تخطى إلى المحتوى

الثورة “النووية” الإيرانية قادمة فأين موقع العراق ؟

لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟

في صباح يوم الاحد، من منتصف هذا الشهر، انهى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، برفقة وفد مرافق له، مراسيم افتتاح احد السدود المشتركة مع أذربيجان، الدولة الجارة لإيران،

قبل ان يقيم صلاة جماعية، ويرفض دعوة للغداء، ليستقل طائرته المروحية من طراز بيل أمريكية الصنع، ويتجه برفقة مروحيتان اخرتان الى حدود بلاده، متجها نحو مدينة تبريز. الطائرة الرئاسية أقلعت برفقة الطائرتين الآخرتين في الساعة الواحدة ظهرا، حيث استقرت طائرة الرئيس وسط الطائرتين الاخريتين في موكب جوي متجه نحو الحدود الإيرانية، بعد نصف ساعة تقريبا، اختفت الطائرة الوسطى، التي تقل الرئيس الإيراني وبعض مرافقيه، من بينهم وزير خارجيته حسين امير عبد الهيان، لتبدا رحلة البحث عن طائرة الرئيس والتي استمرت لسبعة عشر ساعة، قبل الإعلان رسميا عن العثور عليها. خلال تلك السبعة عشر ساعة،

شهدت الأوضاع الداخلية في ايران تباينا كبيرا في المواقف والتصريحات حول طائرة الرئيس ومصيره، لتبدا حملة بحث وإنقاذ واسعة شاركت بها قوات الحرس الثوري الإيرانية، الجيش، فرق الدفاع المدني وفرقا من المتطوعين المدنيين، وصلت الى حد الطلب رسميا من تركيا المساعدة في عمليات البحث، قبل الإعلان رسميا عن العثور على الطائرة، ومصير الرئيس معها،

 

بحسب الرواية التي أوردتها صحيفة النيويورك تايمز الامريكية. اعلان مصير الرئيس الإيراني ترك خلفه العديد من الترجيحات حول أسباب سقوط طائرته مضافا اليها ما سيحصل في ايران والمنطقة كنتيجة مباشرة، وخصوصا فيما يتعلق بالموقف الإيراني الرسمي من البرنامج النووي والتهديدات التي باتت “تتزايد” عليها بحسب صحيفة ذا سالت لايك تريبيون الامريكية، والتي ستقود الى “صراع” متوقع قريب بالاخذ بنظر الاعتبار التغير الكبير والطارئ على السياسة الإيرانية، بالإضافة الى قرب الانتخابات الامريكية وما سيقود اليه أيضا من تغير في سياستها الخارجية تجاه ايران. ذك التغيير سيترك اثره على العراق بشكل كبير، بحسب وصف صحيفة البوليتكو الامريكية، التي اشارت الى ان العراق سيكون من اكبر المتاثرين بتغيير السياسات الخارجية الامريكية والإيرانية عقب الاحداث الأخيرة، خصوصا مع استمرار اتجاه البلدين نحو التصعيد عقب وفاة الرئيس الإيراني وقرب موعد الانتخابات الامريكية المقبلة والتي يتوقع خلالها فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعودة سياسته المعروفة باسم “الضغط الأقصى” على ايران. الثورة “النووية” الإيرانية قادمة… الكشف عن التغيير “المتوقع والمباشر” لوفاة الرئيس على الرغم من تاكيدات نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر،

 

والذي تولى منصب الرئيس مؤقتا حتى عقد انتخابات مقبلة استمرار السياسة الإيرانية الخارجية والداخلية على ما هي عليه ومن بينها التزامات ايران تجاه العراق والمجتمع الدولي، الا ان صحيفة البوليتكو الامريكية، اكدت ان وفاة الرئيس الإيراني والانتخابات المقبلة في تموز المقبل ستمثل “نقلة نوعية” في السياسة الإيرانية وخصوصا الخارجية. الصحيفة

اكدت ما ارد عن التريبيون التي قالت ان النظام الإيراني والذي يملك الان موقفا “متوسطا” يحرص على عدم تطوير قنبلة نووية فيما يمتلك التقنيات اللازمة لذلك خلال أسابيع فقط، ويرى في تطوير واستخدام القنبلة النووية “امرا محرما بفتوى دينية”، قد يتغير لاحقا مع وصول إدارة اكثر “تطرفا” في عدائها للغرب.

وتابعت “طهران انها قد حرصت على ان تبقي برنامجها النووية غير كامل للحصول على مكتسبات سياسية ودبلوماسية كبيرة، فتطويرها القنبلة النووية سيتطلب انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية مسبقا، الامر الذي سيعني بانها تنوي تطوير القنبلة وبالتالي قد يدفع بتحالف غربي بقيادة أمريكية للتحرك نحو النظام الإيراني، الامر الذي لا ترغب طهران بحصوله وبالتالي تستمر بالتهديد بتطوير قنبلة نووية دون تنفيذ ذلك”. هذا الموقف بات الان خاضعا للتغير بحسب وصف الصحف الغربية التي اكدت ان وفاة رئيسي وقرب الانتخابات الإيرانية

سيؤدي بدوره الى صعود “تيار متطرف في عدائه للغرب” سيتخذ موقف اكثر شدة فيما يخص تطوير القنبلة النووية، موضحة “العديد من القادة الإيرانيين وخصوصا العسكريين يرون بان الفتوى التي تحرم تطوير واستخدام القنابل النووية أصبحت قديمة وحان الوقت لتجديدها”، بحسب التريبيون. البوليتكو قالت ان ان القادة الإيرانيين يرون الان انهم يمتلكون كل المقومات والوسائل لتطوير قنبلة نووية خلال أيام الى أسابيع قليلة، الامر المقترن الان بزيادة “الخطر الخارجي والداخلي” على ايران، الامر الذي قد يدفع النظام الإيراني وحكومته الجديدة الى تغيير موقفهم وتطوير قنبلة نووية خصوصا بالاخذ بنظر الاعتبار ما حصل للرئيس الليبي معمر القذافي

 

والذي وافق عام 2003 على حل برنامجه النووي كاملا، فقط ليلاقي ثورة مدعومة خارجيا تطيح به بعد ثمان سنوات فقط. الخطر الخارجي والداخلي الذي يواجه ايران بحسب الصحيفة وخصوصا مع تعاظمه نتيجة لقرب الانتخابات الامريكية واحتمال عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى السلطة وممارسته سياسة اكثر “تعصبا وحدية” ضد ايران، يدفع قادتها الان الى التفكير “لما لا نطور القنبلة النووية بما اننا نملك الوسائل، حيث يمكن استخدام النموذج الكوري الشمالي في ايران”، بحسب وصفها، في إشارة الى قيام كوريا الشمالية بــ “ابتزاز” الولايات المتحدة بناء على قدراتها النووية. الصحف اتفقت على ان ايران وبالنظر الى معطيات وفاة رئيسي وسيناريو تولي رئيس اكثر “محافظة” السلطة، بالإضافة الى عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى مقاليد السلطة، سيقود الى نتيجة واحدة،

وهي مرور ايران بــ “ثورة نووية إيرانية”، تقوم خلالها بتطوير قنبلة نووية وإعلان ذلك بشكل عام، الامر الذي سيقود الى مزيد من “الاحتقان” في المنطقة، وخصوصا مع واشنطن، بحسب وصف البوليتكو. العراق والثورة النووية الإيرانية.. ساحة تصفية ام حيز دبلوماسي للتفاوض بحسب تقرير لشبكة ذا نيو ميديا لاين، الرئيس الإيراني الفاعل محمد مخبر، تعهد للحكومة العراقية باستمرار العلاقات الرسمية بين البلدين بذات النمط الذي اتخذه الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، مؤكدا ان ايران ملتزمة بعلاقاتها وسياستها الخارجية تجاه العراق بشكل طبيعي على الرغم من التغييرات السياسية الداخلية. مخبر شدد على أهمية الدور الكبير الذي يلعبه العراق في المنطقة والعالم واهمية ذلك الدور لإيران، في إشارة مباشرة الى أهمية الملف العراقي في المرحلة المقبلة التي توقعت وسائل الاعلام الأجنبية ان تشهد “الثورة النووية الإيرانية”، امر أكدته تشديدات مخبر على أهمية “تعزيز العلاقات مع العراق” خلال المرحلة المقبلة حتى في حال تغير الحكومة الإيرانية.

