ويعتقد محللون عسكريون ومراقبون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن إسرائيل حرصت خلال الفترة الماضية على تحديث أنظمتها الدفاعية في خضم التهديدات التي تواجهها بالتزامن مع زيادة التصعيد بالمنطقة خاصة مع استمرار حرب غزة، وبالتالي سيكون هناك تعويل إسرائيلي على القبة الحديدية للتصدي للهجوم الإيراني المحتمل.
وفي الوقت الذي أشارت تقديرات أميركية نقلها موقع “سي بي إس نيوز”، لإمكانية حدوث الهجوم الإيراني على إسرائيل اليوم، فإن مسؤولين أميركيين أوضحا أنه “ربما يشمل أكثر من 100 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ”.
كيف تتأهب الدفاعات الإسرائيلية؟
* نقلت شبكة “بلومبرغ”، نقلًا عن أشخاص مطلعين على تقييمات استخباراتية أميركية وإسرائيلية، أن إسرائيل تستعد لاحتمال قيام إيران أو وكلائها بشن ضربات صاروخية أو هجمات بطائرات بدون طيار على البلاد.
* وعلى مدار عقد ونصف مضى، حدّثت إسرائيل دفاعاتها الجوية بشكل كبير، حيث أضافت أنظمة جديدة لاعتراض الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، إذ يشمل هذا النطاق اليمن وسوريا والعراق، حيث تتمركز الجماعات المتحالفة مع إيران، بالإضافة إلى طهران ذاتها.
* وفي حين مرت هذه الأنظمة الجديدة بسنوات من الاختبار لتصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها وحققت بعض الاعتراضات الناجحة في ساحة المعركة، إلا أنها لم تتعامل بعد مع هجوم واسع النطاق.
* قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، إن إسرائيل “في حالة تأهب ومستعدة للغاية لمختلف السيناريوهات”، موضحًا أن بلاده لديها “قدرة دفاعية [جوية] متعددة الطبقات أثبتت نفسها وسط الحرب، مع الآلاف من عمليات الاعتراض الناجحة”، ومع ذلك فإن “الدفاع لن يكون محكما أبدًا”.
* وفي خضم استعداداتها للتأمين الدفاعي، نشرت إسرائيل للمرة الأولى منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة المحمولة على متن سفينة حربية والمسماة “سي دوم” (القبة سي)، حيث تعد تلك المنظومة بمثابة النسخة البحرية من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي تُستخدم للحماية من الهجمات بالقذائف والصواريخ.
* ومن بين الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأكثر شهرة هي “القبة الحديدية”، التي اعترضت آلاف الصواريخ منذ العام 2011، ومع ذلك، فإنها مصممة للصواريخ والطائرات بدون طيار ذات المدى القصير، من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومترا، لكنهها تظل واحدة من مختلف أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة الموجودة لدى إسرائيل.
* يتم تشغيل القبة الحديدية، بواسطة بطاريات دفاع صاروخي يمكنها الدفاع ضد هجمات الهاون والصواريخ مثل تلك التي يتم إطلاقها من الأراضي الفلسطينية، على بعد حوالي 40 ميلا من البطارية، كما أن هذه البطاريات متحركة بحيث يمكن نقلها إلى حيث تكون هناك حاجة إليها.
* ووفق بلومبيرغ، تمتلك إسرائيل نظاما دفاعياً آخر يدعى “مقلاع داود”، الذي جرى تطويره ونشره عام 2017 بهدف اعتراض المقذوفات المتوسطة إلى طويلة المدى، بهدف سد الفجوة بين نظام “القبة الحديدية” وآخر أكثر تطورا يعرف باسم “آرو” (السهم)، حيث صُمّم لكشف وتدمير الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات بدون طيار، على مدى يصل إلى 200 كيلومتر.
* كما عززت إسرائيل نظامها الدفاعي بمنظومة “آرو” أو “السهم”، والذي يمكنه اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، سواء في الغلاف الجوي لكوكب الأرض وحتى خارجه.
