يعد الانضمام إلى شركة جديدة أمرًا صعبًا في بعض الأوقات، ولكنه يكون أكثر صعوبة أثناء العمل من المنزل، وعادة ما يكون المبتدئون الجدد في البيئة المكتبية منغمسين في هيكل وثقافة وعمليات الشركة طوال ساعات عملهم، فهم يقضون الوقت ويتحدثون مع زملائهم أثناء استراحات الغداء ومن المرجح أن يشاركوا في المناسبات الاجتماعية المنتظمة.
لكن مع وجود إمكانية العمل عن بعد وإنجاز المهام من خلف الشاشات، أصبح من الضروري للمبتدئين الجدد إيجاد طرق جديدة للتكيف مع الظروف، من خلال أفضل الطرق والوسائل للتأقلم والازدهار في مكان عمل جديد أثناء العمل من المنزل بحسب موقع “michaelpageafrica-com “.
الاستعداد للتأهيل الوظيفي
تمثل الخطوة الأولى نحو الإعداد الناجح عن بعد هي أن تكون منفتحًا على تجربة جديدة. فالشركات المختلفة تتعامل مع عمليات الإعداد بشكل مختلف، هذا هو الحال بشكل خاص في التنسيق الافتراضي، حيث تفضل بعض الشركات تعيين جدول زمني صارم إلى حد ما للمبتدئين الجدد، بينما تختار شركات أخرى أسلوبًا أكثر انفتاحًا.
وفي كلتا الحالتين، كموظف جديد، يجب أن تتذكر أن هذه عملية جديدة للجميع، ومن المحتمل أن يحاول صاحب العمل، مثلك تمامًا، اكتشاف أفضل هيكل، ونظرًا لهذا، لا يمكن المبالغة في أهمية التعاون بينك وبين صاحب العمل، يجب عليك المساهمة بالأفكار واقتراح طرق استباقية لجعل العمل الخاص بك أكثر فعالية، شريطة أن تفعل ذلك بطريقة حساسة ومهنية، سيكون مديرك المباشر ممتنًا لمساهمتك.
كن دائمًا على معرفة متجددة لتجنب خسارة الفرصة، كيف تستعد لمقابلة العمل بكافة أشكالها؟
وفي الوقت نفسه، يجب أن تتذكر أنك مازلت تتعلم وأنك بحاجة إلى إثبات نفسك، وينبغي أن ينعكس هذا الاعتراف في سلوكك واتصالاتك، أظهر أنك تتعامل مع عملية التعريف بالاحترام المناسب، من خلال الالتزام بمعايير عالية من الالتزام بالمواعيد لاجتماعاتك الافتراضية، وبذل الجهد اللازم لتعلم استخدام منصات البرامج المختارة للشركة.
حافظ على نبرة صوتك محايدة في البداية، واستمع عن كثب في الاجتماعات الافتراضية ولاحظ الطريقة التي يتواصل بها فريقك مع بعضهم البعض، لاحظ ما إذا كانت النغمة عادية أم أكثر تحفظًا، ما إذا كانت المناقشات والاجتماعات منظمة بعناية أو أكثر استكشافية، ومن خلال ملاحظة هذه العناصر الدقيقة لثقافة الشركة، يمكنك دمج نفسك في الفريق، وبالتالي في عمليات الشركة بسرعة أكبر وفعالية أكبر.
لا تخف من القفز والمغامرة
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المبتدئون الجدد، سواء في المكتب أو العمل عن بعد، هو التخلي عن الكثير من السيطرة، إنهم يتوقعون من مديريهم التنفيذيين أن يرشدوهم خلال كل خطوة ويضعوا كل عملية بجدية، في حين أنه يتعين على أصحاب العمل توضيح التوقعات وتوفير التوجيه، وخاصة بالنسبة للعاملين عن بعد، فإن المبادرة من جانب المبتدئين الجدد هي مفتاح النجاح في عملية الإعداد، وبناء على ذلك، عند البدء عن بعد، يجب أن تتوقع وترحب بعملية التجربة والخطأ عندما تعتاد على دورك، لا تكن قاسيًا على نفسك بلا داعٍ بسبب الأخطاء التي سترتكبها حتمًا، لكن التزم بمعايير عالية، أظهر لصاحب العمل لماذا كنت الاختيار الصحيح.
ولا تترك الجانب الاجتماعي من دورك الجديد متروكًا لشركتك بالكامل للتنسيق، لقد كان من الشائع سابقًا أن يستخدم المديرون المباشرون “نظام الأصدقاء”، حيث يتم تكليف أحد أعضاء الفريق ذوي الخبرة بمهمة توجيه ومساعدة ودعم المبتدئين الجدد، سواء حدث ذلك أم لا، فسوف تتناسب مع الفريق بشكل أفضل بكثير إذا أخذت على عاتقك التعرف على فريقك، والانضمام إلى المناسبات الاجتماعية مع الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، والانغماس في ثقافة الشركة.
أهم النصائح للتعامل مع بيئة العمل عن بعد
غالبًا ما تكون الأشياء الصغيرة هي التي تُحدث الفرق الأكبر في نجاحك، بدلًا من أن تتوقع من نفسك أن تكون قادرًا على مواكبة العملية غير المألوفة التي ستشارك فيها، سهّل الأمر على نفسك من خلال الاحتفاظ بالملاحظات والمطالبات وقوائم المهام في مكان قريب،
تأتي تلك الخطوة أثناء عملية الإعداد عن بعد، إذا قام أحد زملائك بتحديد موعد لمقابلة معك لشرح نظام أو إجراء معين، فتذكر أنك لن تتمكن ببساطة من الذهاب إلى مكتبه في وقت لاحق من ذلك اليوم لإعادة التأكيد، احتفظ بمفكرة وقلم بالقرب منك لتجنب الحاجة.
انتبه إلى معنوياتك ودوافعك، حيث سيكون لذلك تأثير كبير على فعاليتك وإنتاجيتك، حدد لنفسك أهدافًا شخصية تتجاوز تلك التي قدمها لك مديرك المباشر، عندما تقابلهم، شارك الأخبار وهنئ نفسك، ستحصل في النهاية على أفضل ما في نفسك من خلال بذل جهد إضافي لمنح نفسك شيئًا تفخر به، لا تتردد في طرح الأسئلة والمساهمة في اجتماعات المجموعة؛ لأن هذا سيذكر الآخرين ونفسك، أنك لست مجرد مبتدئ جديد، ولكنك مورد حقيقي ذو قيمة للمنظمة.
هل أنت مستعد للعودة للحياة السابقة؟
نتوق جميعنا للعودة إلى الوضع الطبيعي، ولكن ليس بالطريقة الحالية؛ حيث غيّر فيروس كورونا حياتنا بطرق لا تُعدّ ولا تحصى نحو الأسوأ. وهناك الكثير من الأشياء التي لم نعد نستطيع القيام بها، والعديد من الأماكن التي لم نتمكن من الذهاب إليها على غرار السينما وزيارة بلد آخر والذهاب إلى حفل زفاف وزيارة أقارب في المستشفى.
تقول الكاتبة مولي روبرتس -في مقالها الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية- إن المكتب من بين الأماكن التي منعتنا الجائحة من التوجه إليها. وبعد أن بدأ تخفيف القيود في الوقت الراهن، أصبح العمل عن بعد يمثّل فرصة لا يريد العديد من الموظفين التخلي عنها.
مستقبل أكثر مرونة
وصرح المستثمر مارك آندرسن -الذي يعتبر نفسه متفائلا بالتقدم التكنولوجي، قائلا “ربما نحن بصدد الحصول على ثورة. وسنشهد تحولا حضاريا دائما”. وربما يكون ذلك مجرد هدنة قبل الانتقال إلى مستقبل أكثر مرونة أكثر من ذي قبل.
