لقبت بـ”الحسناء الغامضة”، إذ و تعد قصة ميلانيا ترامب وإن كانت قصيرة، مليئة بالتفاصيل المثيرة، فمنذ نعومة أظافرها وحتى دخولها البيت الأبيض، عاشت ميلانيا حياة غير عادية.
ابنة سلوفينيا بدأت حياتها العملية عارضة أزياء في سن الخامسة، قبل أن تنتقل للعمل في الولايات المتحدة وتقابل زوجها، أحد كبار مستثمري العقارات دونالد ترامب الذي أدخلها البيت الأبيض سيدة أولى للبلاد.
ميلانيا قبل ترامب
في السادس والعشرين من نيسان 1970، ولدت ميلانيا كانفاس لأسرة ميسورة الحال نسبيا، تعيش في بلدة فسيفنيتسا الصغيرة على ضفاف نهر سافا وسط سلوفينيا.
وكانت والدتها أميليا تعمل في إحدى ماركات الأزياء مصممة مطبوعات، أما والدها فيكتور فقد شغل منصب العمدة في بلدة مجاورة قبل أن يقرر التحول إلى تجارة السيارات وينجح فيها.
وعرفت ميلانيا الأضواء طفلة حين شاركت في سن الخامسة في عروض أزياء الأطفال.
وفي عمر السادسة عشرة، وضعتها الصدفة في طريق مصور الأزياء السلوفيني ستين جيركو، الذي أدخلها عالم الإعلانات التجارية.
وبعدها بعامين، وقعت عقدا مع وكالة لعرض الأزياء في مدينة ميلانو الإيطالية، ومنها انطلقت مسيرتها في عروض الأزياء بين إيطاليا وفرنسا.
وحتى عادت الصدفة ووضعتها عام 1995 في طريق رجل الأعمال باولو زامبولي المالك المشارك لوكالة متروبوليتان مودلز المتخصصة في عروض الأزياء.
زامبولي الأميركي الإيطالي، الذي كان يقطن نيويورك آنذاك، شجع ميلانيا على القدوم إلى الولايات المتحدة ووعد بدعمها.
وبالفعل دخلت ميلانيا كانفاس الولايات المتحدة في 1996 بتأشيرة زيارة، ثم تحصلت بعد ذلك على تأشيرة عمل، قبل أن تتقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة عام 2000، وبعدها بست سنوات حصلت على الجنسية الأميركية.
ومن جديد، عادت الصدفة لتغير حياة مع ميلانيا، هذه المرة في 1998، حينما التقت زوجها المستقبلي دونالد ترامب.
وقتها، كان ترامب يعيش في برج باسمه في حي منهاتن بنيويورك، بينما كانت ميلانيا تتشارك في إيجار شقة في الحي نفسه.
ميلانيا ترامب
رغم فارق السن الكبير بينهما، يبدو أن ميلانيا (54 عاما الآن) ودونالد ترامب (78 سنة حاليا) اشتركا في صفات عدة بينها عدم شرب الكحول، لكن الأكيد أن الطموح سمة مشتركة بينهما.
وبدأت علاقة بين الاثنين امتدت لسنوات قبل أن يتزوجا في كانون الثاني 2005، لتصبح ميلانيا الزوجة الثالثة لترامب، وأم ابنه الأصغر بارون ذي الثامنة عشر عاما حاليا.
واقتصر ظهور ميلانيا الإعلامي على الصور التي تظهر فيها بجوار زوجها رجل الأعمال في حدث ما أو حفل، حتى بدأ ترامب في 1999 يعبر عن طموحه في رئاسة الوايات المتحدة.
وقتها قالت ميلانيا للصحفيين إنها “ستكون تقليدية جدا مثل بيتي فورد أو جاكي كيندي”، لكن الأمور لم تسر كما توقعت لها ميلانيا.
في مرمى النيران
وفي 2016، تنافس دونالد ترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.
وخلال هذا التنافس، استغل أنصار تيد كروز، منافس ترامب لنيل ثقة الحزب الجمهوري للترشح للرئاسيات حينها، صورا قديمة لميلانيا، حتى يقصون زوجها من السباق.
وتعود تلك الصور إلى جلسات تصوير شاركت فيها ميلانيا كعارضة، فظهرت ترتدي ملابس النوم في عدد يناير 1996 لمجلة “ماكس”، وهي مجلة فرنسية للرجال توقف نشرها، ظما برزت عارية بالكامل وترتدي المجوهرات فقط على غلاف مجلة جي كيو في يناير 2000، وهي أيضا مجلة شهيرة للرجال.
