في كل عام تشهد الأسواق المحلية في العراق، زخماً واسعاً بفعل إقبال المستهلكين على التسوق والاعداد المسبق للمستلزمات الرمضانية.

ولشهر رمضان طابع خاص ومميز لدى المسلمين، إذ يأتي حاملاً معه لمساته الخاصة على الموائد العربية، فتتنوع المأكولات الشعبية وتتميز كل دولة بثقافتها وتراثها الرمضاني، وتُعدّ بعض أصناف الطعام والحلويات والعصائر حكراً على شهر الصيام.

ومنذ قرابة ثلاث سنوات، يأتي شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ففي عام 2020 حلّ وباء كورونا، وما أن انتهى الوباء حتى تلته حرب روسيا على أوكرانيا، لتشكل هذه الخضات بيئة اقتصادية صعبة، ابتداءً من فقدان الكثيرين لوظائفهم، ومن ثم ارتفاع نسب التضخم وغلاء أسعار الغذاء عالمياً.

ويقول أحد أصحاب محلات التوابل في سوق الشورجة، للسومرية نيوز، انه “بدأنا الاستعداد الى شهر رمضان المبارك بشكل بسيط لكن من بعد منتصف شهر شعبان سنكثف الاستعدادات والتجهيز”.، مشيرا الى انه “نحن كأصحاب محلات بدأنا بالتجهيز تدريجياً لشهر رمضان المبارك”.

وأضاف، انه “نعمل على توفير العصائر والبهارات والتوابل بسبب الاقبال الواسع تجاه هذه المواد في الشهر الفضيل لأنها تعتبر من المستلزمات المهمة والرئيسية على الموائد العراقية طيلة أيام الشهر الكريم”.

ووسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية فإن الموائد الرمضانية باتت تواجه تحدياً في الحفاظ على أطباق شعبية اعتادت الأسر العربية على تقديمها عند الإفطار.

لكن أصحاب المحلات يفندون الآراء الاقتصادية، حيث يؤكد مهدي صاحب محل لبيع التوابل، ان “سوق الشورجة يحافظ على إبقاء اسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان عند المستوى الذي يستطيع المواطن العراقي من شراءها”.

يتميز المطبخ العراقي بعدد من الأكلات والأطباق الشعبية المشهورة، التي تتصدر مائدة الإفطار في رمضان، وتُعدّ الدولمة والسمك المسقوف (المسكوف) والكباب والتبسي والتشريب والقوزي أهم الأكلات، التي تزين موائد العراقيين خلال الشهر.

ويشتهر المطبخ العراقي بأكلات شعبية عالية الدسم، التي تحرص العائلات على إعدادها طوال الشهر، إضافة إلى وجود أطباق رئيسة كطقس رمضاني.

ويتصدر “حساء العدس” مائدة الصائمين، إضافة إلى اللبن والتمر والمشروبات الغازية والعصائر الطبيعية.

ونكهة رمضان في العراق تختلف عن البلدان الأخرى، حيث تتبادل العائلات الأطباق والزيارات والإفطار عند أقاربهم أو أصدقائهم، وعلى مائدة الإفطار، أطباق حضرها الأهل والجيران والأصدقاء.

الأطباق التي اختفت عن الموائد العربية بسبب الغلاء؟

الأطباق التي اختفت عن الموائد العربية بسبب الغلاء؟
الأطباق التي اختفت عن الموائد العربية بسبب الغلاء؟

لشهر رمضان طابع خاص ومميز لدى المسلمين، إذ يأتي حاملاً معه لمساته الخاصة على الموائد العربية، فتتنوع المأكولات الشعبية وتتميز كل دولة بثقافتها وتراثها الرمضاني، وتُعدّ بعض أصناف الطعام والحلويات والعصائر حكراً على شهر الصيام.

ومنذ قرابة ثلاث سنوات، يأتي شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ففي عام 2020 حلّ وباء كورونا، وما أن انتهى الوباء حتى تلته حرب روسيا على أوكرانيا، لتشكل هذه الخضات بيئة اقتصادية صعبة، ابتداءً من فقدان الكثيرين لوظائفهم، ومن ثم ارتفاع نسب التضخم وغلاء أسعار الغذاء عالمياً.

ووسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية فإن الموائد الرمضانية باتت تواجه تحدياً في الحفاظ على أطباق شعبية اعتادت الأسر العربية على تقديمها عند الإفطار.

صحيفة العراق تحدثت إلى عدد من الأشخاص في دول عربية واستطلعت آراءهم حول تأثر أشهر الأكلات الرمضانية المتوارثة بارتفاع أسعار المواد الغذائية.

سوريا

سوريا
سوريا

في سوريا عادة “تبييض اليوم” من العادات الرمضانية المتوارثة منذ زمن بعيد.

وتبييض اليوم يعني أن يبدأ السوريون إفطارهم أول أيام الشهر بأكلة تحتوي على اللبن، أملاً في أن تكون باقي أيام رمضان بيضاء تحمل الخير معها.

تقول المواطنة الدمشقية هيا حمارشة إن أكلة الشاكرية المكونة من مرق اللبن واللحم بعظمه، إضافة إلى شيخ المحشي، حيث تُحشى الكوسا باللحم المفروم وتطبخ باللبن، لا بُدّ أن تكونا على مائدة طعام أغلب السوريين في اليوم الأول.

ووفق برنامج الأغذية العالمي فإن أكثر من نصف السوريين يُعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتقول حمارشة: ” للأسف لم يعُد باستطاعة الكثيرين أن يُجاروا عادة التبييض، فسعر كيلو لحم الغنم تخطى الـ 45 ألف ليرة سورية، وأكلة شيخ المحشي باتت تُرهق كاهل العديد، كما أن الحكومة لا تتخذ جهداً ملحوظاً لضبط الأسعار المتفاوتة، أو حتى تحسين دخل الأفراد”.

لبنان

لبنان
لبنان

طبق “الفتوش” هو الطبق الذي يُرافق اللّبنانيين يومياً عند إفطارهم، ويحتوي أنواعاً مختلفة من الخضروات الطازجة التي تُزيَّن بالخبز المُحمص، إضافة إلى شوربة العدس ورقاقات الجبن.

وتعتبر حلوى الداعوقية شيئاً أساسياً في رمضان، حيث تُحشى عجينة الفستق الحلبي بالقشطة البلدية.

بلغت تكلفة صحن الفتوش للشخص الواحد 225 ألف ليرة لبنانية وفق رئيس الدولية للمعلومات (نشرة إحصائية محلية)

تقول الصحفية جنى بركات: ” المواطن الذي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية لم يعد قادراً على توفير جميع احتياجاته الغذائية على مدار العام، لذلك فإن سفرة رمضان ستتغير كثيراً، وقد يعتمد البعض على الحبوب بدلاً من اللحوم والدجاج، كما أن حلويات الشهر أصبحت أموراً ثانوية، فسعر طبق حلوى الداعوقية وصل إلى 15 دولار أمريكي”.

وتقول السيدة رفا أمين: ” لم تقدم الحكومة أي خطة اقتصادية تُخرج لبنان من عنق الزجاجة، فقد أصبح حال اللآجئ السوري، بفضل مساعدات الامم المتحدة، أفضل بكثير من المواطن اللبناني”.

وقبل أيام سجلت الليرة اللبنانية انهياراً تاريخياً جديداً أمام الدولار الأمريكي، فقد تخطى سعر صرف الدولار الواحد عتبة الـ 100 ألف ليرة، وبدأت المتاجر بتسعير السلع بالدولار الأمريكي.

الأردن


يفتتح الكثير من الأردنيين الشهر بأكلة المنسف، إذ تُفضل الأسر أن يُطبخ باللحم البلدي واللبن الجميد ويُقدم مع الأرز وخبز الشراك.

وحلويات القطايف المحشوة بالجبن أو المكسرات هي المفضلة، فالطوابير الطويلة أمام المخابز لشرائها تؤكد على ذلك.

حلو القطايف المحشوة بالجبن أو عين الجمل هي المفضلة لدى الأردنيين

يقول الشيف محمد سوالمة، ربُّ أسرة، إن الدخل الشهري للمواطن الأردني لم يعُد يكفي لسدّ الاحتياجات، فمصروف رمضان لا يقتصر على الطعام فقط، إذ ما زال المواطن يلتزم بكافة العادات الاجتماعية مثل العزائم وزيارة الأصدقاء والتي تُشكل عبئاً مالياً إضافياً.

ويُضيف سوالمة :” بات الكثير يُفضل استخدام اللحم المستورد، الأرخص، على اللحم البلدي”.

