اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع زوجة وابنة أليكسي نافالني زعيم المعارضة الروسي الذي توفي الأسبوع الماضي في أحد معسكرات الاعتقال ووصفه بأنه كان “رجلا شجاعته مذهلة”.
وأكد بايدن في تصريحات للصحفيين في كاليفورنيا أن واشنطن تعتزم فرض طائفة واسعة من العقوبات على روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين بعد وفاة نافالني.
وقالت إدارة السجون في روسيا إن نافالني (47 عاما) فقد وعيه وتوفي فجأة يوم الجمعة الماضي بعد تريضه سيرا في مستعمرة (بولار وولف) العقابية الواقعة فوق الدائرة القطبية الشمالية حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة ثلاثة عقود.
وقال بايدن بعد لقائه بزوجة نافالني يوليا وابنته داشا “كان رجلا شجاعته مذهلة ومن الرائع (رؤية) مدى تقمص زوجته وابنته” لهذه الصفة.
وأضاف “أعلم أننا سنعلن العقوبات على بوتين، المسؤول عن وفاته، غدا”.
وقالت فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية الخميس إن بعضا من “مئات ومئات ومئات” العقوبات التي سيُعلن عنها في الأيام المقبلة سيستهدف المسؤولين عن وفاة نافالني لكن معظمها سيطال “آلة حرب (الرئيس فلاديمير) بوتين” ويسد الفجوات في نظام العقوبات الحالي.
وتتزامن الإجراءات الجديدة مع الذكرى السنوية الثانية لبداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي بيان صدر قبل أن يتحدث بايدن للصحفيين، قال البيت الأبيض إن الرئيس عبر عن “تعازيه القلبية” لعائلة نافالني.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن أبدى خلال اللقاء في كاليفورنيا إعجابه “بشجاعة (نافالني) الاستثنائية وإرثه في محاربة الفساد وفي سبيل روسيا حرة وديمقراطية يتساوى فيها الجميع أمام القانون”.
معارض روسي مسجون يواصل “المعركة” بعد وفاة نافالني
تعهد المعارض الروسي إيليا إياشين المحكوم عليه بالسجن 8 سنوات ونصف لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته ضد فلاديمير بوتين معربا عن قناعته بأن الرئيس الروسي “أمر” بقتل أليكسي نافالني.
وكتب إيليا إياشين، في رسالة نشرها أقرباؤه على وسائل التواصل الاجتماعي ،الثلاثاء: “طالما أن قلبي ينبض، سأحارب الطغيان. وطالما أنا على قيد الحياة، لن أخاف الشر. وطالما أتنفس، سأكون مع شعبي. أقسم بذلك”.
وقال إنه “مقتنع” بأن فلاديمير بوتين “أمر” بقتل صديقه القديم أليكسي نافالني.
وأضاف: “لم يقتله فحسب، بل قتله بطريقة واضحة، خاصة قبل الانتخابات (الرئاسية في روسيا في منتصف مارس) حتى لا يشك أحد في ضلوع بوتين”.
وتابع المعارض: “في ذهنية بوتين، هذه هي الطريقة التي تثبت فيها السلطة وجودها، بالقتل والقسوة والانتقام الواضح. هذا التفكير ليس تفكير رجل دولة. إنه تفكير زعيم عصابة”.
في أبريل 2023، حُكم على إيليا إياشين (40 عاما) في الاستئناف بالسجن لمدة 8 سنوات ونصف لإدانته “بقتل مدنيين” في بلدة بوتشا الأوكرانية قرب كييف، حيث واجه الجيش الروسي اتهامات بارتكاب انتهاكات، وهو ما تنفيه موسكو كما هو الحال دائما حين تتهم قواتها بارتكاب جرائم حرب.
وفي نوفمبر، تم نقله إلى مجمع سجون في سافونوفو قرب مدينة سمولينسك بغرب روسيا.
وهو ناشط في المعارضة الروسية منذ بدء سنوات الألفين مثل أليكسي نافالني، وكان صديقا قديما لأبرز معارض روسي.
وقال إياشين: “سيدخل نافالني التاريخ كرجل يتمتع بشجاعة استثنائية وكان يمضي قدما من أجل قناعاته. مضى إلى الأمام غير آبه بالخوف والموت، كان يتقدم بابتسامة ورافعا رأسه بفخر. ومات بطلا”.
وتابع: “سيبقى بوتين رجلا صغيرا حصل على سلطة هائلة بالصدفة”.
وكان إياشين أيضا صديقا مقربا ومتعاونا مع خصم كبير آخر لفلاديمير بوتين، هو بوريس نيمتسوف، الذي اغتيل في موسكو عام 2015.
وكتب في رسالته: “الألم والخوف لا يحتملان. لكن رغم كل شيء لن أبقى صامتا”.
والدة نافالني تلجأ إلى القضاء الروسي … بعد رسالتها للرئيس بوتبن
تنظر محكمة في أقصى الشمال الروسي الشهر المقبل، قضية رفعتها والدة المعارض الروسي أليكسي نافالني التي منعت من رؤية جثمان ابنها، حسبما قال أنصاره، الأربعاء.
وتوجهت ليودميلا نافالنايا إلى سجن “آي كي 3” النائي حيث توفي ابنها، لكن منذ وصولها السبت منعت من رؤية جثمانه.
والثلاثاء ناشدت الرئيس فلاديمير بوتين تسليمها جثمان ابنها.
وذكرت وكالة أنباء “تاس” أن المحكمة تلقت شكوى بشأن “أفعال غير قانونية”، وبأن الجلسة ستكون خلف أبواب مغلقة.
وقال فريق نافالني على منصات التواصل الاجتماعي إن مدينة ساليخارد القطبية ستنظر القضية في الرابع من مارس، بعد أكثر من أسبوعين على وفاة أبرز شخصية معارضة لبوتين.
والثلاثاء خرجت ليودميلا عن صمتها بشأن وفاة ابنها، ودعت بوتين في مقطع مصور للسماح لها برؤية جثمانه.
وقالت: “أناشدك يا فلاديمير بوتين، حل القضية بيدك وحدك. دعني أرى ابني أخيرا. أطالب بتسليم جثمان أليكسي فورا كي أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية”.
وكررت أرملة نافالني يوليا نافالنايا الدعوة مطالبة السلطات السماح بـ”دفنه بكرامة”.
ولم يصدر أي تعليق أو رد عن بوتين، الذي لزم الصمت حيال وفاة أبرز معارضيه السياسيين في السجن.