الصور التي بررها دونالد ترامب عند سؤاله عنها بالقول إن “ميلانيا كانت واحدة من أنجح عارضات الأزياء، وقامت بالعديد من جلسات التصوير، بما في ذلك لأغلفة المجلات الكبرى في أوروبا.. صور مثل هذه شائعة جدا”.
وهذا العام، بعد الواقعة بسنوات تحدثت ميلانيا نفسها في تسجيل صوتي نشرته على حسابها على إنستغرام عن صورها المثيرة للجدل، وقالت “السؤال الأكثر إلحاحًا هو لماذا اختارت وسائل الإعلام التدقيق في احتفالي بالشكل البشري في جلسة تصوير للأزياء؟”.
وكانت ميلانيا في مرمى الانتقادات، ثانية، في يوليو من العام نفسه، حينما ألقت كلمة أمام مؤتمر الحزب الجمهوري.
إذ لاحظ مراقبون تشابها واضحا بين خطاب ميلانيا وخطاب السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في 2008، القصة التي لاحقتها تبعاتها لسنوات.
لكن أيا من الواقعتين لم تنجح في إقصاء زوجها دونالد ترامب من السباق إلى البيت الأبيض، ففاز بترشيح الحزب الجمهوري، وخاض الانتخابات أمام الديموقراطية المخضرمة هيلاري كلينتون، انتهت بفوزه وتتويجه في 20 كانون الثاني 2017 رئيسا للولايات المتحدة.
ودخلت ميلانيا البيت الأبيض، بوصفها ثاني سيدة أولى للولايات المتحدة مولودة خارج الأراضي الأميركية، بعد السيدة الأولى السابقة لويزا آدمز، زوجة الرئيس جون كوينسي آدمز التي ولدت في لندن لأب أميركي وأم بريطانية.
لكن وسائل الإعلام لم تتوقف عن ملاحقة ميلانيا، ولم تحمها صفتها الجديدة.
فقاضت ميلانيا ترامب صحيفة ديلي ميل البريطانية، بسبب مقال زعمت أنه يصورها وكأنها كانت عاملة جنس في تسعينيات القرن الماضي.
ووافقت الصحيفة على دفع تعويض عن الضرر، واعتذرت للسيدة الأولى الأميركية عام 2017.
وعندما بدأ هجوم زوجها على المهاجرين، واجهت ميلانيا نيران الهجوم المضاد، كونها مهاجرة.
لكنها أوضحت أنها التزمت بكل المتطلبات القانونية للإقامة في الولايات المتحدة ومن ثم الحصول على الجنسية.
وقالت في تصريح صحفي “لم يخطر ببالي قط أن أبقى هنا بلا وثائق رسمية. يجب أن نتبع القواعد والقانون”.
وأضافت أنها كانت تسافر إلى أوروبا كل عدة أشهر لتجديد ختم التأشيرة.
وفي عام 2018 أثارت ميلانيا حالة من الجدل الكبير، عندنا ارتدت معطفا مكتوب عليه “أنا حقا غير مهتمة”، أثناء زيارة لمركز اعتقال أطفال مهاجرين.
وانهالت التكهنات والتفسيرات بشأن ما قصدته ميلانيا، قبل أن تخرج وتصرح لمحطة أخبار ABC الأميركية أنها أرادت أن تعبر عن عدم اهتمامها بالانتقادات التي تلاحقها.
ورغم أنها اختارت الصمت، وأبعدت نفسها عن أغلب المعارك السياسية التي خاضها زوجها خلال فترة رئاسته وبعدها، لم تتفاد ميلانيا ألسنة اللهب.
أين ميلانيا؟
ومنذ أن برزت على السطح مزاعم تتعلق بعلاقة سابقة بين دونالد ترامب وممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، تساءلت الصحافة الأميريكية: أين ميلانيا؟
وبات هذا التساؤل قائما، مع إعلان ترامب نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية، حتى خرجت ميلانيا عن صمتها وظهرت في أكثر من لقاء تدافع عن زوجها، خاصة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في تموزالماضي.
ووقفت ميلانيا إلى جانب زوجها، في سباقه لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، وفي سباقه الرئاسي أمام كامالا هاريس، الذي انتهى أمس الثلاثاء، بإعلان فوزه بالرئاسة وفق ما أظهرت النتائج الأولية.
علاوي يتوقع تغييرا في السياسة الامريكية بعد فوز ترامب