أعلنت الشركة العامة لإنتاج المنطقة الشمالية، اليوم الأحد، إعادة الوحدات التوليدية في المحطات التابعة لها إلى الخدمة إستجابة لمقالين نشرا على صدر صحيفة العراق الإلكترونية خلال اليومين الماضيين .
هذا وذكر بيان للشركة ورد لصحيفة العراق ، أنه “بإشراف ومتابعة مباشرة من قبل مدير عام الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية للمنطقة الشمالية وليد خالد حسن، لإعادة كافة المحطات الإنتاجية الى الخدمة
بعد توقفها نتيجة حدوث حادث عرضي أدى الى انفصال ارتباطات خطوط المنطقة الجنوبية بالمنطقة الوسطى والشمالية وتعرض المنظومة الوطنية الى الإنطفاء التام، باشرت الملاكات الهندسية والفنية للشركة وبجهود متواصلة الى إعادة الوحدات التوليدية في المحطات الإنتاجية الى الخدمة وبجهود استثنائية وعلى مدار ٢٤ ساعة”.
وتمكنت الملاكات، وفق البيان، من “إعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء سامراء الحرارية وإدخالها الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ١٢٦٠ ميكاواط، بالإضافة إلى إعادة الوحدات التوليدية لمحطة كهرباء سد سامراء الكهرومائية وإدخالها الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٣٥ ميكاواط، وإعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء كركوك الغازية وإدخالها الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٤٤٥ ميكاواط”.
كما تمت “إعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء الشهيد عبد الله حمزة الغازية الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٢٢٧ ميكاواط، فضلاً عن إعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء الدبس الغازية الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٨١ ميكاواط، وإعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء القيارة الغازية الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٥٢٥ ميكاواط، ناهيك عن إعادة الوحدات التوليدية في محطة كهرباء الموصل الغازية الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ١٥٠ ميكاواط”.
وأشار البيان أيضاً إلى “إعادة الوحدات التوليدية في محطات كهرباء سد الموصل وإدخالها الى الخدمة وبطاقة إنتاجية ٣٠٢ ميكاواط، وربطها بمنظومة الكهرباء الوطنية وبطاقة إنتاجية ٣٠٢٥ ميكاواط”.
ومرات البلاد، أمس، بأزمة كهرباء نتيجة حريق أصاب محطة البكر التحويلية في محافظة البصرة، وخلل فني في محطة واسط الرئيسية، بالإضافة إلى تعرض الخط الناقل صلاح الدين الحرارية- حديثة جهد 400 ك.ف الى عمل تخريبي بتفجير عدة عبوات ناسفة على عدد من الابراج، مما ادى الى سقوط ثلاثة ابراج وتضرر وتقطع في الاسلاك على الخط تحديدا في منطقة القناطر ضمن حدود محافظة صلاح الدين.
وما أن بدأت العودة التدريجية للتيار الكهربائي، حتى اندلع حريق في محطة الكهرباء المغذية لمدينة الصدر “جميلة القديمة” شرقي العاصمة بغداد.
وقال مصدر أمني، إن “حريقاً اندلع بمحطة كهرباء جميلة ضمن مدينة الصدر في بغداد”.
أزمة الكهرباء بالعراق نحو الانفراج
في إعلان من شأنه أن يحسن واقع الطاقة الكهربائية ويسهم في التخفيف من وطأة أزمة شحها المزمنة بالعراق، حدد وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، الأربعاء، موعد إنجاز الربط الكهربائي مع الأردن ودخوله حيز التنفيذ، وفيما كشف عن خطة لإضافة أكثر من 11 ألف ميغاوات للمنظومة الوطنية خلال الفترة المقبلة، أكد أنها ستسهم باستقرار منظومة الطاقة.
وذلك في تصريحات لوزير الكهرباء لوكالة الأنباء العراقية، قال فيها:
أنجزنا 85 بالمئة من خطوط الربط مع الأردن، متوقعا أن يكون الخط جاهزا والبدء بالتغذية من الأردن خلال 3 أشهر.
المرحلة الثانية من الربط ستكون بين مصر والأردن من خلال الشبكة الوطنية، وبالتالي يصبح ربطا ثلاثيا.
المحور الثاني من الزيارة هو عرض رغبتنا في التباحث لإشراك الشركات المصرية والمستثمرين في الخارطة الاستثمارية التي تعدها وزارة الكهرباء في مجال مشاريع الطاقات المتجددة، ومنها الطاقة الشمسية بواقع 2000 ميغاوات والتي سيتم طرحها خلال الشهر المقبل.
اطلعنا على التجربة المصرية، وناقشنا مع وزير الكهرباء المصري الخطة التي اتبعتها مصر بالتعاقد مع شركة سيمنز.
الرؤية والخطة التي أعدتها الوزارة تستهدف إنتاج 11 ألفا و500 ميغاوات خلال المرحلة المقبلة، بواقع 4 آلاف ميغاوات طاقة شمسية، و5 آلاف ميغاوات وحدات مركبة.
تطبيق هذه الخطة سيؤدي لاستقرار الشبكة الكهربائية.
فوائد الربط الكهربائي
ويرى خبراء، أن تدشين مشروعات الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة ومع الأردن ومصر من جهة أخرى، يفتح الأبواب أمام تحسين واقع الكهرباء العراقي عبر مده المنظومة الوطنية بآلاف الميغاوات من الطاقة، ويعزز قاعدة المصالح المشتركة بينه وبين تلك البلدان الخليجية والعربية.
واعتبروا أن معالجة أزمة شح الكهرباء ستنعكس إيجابيا على مختلف القطاعات الانتاجية والحيوية والتنموية في العراق، وتسهم في تكريس مناخات الاستقرار السياسي والاجتماعي وجذب الاستثمارات، ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، التي يعول عليها للمساعدة في رفع انتاجية البلاد من الكهرباء ولا سيما عبر الطاقة الشمسية.
يقول الأكاديمي ورئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، في حديث خاص جرا مؤخرا على منصة التواصل ألإجتماعي
الربط الكهربائي مع الأردن هو مشروع استراتيجي بالغ الأهمية، خاصة وأنه سيعزز فرص وحظوظ التبادل التجاري والاقتصادي والتنموي بين البلدان الثلاثة، ويفتح آفاقا واسعة للتكامل بينها.
وهو ما سيسهم في حل أزمة نقص الطاقة الكهربائية التي يرزح تحت وطأتها العراق منذ عقود، فصحيح أن 11 ألف ميغاوات لن تحل الأزمة لكنها زيادة كفيلة بتحسين الواقع الكهربائي بالبلاد لحد كبير، وهو ما سيقلص كثيرا نسبة العجز في تأمين الطاقة الكهربائية، التي تصل تقريبا إلى حدود 40 بالمئة، وبواقع نقص يقارب 15 ألف ميغاوات، مع مراعاة التزايد السنوي لمعدلات استهلاك الكهرباء وارتفاع الطلب عليها، بفعل التوسع الديمغرافي والعمراني والاقتصادي.
مناطق خطوط وشبكات الربط الكهربائي الحدودية وخاصة في محافظة الأنبار، واعدة وحبلى بالفرص الاستثمارية، ويمكنها أن تتحول لمناطق صناعية واقتصادية كبرى، تستقطب الاستثمارات والرساميل الخليجية والعربية والأجنبية.
وهكذا ففكرة الربط الكهربائي هي ناجحة جدا عالميا، وتخلق فضاءات شراكة وتكامل تنموي بين الدول المتعاقدة والمترابطة كهربائيا.
فالاستفادة من الخبرات والامكانيات الضخمة لمصر والأردن في هذا القطاع بالذات، ستعود بالفائدة على العراق عبر استغناءه عن شراء الكهرباء من دول أخرى كإيران وتركيا، وبما يسهم في تحديث بناه التحتية الكهربائية المتهالكة، حيث أن الربط مع مصر والأردن أسهل وأقل تكلفة، ويندرج كذلك في سياق تعزيز عودة العراق لمحيطه وفضاءه الاستراتيجي العربي.
هذا وينتج العراق نحو 23 ألف ميغاوات من الكهرباء، في حين أن البلاد بحاجة لقرابة 35 ألف ميغاوات، لتأمين الطاقة الكهربائية على مدار الساعة.
الربط الكهربائي الخليجي مع العراق .. فرص استثمارية واعدة
في خطوة ستسهم في تعزيز العلاقات العراقية والخليجية العربية أكثر فأكثر، جرت الخميس، في مدينة الخبر السعودية مراسم حفل الإعلان عن تدشين اتفاقية الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي كانت هيئة الربط الكهربائي الخليجي قد توصلت لها مع وزارة الكهرباء العراقية في مدينة جدة في يوليو 2022.
ويشمل العقد قيام هيئة الربط الكهربائي الخليجي بإنشاء خطوط ربط كهربائي من المحطة التابعة للهيئة بالكويت إلى محطة الفاو الواقعة بجنوب العراق، لإمداد جنوب العراق بنحو 500 ميجا واط من الطاقة من دول مجلس التعاون عن طريق شبكة الربط الكهربائي الخليجي، بما فيها خطوط الربط الكهربائي الجديدة التي سيتم إنشاؤها والتي سيستغرق العمل فيها قرابة 24 شهرا، بقدرة نقل إجمالية تصل إلى 1800 ميغاواط.
