تشهد الساحة السورية تصعيداً متجدداً يثير تساؤلات حول المقاربة الأمريكية إزاء الأزمة، خاصة في ظل تضارب التصريحات الرسمية واختلاف وجهات النظر بين الخبراء.

التصعيد الأخير شمال سوريا، الذي استهدف مواقع استراتيجية، أعاد تسليط الضوء على الأدوار الإقليمية والدولية، بينما بدا الموقف الأميركي أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

بايدن بين الواقعية والحسابات السياسية

صرح جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، وفقًا لموقع “أكسيوس”، بأن الهجوم الأخير في الشمال السوري لم يكن مفاجئاً، إذ استفادت الجماعات المتمردة من ضعف وتشتت الجهات الداعمة للحكومة السورية.

هذا التصريح يعكس وعياً أميركياً بتعقيد المشهد، إلا أنه لا يخلو من التناقض مع تصريحات مسؤولين آخرين أبدوا تفاجؤهم بالتصعيد وأكدوا مراقبتهم للوضع عن كثب.

الخبير في السياسة الخارجية الأميركية هارلي ليبمان يرى أن واشنطن تتبنى مقاربة براغماتية قائمة على تقليل النفوذ الإيراني وحزب الله في سوريا.

ويقول: “الإطاحة بالرئيس السوري لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة.. من الأفضل لواشنطن التعامل مع حكومة الأسد الضعيفة بدلاً من مواجهة تهديد أكبر من قبل الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام”.

تركيا وإيران في المعادلة الأميركية

وفقًا لليبمان، فإن تركيا تبدو الرابح الأكبر من التصعيد الأخير، حيث تستفيد من دعمها لبعض الجماعات المتمردة لتوسيع نفوذها في المنطقة. وفي المقابل، تتراجع قوة إيران نسبياً، ما يعكس ديناميكية جديدة في الموازين الإقليمية.

ومع ذلك، يحذر ليبمان من ضرورة التعامل بحذر مع النفوذ الإيراني، قائلاً: “يجب ألا نتغافل عن الدور الذي تلعبه إيران في تأجيج الأوضاع. الحد من هذا الدور هو مصلحة مباشرة للولايات المتحدة”.

استراتيجية ترامب.. تسوية أم تصعيد؟

من جانبه، يرى الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية جوناثان جيليام أن الإدارة الحالية للرئيس بايدن تركز على ما يخدم أجندتها السياسية أكثر من الكفاءة في إدارة الأزمة.

ويضيف: “ترامب، عندما يستلم زمام الأمور، سيعتمد استراتيجيات أخرى لتجنب التصعيد، بما في ذلك السعي لتسوية مع الرئيس السوري بشار الأسد”.

جيليام يحذر أيضاً من خطر تقارب الجماعات المتطرفة مع إيران في حال زادت قوتها، قائلاً: “تحالف كهذا يمكن أن يشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل والمنطقة بأكملها. إدارة الأزمة تتطلب توازناً دقيقاً بين الضغط على إيران واحتواء الجماعات الإرهابية”.

الأكراد والدور الحاسم في مكافحة الإرهاب

يشير ليبمان إلى أن الأكراد يظلون الحليف الأكثر موثوقية لواشنطن في الحرب ضد داعش، داعياً إلى زيادة الدعم لهم في مواجهة التحديات الإقليمية.

مواجهة تحديات معقدة

يتضح أن المقاربة الأميركية تجاه سوريا تعكس تداخلاً بين المصالح الجيوسياسية، حسابات السياسة الداخلية، وضغوط الحلفاء الإقليميين.

وبينما تبدو إدارة بايدن حذرة في خطواتها، قد تحمل المرحلة المقبلة توجهاً مختلفاً تحت إدارة ترامب، التي قد تفضل التفاوض على التصعيد.

في ظل هذا السياق، تظل سوريا ساحة مفتوحة لحسابات اللاعبين الإقليميين والدوليين، مع تأثيرات تمتد إلى ما وراء حدودها.

روسيا تعلن استمرارها في دعم “الأسد”

سوريا
سوريا

أكد المتحدث باسم الكرملين، اليوم الاثنين دميتري بيسكوف،، أن روسيا ستستمر في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرًا إلى أن موسكو تتابع الوضع العسكري على الأرض بعد تقدم فصائل مسلحة إسلامية وجماعات معارضة مسلحة في بعض المناطق السورية.

وأضاف بيسكوف أن روسيا ستحدد موقفها بناءً على التطورات المستجدة في الميدان.

الجيش السوري يعزز دفاعاته بمساعدة روسية

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك شنّ ضربات متتالية على تجمعات المسلحين في أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي.

وقال البيان إن الضربات أسفرت عن مقتل وجرح عشرات من المسلحين، بالإضافة إلى تدمير عدد من العربات والآليات التي كانت بحوزتهم. كما أعلنت القوات السورية عن تنفيذ عملية إعادة انتشار على جبهتي حلب وإدلب، بهدف تعزيز خطوط الدفاع وحماية المدنيين والجنود.

دعم عراقي للجيش السوري

وفي خطوة تعكس تصعيدًا إقليميًا آخر، ذكر مصدران في الجيش السوري أن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران عبرت إلى سوريا قادمة من العراق في الساعات الأخيرة، وتتجه نحو شمال سوريا لتعزيز القوات السورية في مواجهة الهجمات المتواصلة من قبل الفصائل المسلحة التي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في ريف حلب وإدلب.

اقتحام القصر الرئاسي في مدينة حلب السورية

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد