حصلت صحيفة العراق الجمعة على بيان صادر من الخارجية الكويتية ينص دعوة مواطني الاخيرة لعدم التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي، نظراً للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تشهدها المنطقة.
وأهابت الوزارة بمواطنيها المتواجدين في لبنان دون وجود حاجة ملحة، بـ”ضرورة المغادرة بأسرع وقت ممكن”.
ودعت وزارة الخارجية الكويتية من تتعذر عليه المغادرة للتواصل مع سفارتها بـ”شكل فوري”، على ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية.
قلق غربي من توسع نطاق المواجهة
أكد مسؤولون أوروبيون مشاركة الاتحاد الأوروبي في اتصالات تهدف لنزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط بعد تهديد حزب الله باستهداف قبرص إذا سمحت باستخدام الجيش الإسرائيلي أراضيها لشن هجمات على لبنان.
وتتركز المخاوف من أن إسرائيل إذا خاضت حربا مع حزب الله ستختلف عن المواجهة مع حماس وقد تجر المنطقة كلها لحرب شاملة تنخرط فيها إيران والفصائل الموالية لها.
تصعيد حزب الله تجاه قبرص يثير أيضا مخاوف الولايات المتحدة من فشل القبة الحديدية الإسرائيلية في رد هجوم الحزب، أو في أدنى تقدير إرهاق هذه المنظومة أو تعطّلها.
وفي هذا السياق كشف الإعلام الإسرائيلي أن المبعوث الأميركي إلى تل أبيب وبيروت، آموس هوكستاين، حذر إسرائيل مرارا وتكرارا من أي مغامرة حربية أوسع مع لبنان والتي ستعني إقحام إيران.
من جهته ذكر الإعلام اللبناني أن هوكستين حذر من تدحرج الأمور بصورة كارثية إذا لم يحصل خفض للتوتر، بانتظار تهدئة غزة.
وفي هذا السياق قال محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس جاك خوري، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إقحام دولة أخرى في هذه المواجهة المباشرة بين إسرائيل وحزب الله وهي ليست دولة عربية وإنما جزء من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف في حديثه لسكاي نيوز عربية أن حزب الله بهذه التهديدات بعث برسالة إلى المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وأميركا وإسرائيل تفيد بأن أي مواجهة مستقبلية له مع إسرائيل لن تنتنهي بمفهوم الحرب بين الطرفين، وإنما ستذهب لما هو أبعد من ذلك، وهي تصريحات جاءت بالتزامن مع زيارة هوكستين للمنطقة، والهدف منها منع تلك المواجهة المحتملة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في الحدود الشمالية، وقد يتخذ قرار الحرب، لكن في الوقت الحالي يقوم فقط بإيصال الرسائل لحزب الله لا سميا وأن الولايات المتحدة تبدو غير معنية بهذا التصعيد.
ولفت إلى أن القدرة العسكرية والنارية لحزب الله أكبر من الفصائل في قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، ما قد يؤدي لوصول الدمار إلى منشآت حيوية في إسرائيل التي ستدخل هذه المواجهة بعد 8 أشهر من المعارك في غزة.
كما اعتبر أن انسحاب الوزيرين في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت يشي بعدم وجود جدول زمني لعملية برية في جنوب لبنان، رغم احتمال اندلاع الحرب.
ويرى خوري أنه ورغم وجود حرب إعلامية بين حزب الله وإسرائيل لم تنتهك قواعد الاشتباك بين الجانبين، مشيرا إلى أن قبرص ملعب خطير فيه شواطئ تقع تحت السيادة التركية.
من جانبه قال الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير إن حزب الله أطلق هذه التصريحات بعد معلومات عن استخدام قبرص كمنطلق لشن عمليات على لبنان.
وأضاف في حديثه لقناة سكاي نيوز عربية أن حزب الله لا يريد الذهاب لحرب واسعة والتي لن تكون في مصلحته ولذلك عمل على ضبط أدائه رغم تعرضه لضربات قاسية واغتيال قادته السياسيين والميدانيين في غارات إسرائيلية.
ولفت إلى أن رسالة حزب الله للغرب أن توسعة الحرب لن تقتصر على مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.
وأشار إلى أن حزب الله أعطى مؤشرا إيجابيا للتفاوض مستقبلا بالتنسيق مع الخارجية والرئاسة اللبنانية لكن شرطه الوحيد كان وقف إطلاق النار في غزة.
قاسم قصير أكد أن الحزب لديه القدرة على التكيف في مراحل السلم والحرب ويتمتع بمرونة في التحرك.
الرئيس القبرصي يرُد على تحذير حسن نصر الله