ويعتمد الجواب على الطرف الذي توجّه له السؤال، نظرا لأن مجتمعنا يشمل أولئك الذين يرغبون في العودة إلى المكاتب وأولئك الرافضين لذلك. ولكل فرد أسبابه التي تجعله يرغب في العودة إلى المكاتب من عدمها. ويمكن تفسير ذلك بالتجربة البائسة التي عشناها مع الجائحة.
ومن الواضح أن هناك أسبابا شخصية وعمليّة تفسر أسباب مطالبة الكثيرين بالعمل من المنزل، بحسب الكاتبة. ففي الواقع، منعنا فيروس كوفيد-19 من القيام بالكثير من الأشياء. وفي المقابل، سمح لنا التخلص من توقيت العمل الذي يبدأ من الساعة التاسعة إلى الساعة الخامسة بالقيام بأشياء أخرى كانت مستحيلة في السابق، مثل اللعب مع الطفل قبل وقت القيلولة، أو مغادرة العمل الساعة الثالثة والعودة له مرة أخرى الساعة العاشرة.
جاذبية العمل عن بعد
سمحت الجائحة لنا بالتواجد في الكثير من الأماكن التي لم نكن نتواجد فيها، سواء كان ذلك في مكان أرخص أو أقرب إلى عائلاتنا أو مشمس عندما كان الجو باردا في الخارج.
عموما، عادة ما يكون تحمل المعاناة أسهل عند حدوث أمر ما. وفي هذه الحالة، يمكننا القول على الأقل إن فيروس كورونا علّمنا كيفية التوقف عن القلق وحب الحاسوب المحمول.
مكاتب دائمة للعمل عن بعد
علاوة على ذلك، تُعتبر إعادة التأقلم مع الحياة السابقة أمرا غريبا. لقد تخلّينا عن الكثير من الأشياء، وأصبح ينبغي علينا في الوقت الراهن أن نتخلّى عن كل ما حل محلها.
ولسائل أن يسأل، من يلوم الناس على أملهم في التمسك بالشيء الوحيد الذي استمتعوا به بالفعل بسبب الجائحة؟ وعلى الرغم من أن هناك العديد من الموظفين الذين اقتنوا مكاتب دائمة للعمل عن بعد على المدى الطويل، إلا أن المديرين بصدد انتداب موظفين للعمل من المكاتب.
عطش الثرثرة
هناك بالتأكيد عدد لا يحصى من الموظفين المتعطشين لبعض الثرثرة وسهولة تبادل الأفكار خلال القيام بنزهة قصيرة عوضا عن إرسالها في بريد إلكتروني.
ولدى هؤلاء الناس عبئ من الجائحة انعكس على طريقة تفكيرهم، حيث قضوا العام الماضي معتقدين أن كل هذا الأمر سيكون مؤقتا. وفي الوقت الراهن، اتضح أنه من الممكن أن يستمرّ العمل عن بعد، مما يجعلهم يشعرون بأنهم عالقون في المنزل.
ذكرت الكاتبة أن هؤلاء الأشخاص يشعرون أن هذه المحنة لن تنتهي. ويبدو أن كل جانب من جوانب هذا النقاش لا يأخذ بعين الاعتبار أسباب كل طرف، على الرغم من أنهم عاشوا أشهرا من التوتر والحرمان أدت إلى الانفصال عن المكتب.
ويبقى الأمر مختلفا من شخص لآخر؛ حيث من الممكن أن يرغب البعض في العمل عن بُعد طوال الوقت ويفضل البعض الآخر العمل لفترة محددة عن بعد، ولا يرغب آخرون في العمل عن بعد على الإطلاق.
أقرأ المزيد | أكثر من 10 إستراتيجيات بسيطة لكي تتوقف عن مقارنة نفسك بالاخرين