تشهد المملكة العربية السعودية انعقاد القمم العربية والخليجية اليوم والإسلامية غدا في مكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-؛ وذلك لبحث التهديدات التي تجابهها المنطقة، وكذلك مجابهة التهديدات الإيرانية المتزايدة، وتداعيات هذه الأوضاع على الأمن والسلام الإقليمي والدولي، وذلك عقب الهجوم الذي استهدف سفنا تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا الهجوم الذي نفذته ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على محطتي ضخ نفطيتين وتداعيات ذلك على أمن المنطقة والأمن العالمي.
» مجابهة إيران
وتستقبل المملكة على إثر هذه الأحداث قادة الدول العربية والخليجية؛ للوقوف على تهديدات نظام طهران للمنطقة، ومواجهة عبثها سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها في بعض الدول العربية.
واستطلعت «اليوم» عددا من السياسيين العرب، الذين تحدثوا عن أهمية دور المملكة في قيادة الدول العربية لمواجهة إرهاب وتطرف دولة الملالي.
وقال المستشار الإعلامي سلطان البازعي: إن أهمية القمتين الطارئتين العربية والخليجية تأتي من أن إيران أصبحت تشكل تهديدا واضحا للأمن القومي العربي ولأمن المنطقة.
وأضاف البازعي: إن إيران منذ أن بدأت ثورتها وضعت المنطقة في حالة حرب مستمرة، سواء كان بشكل مباشر كأيام الحرب الإيرانية العراقية، أو من خلال وكلائها في المنطقة، وعن طريق ميليشياتها، وبالتالي كان لا بد من وضع حد لهذه الممارسات التي لا تخدم المنطقة ولا تخدم حتى الشعب الإيراني.
» رقابة دولية
وأشار البازعي إلى أن الموقف الإيراني الآن يعتبر موقفا تكتيكيا، وذلك لكسب الوقت، ولشعور نظامها بالضغط لوجود عزيمة منطلقة من المملكة العربية السعودية تحديدا، لإيقاف هذا العبث عند حده، وأيضا لوجود القوات الأمريكية بهذه الكثافة، مضيفا: إن إيران تحاول إعطاء إشارات للتراجع، بينما التجربة أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بوعود الحكومات الإيرانية.
ولفت إلى أن التدخل العسكري ضد إيران مرتبط بموقف حقيقي يصدر من الحكومة الإيرانية لإثبات حسن نيتها، ويكون ذلك خاضعا لمراقبة دولية حقيقية، بتوقفهم عن الاعتداء والتوقف عن التدخل بشؤون المنطقة، وهذا هو الأمر الوحيد الذي قد يجنب إيران المواجهة العسكرية.
» هدف واضح
من جانبه، قال السفير العراقي السابق وأستاذ العلاقات الدولية، د.غازي فيصل: إن القمتين العربية والخليجية الطارئتين واللتين تعقدان في المملكة، هدفهما الأساسي مواجهة التحديات الإيرانية، ومجابهة إعلان الحرب والدور العسكري الخطير لإيران، وكذلك وضع حد لهذه التهديدات الإيرانية بما ينسجم مع السير بالمنطقة باتجاه السلم والأمن والاستقرار والتنمية بدلا من الحروب، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب من إيران تغيير سلوكها وعقيدتها العسكرية التوسعية والمذهبية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وزاد: هذه القمة لدراسة وضع الأسس وتبني إستراتيجية لاحتواء التهديدات الإيرانية الخطيرة، وهذه الإستراتيجية لها طبيعة اقتصادية سياسية ثقافية اجتماعية.
» رسائل واضحة
بدوره، اعتبر الإعلامي والسياسي اللبناني جيري ماهر أن المملكة ترسل رسالة لكل من يسعى لتهديد أمنها عبر انعقاد القمم الثلاث، بأنها ليست وحيدة وبأن العالمين العربي والإسلامي يلتفان حولها، ويقفان خلف قيادتها في أي مواجهة وقرار تتخذه هذه القيادة؛ لحماية المقدسات والمملكة بشكل عام، خصوصا في ظل التهديدات الإيرانية للمنطقة. واستطرد: في هذه القمم رسالة لإيران بأن تتعظ وتأخذ خيارات إيجابية وتعيش بسلام، أو أن تواجه خيار المواجهة العسكرية.
وأكد ماهر أن المملكة والعالمين العربي والإسلامي يسعون لمنع أي تهديدات إيرانية مباشرة أو عبر وكلائها في الدول العربية، مردفا أن على إيران إدراك أن العالم لم يعد يحتمل سياستها التي تسعى من خلالها إلى تمزيق هذه المنطقة وقتل شعوبها وتدمير مستقبلها.
»خيارات مطروحة
ورجح ماهر أن يكون هناك خيار عسكري، ولكن المملكة لا تريد الحرب، ولا تسعى لها ولا تريد أن تشعل حربا جديدة في هذه المنطقة، ولكنها تريد حتى الرمق الأخير حلا سياسيا يخدم هذه المنطقة ويمنع إيران من الاستمرار بهذه السياسات التي تنتهجها.
ولفت ماهر إلى أن الموقف الإيراني بدأ بالتراجع حتى قبل انعقاد هذه القمم، مما يعني أن الرسالة وصلت لإيران، وأن الالتفاف حول المملكة جعل النظام الإيراني يدرك بأنه غير قادر فعلا على المواجهة.
البازعي: إيران تشكل تهديدا واضحا للمنطقة والأمن القومي العربي
فيصل: تضع الأسس وتبني إستراتيجية لاحتواء التهديدات الخطيرة
ماهر: القمم الثلاث رسالة من المملكة لكل من يهدد أمنها القومي