تواصلُ الحكومةُ التركية نقلَ الأتراك العاملين في العراق، وإجلاءَهم في باصاتٍ من المحافظات العراقية، بعد أن ساد جدلٌ واسع في تركيا، وانتقادات لاذعة وجَّهتها المعارضةُ التركية إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، بالتخلِّي عن مواطنيه الموجودين في العراق، إثر إغلاق الحدود في وقتٍ مبكر، وقطع خطوط الطيران مع العراق وإيران التي تحولت إلى بؤرة لتفشِّي الوباء في الشرق الأوسط.

خطوة متأخرة

وتعالَتِ الأصواتُ في تركيا إثر معلوماتٍ مؤكدة نشرتها المعارضةُ وتتعلق بتفشِّي وباء كورونا، بشكلٍ كبير، في المحافظات الجنوبية العراقية، وهي المحافظات التي تحوي النسبة الكبرى من الموظفين والعاملين الأتراك؛ خصوصًا في القطاع النفطي، الأمر الذي دفع الخارجيةَ التركية إلى دعوة مواطنيها لمغادرة العراق؛ خوفًا على حياتهم من الإصابة بالوباء، والتوجه بطلبٍ رسمي إلى الحكومة العراقية لتسهيلِ إجراءات مغادرتهم؛ وهي خطوة تقول عنها المعارضةُ التركية “جاءت متأخرة”. 

ورغم المخاوفِ التركية؛ فإن علاء الدين القيسي، الناطق الإعلامي باسم هيئة المنافذ الحدودية في العراق، علَّق لـ”كيوبوست”، قائلًا: “إن الحكومة تتابع بأجهزتها الرسمية كافة، وباهتمام، أوضاع الجالية غير العراقية، وأن الحكومة وفَّرَت باصاتٍ خاصة من دوائر الدولة ترافقها حمايةٌ أمنية وطاقم طبي لإجلاء العاملين والموظفين من مختلف الجاليات المقيمين في بغداد وباقي المحافظات العراقية”.

وأضاف القيسي أن الحكومةَ التركية قد أرسلت إلى مواطنيها طائراتٍ خاصة وفرقًا طبية، وطلبت من رعاياها المغادرة فورًا، لافتًا إلى أن المنافذ الحدودية البرية والجوية لا تزال مغلقةً بشكلٍ صارم أمام حركة المسافرين، والتبادل التجاري؛ خصوصًا مع الجارتَين إيران والكويت، ولن تُفتح لحين انتهاء جائحة كورونا.

ترحيل عاجل

أحد المسؤولين في سلطة مطار البصرة الدولي، نقل خلال حديثه إلى “كيوبوست”، معلومات مفادها أن “أغلب الموظفين الأتراك العاملين في محافظة البصرة العراقية شرعوا في المغادرة؛ استجابةً لطلبٍ عاجل من الحكومة التركية، وأن المطار شهد بالفعل ترحيل العشرات منهم حتى الآن على شكل دفعاتٍ بعد إرسال تركيا طائرات خاصة لنقلهم”.

وأضاف المسؤول، الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته: “نحن كإدارة مطار البصرة الدولي نتخذُ سلسلةً من الإجراءات الوقائية للمسافرين الأتراك، من خلال إجراء الفحص الطبي الوقائي لهم؛ للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس قبل ترحيلهم”، مؤكدًا بذلَ المزيد من الجهود في تسهيل المهمة أمام الفرق الطبية التي باشرت عملَها عبر مطارَيْ البصرة وبغداد الدوليَّين؛ لتسريعِ عمليات الإجلاء التركية.

لكن المخاوف في تركيا الآن تتمحور حول كيفية التأكد من خلو هؤلاء العمال من الفيروس، في ظلِّ غياب الأرقام الرسمية حول عدد الإصابات أو نتائج الفحوصات، ومع التزايد الكبير لعدد الإصابات والوفيات في تركيا؛ مما قد يزيد العبءَ على النظام الصحي في البلاد، حال نقلِ عددٍ من هؤلاء الفيروسَ إلى بلداتهم وقراهم النائية.

كل المؤشرات المتعلقة بوباء كورونا تشير إلى أن “الأمور في تركيا باتت خارجة عن سيطرة الرئيس التركي الذي أثبتت إدارته للأزمة فشلًا ذريعًا؛ خصوصًا في ما يتعلق بالتأخرِ في فرض العزل التام”، حسب تصريحات أدلى بها مؤخرًا عمدة مدينة إسطنبول، ومنافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكرم إمام أوغلو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد