أثار اكتشاف مبيدات زراعية ضارة في شحنة من البطيخ الأحمر في أحد أسواق المغرب موجة من القلق في البلاد، بشأن معايير السلامة الصحية في الإنتاج الزراعي، لكن السلطات أكدت أن الأمر يتصل بكمية محدودة.

وسحبت مجموعات تجارية بمدينة أغادير جنوبي المغرب، كميات من البطيخ من متاجرها ومستودعاتها، إثر تحذير من المكتب الوطني للسلامة الصحية المعروف اختصارا بـ”أونسا”، يفيد بوجود بقايا مبيدات ضارة في عينة من هذه الفاكهة.

ويعد البطيخ الأحمر أو “الدلاح” كما يطلق عليه محليا، من الفواكه التي يقبل عليها المغاربة، نظرا لقيمته الغذائية العالية إلى جانب سعره الذي لا يتجاوز 5 دراهم للكيلوغرام الواحد (0.5 دولار).

أنواع المبيدات الحشرية النافعة و الضارة

حسب طريقة دخول المبيد لجسم الحشرة أو طريقة الفعل السام له:

1- سموم معدية Stomach poisons وتشمل المبيدات الحشرية التي تقتل الحشرة عن طريق الفم بعد أن تمتص في القناة الهضمية الوسطى التي تخلو من طبقة الكيتين. وتتميز معظم السموم المعدية ببقائها فعالة مدة طويلة ولذلك فقد تستعمل كسموم وقائية ضد الحشرات ذات أجزاء الفم القارض من يرقات وخنافس.

 المبيدات الحشرية العضوية الطبيعية
المبيدات الحشرية العضوية الطبيعية

2- سموم بالملامسة Contact poisons وتشمل المبيدات الحشرية التي تقتل الحشرة عن طريق امتصاصها خلال الكيوتيكل ، ثم وصولها إلى الدم أو عن طريق أجزاء أخرى مثل الجهاز التنفسي خلال الثغور التنفسية كالقصبات الهوائية. ومن أمثلة هذه المبيدات المواد العضوية الطبيعية المستخرجة من النباتات مثل النيكوتين والبيرثرينات. وتصلح هذه المبيدات لإبادة الحشرة بغض النظر عن نوع أجزاء الفم (سواء كانت ثاقبة ماصة أو قارضة). وتعتمد على معاملة الأسطح التي تتعرض لها الحشرة أثناء حركتها، الأمر الذي يجعل لثبات الأثر الباقي لتلك المبيدات أهمية خاصة في نجاح المكافحة.

3- سموم غازية أو مدخنة Fumigants وهي مواد كيميائية تدخل إلى جسم الحشرة على صورة غازية عن طريق الثغور التنفسية والقصبات الهوائية.

ثانيا: حسب المصدر الذي تؤخذ منه:

1- المبيدات الحشرية غير العضوية Inorganic Insecticides

تستخدم معظم المبيدات الحشرية غير العضوية في مكافحة الحشرات أو الديدان القارضة، بالإضافة إلى الحشرات الماصة والثاقبة، حيث تستخدم في الغالب نثرا أو على هيئة طعوم سامة مع المواد الجاذبة كالفرمونات .. هذا وقد تم إيقاف استخدام المبيدات غير العضوية في السنوات الأخيرة. ومن أمثلة تلك المبيدات مركبات الزرنيخ ومركبات الفلور ومركبات الفسفور غير العضوية.

No alt text provided for this image

2- المبيدات الحشرية العضوية الطبيعية Natural Organic Insecticides

تشير المراجع العلمية إلى أن المواد الطبيعية ذات النشاط الحيوي على الحشرات أو النباتات أو الكائنات الدقيقة الممرضة تعتبر مصدرا دائما للمهتمين بشؤون المبيدات الزراعية وذلك بهدف الحصول على مواد جديدة لمكافحة الآفات الزراعية وبالتالي زيادة معدلات الإنتاج النباتي. والمبيدات الحشرية العضوية الطبيعية تشمل:

أ- الزيوت Oils

تنقسم الزيوت إلى زيوت ثابتة Fixed oils وزيوت متطايرة Volatile oils وزيوت بترولية Petroleum oils. تشير المراجع العلمية إلى أن الزيوت البترولية استخدمت كمبيدات حشرية خلال القرن التاسع عشر من القرن الماضي، وقد استخدمت زيوت رش شتوية مختلفة تم خلطها مع بعض المبيدات لمكافحة العديد من الحشرات ومنها الحشرات القشرية والحلم، بالإضافة إلى بيض الحشرات وبعض اليرقات. كما تم خلط زيوت رش صيفية مع بعض المبيدات لمكافحة بعض الحشرات الأخرى كالمن والتربس والحشرات القشرية، بالإضافة إلى العناكب والبق الدقيقي. الجدير بالذكر أن الزيوت التي يتم استخدامها في فترات الصيف يجب أن تكون عالية النقاوة نوعا ما وذلك بهدف تجنب تسببها في إحداث حروق للنموات الخضرية والثمرية الجديدة. كما يتم إضافة مادة مستحلبة لاستحلاب مخلوط الزيت مع الماء وذلك للزيوت التي يتم تخفيفها بالماء. كذلك يجب تجنب استخدام الكبريت أو أحد مركباته مع زيوت الرش، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الرش بالزيوت سواء الشتوية منها أو الصيفية عقب المعاملة بالكبريت.

 ب- مبيدات من أصل نباتي Pesticides of plant origin

تعتبر معظم هذه المبيدات مبيدات شبه قلوية وهي مركبات عضوية تحتوي بشكل أساسي في تركيبها على ذرات الكربون والهيدروجين، بالإضافة إلى النيتروجين. وقد تم استخدام بعض النباتات السامة قديما لمكافحة العديد من الحشرات على صورة مسحوق تعفير بعد استخلاص المواد الفعالة فيها من الأوراق. ومن الأمثلة لهذه المبيدات البايريثرينات والنيكوتين.

المبيدات الحشرية العضوية المصنعة Synthetic Organic Pesticides
المبيدات الحشرية العضوية المصنعة Synthetic Organic Pesticides

3- المبيدات الحشرية العضوية المصنعة Synthetic Organic Pesticides

تضم المبيدات الحشرية العضوية المصنعة خمس مجموعات رئيسية من المبيدات حسب التركيب الكيميائي، وتشمل معظم مبيدات الحشرات التي تستخدم حاليا وهي كما يلي:

أ- المركبات الكلورينية العضوية أو الهيدروكربونات المكلورة Organochlorinez Compounds

تعتبر المركبات الكلورينية العضوية خطيرة جدا ومعظمها تتسبب في إحداث سرطانات مختلفة سواء للإنسان أو الحيوان وتعرف هذه المبيدات باستمرار بقائها في مكونات البيئة المختلفة لفترات زمنية طويلة. فعلى سبيل المثال، يستمر بقاء بعض هذه المبيدات في التربة إلى عشرات السنين. ويعمل التسمم بهذه المبيدات على تمدد الأوعية الدموية، بالإضافة إلى حدوث تشنجات عضلية. كما أن معظم المركبات الكلورية العضوية تتخزن في الأنسجة الدهنية للحيوانات.

وتعد المركبات الكلورينية العضوية كذلك من أخطر المبيدات الحشرية الملوثة للماء، حيث أن مفعولها يبقى لفترة طويلة الأمد، كما أن تأثيرها واسع على عدد كبير من الكائنات الحية ومنها الإنسان. ومن أهم مبيدات هذه المجموعة ال د.د.ت والألدرين، والاندرين، حيث تصل هذه المبيدات إلى مياه البحار أو عن طريق المياه المتسربة من الأراضي الزراعية أو عن طريق الجو، إلا أن الدراسات البحثية أثبتت أن أكثر كمية من هذه المبيدات تصل عن طريق الجو وذلك أثناء تنفيذ عمليات الرش الجوي لمكافحة مختلف الآفات التي تهاجم المحاصيل الزراعية. كما أشارت تلك الدراسات إلى أن ما يتم فقده من المبيدات في الجو خلال عمليات الرش يزيد على 50٪ منها وهي النسبة التي لا يصل مفعولها إلى النباتات المستهدفة، حيث تتسرب تلك الكمية من المبيدات على شكل جسيمات الأتربة مع مياه الأمطار فتلوث مياه البحار والأنهار والأفلاج والمحيطات.

أ- الزيوت Oils
أ- الزيوت Oils

في البرلمان

ووصل القلق من البطيخ الملوث إلى البرلمان المغربي، إذ وجه النائب عن حزب الحركة الشعبية نبيل الدخش سؤالا كتابيا لوزير الزراعة محمد الصديقي، عن أوجه المراقبة المتبعة في استعمال المبيدات الضارة بالصحة وكذلك المنتجات الزراعية المعروضة للبيع.

وفي السياق ذاته، طالب فريق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعقد اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية، واستدعاء وزير الزراعة لتحديد مسؤوليات تسويق البطيخ الملوث.

حماية المستهلك

ويطالب عدد من المدافعين عن حقوق المستهلك بضرورة تشديد الرقابة الصحية على إنتاج المواد الزراعية، ومعاقبة من يثبت استخدامه للمبيدات التي تشكل خطرا على الصحة، مع مراقبة استعمال المبيدات المرخصة بالكميات الموصى بها.

ويشدد نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك في أغادير الكبير الشافعي، أن هذه المبيدات تشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك، ويمكن أن تسبب أمراضا خطيرة.

ويؤكد الشافعي ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمنع استخدام المبيدات السامة، من بينها:

تقنين بيع المبيدات والأدوية الزراعية، من خلال اعتماد محلات مرخصة يديرها تقنيون مخول لهم تحديد المبيد المناسب وطريقة استعماله والكمية الخاصة بكل زراعة.
مراقبة مسار استعمال المبيدات والأدوية بعد البيع.

مراقبة إنتاج البطيخ داخل الحقول قبل توجيهه للاستهلاك، مع تمكين المزارع من وثائق مسلمة من مصالح “أونسا” تؤكد خلو المنتج من المواد السامة.
عدم مطابقة المنتجات الزراعية ومنها البطيخ الأحمر لمعايير السلامة الصحية، من شأنه أن يؤثر سلبا على عملية التصدير نحو الخارج، ويشكك في جودة المنتوج المغربي.

إجراءات “أونسا”

وبعد انتشار خبر سحب “البطيخ الملوث” من نقاط البيع التابعة للسوق التجاري، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية بيانا أكد فيه أن:

على مدار السنة المكتب يسحب عينات من كافة أنواع الخضر والفواكه، ومنها البطيخ الأحمر، من الحقول والأسواق ووحدات التلفيف والمحال التجارية.
نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على 260 عينة من البطيخ الأحمر خلال الموسم الجاري، أثبتت أن 95 بالمئة منها مطابقة لمعايير السلامة الصحية.
في حال عدم مطابقة المنتج للمعايير السلامة الصحية يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات، من بينها تحرير محضر وإتلاف المحصول غير المطابق وإشعار نقط البيع من أجل سحب المنتج وعدم تسويقه.

استجواب 3 وزراء

أثار إصدار اسبانيا تنبيها “عالي الخطورة” حول “بطيخ مغربي ملوث”، قلقا في البلاد بعد تسويق نفس المنتوج محليا، وصل إلى المطالبة باستجواب 3 وزراء.

استجواب 3 وزراء
استجواب 3 وزراء

وشكّل التحذير الصحي الإسباني بخصوص البطيخ المستورد من المغرب موضوع قلق وسط المواطنين وأثار جدلا كبير بينهم.

وتخوف المستهلكون في المغرب من إغراق السوق المحلية من هذه المنتجات التي تم رفض تصديرها إلى الخارج، وتمت إعادة شحنات كبيرة منها.

ووصل القلق من البطيخ الملوث إلى البرلمان المغربي الذي تحرك لاستجواب وزراء الداخلية والفلاحة والصحة، حول تسويق منتجات زراعية غير صحية للمغاربة، بعدما مرت فترة طويلة من تسويق فاكهة “البطيخ” بالأسواق دون أية مراقبة.

ووفقا لوسائل إعلام مغربية وجه نائب عن حزب الحركة الشعبية سؤالا كتابيا لوزير الزراعة عن أوجه المراقبة المتبعة في استعمال المبيدات الضارة بالصحة وكذلك المنتجات الزراعية المعروضة للبيع.

وفي السياق ذاته، طالب فريق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعقد اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية، واستدعاء وزير الزراعة لتحديد مسؤوليات تسويق البطيخ الملوث.

وفي جويلية الماضي فجر نظام الإنذار السريع الأوروبي للأغذية والأعلاف (RASFF)، قضية البطيخ المغربي الملوث بعد أن أصدر تنبيهًا صحيًا يبلغ عن اكتشاف مراقبة الحدود الإسبانية شحنةً من البطيخ قادمة من المغرب، حيث تم العثور على مستوىً عالٍ من الميثوميل، وهو مبيد حشري غير مصرح به، و هو الإنذار الثاني من نفس النوع في أقل من أسبوع.

ووصف نظام الإنذار السريع الأوروبي للأغذية والأعلاف (RASFF) الإصابة من وراء تناول هذا البطيخ بأنها “خطيرة”، ولم يتم تحديد الأماكن التي تم فيها توزيع البطيخ المصاب.

“فيلم إباحي” على شاشة إعلانات يثير ضجة في بغداد

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد