أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، عن أعداد الزائرين الوافدين للبلاد من 11 منفذاً حسب تقرير ورد اليوم الجمعة لصحيفة العراق الإلكترونية
ان “اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري تواصل عملها مع انتشار القطعات الامنية المكلفة بهذا الواجب في جميع المناطق والطرق التي يسلكها الزائرون القاصدين نحو مدينة الفداء والتضحيات كربلاء المقدسة، وسط استنفار كامل للجهد الاستخباري والأمني والخدمي”.
وتابعت ان “الجهات المعنية كافة ستستمر بعملها لتسهيل عملية دخول الزائرين من جميع دول العالم لإحياء هذه الذكرى الخالدة وتقديم أفضل الخدمات لهم وفق الخطط المرسومة لإنجاح هذه الزيارة التي من المؤمل ان يشارك فيها ملايين الزائرين من داخل البلاد وخارجها”.
أذ و أفاد مدير منفذ المنذرية الحدودي العراقي مع إيران اللواء شيركو احمد الجاف، يوم الثلاثاء، ببدء تدفق الزائرين الايرانيين عبر المنفذ في قضاء خانقين شمال شرقي المحافظة.
وقال الجاف ، ان الزائرين الإيرانيين بدأوا بدخول العراق لاداء الزيارة الاربعينية بمعدل 2000-3000 زائر يوميا في الوقت الحالي، مرجحاً أن تكون أعداد الوافدين في تصاعد كبير خلال الأيام القادمة.
وتوقع الجاف، دخول 50 الف زائر ايراني أيام الذروة وقرب الزيارة خلال الفترات القادمة، مشيرا إلى أن المؤسسات والإجراءات الخدمية والامنية متكاملة وسط استنفار واسع.
وأعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، نشر أكثر من 40 ألف عنصر من القوات الأمنية في محافظة ديالى لتأمين زيارة أربعينية الإمام الحسين، متوقعا دخول أعداد كبيرة من الزائرين الايرانيين من منفذ المنذرية الحدودي.
وفي وقت سابق، زار محافظ ديالى مثنى التميمي برفقة السفير الايراني محمد كاظم آل صادق، ومديري الدوائر الخدمية في المحافظة منفذ المنذرية الحدودي، للوقوف على استعدادات إدارة المنفذ لاستقبال الوافدين لزيارة الاربعين والإطلاع على سير العمل في الجانبين العراقي والايراني.
وتفقدوا منفذ المنذرية من الجانب العراقي ومنفذ خسروي من الجانب الإيراني ميدانيا للوقوف على خطة تفويج الزائرين نحو مدينة كربلاء.
ويدخل آلاف الزائرين سنوياً خلال شهري محرم وصفر العراق لاداء زيارة الاربعين الى مدينة كربلاء ضمن خطة امنية وخدمية بين الجانبين العراقي والإيراني عبر منفذ المنذرية 115 كم شمال شرق بعقوبة.
أكثر من 21 مليون شخص شاركوا في المراسم الدينية في كربلاء
أحيا أكثر من 21 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، بينهم 3 ملايين إيراني، أربعين الإمام الحسين في مدينة كربلاء في وسط العراق.
وتأتي الذكرى في نهاية أربعين يوما من الحداد على مقتل الحسين بن علي على أيدي جيش تابع لليزيد بن معاوية بن أبي سفيان عام 689 ميلادية.
وتقول نجمة، وهي مدرسة في السابعة والثلاثين، ترتدي زيا أسود يغطي جسمها بأكمله وتنتعل حذاء رياضيا “أشعر كأنني وصلت إلى الجنة”.
ووصلت نجمة مع زوجها ووالديها ضمن وفود إيرانية مكونة من ثلاثة ملايين حاج لحضور موسم الزيارة في كربلاء ، وهو عدد غير مسبوق حسب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية.
وقد قادت العائلة سيارتها من مدينة قم الإيرانية إلى النجف، ثاني أقدس المدن الشيعية في العراق، ثم مشوا مسافة 80 كيلومترا إلى كربلاء، حيث ضريح الإمام الحسين وشقيقه العباس.
وتدفق هذا العدد الهائل من الحجاج الإيرانيين إلى كربلاء هذه السنة بسبب إلغاء متطلبات التأشيرة للتنقل بين إيران والعراق، وذلك منذ نهاية العام الماضي.
وأدى تدفق الزائرين إلى إمتلاء الفنادق ورفع أسعار الغرف فيها، ما دفع بعضهم للنوم على الأرصفة.
