما أنهم يعانون بشدة. لقد مات بالفعل عدد مهول من الأطفال. ولذلك من المهم بالنسبة لي أن أوضح للفلسطينيين أننا نرى أيضًا معاناتهم. ولهذا السبب أيضًا أسافر إلى المنطقة مجددا.
إن الوضع الإنساني لمئات الآلاف من الأبرياء في غزة كارثي. تمس الحاجة هناك إلى كل شئ. ومن الأهمية بمكان أن تصل المساعدات الدولية والغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى سكان غزة بسرعة ودون عوائق. وفي الوقت نفسه، نعمل بشكل مكثف لضمان أن يتمكن المواطنون الألمان من مغادرة غزة في أسرع وقت ممكن.

ومن أجل تنسيق جهود الإغاثة التي نبذلها، قمت بتعيين مبعوث خاص للمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط. وسوف ترافقني في رحلتي إلى المنطقة، وستعمل مع موظفيها بشكل مكثف مع شركائنا في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والمنطقة على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ورعاية الناس هناك. وألمانيا على استعداد لتقديم المساعدة بصورة شاملة.

كما يجب إطلاق سراح النساء والرجال والأطفال الذين تحتجزهم حماس وحلفاؤها في الأقبية والزنازين على الفور. وسوف نستمر في بذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك. سأستغل هذه الرحلة للتحدث مع كل من لديهم قنوات للتواصل مع حماس حول كيفية إطلاق سراح الرهائن وإقامة المزيد من الاتصالات. كجزء من فريق الأزمات التابع للحكومة الألمانية في وزارة الخارجية، قمنا بتشكيل فريق خاص للتعامل مع أزمة الرهائن. يعمل الفريق على مدار الساعة لإطلاق سراح الرهائن الألمان وينسق الجهود المكثفة للإدارات والسلطات المشاركة داخل حكومة برلين .

الوضع في المنطقة مُمَزق

بعد محادثاتها الأخيرة حول الأزمة في الشرق الأوسط، أعربت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عن تشاؤمها الشديد بشأن الحرب في غزة وآفاق المستقبل، قائلة إن الوضع في المنطقة مأساوي.

وقالت بيربوك على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: يبدو أن الخلافات تزداد عمقا، و يمكنك أن تشعر بمدى حجم اليأس في كل مكان، ولقد عانى الناس في قطاع غزة والضفة الغربية وكذلك في إسرائيل، والحقيقة المرة هي أننا لا نحرز تقدماً إلا في أصغر الخطوات.”

وفيما يتعلق بالدعوات المستمرة لوقف إطلاق النار، أوضح بيربوك: أنا أتفهم تمامًا الدافع وراء هذا الوضع الرهيب حيث لا يعاني الأطفال والأشخاص والنساء والأمهات والأسر الأبرياء بشكل رهيب فحسب، بل يُقتلون أيضًا، لكن ما هو ضمان أمن إسرائيل وماذا سيحدث لرهائن حماس.

ومن وجهة نظرها، اعتبرت بيربوك وقف إطلاق النار هو الخيار الوحيد الممكن في الوقت الحالي لتمكين المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين، ويجب أن تكون هناك فترات استراحة حيث يمكن بالفعل الوصول إلى الأطفال الذين يجلسون  تحت أنقاض منازلهم في غزة لأن آباءهم مدفونين تحت الأنقاض”.

وقالت بيربوك إنه يجب على الولايات المتحدة احتواء الوضع ثم اتخاذ الخطوات التالية لضمان أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام وأمن في المستقبل.

وفي رحلتها الأخيرة إلى المنطقة، زارت بيربوك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والضفة الغربية وإسرائيل يومي الجمعة والسبت، وبالإضافة إلى الوضع الإنساني للمدنيين في قطاع غزة، تم التركيز أيضًا على وضع الرهائن لدى حماس والبحث عن حل سلمي.

بسبب فلسطين | طرد وزيرة الداخلية الريطانية من منصبها