كشفت الأكاديمية الأمريكية، نيتا كراوفورد، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بوسطن، أن تكلفة حرب العراق على أمريكا تقترب من تريلوني دولار.
في مقالة لها في موقع Salon الأمريكي، قالت نيتا كراوفورد، إن هذا الرقم لا يتضمَّن فقط التمويل المخصص لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صراحةً من أجل الحرب، بل يتضمَّن كذلك النفاقات التي قامت بها وزارة الخارجية الأمريكية على العراق، ونفقات رعاية قدامى المحاربين في حرب العراق، والفائدة على الديون التي جرى تكبُّدها من أجل تمويل 16 عاماً من التدخل العسكري الأمريكي في البلاد.
تكلفة الحرب الأمريكية في العراق: قالت الأكاديمية الأمريكية نيتا كراوفورد في مقالها، إن البنتاغون تلقَّى منذ عام 2003 وحتى عام 2019 نحو 838 مليار دولار من تمويلات «الطوارئ» و «عمليات الطوارئ الخارجية» من أجل تمويل العمليات في العراق. يشمل هذا الرقم الأموال التي خُصِّصَت ابتداءً من عام 2014 للمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في المنطقة التي تضم كلاً من العراق وسوريا.
فيما تضخَّمت ميزانية البنتاغون «الأساسية» –وهي الأموال المطلوبة لاستمرار عمل الوزارة بصفة متواصلة- هي الأخرى، حين كانت الولايات المتحدة في حالة حرب. وتتضمَّن زيادات الميزانية الأساسية المرتبطة بالحرب تشديد الإجراءات الأمنية في القواعد، ومكافآت الالتحاق وإعادة الالتحاق بالخدمة العسكرية، وزيادة الأجور العسكرية، وتكاليف الرعاية الصحية للجنود. وبلغت هذه الزيادات قرابة 800 مليار دولار منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ووصلت حصة العراق منها قرابة 382 مليار دولار.
تكلفة الترويج للديمقراطية: الأكاديمية الأمريكية قالت إن قرابة 59 مليار دولار أنفقتها الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على العراق وسوريا، من أجل الترويج للديمقراطية، وجهود إعادة الإعمار، والتدريب، وإزالة القذائف غير المنفجرة.
في الوقت نفسه، يتلقى قرابة 4.1 مليون شخص من قدامى محاربي مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، الرعايةَ الطبية وتعويضات الإعاقة وغيرها. ويرتبط قرابة نصف هذا الإنفاق المتعلِّق بقدامى المحاربين بالعراق، ويصل الإجمالي إلى قرابة 199 مليار دولار.
نظراً لعدم وجود ضرائب مرتبطة بحرب العراق وإصدار عدد ضئيل جداً من سندات الحرب لتمويل حروب ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، علينا أن نضيف 444 مليار دولار أخرى من الفوائد على أموال الاقتراض، من أجل تمويل إنفاق وزارتي الدفاع والخارجية.
من ناحية أخرى تراجع إنفاق وزارة الخارجية المرتبط بالعراق تدريجياً في العقد المنصرم، بعدما بلغ ذروته عند قرابة 140 مليار دولار عام 2008.
لهجمات 11 سبتمبر شأن آخر: حسب الأكاديمية الأمريكية، ففي ديسمبر/كانون الأول 2019، خصَّص الكونغرس نحو 70 مليار دولار لحروب ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول كجزءٍ من «قانون إقرار الدفاع الوطني».
كان البنتاغون في الأصل قد طلب أقل من 10 مليارات دولار من هذا المبلغ، من أجل عملية «العزم الصلب» في العراق وسوريا.
لكن هذه الميزانية ربما يجري تجاوزها فعلاً. ففي وقتٍ سابق من هذا الشهر، فبراير/شباط، أرسلت الولايات المتحدة مزيداً من القوات إلى منطقة حرب كان من المفترض أنَّها في طريقها للخمود.