أعلنت الشرطة السويدية في بيان ترجمته صحيفة العراق أنها صرحت بتنظيم تظاهرة يخطط منظمها لإحراق نسخة من المصحف خارج مسجد ستوكهولم الرئيسي اليوم الأربعاء، تزامنًا مع بدء عيد الأضحى .
وجاء الضوء الأخضر بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية حظرًا أعلنته الشرطة على الاحتجاجات التي تنظّم لإحراق المصحف، بعدما أدى تحرك من هذا القبيل خارج مقر السفارة التركية في يناير إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع ورافقتها دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية بينما عطلت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويرى خبراء السياسة أن هذه الخطوة التصعيدية من جانب الحكومة السويدية، تؤدي إلى إثارة مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم. كما ستعقد مفاوضاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطسلي “ناتو” الذي تقاتل دبلوماسيتها للانضمام إليه لتعزيز أمنها القومي في ظل ارتفاع المخاطر الأمنية في شرق أوروبا منذ أن أطلقت روسيا حملة عسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.
حادثة إحراق القرآن الكريم في السويد
حادثة إحراق القرآن الكريم في السويد هي اساءة واستفزاز قامت بها حركة اليمين المتطرف (الخط المتشدد) في مدينة مالمو ومدينة لينشوبينغ ضد المسلمين في 21 يناير 2023، حيث قام زعيم الحركة، راسموس بالودان، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، الأمر الذي أحدث موجة من الاحتجاجات في معظم المدن السويدية.
من المعروف عن السياسي الدنماركي-السويدي، راسموس بالودان، زعيم حزب الخط المتشدد (سترام كوكس) اليميني المتطرف الذي يمضي على خطى زعماء الحزب، والذي يُمثّلون وجهات نظر متطرفة ومتشددة حول الإسلام، كما يعارضون بشدة الهجرة غير الغربية ووجود الدين الإسلامي في الدنمارك، حيث كان يُنظم للعديد من المظاهرات السياسية في المناطق التي يقطن بها المهاجرون المسلمون، والذي يعتبر عداء الإسلام والمهاجرين المسلمين ورقة رابحة لكسب الاصوات في الانتخابات.
وفي إبريل عام 2022، قام بالودان مع أنصار حزبه بإحراق نسخ من القرآن الكريم، الذي أدى إلى اندلاع مواجهات واسعة، في أنحاء متفرقة من السويد.
حرق المصحف في السويد: “غضبة مليارية” وحملة لمقاطعة المنتجات السويدية تتصدر مواقع التواصل
لا تزال ردود الفعل المستنكرة والغاضبة تتوالى إزاء حرق نسخ من المصحف في السويد، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وثمة جدل وسخط لا يهدآن عبر المنصات الإلكترونية في العالم الإسلامي، تقابلهما محاولات للتهدئة من قبل صفحات سويدية ناطقة بالعربية وبلغات أخرى.
فقد تعالت دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية عبر وسوم عديدة أبرزها : “غضبة مليارية على حرق المصحف”، و”مقاطعة المنتجات السويدية”، و”طرد السفير السويدي”.
إدانات رسمية
وترافقت تلك الدعوات مع بيانات إدانة رسمية من مؤسسات بارزة، بينها منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الأزهر ومجلس التعاون الخليجي، ووزارة الخارجية التركية.
وأمام هذا المشهد المتكرر، تبرز رؤيتان متعارضتان تتعلقان بالنظرة للأديان وللحد الفاصل بين حرية التعبير وازدراء المعتقدات.
كما تطرح تظاهرات حرق المصاحف في السويد العديد من التساؤلات عما إذا كانت أهداف تلك التظاهرات ومنطلقاتها عقائدية أم سياسية؟ وما هو موقف الحكومة مما يجري؟
غضب عربي وإسلامي
ويقول متفاعلون مع وسم “حرق القرآن في السويد”، إن ذلك التصرف “تجاوز الخطوط الحمراء وتخطى حدود حرية التعبير”.
ووصف الداعية الإسلامي عائض القرني السماح بإحراق نسخة من المصحف، بأنه “عمل دنيء ومستفز”.
وأيده في ذلك كثيرون ممن حذروا بأن تلك المظاهرات “تعد أعمالا تحريضية ضد المسلمين وتؤجج خطاب الكراهية بين الشعوب والأديان”.
ودعا معلقون إلى إطلاق حملة جمع توقيعات إلكترونية لمقاطعة الشركات السويدية أسوة بحملات مقاطعة البضائع الفرنسية التي أثرت بشكل كبير في الاقتصاد، وفق قولهم.
“تصحيح المفاهيم” و”ازدواجية الغرب”
وفي المقابل، نادى آخرون باستثمار هذه الحادثة “للتعريف بالإسلام وتصحيح الأفكار المغلوطة”.
