بعد أن أقدم جنود صهاينة على ربط جريح فلسطيني بمقدمة مركبة عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، روى الشاب مجاهد عبادي ما حدث معه من “تنكيل” من جانب القوات الإسرائيلية.
وقال الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 24 عاما، الذي يتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا في جنين، لصحيفة العراق ، الثلاثاء: “أُطلِق عليَّ الرصاص وتعرضت للضرب وقُيِّدت في مقدمة مركبة عسكرية إسرائيلية. اعتقدت أنني سأموت”.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، السبت، عبادي وهو ملقى على مقدمة سيارة جيب إسرائيلية أثناء مرورها في أحد أحياء جنين.
وظهر الشاب منحنيا على غطاء محرك السيارة أثناء مرورها بجوار سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث استخدم كدرع بشري على ما يبدو.
وقال عبادي: “هذا الاحتلال الإجرامي يفعل أي شيء ممنوع. ما حدث لي قمة جبل الجليد مقارنة بما يحدث في قطاع غزة”.
وفي سرده للحادث، قال الشاب الفلسطيني: “قوات الاحتلال حاصرت منزلا لأحد جيراننا في حي الجبريات في جنين، في ذلك الوقت كنت في منزل عمي. حاولت أنا وابن عمي العودة إلى منازلنا لكن الجنود أطلقوا النار علينا”.
وتابع عبادي: “أصيب ابن عمي لكنه تمكن من العودة إلى منزله، وسقطت خلف سيارة متوقفة أمام منزلي، وأصبت برصاصة في الكتف الأيمن والساق اليمنى، وتركت عاجزا عن الحركة”.
وأردف: “نزفت لمدة ساعتين تقريبا حتى اقترب جنود الاحتلال. ضربوني على رأسي وتسببوا في إيذائي عمدا، وسحبوني من ساقي المصابة وضربوني بوحشية على كتفي المصاب”.
وأوضح مجاهد: “ألقاني مجموعة من الجنود في الهواء لأسقط على الأرض مما أدى إلى تفاقم جروحي بشكل خطير، وأخيرا ربطوني بغطاء محرك السيارة العسكرية”.
وذكر عبادي أن غطاء محرك السيارة كان ساخنا للغاية، وتسبب في حروق في ظهره وساقيه.
ووصف الأمر: “شعرت كأن سكاكين تخترقني. تم تسليمي إلى مسعفين فلسطينيين بعد 4 ساعات”.
وحول مستقبله تحدث مجاهد: “قلبت الإصابات حياتي رأسا على عقب. كنت مثل أي شخص طبيعي أبني حياتي ومستقبلي. الآن دمر كل شيء. من المؤكد أن الإصابات ستؤثر سلبا على حياتي وحركتي”.
كابوس
وأكد الشاب الفلسطيني أنه يعيش كابوسا منذ الحادث، مضيفا: “عندما أغفو أستيقظ في حالة من الذعر”.
ويحتاج عبادي إلى أشهر من الرعاية الطبية للتعافي من إصاباته.
واعترف الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن جنوده قيدوا جريحا فلسطينيا على الغطاء الأمامي لمركبة عسكرية خلال عملية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك للقواعد العملياتية.
والإثنين وصفت وزارة الخارجية الأميركية مقطع فيديو ظهر فيه مجاهد مقيدا بمقدمة سيارة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي بأنه “صادم”، وطالبت بإجراء تحقيق سريع لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة.
وحاول الجنود الإسرائيليون تبرير الواقعة بالقول إن “المصاب وافق على نقله بهذه الطريقة لأنه لم يكن هناك مكان داخل المركبة، وكانت تفصله مسافة 70 مترا فقط عن مقر الهلال الأحمر”.
كما ادعوا أنهم قطعوا هذه المسافة الصغيرة من النقطة التي أصيب فيها الفلسطيني برصاصة إلى إسعاف الهلال الأحمر، الذي نقله إلى مستشفى فلسطيني قريب، زاعمين أنه “قفز بنفسه على الجيب للقيام بهذه الرحلة”.
الجيش الإسرائيلي يعترف
اعترف الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن جنوده قيدوا جريحا فلسطينيا على الغطاء الأمامي لمركبة عسكرية خلال عملية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك للقواعد العملياتية.
وتظهر مقاطع فيديو توثق الحادثة التي وقعت السبت وانتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، شابا من سكان جنين ممددا ومقيدا على غطاء مركبة عسكرية إسرائيلية كانت تمر في أحد شوارع جنين، حيث تم استخدامه كدرع بشري.
وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة أن الشاب يدعى مجاهد فياض، وكان عند وقوع الحادث في حي الجابريات في منطقة وادي برقين.
وبحسب المصدر الطبي فإن حالة الشاب مستقرة.
وقال الجيش إن الفلسطيني أصيب خلال “عملية لمكافحة الإرهاب” نفذها الجنود لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين.
وبحسب بيان الجيش فإن أحد المشتبه بهم أصيب خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين، قبل أن يتم اعتقاله.
وجاء في بيان الجيش “في انتهاك للأوامر والإجراءات العملياتية المعمول بها، اقتادت القوات مشتبها به وهو مقيد فوق مركبة”، وفقا لفرانس برس.
وأضاف البيان أن “سلوك القوات في مقطع الفيديو الخاص بالحادث لا يتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه “سيتم التحقيق في الحادثة والتعامل معها وفقا لذلك”.
وأضاف أنه تم نقل الجريح إلى أحد طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج.
ومن الجدير بالذكر فأن جنين تعد معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة وينفّذ الجيش الإسرائيلي بشكل دوري عمليات توغل في المدينة والمخيم المحاذي لها.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وقتل منذ ذلك الحين 553 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية بأيدي القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وأدت الهجمات التي نفذها فلسطينيون إلى مقتل 14 إسرائيليا على الأقل بين جنود ومستوطنين في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ماذا جرى في إجتماع بلينكن و غالانت ؟ أبرزها غزة و لبنان