بعد إثارتها الجدل قررت إدارة محطة “إم بي سي” السعودية إيقاف بث حلقة سجلتها مع النائب الكويتي شعيب المويزري، التي كان من المقرر بثها الجمعة (25 يناير الجاري)؛ تتعلق بخلاف وقع داخل مجلس الأمة الكويتي.
ونقلت صحيفة “القبس”، في عددها الصادر الخميس (24 يناير)، عن مصدر قوله: إن “قرار الإلغاء هذا جاء للنأي بالنفس عن الشأن الكويتي الداخلي، والذي أثار الكثير من ردود الفعل السلبية في الأوساط الكويتية”.
وأكد المصدر أن “الشأن الكويتي الداخلي له خصوصيته واحترامه الكامل، ولا توجد أي نوايا لإثارة بعض القضايا الداخلية كما أشار البعض، حيث إن البعض حاول أن يصطاد بالماء العكر”.
الحلقة التي أوقفت في النهاية روجت لها “إم بي سي” بشكل كثيف، وقد أثارت تعليقات غاضبة على مواقع التواصل وفي الإعلام الكويتي، واتهامات للقناة السعودية بالتدخل في الشأن الكويتي.
واعتُبرت الحلقة بمنزلة شن حملة تضليل من قبل وسائل إعلام سعودية وإماراتية موجهة ضد مجلس الأمة الكويتي، بدأت منذ أكثر من أسبوعين؛ على خلفية سجال بين رئيس المجلس مرزوق الغانم والنائب المثير للجدل شعيب المويزري، الذي قدم شكوى إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي للطعن بمصداقية المجلس، العام الماضي.
وشهدت جلسة عقدها مجلس الأمة الكويتي، في 8 يناير الجاري، مشادات كلامية بين الغانم والنائب المويزري، وأظهر مقطع فيديو حدة الكلام الذي استخدمه النائب والرئيس، حيث تبادلا الاتهامات.
وحاول الغانم إنهاء الجدال مع المويزري، لكن الأخير لم يتوقف، واستمر في الحديث الذي لم يكن واضحاً بسبب قطع الغانم الصوت عن ميكرفون المويزري.
الغانم قال في المقطع مخاطباً المويزري: “اقعد خلي يحفظونك ويدزونك (يرسلوك) (…) هذا اللي يحفظوك (…) روح خلي يحفظونك وبعدين تعال”.
وهدد المويزري الغانم قائلاً: “أنا مو (لست) من ربعك (أصدقائك) والله العظيم أتصدى لك”، ليرد عليه الغانم بالقول: “اركب أعلى ما في خيلك أنت ومعازيبك”، ليثير الغانم بهذه الكلمة التساؤلات حول “معازيب” المويزري على وجه التحديد، بحسب ما جاء في مقطع الفيديو.
ولم يوضح الغانم من هم “معازيب” المويزري، لكن تفاعل وسائل إعلام سعودية وإماراتية وشخصيات ومسؤولين مع السجال بين الغانم والمويزري، بدا على غير عادته.
وتَعتبر وسائل الإعلام التي تقف ضد قطر، الكويت طرفاً ليس مقبولاً؛ بسبب موقفها الحيادي من الأزمة الخليجية، ولا تستضيف في برامجها ونشراتها الإخبارية سوى من يقف إلى جانب رباعي الحصار: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي فرضت حصاراً على الدوحة منذ يونيو 2017؛ بحجة دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الأخيرة التي تؤكد أن هذه الدول تحاول التأثير على قرارها السيادي.
وأجرت عدد من القنوات الممولة إماراتياً وسعودياً، منها قناة “إم بي سي” و”العربية”، مقابلات تلفزيونية مع النائب الكويتي المويزري، وأبرزت “إم بي سي” في ترويج للمقابلة المثيرة، تصريحات له أثارت جدلاً واسعاً تسبب بردود فعل شعبية وإعلامية كويتية غاضبة.
ويعتبره ناشطون بأنه يستخدم هذه المنصات الإعلامية للتشكيك في مصداقية قرارات المحاكم والتشريعات، فضلاً عن وقوف الجيوش الإلكترونية التي تنتقد قطر إلى جانبه، وتمارس دوراً تحريضياً ضد الكويت والحكومة الكويتية، وتدعو الشعب الكويتي إلى إثارة أعمال الشغب في البلاد.
وحملت الكويت على عاتقها التوسط لحلّ الأزمة الخليجية منذ اندلاعها في 5 يونيو 2017، وترفض دول الحصار مبادرة الكويت، في حين يتهمها الإعلام السعودي والإماراتي بالوقوف إلى جانب قطر.
– المويزري دأب على إثارة الجدل!
في أبريل من العام الماضي، كشف رئيس البرلمان مرزوق الغانم محاولات النائب المويزري للنيل من المجلس عبر التوجه إلى المؤسسات الدولية.
واتهم رئيس المجلس النائب المثير للجدل بالإساءة للمجلس؛ على إثر شكوى قدمها في الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، استندت إليها “إسرائيل” للطعن أيضاً في مصداقية مجلس الأمة ورئيسه الغانم.