رسالة خليجية
وأكد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، أن مشروع الربط مع العراق من أهم المشاريع الاستراتيجية للمجلس.
البديوي قال إن دول مجلس التعاون ومن خلال مشروع الربط الكهربائي مع شبكة جنوب العراق “ترسل رسالة للعراق مفادها أننا منكم وإليكم، وأننا نتطلع دائما إلى أمنكم وازدهاركم”.
مضيفا “سيدعم المشروع التعاون القائم حاليا بين دول مجلس التعاون والعراق، ويتيح لبغداد إيجاد بدائل مستدامة للطاقة الكهربائية، ويحقق فوائد اقتصادية للجانبين من خلال تصدير الطاقة الكهربائية من دول المجلس للعراق”.
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، قال أن “الربط الكهربائي مع العراق كان حلما والآن أصبح واقعا”.
من جانبه أكد وزير الكهرباء العراقي زياد الرزيج، أن “وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي العراقي – الخليجي، يعتبر من المشاريع الإستراتيجية المهمة على مستوى التكامل العربي في مجال الطاقة الكهربائية، وشريانا آخر يربط العراق بعمقه الخليجي العربي”.
من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي أحمد الإبراهيم، إلى أن “بدء تنفيذ الربط الكهربائي مع جمهورية العراق الأسبوع المقبل، يمثل محور عمل لمدة سنوات بين الجانبين، لبلورة مشروع الربط بين دول مجلس التعاون والعراق”، موضحا أن “المشروع سيزود جنوب العراق بالطاقة الكهربائية، بمرحلته الأولى”.
ويتضمن المشروع تنفيذ خط بدائرتين من محطة الزور الثانوية، مروراً بمحطة الوفرة التابعة لهيئة الربط الكهربائي الخليجي في الكويت، وصولاً إلى محطة الفاو في جنوب العراق بطول يبلغ 322 كيلومترا .
وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أبرمت في شهر سبتمبر من العام 2019، اتفاقية إطارية مع مجلس التعاون الخليجي لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية بطول 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، داخل العراق 80 كيلومترا، وداخل دولة الكويت 220 كيلومترا، وذلك على هامش منتدى العراق للطاقة المنعقد آنذاك في العاصمة بغداد، حيث سيزود المشروع في حال اتمامه العراق بمئات الميغاواطات من الطاقة الكهربائية .
فرص واعدة
ويرى خبراء ومراقبون، أن ما تتمتع به منظومة دول الخليج العربية من تجارب تنموية ونهضوية رصينة وناجحة بالمقاييس العالمية، وما تمتلكه من خبرات وقدرات متطورة ومتراكمة في مجالات الاستثمار، خاصة في مضامير البنى التحتية واقتصاد المعرفة، والطاقة على اختلاف ميادينها التقليدية والمتجددة، وتنويع مصادر الدخل، سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على العراق في حال مضي علاقاته قدما مع تلك البلدان وتعزيز آفاقها.
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
هذا المشروع يحقق هدفا استراتيجيا وتنمويا مهما جدا، في التأسيس لاعادة بناء القاعدة الصناعية بالعراق وهو ما سيسهم في اعادة التشغيل التدريجي لنحو 50 ألف مصنعا معطلا منذ 2003، عبر الارتقاء بواقع الطاقة الكهربائية بالبلاد، حيث بدون كهرباء لا يمكن تطوير الواقع الاقتصادي والخدمي والزراعي ولا يمكن جذب الاستثمارات وتأسيس بنى تحتية مستدامة .
الربط يوفر فرصة ذهبية أمام العراق لتعزيز تكامله الاقتصادي والطاقي مع الدول الشقيقة له في الخليج العربي، وبما يقود لتطوير تحوله نحو تبني مشروعات الطاقة الخضراء النظيفة بالاستعانة بالخبرات الخليجية المتراكمة في هذا السياق، وتطوير انتاجه من الثروات الطبيعية وتنويع اقتصاده .
حيث بدون قاعدة صناعية وزراعية متينة لا يمكن توفير الأمن والاستقرار بالعراق، وهكذا فاتفاقية الربط هذه تدشن مرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين العراق ومحيطه الخليجي والعربي عامة، وهو ما ينعكس إيجابا على تعزيز الحضور العربي في العراق وبالعكس، ويوسع فضاءات المصالح المشتركة بين الطرفين .
ويعاني العراق طيلة العقود الماضية من عجز كبير في توفير الطاقة الكهربائية خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.
جدير بالذكر أن هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، ومقرها في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، قد تأسست في العام 2001، بهدف ربط أنظمة الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.