نشرت صحيفة التايمز مقال رأي عن المعركة الجارية لاستعادة مدينة الموصل في الشمال العراقي كتبه مراسلها، انتوني لويد، ويرى فيه أنه تتم التضحية بالمدنيين هناك من أجل تحقيق نصر سريع، بحسب تعبيره.
ويستند الكاتب الى تقرير نشرته الصحيفة ذاتها الخميس عن عدد الضحايا الكبير في صفوف المدنيين في الجانب الغربي من الموصل جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي، الذي يرى أنه يرعب المدنيين كما العنف الذي تعرضوا له على ايدي مسلحي تنظيم داعش.
ويقول الكاتب إنه تحدث إلى فتاة تدعى أمل أحمد، وهي مصابة اخرجت من تحت الأنقاض بعد ما يشتبه أنها ضربة جوية دمرت ستة منازل ودفنت العشرات تحت الانقاض.
وينقل عن أمل قولها إن الشارع الذي تعيش فيه “قد اختفى بمجمله” جراء الضربة الجوية، التي تصر على أنها لطائرات التحالف، وطالت بيتها في حي الموصل الجديدة.
وتضيف أمل أن امر اخراجها وعائلتها من تحت الأنقاض استغرق يومين، وإن هناك 144 شخصا ما زالوا تحت الانقاض، كما يمكن سماع أصوات بعض من بقوا أحياء تحت الانقاض يطلبون المساعدة.
ويشير المراسل إلى أن أمل قد نقلت إلى مركز اغاثة مع ابنتها داليا البالغة من العمر 12 عاما التي تعرضت إلى اصابات بالرأس والعين والأذن، وزوجها عبد الله الذي تعرض إلى اصابة شديدة أسفل عموده الفقري وتعفن جرح في مفصله مما قد يؤدي إلى بتر قدمه.
ويخلص إلى أن استراتيجية تحقيق نصر سريع بالقصف والضربات الجوية الواسعة بدلا من القتال من بيت إلى بيت، الذي يوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الحكومية، قد تؤدي إلى بعث تنظيم الدولة الإسلامية على المدى الطويل بدلا من هزيمته السريعة.
ويشدد الكاتب على أن نحو 650 ألف نسمة من المدنيين في الموصل كانوا رهائن لدى مسلحي الجماعة الإرهابية، ويجب ان يكون هدف العملية العسكرية انقاذهم، واذا أصبح هذا الهدف ثانويا، كما يبدو الان من الاهتمام بتدمير تنظيم داعش بأسرع وقت ممكن، فإن النتيجة تحبط أي مصالحة بين سكان المدينة الذين يعانون من صدمة ما تعرضوا له وكونهم الضحية الاساسية لمسلحي التنظيم، والحكومة العراقية.
ويعود الكاتب ليستشهد بأمل التي تقول وهي تهدهد ابنتها الجريحة “أنا غاضبة من كل الأطراف، لم نكن نحن الذين هربنا من المدينة وتركناها لداعش. الجيش هو الذي هرب وتركنا نعاني. والآن عادوا مدعومين بطائرات التحالف، ونحن من يدفع الثمن” أيضا.