أعلن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، تعيين جينين بلاسخارت منسقة خاصة للأمم المتحدة في لبنان ويأتي ذلك بعد أن تكمل- خلال الشهر الحالي- ولايتها بصفتها ممثلة خاصة للأمين العام في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.

وتخلف بلاسخارت في المنصب جوانا فرونيتكا التي أعرب الأمين العام عن الامتنان لها على التزامها وقيادتها للمكتب كما وتشغل بلاسخارت منصب الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق ورئيسة بعثة (يونامي) منذ عام 2018.

بلاسخارت التي أثارت مواقفها غضب العراقيين؟.

بلاسخارت
بلاسخارت

قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إن المرجع الديني الأعلى لشعية العراق آية الله علي السيستاني يساند تنفيذ إصلاحات جدية خلال فترة زمنية معقولة.

وأضافت أن السيستاني عبر أيضا عن قلقه من افتقار النخبة السياسية للجدية الكافية بشأن تنفيذ الإصلاحات.

وقالت المسؤولة الأممية عقب لقائها السيستاني “لا يمكن أن يعود المحتجون السلميون إلى بيوتهم دون نتائج ملموسة”.

وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق قد نشرت قبل يوم مقترحا لحل الأزمة التي يمر بها العراق منذ اسابيع. ويشهد العراق مظاهرات واعتصامات في مختلف المدن قتل فيها المئات وأصيب الآلاف.

وتقود البعثة الأممية مساعي حثيثة لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالعراق دون أن تلوح في الأفق امكانية الخروج من هذه الأزمة.

لكن مواقف وتصريحات الممثلة الاممية اثارت غضب العديد من العراقيين الذين رأوا فيها انحيازا لموقف الحكومة العراقية.

موقف ملتبس

بيانات البعثة وتغريدات رئيستها لم تكن واضحة في الوقوف إلى جانب المتظاهرين وإدانة عمليات القتل التي سقط فيها أكثر من 300 متظاهر سلمي في مختلف أنحاء العراق وهو ما أثار غضب المتظاهرين والنشطاء الذين اتهموها بالانحياز للحكومة العراقية.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في العراق زارت المبعوثة الدولية ساحة التحرير والتقت بممثلين عن المتظاهرين كما التقت بعدد من المسؤولين الحكوميين وأصدرت عدة بيانات إدانة وشجب لاعمال العنف.

وقد اضطرت بلاسخارت الى الدفاع عن موقفها والرد على هذه التهمة نافية انحيازها لأي طرف وقالت: “الأمم المتحدة شريكة كل عراقي يحاول التغيير. بوحدتهم يستطيع العراقيون أن يحولوا بلدهم إلى مكان أفضل ونحن موجودون هنا لتوفير الدعم اللازم”.

وكانت بلاسخارت قد نشرت تغريدة على صفحتها في تويتر قالت فيها: “إن عرقلة عمل منشآت البنية التحية الأساسية يثير قلقنا البالغ. الجميع يتحمل مسؤولية حماية المنشآت العامة. إن إغلاق الطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية والموانئ أو التهديد بإغلاقها يكبد البلاد خسائر بالمليارات”.

ورأى العديد من النشطاء أن هذا الموقف يتماشى مع موقف الحكومة العراقية إلى حد ما.

وزارت بلاسخارت ساحة التحرير في 30 الشهر الماضي وعلى إثرها أصدرت بياناً جاء فيه: “إن الحكومة ليس بوسعها أن تعالج بشكل كلي تركة الماضي والتحديات الراهنة خلال عامٍ واحدٍ فقط من عمرها”.

وقبل ذلك بيوم واحد كانت الأنباء قد ذكرت وقوع نحو 30 قتيلا ومئات الجرحى نتيجة إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة كربلاء وهو ما يمثل أكبر عدد من الضحايا في حادث واحد منذ اندلاع المظاهرات الأخيرة.

وأصدرت بلاسخارت بيانا جاء فيه: “وأكثر ما يثير القلق في التطورات الأخيرة في أنحاء كثيرة من العراق لا سيما في كربلاء الليلة الماضية إذ تشير تقارير شهود إلى استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين مما تسبب في أعداد كبيرة من الاصابات”.

البيان يخلو من إدانة عمليات إطلاق النار على المتظاهرين كما يتفادى تحميل القوات الحكومية أو أي طرف آخر المسؤولية عن الحادث الدامي مما زاد من غضب المتظاهرين من موقف المسؤولة الأممية.

أول وزيرة دفاع

وأسند أنطونيو غوتيريش الأمين العام للامم المتحدة  إلى السياسية والدبلوماسية الهولندية بلاسخارت، مواليد أبريل/نيسان 1973، منصب رئاسة البعثة الاممية في العراق في آواخر شهر أغسطس /آب 2018 خلفا للسلوفاكي يان كوبيس.

وقد نشرت الأمم المتحدة موجزاً عن مسيرتها المهنية جاء فيها أن جانين لديها خبرة سياسية ودبلوماسية تمتد لأكثر من 20 عاماً، حيث شغلت مناصب وزارية وبرلمانية مهمة في بلادها هولندا.

فقد كانت بلاسخارت أول وزيرة للدفاع في هولندا وتولت هذا المنصب خلال الفترة ما بين 2012 إلى 2017 وهي الفترة التي شهدت ظهور ما يسمى بتنظيم داعش الارهابي

وبحكم منصبها كانت مسؤولة عن قيادة عمل أركان القوات المسلحة وقيادة قوات الدعم وهيئة التموين العسكري والقوات الملكية الهولندية الأربع: الجوية، البحرية، البرية والشرطة العسكرية والحدودية.

وتولت الاشراف على مشاركة بلادها في الحرب على الجماعات المتطرفة في كل مالي في القارة الأفريقية وأفغانستان والعراق وكانت المسؤولة عن التنسيق مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي -الناتو والأمم المتحدة.

وكانت بلاسخارت نائبة في البرلمان الهولندي خلال 2010-2012 ونائبة في البرلمان الأوروبي بين عامي 2004 و2010.

وعملت في بعثة المفوضية الأوروبية في كل امستردام والعاصمة اللاتفية ريغا.

بلاسخارت تودع العراق بكلمة “رومانسية” يثير المزيد من الجدل و التساؤلات

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد