اتفق الزعيمان الكوريان على وقف جميع الأعمال العدائية برا وبحرا وجوا والعمل على تغيير اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاقية سلام

وجاء في بيان القمة، الصادر اليوم الجمعة 27 نيسانا/أبريل: “أكد الجنوب والشمال أن هدفهما المشترك هو تنفيذ عملية نزع الأسلحة النووية بالكامل من شبه الجزيرة الكورية. واتفق الجنوب والشمال على إجراء خطوات نشطة للتعاون مع المجتمع الدولي في قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكوري”.
شقيقة زعيم كوريا الشمالية تصل للجنوبية لحضور الأولمبياد

كما أفاد البيان أن الكوريتين تعتزمان توقيع معاهدة سلام “تعلن جمهورية كوريا الديقمراطية الشعبية وجمهورية كوريا نهاية الهدنة، المستمرة منذ عام 1953، من أجل تحويلها إلى معاهدة سلام. ولهذا الغرض ستعمل كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة على عقد قمة ثلاثية أو رباعية بهدف إقامة نظام سلام متين”.

كما نص البيان على أنه “لن تكون هناك حرب على شبه الجزيرة الكورية بعد الآن. بدأ عهد جديد من السلام. ستوقف كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية جميع الأعمال العدائية بحق بعضها البعض. أكد البيان على مواصلة الحوار بين الدولتين على جميع المستويات.

ووصل زعيم  كيم جونغ اون  بيونغيانغ للقاء نظيره الجنوبي مون جيه ان في قرية الهدنة الحدودية

وكتب الزعيم الكوري الشمالي بعد لقائه نظيره الجنوبي في سجل الزوار داخل “بيت السلام” في قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، عبارة “تاريخ جديد يبدأ الآن”.

وسيشارك رئيس كوريا الشمالية غدا بوفد مكون من 9 أعضاء من بينهم شقيقته

والمصافحة التاريخية التي كان ينتظرها الكوريون منذ ما يزيد على العشر سنوات، افسحت المجال رغم الاعداد الدقيق جدا لها، لبعض الخطوات المرتجلة التي لم تكن مدرجة على البرنامج المقرر.

فقد خرج الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن القواعد المرسومة عندما دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان الى مرافقته الى الجانب الكوري الشمالي من الحدود.

وقد التقى الزعيمان على خط التماس العسكري الذي يفصل بين الكوريتين، وتصافحا حوالى نصف دقيقة.

عندئذ دعا الرئيس الكوري الجنوبي الذي كانت الابتسامة تعلو محياه، ضيفه الى التوجه الى كوريا الجنوبية. وأتاح الرجلان للمصورين التقاط الصور في هذه اللحظة التاريخية حيث اصبح كيم اول زعيم كوري شمالي يطأ أرض كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية (1950-53).

عندئذ دعا سيد بيونغ يانغ، مون للذهاب الى الجانب الآخر. وبدا الكوري الجنوبي مترددا، لكن كيم لم يتراجع، فأمسك بيده لاجتياز حافة من الاسمنت ترمز الى الحدود، حيث تبادل الرجلان من جديد مصافحة حارة.

ثم اوضح المتحدث باسم البيت الأزرق، الرئاسة الكورية الجنوبية، كيف حصلت تلك اللحظة.

-بصل مضاد للرائحة-

وقال ان “مون قال لكيم: +متى سأتمكن من زيارة الشمال+؟” وأجاب الزعيم الكوري الشمالي “+لما لا يكون الآن؟+”.

ثم انطلقا، يدا بيد، وقد علت الابتسامات على شفاههما، الى الجنوب، حيث تلقيا زهورا من اطفال يسكنون قرية قريبة من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

وكان الكوريون الجنوبيون اعدوا تماما لهذا اللقاء حيث يفترض ان تحتل الترسانة النووية الكورية الشمالية مكانا بارزا.

واوضح متحدث باسم مون “درسنا ادق التفاصيل، بما في ذلك الانارة وديكورات الزهور”.

والرائحة التي عبقت في الغرفة المخصصة للقاء كانت موضوع اهتمام خاص. “فقد نثر على ارضها بصل وفحم، ومراوح تعمل بأقصى قدرتها لامتصاص روائح الطلاء الجديد”.

وقامت الفرق الامنية الكورية الشمالية باستعداداتها الخاصة، كما اعلنت سيول، فعقمت الكرسي الذي سيجلس عليه كيم لتوقيع الكتاب الذهبي.

– لحظة حرجة-

وزخر حفل الاستقبال بالرموز. فقد سار الزعيمان على سجادة حمراء وسط حراسة مؤلفة من جنود كوريين جنوبيين بأزيائهم العسكرية التقليدية المزدانة بالالوان.

وفي فترة بعد الظهر، “زرعا” أيضا بصورة رمزية شجرة قرب خط التماس العسكري. وكانا يلبسان قفازات بيضاء، وألقيا بعض التراب تحت شجرة الصنوبر التي يبلغ عمرها 65 عاما، مثل الهدنة.

ثم رواها مون بماء جيء به من نهر كوري شمالي عندما فعل كيم الشيء نفسه، انما بماء أتى به من نهر هان الكوري الجنوبي.

ثم قاما بنزهة طويلة في المنطقة المنزوعة السلاح، حتى منصة خشبية زرقاء مرتفعة حيث تحدثا في الهواء الطلق من دون وجود مستشارين.

وحصلت بعض اللحظات المسلية، عندما ابتعدت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جو جونغ وعضو آخر في الوفد الذي كان يتبع الزعيمين، بعدما لاحظا انهما في مجال المصورين.

وحصلت ايضا بعض اللحظات المزعجة، عندما احتاج كيم الى وقت طويل لتوقيع الكتاب الذهبي، وبدا مون انه لا يعرف الى اي جهة يوجه نظره.

والمصافحة الطويلة بين الزعيمين تتناقض مع ما حصل خلال قمة الكوريتين في العام 2000 بين والد الزعيم الحالي، كيم جونغ ايل، والرئيس الكوري الجنوبي في تلك الفترة، كيم داي-جونغ. وعلى رغم قوتها، لم تستمر سوى خمس ثوان.

ومصافحة 2007 كانت ايضا اكثر دقة، ثلاث ثوان، ويد واحدة فقط، فيما استقبل كيم جونغ ايل روه مو-هيون في بيونغيانغ.

ومنذ ذلك الحين، تقدم الشمال بخطوات عملاقة في طموحاته النووية.

وفي 2017، اجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الاهم حتى اليوم، واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات واضعة اراضي القارة الاميركية في مرماها.

وهدد الشمال احيانا بتحويل سيول وواشنطن الى “بحر من النيران” وبأن يوجه نحوهما “سيف” ترسانته النووية.

لكن الصورة التي انطبعت في الاذهان الجمعة هي صورة زعيمين يجتازان الحدود، يدا بيد، نحو قمة يأمل كثيرون في ان تعلن عن مستقبل يتسم بمزيد من السلام والأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد