خرج البصاروة في تظاهرة احتجاجاً واستنكاراً لتصريح مسيء لنساء البصرة أطلقه زعيم قبيلة العوازم في الكويت فلاح بن جامع، وطالبوا باعتذار صريح، مبيناً أن المتظاهرين أنطلقوا في مسيرة جماعية من ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم، وعند وصولهم الى مقر القنصلية في شارع الكورنيش تظاهروا بالقرب منها.
ولفت الى أن بعض المتظاهرين أنزلوا علماً كويتياً تعبيراً عن احتجاجهم،
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، عن متابعتها باهتمام بالغ ما تم تناوله من كلام يسيء للمرأة العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف في بيان له، إنه “ينبغي أن تتقارب شعوبنا أكثر في هذا الظرف الحسّاس، وعلينا الابتعاد عن مسببات التفرقة، والأحقاد”.
وأضاف أن “الوزارة تتابع باهتمام بالغ ماتناولته وسائل الاعلام من كلام يسيء للمرأة العراقية، وفعلنا الدبلوماسي مستمر مع الجانب الكويتي”.
ويشار الى أن ضابط شرطة من قبيلة العوازم قام قبل أعوام بقتل إعلامية كويتية بسبب اتهامها لنساء من قبيلة العوازم بالعمل كراقصات، وبعد موافقة أهل الضحية مؤخراً على قبول دية بملايين الدولارات كشرط للتنازل عن المجرم أطلقت قبيلته قبل أيام قليلة حملة كبرى لجمع تبرعات، وخلال حفل لتشجيع أبناء القبيلة على التبرع قال زعيم قبيلة العوازم فلاح بن جامع “ليس لدينا راقصات، وانما الراقصات قدمن من البصرة”.
https://www.youtube.com/watch?v=sV7pUa7aLc0
وعمت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الغضب على تصريحات شيخ قبيلة كويتي اعتبرت مساً بنساء البصرة واساءة لهن.
فقد عبّر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العراقيين عن غضبهم الشديد من تصريحات لشيخ قبيلة العوازم الكويتية فلاح بن جامع قال فيها ان الراقصات كن يأتين من البصرة وليس من “ديرة” قبيلته العوازم.
وكان ابن جامع يتحدث في تجمع لافراد قبيلته عقد لغرض جمع مبلغ الدية الذي يعتبر الاكبر في التاريخ حيث بلغ 10 ملايين دينار كويتي أو مايعادل 33 مليون دولار لاطلاق سراح احد افراد القبيلة الذي قام بارتكاب جريمة قتل لصحفية مقربة من العائلة الحاكمة في الكويت انتقاماً منها لما اعتبره اساءة واهانة لنساء عشيرته.
وتتمتع عشيرة العوازم التي تعد 100 ألف شخص بنفوذ واسع في الكويت ولها ثمانية نواب في البرلمان.
وكان خالد نقا العازمي الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش الكويتي قدقام باغتيال الصحفية هداية السلطان عام 2001 م باطلاق النار عليها من مسدسه بينما كانت تسوق سيارتها في احد شوارع الكويت .
وهداية سلطان السالم هي من المقربات من الأسرة الحاكمة في الكويت ”آل الصباح“، لان اباها هو أخ فهد السالم الصباح من أمه.
وتعد السالم من أوائل من عملن في الصحافة في الكويت، حيث عملت كرئيسة تحرير مجلة ”المجالس“ ، كما كانت مالكة مجلة ”العربي الرياضي“، واشتهرت بمقالاتها الناقدة بشكل لاذع والمثيرة للجدل.
وفي شباط 2002، تمت إدانة خالد نقا العازمي بقتل هداية سلطان السالم وحكم عليه بالإعدام شنقًا، ولكن في وقت لاحق تم تخفيف الحكم إلى الحبس المؤبد, مع امكان الافراج عنه بعد 15 سنة في السجن ان حصل تنازل من ورثة القتيلة .
وبدأت الحملة بالدعوة لجمع التبرعات لدفع دية القتيلةبعد قبول ورثتها بذلك وترضيتهم بدفع دية حددت بمبلغ 10 ملايين دينار، مقابل التنازل عن حقهم والاكتفاء بالمدة التي قضاها خالد في السجن وهي 19 عاما.وخلال ساعات قليلة من انطلاق حملة مشروع دفع الدية ، بدا جليا أن الهدف تحقق سريعا.
وأما عن المقال الذي كان سبب المشكلة وأصلها ففيما يلي جزء منه كما جاء في مجلة المجالس – العدد 1458:
“في كل يوم جمعة تتحفنا المذيعة منى طالب ببرنامجها الأسبوعي من أنغام وتراث وفن الكويت القديم، انني أحييها على هذا البرنامج الذي أحرص على سماعه، ولقد استمعت يوم الجمعة الماضي الى قطعة من خماري، وعشت ليس في جو الأغنية فقط، وإنما في أجواء الطفولة التي عشتها عندما كان عمري ما بين الخامسة والعاشرة، حيث كنا نذهب إلى الأعراس أو إلى حفلات الطهور وإلى نحو ذلك…
والخماري وهو ينبعث من الراديو ارتسمت للتو أمامي المرأة الراقصة وهي ترتدي العباءة وتظهر عينا واحدة، وحافية القدمين وهي تتكسّر على إيقاع الطبلة في حركات كلها إغراء وإيحاء جنسي.
وكنا نجلب الراقصات في الأفراح، في الثلاثينات حيث يسكن في بيوت خارج الكويت أي خارج السور، لأنهن كن يتواجدن هناك وقبلها في فريج يسمى فريج “العوازم”، والعوازم من سكان الكويت الأصليين ومن المواطنين الأولين منذ بداية عهد الكويت..”
المهم كان الرقص ممنوعاً، وعيب على البنات أن يرقصن فكنا نأتي بهؤلاء من ذلك الفريج، أحياناً نأتي بواحدة، أو اثنتين، وأحياناً ثلاثة يرقصن مع بعضهن وكل واحدة تقابل الثانية وتتمايل من الرقبة يسمى (الزفان) وبالعباءة وكنا ندفع أجرة لكل واحدة منهن، وتحضرني حتى الآن أسماء بعضهن ولكني لا أريد أن أذكرها فقد يكون لهن بعض الأقارب، المهم أننا كنا نطرب لهذا الزفان وهذا الخماري..الذي يكاد يندثر وقلما يعرفه أبناء هذا الزمن الحالي، فالرقصة صعبة الأداء لأن الايقاع له وزن والتكسر الملازم لدقة الطبل له وزن بعفوية مغرية تهز المشاهد..ومن المؤسف أن هذا الفن القديم الذي كان يعيشه آباؤنا وأجدادنا لا يعرفه هذا الجيل، ولم يعرفوا قيمته، ولم يفهموا حتى الإيقاع إلا من خلال بعض اللقطات التي تظهر على الشاشة الصغيرة أحياناً أو من بعض الرجال الذين يرقصون”
وهكذا ففيما يبدو , ارتكب فلاح بن جامع نفس خطأ هداية السلطان بالتعرض لسمعة النساء , وهو امر حساس جدا يؤدي الى الكثير من المشاكل والصراعات , وكان الاولى بشيخ قبيلة تجنبه .