وتتدفق الجموع في الطرق والممرات المحيطة والمؤدية إلى الضريحين الذين يشعان باللونين الذهبي والأزرق تحت وهج الشمس.
وفي الليل تستحم الجموع بأضواء النيون.
ويقفز الرجال الذين يرتدون الملابس السوداء بينما تنطلق الأناشيد عبر مكبرات الصوت المتناثرة في المكان.
وقد ارتفع عدد الزائرين من 17 مليون العام الماضي إلى أكثر من 21 مليونا هذا العام، بينهم خمسة ملايين من غير العراقيين، حسب البيانات الرسمية العراقية.
لماذا تلهم ذكرى عاشوراء الرسامين حتى يومنا هذا؟
“الأربعين هي مناسبة لأبناء الطبقة العاملة الإيرانية للسفر والاحتفال بمناسبة دينية واجتماعية”، حسب ما قال أليكس شمس ، الذي يعد أطروحة دكتوراه حول الجوانب السياسية للإسلام الشيعي في جامعة شيكاغو.
ويضيف “من شبه المستحيل أن يحصل الإيرانيون على تأشيرات لبلدان أخرى بسبب العقوبات الدولية التي جعلت الريال الإيراني عديم القيمة تقريبا، والعراق واحد من بلدان قليلة يستطيعون السفر إليها”.
قبل الإطاحة بصدام حسين في الغزو الذي أقادته الولايات المتحدة كان محظورا على الشيعة إحياء ذكرى الأربعين في العلن، وكان السجن في انتظار المحتفلين في السر.
لكن الموسم يزدهر هذه الأيام، إذ يقول شمس إن إيران تشجع الحجاج بالرغم من أن الموسم نابع من الثقافة الشيعية العراقية في الأساس.
علي تكالو، مدرس متقاعد، جاء إلى كربلاء للمرة السابعة، وللمرة الأولى منذ انتشار وباء كورونا، وقال “أحس أنني اعيد الاتصالات مع عائلتي الكبيرة”، رغم إحساسه بالخوف قبل الرحلة بسبب حالة التوتر، “لكن الوضع على ما يرام” كما قال، متهما الصحافة “بنشر الأكاذيب” حول الصدامات في أوساط الشيعة.
عائلة كبيرة
موسم الأربعين يحظى بأهمية سياسية في العراق، الذي يعيش في أزمة سياسية منذ الانتخابات الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحال الخلاف بين أنصار إيران في “الإطار التنسيقي” وأنصار مقتدى الصدر الذي يتهم إيران بالتدخل في الشؤون السياسية العراقية دون تشكيل حكومة ائتلاف.
وكان الموالون للصدر قد اصطدموا الشهر الماضي مع قوات الأمن والحشد الشعبي.
وقتل أكثر من ثلاثين شخصا من أتباع الصدر الذي دعا أتباعه لعدم التلويح بشعارات سياسية خلال موسم الأربعين ولتجنب الصدام مع الحجاج وخصوصا الإيرانيين، الذين طلب منهم بدورهم احترام الأعراف العراقية.
ودعت السفارة الإيرانية مواطنيها إلى عدم المكوث في كربلاء بعد الأربعين.
أعلنت هيئة الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، في بيان خاص استنفار قواتها ونشر 11 ألف مقاتل لتأمين زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع).
وقال رئيس الهيئة، فالح الفياض، خلال مؤتمر صحافي عقده في قيادة عمليات الفرات الاوسط للحشد الشعبي، وحضره مراسل صحيفة العراق، إن “الاستعدادات جيدة وهناك تنسيق مع قيادة العمليات المشتركة ووزير الداخلية وجميع القوات الامنية الأخرى”.
وأضاف، أن “الحشد الشعبي لديه مسؤولية خاصة داخل محافظة كربلاء، وفي محيطها، والمحور الجنوبي باتجاه النجف وهو اكبر المحاور”، مردفاً: “لدينا عمل خدمي واستخباري وتقني”، مشدداً على أن “الحشد مع الزائرين من الحدود الى كربلاء”.
من جهته، أشار قائد عمليات الفرات الاوسط للحشد، اللواء علي الحمداني، خلال المؤتمر، إلى أن “عدد قطعات الحشد الشعبي من كافة الصنوف وصل إلى أكثر من 11 الف مقاتل”، مؤكداً أن هناك “استنفاراً كبيراً لجميع القوات من أجل تأمين الحماية وتقديم الأعمال الخدمية والنقل للزائرين”.
الصدر يصل الى كربلاء لزيارة الإمام الحسين وأخيه العباس “ع” السلام