ويعاني الأردن من معدل مرتفع للبطالة يصل إلى 23%، فيما بلغ الدين العام حوالي 42.8 مليار دولار أي 88% من الناتج المحلي الإجمالي.

الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة

الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة
الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة

يبدأ شهر رمضان عند غالبية الفلسطينيين بتحضير طبق أخضر أو أبيض اللون، ويعتبر طبق شوربة الملوخية مع الأرز والدجاج، والمفتول والمسخن- الذي يُحضر من خبز الطابون وزيت الزيتون والسماق والبصل- أشهر المأكولات الشعبية.

تقول ربة المنزل أم صهيب من قطاع غزة :” صحن الحمص وشوربة لسان العصفور ضيفان دائمان على مائدة أهل القطاع، كما أن وجبة المفتول هي الطبق الرئيسي وقت العزائم”.

 طبق المفتول هو الطبق الأساسي في عزائم أهل قطاع غزة

وعن غلاء الأسعار تقول أم صهيب إن كثيراً من أهل القطاع يفضلون الاستغناء عن المقبلات والاكتفاء بالطبق الرئيسي :” تكتفي بعض العوائل بشراء ظهر الدجاج أو رقبته لإعداد وجباتها في رمضان”.

وبحسب تقديرات أممية، فإن حوالي 80 بالمائة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الدولية الإنسانية بسبب الفقر وارتفاع معدلات البطالة وعوامل أخرى ناجمة إلى حد كبير عن الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عاماً.

العراق

العراق
العراق

يبدأ الصائم إفطاره بتناول اللبن والتمر، ومن ثم شوربة العدس بالشَعرية أو شوربة الماش – أحد أنواع البقوليات خضراء اللون.

ويعد السمك المسكوف الطبق الأشهر في البلاد، إذ يفضل العراقيون تناوله يوم الجمعة.

يقول الباحث في التراث الشعبي العراقي عادل العَرداوي : ” لا يكون السمك المسكوف على الطريقة العراقية الأصيلة إلا بشويه على نار الحطب”.

ويُضيف العَرداوي : ” تطبخ الباجة وهي رأس وأرجل الخروف لأغراض الثواب، إذ توزع في رمضان للمحتاجين”.

يفضل العراقيون أن يأكلوا السمك المسكوف في أيام الجمعة خلال شهر رمضان

على الرغم من تصنيف العراق من بين البلدان الغنية بالموارد الطبيعية وفي مقدمتها النفط، إلا أن أرقام وزارة التخطيط العراقية تشير إلى أن ربع سكان البلاد يرزحون تحت خط الفقر.

يقول الصحفي حيدر البصير : ” ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية قبل نحو شهر، لكن الحكومة اتخذت إجراءات من شأنها تخفيف العبء على المواطنيين، إضافة إلى افتتاح مراكز تسوق للسلع المدعومة في عدد من المدن العراقية”.

المغرب

المغرب
المغرب

يبدأ المغاربة إفطارهم بشوربة الحريرة الغنية بالخضار والبقوليات وبعض من اللحم إلى جانب السمبوسك والحلويات.

وبعد آذان العشاء، يقدم الطبق الرئيسي مثل الطاجين باللحم أو الدجاج والخضار وكذلك الكسكسي.

 

تقول المواطنة المغربية عائشة بلحاج : ” المطبخ المغربي يعتمد بشكل كبير على الخضار والفواكه، بحكم أنه بلد زراعي، إلا أننا نشهد سنة من أصعب السنوات التي مرت علينا، فلا يمكن أن نستغني عن الخضار والفواكه لأنه أساس مطبخنا، لذلك أعتقد أن البعض سيقنن من استخدام اللحم في سبيل وجود الخضار على المائدة الرمضانية”.

في شهر فبراير/ شباط الماضي احتج عشرات المتظاهرين أمام البرلمان المغربي ضد غلاء أسعار المعيشة، إذ ارتفعت أسعار السلع الغذائية بما فيها الخضار والفواكه واللحم والحليب بنسبة 16.8% وفق المندوبية السامية للتخطيط (هيئة حكومية مكلفة بالإحصائيات).

وكانت جهات حكومية عزت ارتفاع الأسعار إلى موجة الجفاف والبرد التي أثرت على القطاع الزراعي، في حين قال تقرير صادر عن البنك الدولي إن هناك فجوة كبيرة في أسعار المواد الغذائية بين المنتجين وتجار التجزئة.

تونس

تونس
تونس

البريك، هي الأكلة التي لا تغيب عن موائد التونسيين، وتتكون من عجينة القمح أو الشعير، يتم حشوها عادة بخليط من البيض والتونة والجبن.

والحلوى الشائعة في رمضان هي المقروض التونسي، حيث يحشى السميد بعجوة التمر ويزين بالسمم.

تختلف المائدة الرمضانية في تونس بحسب المنطفة، إلا أن وجبة البريك هي الأكلة الأشهر في عموم البلاد

وتشهد تونس منذ أشهر ندرة في بعض المواد الاستهلاكية الأساسية مثل السكر والبيض والحليب، كما أن إنتاج المواد الغذائية التي تعتمد في صنعها على السكر مهددا بالتوقف، بسبب عدم تزويد المصانع بمادة السكر بشكل مستمر.

يقول المواطن التونسي أشرف رجب : ” منذ سنتين والشعب يعاني، فالقدرة الشرائية للمواطن انخفضت، ومع حلول شهر رمضان وتزايد الاستهلاك، فإن المائدة الرمضانية ستصبح أقل تنوعاً وجودة، كما أن اللحوم الحمراء والأسماك ستغيب عن مائدة الكثيرين، فالحكومة لا تقدم سوى الوعود، والواقع مختلف تماماً”.

قطر

قطر
قطر

طبقا الثريد والهريس سيدا المائدة الرمضانية، إذ لا تخلو سفرة أي أسرة قطرية منهما.

وعن مكونات طبق الثريد تقول خبيرة الطبخ والإتيكيت عائشه التميمي :” يُصنع الثريد من اللحم والخضار- كالقرع والكوسا والبطاطس وغيرها- وتُضاف إليه أنواع من البهارات الخاصة، وعند اقتراب آذان المغرب يُصب المرق المطبوخ على خبز الرقاق الذي يعتبر أساس أكلة الثريد”.

طبق الثريد في قطرصدر الصورة،خبيرة الطبخ والإتيكيت عائشه التميمي
ويبدو أن الأكلات الشعبية الرمضانية ستبقى تُزين مائدة القطريين خلافاً لدول عربية أخرى، فهذا البلد الخليجي الصغير يُعدّ ضمن أكبر ثلاث دول مصدّرة للغاز في العالم ، ويحتل المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية في مؤشر الأمن الغذائي العالمي للعام 2022.

تقول عائشة التميمي:” إن ما يشهده العالم من أوضاع معيشية متدنية في دول عديدة، زاد من وعي المواطن القطري حول مسألة التبذير، فبدلاً من صنع أطباق كثيرة على المائدة، أصبح البعض يكتفي بطبقين على سبيل المثال”.

وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة القطرية عن تخفيض أسعار 900 سلعة غذائية خلال شهر رمضان للعام الحالي.

سلطنة عُمان

سلطنة عُمان
سلطنة عُمان

سواء باللحم أو الدجاج، يبقى طبق الهريس على رأس الأطباق المرغوبة لأهل السلطنة.

ويتكون الهريس من اللحم أو الدجاج، وحبوب القمح، والهيل، والفلفل الأسود، والزبدة التي تطبخ معاً في مكان خاص مصنوع من الطين المحروق يُدعى “الخرس”.

يشتهر طبق الهريس في الدول الخليجية ويطبخ باللحم أو الدجاج

تقول المواطنة العُمانية عبير الكندي :” تأثرت مائدة بعض العوائل بسبب ارتفاع الأسعار، فبدأ البعض بتقليل عدد الأصناف غير الضرورية كالفطائر والمعجبات والتركيز على أصناف رئيسية مليئة بالألياف والبروتين”.

وتبقى نسب التضخم في دول الخليج، في حدود مقبولة، خاصة إذا ما قورنت بالارتفاع الكبير الذي شهدته دول عربية أو صناعية كبرى.

وعلى الرغم من المشهد الاقتصادي القاتم لكثير من الدول العربية، فإن معظم من استطلعنا آراءهم أجمعوا على أن عادة تبادل المأكولات في رمضان بين الأهل والجيران ستظل حاضرة إن طالت سفرة رمضان أم قصرت.

أسباب إرتفاع أسعار اللحوم بنسبة 35% في العراق

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد