وجه مجلس الوزراء، اليوم الاحد، بقطع خدمة الانترنت خلال امتحانات الدور الثاني للصف السادس الاعدادي الامر الذي اثار جدلا واسعا وكبيراَ على منصات التواصل ألإجتماعي خلال اليومين الماضيين .
وطالبت وزارة التربية بـ”ايجاد حلول بديلة لمشكلة اسئلة الامتحانات اذ لا تؤيد وزارة الاتصالات قطع خدمة الانترنت”.
واعلنت وزارة التربية، اليوم الاحد، انطلاق امتحانات الدور الثاني لطلبة السادس الاعدادي للعام الدراسي 2022 – 2023.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لـ السومرية نيوز، أنها “هيأت كافة المستلزمات اللوجستية والفنية للقاعات الامتحانية، بالإضافة الى توجيه رؤساء المراكز الامتحانية لاتخاذ الأمور الكفيلة بتوفير المناخ الهادئ والآمن للطلاب خلال فترة أداء الامتحانات”.
من جانبه تمنى وزير التربية، ابراهيم نامس الجبوري “النجاح والموفقية لجميع الطُلاب وتحقيق اعلى مراتب التفوق في اكمال مشوارهم العلمي وبما يخدم بلدنا”.
قبل أيام، أعلنت وزارة الاتصالات العراقية حجب مواقع التواصل الاجتماعي حتى 13 من فبراير/ شباط الجاري وأوضح عمر عبدالرازق، المتحدث الرسمي لوزارة الاتصالات، أن الحجب يتزامن مع الامتحانات التمهيدية للطلبة، حتى يوم 13 من الشهر الحالي باستثناء يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن القرار يجري تطبيقه من الرابعة فجرًا حتى الساعة الـ12 ظهرًا.
نوه “عبدالرازق” بأن الحجب سيشمل مواقع التواصل الاجتماعي المتداولة لدى المجتمع العراقي، وهي “فيسبوك”، و”تليغرام”، و”واتساب”، و”إنستغرام”، مؤكدًا على أن هذا الإجراء جاء بناء على طلب وزارة التربية وموافقة الجهات العليا”.
يأتي تطبيق هذا الإجراء بعدما سجلت وزارة التعليم العديد من حالات تسريب الأسئلة خلال دورات امتحانية سابقة، بشكل أثار جدلًا واستياء بين الأوساط العامة في العراق.
خلال السطور التالية، حاولت “العين الإخبارية” تقييم التجربة العراقية في مواجهة ظاهرتي تسريب الامتحانات والغش، حتى كشف متخصصون جوانبها الإيجابية والسلبية، وقدموا حلولًا إضافية تساهم في القضاء على هذه الأمور.
قرار مقبول.. ولكن
أضاف “البري”، أن تنفيذ القرار لا بد أن تسبقه دراسة جيدة، بخلاف مراعاة جوانب أخرى: “مواقع التواصل تحتاجها بنوك وخدمات تقدمها مؤسسات الدولة وإداراتها، إذًا لا بد أن يوفروا لها بديلًا في فترة حجب المواقع”.
واعتبر الخبير أن هذا الإجراء قد تتحايل عليه الأطراف التي تعمل على تسريب الامتحانات، من خلال استخدام وسائل أخرى: “قد يتم التسريب لها قبل أيام من الاختبار، أو أن بعض ضعاف النفوس داخل العملية التعليمية يعملون على هذا الأمر”.
من جانبه، أشار الدكتور حسام النحاس، الخبير التربوي والتعليمي، إلى أن عددًا من الصفحات والتطبيقات متخصصة في عمليات التسريب، التي من شأنها أن تحدث بلبلة أثناء سير عملية الامتحانات تحقيقًا لأغراض مالية، كما أنها وسيلة للنصب على الطلاب والأسر بتحصيل الأموال منهم.
ورأى “النحاس”، في تصريحه لـ”العين الأإخبارية”، أن قرار حجب مواقع التواصل الاجتماعي قد يقلل من ظاهرة التسريب ويخفف الضغوط على الوزارة وأولياء الأمور فيما يخص التلاعب بالطلاب، وقد يكون الجانب الإيجابي الآخر هو حماية الطلاب من الانشغال بهذه المواقع والتطبيقات التي يطلعون خلالها على الشائعات والتسريبات بخلاف تضييع وقتهم، وبالتالي التأثير سلبًا على مستواهم التحصيلي.
وأكد “النحاس” على أن صفحات وتطبيقات الغش لديها حيل وألاعيب مختلفة: “الفضاء الإلكتروني مليء بها ويمكنها الوصول إلى الطلاب خارج الإطار الرسمي”.
فيما اعتبر الدكتور كمال مغيث، الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية في مصر، أن هذه التجربة قابلة للنجاح أو الفشل، متسائلًا: “هل ستقدر الحكومة منع كل المواقع من الأساس؟ خاصة وأنه تتوقف عليها بعض الوظائف الحساسة والمهمة والتي من الصعب التصور أن تمنعها مثل المعاملات البنكية وشركات دولية”.
ذكر “مغيث”، في تصريحه لـ”العين الإخبارية”، أن الأهم في هذه العملية هو التأكد من أن هذه الوسيلة ناجعة لمنع عملية التسريب، خاصةً وأن هذه الصفحات لديها قدرة على ممارسة مهامها رغم الحجب بحسب قوله.
أردف: “شخصيًا أوافق على هذا الإجراء مع ضرورة التشويش على المدارس والجامعات أثناء أداء الامتحانات، إضافةً إلى سحب الهواتف المحمولة من الطلاب قبل بدء الامتحانات”.
قررت وزارة التربية السماح للطلبة الراسبين بالغش في الامتحان بأداء امتحانات الدور الثاني.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب أن هيئة الرأي في الوزارة قررت السماح للطلبة الراسبين بالغش بأداء الامتحان في مواد الغش بالدور الثاني.
وبررت الوزارة القرار الى مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق
وشهدت الامتحانات النهائية هذا العام حالات غش جماعي وتسريب للأسئلة ما دفع الوزارة الى اعادة الامتحانات.
إجراء جديد من التربية بشأن نقل الاسئلة الوزارية
أعلنت وزارة التربية، اليوم الأحد، إطلاق تجربة نقل الاسئلة الوزارية في دورها الثاني عبر البرامج المؤمنة إلكترونيا استكمالا للنهج الحكومي الالكتروني.
وذكرت الوزارة في بيان : “منعًا من تسرب الاسئلة او التعرض لها وحفاظًا على سريتها المطلقة وبإشراف مباشر من قبل وزير التربية الدكتور إبراهيم نامس الجبوري، أقدمت الوزارة على نقل الاسئلة إلكترونيا تزامنًا مع انطلاق امتحانات الدور الثاني للدراسة الاعدادية للعام الدراسي 2022 – 2023 في عدد من المراكز الامتحانية التابعة لمديريات التربية في بغداد “.
وأكدت “نجاح التجربة التي تعد الاولى من نوعها في مجال تحديث العملية الامتحانية ومواكبتها للتطور التكنولوجي العالمي”، مشيرة الى ان “الوزارة ستعتمد هذه الطريقة الحديثة وبشكل اوسع في الأعوام الدراسية المقبلة”، مشيدة بجهود اللجنة الدائمة للامتحانات برئاسة وكيل الوزارة للشؤون الفنية حسين صبري اللامي ومدير عام التقويم والامتحانات شاكر نعمه عبد عون واللجان التي تابعت المشروع التجريبي في المراكز المختارة”.
ضبطت فرق الهيئة الفنية، في وقت سابق ، عدداً من حالات الغش الإلكتروني خلال امتحانات الدور الثاني للمرحلة الإعدادية.
وذكرت الهيئة في بيان تلقته (بغداد اليوم) أن “فرقها وهي تجري جولاتها في مختلف محافظات العراق ضبطت عددا من حالات الغش الالكتروني في امتحانات الدور الثاني للمرحلة الاعدادية”.
وبينت أن “جولاتها كانت بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني والأجهزة الأمنية لمتابعة حالات الغش الإلكتروني”.
حلول لمنع التسريب والغش
لمنع الغش، أوضح “البري” أن الحل يكمن في إعداد امتحانات الكتاب المفتوح “الأوبن بوك”، مبررًا: “هي تعد بمهارة وحرفية وتكون جميلة وتقضي على الحفظ وتتعامل مع الطالب الفاهم دون الاعتماد على الحفظ، وبها وسائل حديثة للتقويم، وهذا بخلاف الامتحانات الشفوية وتقديم الأبحاث”.
ما سبق اتفق معه “مغيث”، قائلًا: “الحل هو إعداد امتحان لا يجدي فيه الغش، ويعتمد على التفكير والتحليل والإبداع، ولو الطالب تواجد داخل مكتبة واطلع على الكتب تكون فكرة الغش ملغية مقابل الاعتماد على قدرات الطالب الذاتية التي بُنيت خلال سنواته الماضية”.
فيما رأى “النحاس” أن الحل الأنسب لمنع الغش وتسريب الامتحانات يتمثل في “تأمين الخوادم حماية وضع الامتحانات بدايةً من وضع الامتحان والطابعة خط سير الأسئلة حتى أماكن توزيعها للجان والمدارس المختلفة”.
وتابع: “ثم تمتد عملية التأمين لبعض التطبيقات التي يمكن استخدامها في الحماية العملية برمتها، وبذل جهود لمنع الغش والاعتماد على برامج التشويش على شبكات المحمول والإنترنت لحظة انعقاد الامتحان”.
عن الامتحانات التمهيدية
كانت وزارة التربية العراقية قد أعلنت الأسبوع الماضي انطلاق الامتحانات التمهيدية للمراحل الدراسية كافة للعام الدراسي 2022 – 2023، لأكثر من 200 ألف طالب وطالبة.
وسجلت العديد من حالات تسريب الأسئلة خلال دورات امتحانية سابقة، ما شكل مثار جدل واستياء بين الأوساط العامة في العراق.
وفي العام الماضي، وعقب تسريب أسئلة وزارية لمادة الرياضيات والإنجليزي للمرحلة المتوسطة، اضطرت وزارة التربية إلى إلغاء إجرائها وتأجيل موعدها لـ10 أيام عن موعدها المقرر.
والأسبوع الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني، الإطاحة بشبكة لتزوير وتبديل الدفاتر الامتحانية في العاصمة بغداد.
ضبط عدداً من حالات الغش الإلكتروني خلال امتحانات الدور الثاني للمرحلة الإعدادية
تستمر فرق الهيئة الفنية بإجراء جولاتها في مختلف محافظات العراق وبالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني والأجهزة الأمنية الماسكة للأرض لمتابعة حالات الغش الإلكتروني وتأتي هذه الجولات بالتزامن مع الامتحانات العامة للدراسة الإعدادية للدور الثاني.
حيث تمكنت فرق الهيئة من ضبط عدد من حالات الغش الإلكتروني وباستخدام أجهزة الهيئة المتخصصة بعمليات رصد وتتبع واستمكان الإشارة الراديوية.
الجدير بالذكر أن الهيئة سبق أن حذرت من استخدام أجهزة التراسل البينية المستخدمة في عمليات الغش الإلكتروني وأهابت بالطلبة وأولياء الأمور بتجنب التعامل مع من يروجون لهذه الأجهزة لأنها تعرضهم للمساءلة القانونية.
صحيفة العراق تنشر نتائج الدور الثاني التكميلي والثالث للصف الثالث المتوسط