* ومع ذلك، أشارت ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، إلى أن الولايات المتحدة نشرت سفينة صواريخ بقدرات دفاعية واعتراضية عالية قرب سواحل إسرائيل؛ لمساعدتها حال شن هجوم إيراني واسع.
* وتوقع مسؤولان أميركيان أن يستهدف الهجوم الإيراني “أهدافا عسكرية” داخل إسرائيل، و”سيكون من الصعب على الإسرائيليين صد هجوم بهذا الحجم”، مشيرين إلى أن الإيرانيين قد يختارون في نهاية المطاف شن “هجوم صغير” لتجنب التصعيد.
* واعتبر موقع “تايمز أوف إسرائيل”، أن توجيه ضربة من إيران سيكون أمرًا غير مسبوق ويخاطر بدفع الشرق الأوسط إلى حرب جديدة.
قدرات إسرائيلية لمواجهة “التهديد”
ويعتقد زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، أنه حال قيام إيران بإطلاق وابل من الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية، فإنه سيتعين على القوات الإيرانية تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة، موضحًا أن الأمر سيكون أكثر صعوبة من المدى البعيد، ما لم يتم استكماله بهجمات منسقة مع “حزب الله” اللبناني على سبيل المثال.
وأضاف هينز أنه “بدون شك، فالأنظمة الإيرانية جيدة جداً، بيد أن المشكلة هي أن الدفاعات الإسرائيلية استثنائية تماماً”، وبالتالي إذا جرى اعتراض معظم الضربة الإيرانية ولم تعد فعالة، فقد لا يزال بإمكان طهران تحقيق نصر سياسي ورمزي، لكنها ستضعف من قدرات الردع لديها، وفق قوله.
ومن بيروت، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي ناجي ملاعب، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه لدى إسرائيل بالفعل دفاعات جوية على المستويات “المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة”، إذ لديها “القبة الحديدية” و”مقلاع داؤود” وصواريخ دفاعية على مستوى عالية.
وأوضح “ملاعب” أن وجود قائد القيادة الوسطى الأمريكية في إسرائيل، ربما يأتي للتنسيق لتفعيل منظومة الباترويت الأميركية المنتشرة في المنطقة، كما قد يمكن استخدام الصواريخ من قِبل القطاعات البحرية المستقرة لتأمين الملاحة بالبحر الأحمر لاعتراض أي صاروخ قادم من إيران.
لكن الخطورة فيما يتعلق بالدفاعات الإسرائيلية، تأتي إذا ما استخدم الإيرانيون صواريخ موجهة ذات قدرات أعلى مثل صواريخ “كينجال” الروسية الباليستية “فرط الصوتية”، أو صواريخ شبيهة بمنظومة “توماهوك”، وبالتالي فإنه ستكون هناك صعوبة في التقاط الرادار لتلك الصواريخ مع صواريخ المنظومة الدفاعية، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي.
وأضاف: “في كل عرض عسكري إيراني يكون هناك إعلان عن إنتاج صواريخ جديدة، وإن كانت ستستخدم مثل تلك الصواريخ فبالتأكيد سنرى اختراقا للدفاعات الإسرائيلية، لتصل إلى أهدافها”
دور القبة الحديدية
بدوره، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن القبة الحديدية تعتبر نظاما دفاعيا جويا وصاروخيا فعال للغاية، ولكن يمكن التغلب عليها عن طريق استهدافها بأنواع متعددة وكميات كبيرة من الصواريخ.
وبشأن مدى تكرار سيناريو السابع من أكتوبر حين تجاوزت بعضاً من صواريخ حماس القبة الحديدية، أضاف ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن ذلك يعتمد على مدى حجم الهجوم، وما إذا نجح وتسبب في أضرار أو إصابات، ما يعني أن الخلل سوف يتصاعد.
وأوضح أن الدعم الأميركي لإسرائيل سيكون “استخباراتياً في المقام الأول، ستعرف واشنطن تل أبيب على ما سيأتي ومتى سيأتي”.
قطع الكهرباء عن مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في المانيا