كما دعا البعض إلى “تجاهل تلك الحملات أو الرد عليها بالقانون بدلا من الانجرار وراء مظاهرات عنيفة”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
وانتقد آخرون ما سموها بـ”ازدواجية الغرب” قائلين إن “الحملات التي تطال الإسلام ورموزه تستوجب إعادة النظر في سقف ما يمكن أن يصل إليه المرء في انتقاد الآخر ومقدساته”.
ويتهم قطاع من المعلقين العرب والمسلمين السلطات في السويد بـ”التطرف والتواطؤ مع مروجي رهاب الإسلام”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تعقيب رسمي سويدي
وكان حساب “السويد بالعربي” على تويتر، قد انخرط في الرد على تغريدات تضمنت اتهامات لحكومة السويد “برعاية التطرف وبالتمييز ضد المسلمين”.
وأشار الحساب، الذي يعرف نفسه على أنه بوابة السويد الرسمية باللغة العربية، إلى أن “تعميم تصرف فرد على دولة أمر غير منصف”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
واستعان الحساب بتغريدة كان قد نشرها وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم.
وأدان بيلستروم، الذي ينتمي لـ”الحزب المعتدل” المحافظ، ما حدث مضيفا أن “الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة”.
وتابع قائلا: “تتمتع السويد بمساحة واسعة من حرية التعبير، لكن ذلك لا يعني أن الحكومة السويدية، أو أنا، نؤيد كل الآراء التي يتم التعبير عنها”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
وبدوره، وجه رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، الأحد، رسالة إلى المسلمين.
وأعرب كريسترسون، في منشور عبر الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء السويدية، عن “تضامنه مع كل المسلمين الذين شعروا بالإساءة إزاء ما حدث في ستوكهولم”.
وأردف أن “حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر ملائم”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
على ماذا ينص القانون السويدي؟
التزاما بالمادة 10 من اتفاقية حقوق الإنسان، يكفل القانون السويدي حرية التعبير عن الرأي ونشر الأفكار بغض النظر عن فحواها.
وهذا يعني أنه يسمح للجميع بتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية في الأماكن العامة.
لكن ذلك الحق قد يتلافى عندما تُستخدم حرية التعبير بطريقة من شأنها أن تهدد مصالح الأمن القومي أو تسئ لسمعة وحقوق الآخرين أو التحريض ضد الجماعات العرقية وغير ذلك.
كما تنص المادة الـ17 من اتفاقية حقوق الإنسان، على أنه “لا يجوز لأحد أن يستخدم أيا من الحقوق التي تكفلها الاتفاقية لإلغاء أو لتقييد حقوق الآخرين”.
ضجة في مواقع التواصل بعد غياب السعودية والكويت عن القمة التشاورية الخليجية في أبوظبي، فما القصة؟
من منظمو تلك التظاهرات؟ وما دوافعهم؟
يستند البعض إلى تلك القوانين لتبرير ما أقدم عليه السياسي اليميني راسموس بالودان من حرق نسخ المصحف، لكن ثمة من يجد في تلك القوانين ما يدينه.
يذكر أن بالودان قد حصل على تصريح بتنظيم مظاهرة أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، السبت 21 يناير/ كانون الثاني.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
لا يمكن الجزم بأن دوافع منظمي تلك التظاهرة سياسية، إلا أنها حتما أججت الخلافات بين السويد وتركيا فهي تأتي في وقت تحاول فيه الدولة الإسكندنافية اقتناص دعم أنقرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ففي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تقدمت كل من السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى الناتو، لكنه قوبل برفض أنقرة.
وتتهم أنقرة السويد على وجه الخصوص بدعم وإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور في تركيا.
ويصف البعض سلوك بالودان بالعبثي أو بالفردي، إلا أن البعض يدرجه ضمن خطة مآرب سياسية.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
وثمة من يذهب إلى أبعد من ذلك ويرى أن تحركاته تأتي في إطار حملة ممنهجة لـ”تطويع الجاليات المسلمة ودفعها إلى تقبل حرية التعبير من منظور سويدي خالص”.
لكن تصوير تصرفات بالودان على أنها مؤامرة ضد الإسلام برعاية حكومية يجد فيها آخرون “ضربا من المغالاة”.
السويد تدين حرق المصحف وسط انتقادات عربية وإسلامية واسعة
أدان رئيس وزراء السويد حرق نسخة من القرآن الكريم، في خطوة اعتبرت دول الخليج أنها تؤجج مشاعر المسلمين في العالم، فيما ألغت تركيا زيارة لوزير الدفاع السويدي على خلفية السماح لتظاهرة ليميني متطرف مناهض للإسلام في ستوكهولم.