وان الملف النووي الإيراني سيكون على راس قائمة الاهتمامات الإيرانية وارتباطها في العراق الذي ترى فيه طهران عمقا امنيا لها، نظرا لوجود قواعد وعلاقات مع الجانب الأمريكي، الذي وصفته البوليتكو بانه بات “يضعف بشكل مستمر” في المنطقة برمتها، امر سيشجع صاحب القرار الأخير، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية خامنئي، على اتخاذ ما وصفته بــ “اهم واخر قراراته ربما”

والتي من خلاله ستكون تفجير اختباري لقنبلة نووية، امر بات الان ممكنا اكثر من أي وقت مضى بعد احاطة خامنئي بعدد كبير من المسؤولين الذين يرون بان الوقت الان بات مناسبا لاتخاذ الخطوة النووية الأخيرة واجراء اختبار نووي،

وخصوصا بعد انهاء التقنيين والمهندسين الإيرانيين كافة التدابير وانهاء البرنامج كاملا، ومع وجود “ضعف ملحوظ ومستمر” للدور الأمريكي في المنطقة خصوصا، والعالم عموما. العراق بحسب التريبيون سيكون من بين اهم المحاور التي سيقرر على أساسها خامنئي عبور الخطوة الأخيرة نحو اجراء اختبار تفجير نووي، كون ملفه ما يزال “حساسا” بالنسبة للجانبين الإيراني والامريكي، ايران بحسب الصحيفة لا تريد مواجهة مباشرة مع الجانب الأمريكي، امر تتفق واشنطن عليه الان تحت إدارة بايدن،

ترامب
ترامب

وامر قد يتغير لاحقا اذا ما تسلم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقاليد السلطة مع قرب موعد الانتخابات الامريكية. السيناريو الأفضل بحسب الصحف الأجنبية سيكون استخدام العراق كحيز دبلوماسي للتفاوض بين واشنطن وطهران، فالاخيرة لا ترغب باشعال حرب في المنطقة وخصوصا ضد الولايات المتحدة الامريكية بشكل مباشر، حيث ستحرص طهران وربما واشنطن في حال لم تشهد سياستها الخارجية تغيرا كبيرا، على استخدام الوساطة العراقية لفتح قنوات تفاوض مع الجانب الإيراني

خصوصا في حال تنفيذها لاختبارا نوويا ناجحا كما هو متوقع خلال الفترة المقبلة. السيناريو الاسوا سيتضمن تحول العراق الى ساحة غير مباشرة لتصفية الصراع بين الولايات المتحدة وايران من خلال الاستهدافات غير المباشرة عبر الأدوات التي يملكها الطرفين داخل البلاد، خصوصا مع وجود تضارب في المعلومات حول الأسباب التي أدت الى سقوط طائرة الرئيس الإيراني كما اشارت لذلك وكالة ايران انترناشونال المعارضة لطهران، رغم صدور تقرير اولي عن الحكومة الإيرانية استبعد وجود أي “تلاعب خارجي” بسقوط طائرة الرئيس الإيراني بحسب ما أوردت شبكة البي بي سي البريطانية. صحيفة الوال ستريت جورنال من جانبها، اشارت الى ان الأرجح الان بالنظر الى المعطيات المتعددة

وتباين التفسيرات لسقوط طائرة رئيس إيران ، هو “الاسطول المتقادم للطائرات المروحية الإيرانية”، امر عزته الى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على طهران، والذي سيكون العراق

من اهم أدوات انهاءه في حال سعت ايران الى استخدام “الدبلوماسية النووية” في التعامل مع الحكومة الامريكية، نظرا لدور العراق الاقتصادي الكبير لطهران، وعلاقته بواشنطن، الامر الذي اشارت أيضا الى ان “يعظم” من سخط المحافظين الإيرانيين على الحكومة الامريكية، والتي يرون بانها السبب في تحطم الطائرة بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على ايران. حتى اللحظة، ما يزال القلق يخيم على موقف الصحافة الأجنبية ومراكز التحليل حول مصير الملف النووي الإيراني مع تعاظم التوقعات بتصاعد المد المتطرف ضد الغرب خلال الانتخابات المقبلة وتسلم الجيل الجديد من أعضاء الثورة الإيرانية وخصوصا من حزب بايادري الإيراني، مقاليد السلطة في طهران، بالإضافة الى نتائج الانتخابات الامريكية المقبلة واحتمال عودة ترامب الى السلطة، ليكون العراق هو محط الاهتمام للمرحلة المقبلة التي ستشهد خلالها ايران ثورتها النووية، ورد فعل الولايات المتحدة عليها.

نتائج التحقيق الأولي في أسباب تحطم مروحية رئيسي

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد