إثر حجب العلم التونسي في تظاهرة رياضية دولية الجمعة، تبعاً لعقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) إذ و قرر الرئيس التونسي قيس سعيد حل مكتب اتحاد السباحة وطرد مسؤولين كبار بمن فيهم المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات،
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع صورا تظهر العلم التونسي وقد تم إخفاؤه بقطعة قماش أحمر خلال بطولة تونس المفتوحة للماستر، المنظمة من قبل الاتحاد التونسي للسباحة في المسبح الأولمبي برادس.
وقام قيس سعيد بزيارة للمسبح مساء الجمعة، وظهر في مقطع فيديو غاضبا وقام برفع العلم وأداء النشيد الرسمي.
وقال لاحقا في اجتماع ضم رئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزراء “هذا لا مجال للتسامح معه، تونس قبل اللجنة الأولمبية وقبل أي لجنة أخرى”.
وتابع وهو يصرخ ويحمل العلم بين يديه “هذا اعتداء ولا مجال للتسامح مع أي كان ومهما كان”.
من جهتها، أصدرت وزارة الشباب والرياضة ليل الجمعة-السبت بيانا بحل مكتب الاتحاد التونسي، بعد أن أصدر سعيد “تعليماته باتخاذ إجراءات فورية على المستويين الجزائي والإداري ضد المسؤولين عن واقعة حجب جدارية العلم الوطني”.
كما أعلنت الوزارة إقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة بمحافظة بنعروس المتاخمة للعاصمة تونس.
عقوبات صارمة
ومطلع مايو الحالي، أكدت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) عدم امتثال تونس للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات وأعلنت فرض عقوبات على البلاد.
وأوضحت المنظمة أن تونس لن تستضيف بطولات إقليمية أو قارية أو عالمية، ولن يسمح برفع العلم التونسي في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، حتى تعود البلاد إلى كنف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
وقالت “وادا” في البيان إن قرار عدم الامتثال “النهائي وبأثر فوري” ضد تونس، ناتج عن “عدم قدرتها على التطبيق الكامل لنسخة 2021 من المدونة العالمية لمكافحة المنشطات ضمن نظامها القانوني”.
وبعد القرار بأيام، أصدرت السلطات التونسية التعديلات القانونية التي طالبت بها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، لكن “وادا” لم تعلن عن رفع العقوبات المفروضة على تونس.
وتستعد تونس للمشاركة بنحو 80 رياضيا في الالعاب الأولمبية الصيفية 2024 التي تقام في باريس، والتي يطمح فيها الرياضيون التونسيون إلى الإحراز على الميداليات لمعادلة أو التفوق على ما حققوه في أولمبياد طوكيو 2020 بالإحراز على ميدالية ذهبية للسباح أيوب الحفناوي وفضية للاعب التايكواندو خليل الجندوبي.
“فضيحة منشطات” في أولمبياد طوكيو قد تمتد إلى باريس
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، السبت، أن 23 سباحا صينيا خضعوا لفحوصات المنشطات جاءت نتائجها إيجابية قبل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2021، لكن سمح لهم بالمنافسة بعد أن قبلت الهيئات الحاكمة العالمية سرا النتائج التي توصلت إليها الصين بأنهم تناولوا هذه المادة من دون علم.
ومن بين هؤلاء، حوالي نصف فريق السباحة الذي أرسلته الصين إلى اليابان، وفاز العديد منهم بميداليات، بما فيها ذهبية، وفقا للتقرير.
ومن المتوقع أن يشارك الكثيرون من هؤلاء مرة جديدة في أولمبياد باريس هذا الصيف.
وذكرت الصحيفة أن نتيجة اختبارهم جاءت إيجابية لدواء للقلب يمكن أن يعزز الأداء، في لقاء محلي أواخر عام 2020 والأيام الأولى من عام 2021، لكن سلطات مكافحة المنشطات الصينية اعتبرت أنهم تناولوا المادة عن غير قصد من طعام ملوث، ولم يكن هناك ما يبرر اتخاذ أي إجراء ضدهم.
وأكدت “نيويورك تايمز” أنها راجعت وثائق سرية ورسائل بريد إلكتروني، بما في ذلك تقرير أعدته الوكالة الصينية لمكافحة المنشطات وقدمته إلى نظيرتها العالمية (وادا)، مشيرة إلى أن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والاتحاد الدولي للألعاب المائية، الذي كان يعرف في ذلك الوقت باسم الاتحاد الدولي للسباحة، قررا عدم التحرك بسبب “عدم وجود أي دليل موثوق به” للطعن في الرواية الصينية للأحداث.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، لكنها قالت للصحيفة الأميركية إنها اختارت عدم متابعة الأمر بشكل أكبر بعد “استشارة العلماء والمستشار القانوني الخارجي”.
وقال مدير العلوم والطب في الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أوليفييه رابين: “في النهاية، خلصنا إلى أنه لا يوجد أساس ملموس للطعن في التلوث المؤكد”.
وأكد الاتحاد الدولي للألعاب المائية للصحيفة ذاتها، أن الحالات روجعت من قبل لجنة مراقبة المنشطات وخضعت لتدقيق خبراء مستقلين، وأضافت: “نحن واثقون من أن هذه النتائج التحليلية تم التعامل معها بجدية ومهنية، وبما يتوافق مع جميع لوائح مكافحة المنشطات المعمول بها، بما في ذلك القانون العالمي لمكافحة المنشطات”.
لكن الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات قالت إنه كان يجب إيقاف السباحين والكشف عن هويتهم علنا، ووصفت عدم تحرك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بأنه “طعنة مدمرة في ظهر الرياضيين النظيفين”.
وكشف ترافيس تي تيغارت الرئيس التنفيذي للمنظمة ، أنه زود الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بمزاعم تعاطي المنشطات في السباحة الصينية عدة مرات منذ عام 2020.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من هيئة مكافحة المنشطات في الصين، كما لم يكن هناك رد فوري من الاتحاد الصيني للسباحة عند الاتصال به للتعليق.
ولا يعد تاريخ السباحة الصينية جيدا فيما يتعلق بالمنشطات، مع سلسلة من الحالات خلال فترة التسعينيات بعد ثبوت تعاطي 7 سباحين صينيين منشطات خلال دورة الألعاب الآسيوية عام 1994 في هيروشيما.
وفي 1998، حظرت السباحة يوان يوان بعد أن اكتشف ضباط الجمارك الأسترالية كمية كبيرة من هرمون النمو البشري في حقائبها، خلال بطولة العالم في بيرث.
وفي الآونة الأخيرة، تم إيقاف البطل الأولمبي 3 مرات صن يانغ بسبب تعاطي المنشطات، مما أدى إلى استبعاده من أولمبياد طوكيو.