أعلن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، رسميا اغتيال الخليفة المحتمل للأمين العام لحزب الله هاشم صفي الدين.
وقال نتنياهو في كلمة له، إن “حزب الله أضعف مما كان عليه قبل سنين، واغتلنا حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين”.
وأضاف “هناك طريق أفضل للبنان ولا تتركوا الإرهابيين يدمرون دولتكم”.
وكان موقع إخباري أمريكي كشف، قبل أيام، أن الخليفة المحتمل للسيد حسن نصر الله في قيادة حزب الله، تم استهدافه بقصف في بيروت.
-هاشم صفي الدين الخليفة المحتمل لزعيم حزب الله
ينظر كثيرون إلى هاشم صفي الدين، الذي ذكرت إسرائيل أنه قُتل على ما يبدو خلال مواجهات مع جماعة حزب الله اللبنانية، على أنه الخليفة المحتمل لحسن نصر الله الأمين العام الراحل للجماعة المدعومة من إيران.
صفي الدين هو ابن خالة نصر الله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ اغتيال إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر أيلول. كما أنه عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على شؤونها المالية والإدارية.
ورغم أنه ليس معروفا لدى الإسرائيليين مثل نصر الله، تعد إسرائيل صفي الدين هدفا رئيسيا في جماعة تعتبرها منظمة إرهابية متحالفة مع إيران.
ولعب صفي الدين دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل، وألقى خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي تجنبها نصر الله لفترة طويلة لأسباب أمنية.
وهو أول قيادي في حزب الله يتحدث علنا بعد أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي، مما أشعل فتيل حرب غزة ودفع الجماعة إلى الدخول في صراع مواز مع إسرائيل.
وبينما كان المراقبون من أنحاء الشرق الأوسط ينتظرون ليروا ما قد يقدم عليه حزب الله لمساعدة حماس، قال صفي الدين أمام فعالية في الثامن من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت “الأمة معكم. قلوبنا معكم، عقولنا معكم، أرواحنا معكم. تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم. وكلنا عندنا معكم”.
وعلى غرار نصر الله، يرتدي صفي الدين العمامة السوداء التي تشير إلى أنه من نسل النبي محمد، كما يوجد تشابه في التكوين الجسدي بينهما.
وينتمي صفي الدين لعائلة شيعية لبنانية معروفة، وولد في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية.
درس صفي الدين في الحوزات الدينية في مدينة قم الإيرانية قبل أن يعود إلى لبنان في تسعينيات القرن العشرين لتولي مسؤوليات قيادية في الجماعة.
وحافظ على علاقات قوية مع داعمي حزب الله في إيران.
وابنه رضا متزوج من ابنة القائد الإيراني الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حتى مقتله في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية في بغداد عام 2020.
وشقيقه عبد الله يشغل منصب ممثل حزب الله في طهران.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي، يلعب صفي الدين دورا شبهه البعض بدور رئيس وزراء الحكومة، المسؤول عن مجموعة من مؤسسات حزب الله المشاركة في الرعاية الصحية والتعليم والثقافة والبناء وغيرها من الأنشطة.
وقاد جهود إعادة بناء الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت في أعقاب حرب الجماعة مع إسرائيل عام 2006، عندما دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مساحات شاسعة من المنطقة.
وفي خطاب ألقاه عام 2012، قال صفي الدين إن إعادة الإعمار بعد الحرب كانت “انتصارا جديدا” على إسرائيل.
وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران أن نصر الله “بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله”.
ووضعته وزارة الخارجية الأمريكية على قوائم الإرهاب في 2017. وردا على الضغوط الأمريكية على حزب الله في العام نفسه، قال “هذه الإدارة الأمريكية المعاقة والمجنونة بقيادة (الرئيس الأسبق دونالد) ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء”.
(تغطية صحفية تيمور أزهري وأنجوس ماكدوال وجوناثان لانداي وتوم بيري – إعداد محمد عطية وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)
سر تكتم حزب الله عن اغتيال هاشم صفي الدين حتى الآن
كشف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد على الحسيني، سبب عدم الإعلان عن وفاة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين حتى الآن تحت القصف الإسرائيلي.
وقال الحسيني خلال استضافته بقناة العربية، إن حزب الله لم يستطع أن يستخرج أي جثمان من الأنفاق لأنها أعمق بكثير من مكان اغتيال نصر الله، والصواريخ التي استهدف بها أكثر تدميرا ولم يستطيعوا إنقاذهم والحفر لإخراجهم.