تخطى إلى المحتوى

اصابتك باضطراب الشخصية الحدية “تعرف على الاعراض”

الشخصية الحدية

تكشف د. فرح الخياط عن اضطراب الشخصية الحدية بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder or BPD) وهو مرض نفسي من أنواع اضطرابات الشخصية يتسم بصعوبة التحكم في العواطف والانفعالات، وتقلبات مزاجية،

وكذلك مشاكل تتعلق بنظرة الشخص لنفسه، والسلوك الاندفاعي. تؤثر هذه السمات على حياة الشخص اليومية وعلاقاته الشخصية والاجتماعية، وتسبب شعورًا دائمًا بعدم الاستقرار وانعدام الأمان.
أنواع الشخصية الحدية

تتعدد أنواع الشخصية الحدية، وتشتمل على :

اضطراب الشخصية الحدية المحبط، أو الهادئ، وهي الشخصية التي تتمسك وتعتمد على الآخرين بشكل كبير، ولكنها تميل إلى تجنبهم في ذات الوقت. ويتميز هذا النوع من أنواع الشخصية الحدية بأن الأفراد المصابين بالمرض يميلون إلى الاحتفاظ بمشاعر الغضب داخليًا، وإلقاء اللوم على أنفسهم بدلًا من الآخرين.
اضطراب الشخصية الحدية الاندفاعي، هي الشخصية التي تبحث عن المغامرات، فهي مفعمة بالنشاط، ولكنها تقوم بسلوكيات قد تكون مؤذية، بهدف البحث عن الإثارة.

اضطراب الشخصية الحدية العدواني، وهي الشخصية المنفعلة، والسلبية، والمتمردة.
اضطراب الشخصية الحدية ذاتي التدمير، بحيث يقوم الشخص المصاب بهذا النوع بالقيام بأي أفعال مؤذية، نتيجة لكره الذات. ومن الأفعال التي قد يقوم بها المريض استخدام الادوية بشكل خاطئ، أو خدش، أو حرق النفس.

اسباب اضطراب الشخصية الحدية

لم يعرف حتى الآن أسباب حدوث اضطراب الشخصية الحدية بدقة، ولكن يرجح أن الإصابة به تعود لعدة عوامل منها:

عوامل جينية: تزداد احتمالية الإصابة بالشخصية الحدية في حالة وجود تاريخ عائلي من الإصابة بها.
عوامل بيئية: قد تزيد بعض العوامل البيئية من خطر الإصابة بالشخصية الحدية فيمن لديهم استعداد وراثي، ومن أمثلة هذه العوامل التعرض لصدمة نفسية أثناء مرحلة الطفولة.
تغييرات في بنية ووظائف المخ: يمكن أن يرجع سبب الشخصية الحدية إلى حدوث تغيرات في بعض أجزاء المخ المسؤولة عن قدرة الفرد في التحكم في انفعالاته وتصرفاته.

اعراض اضطراب الشخصية الحدية

غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب الشخصية الحدية عند النساء والرجال في بداية مرحلة الشباب، وتشمل ما يلي:

مخاوف لدى الشخص من فكرة هجر الآخرين له دون وجود سبب مقنع.
عدم استقرار العلاقات العاطفية والتي تتبدل بين الحب الشديد ثم الكره.
تقلبات مزاجية شديدة وسريعة تستغرق بضع دقائق أو ساعات.
تذبذب نظرة الشخص لذاته فيكون تارة راضيًا عنها وتارة أخرى ساخطًا عليها، كما أنه يفتقد الهدف في حياته.
سلوكيات اندفاعية مدمرة، فقد يقوم الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية بالانخراط في تصرفات خطرة عند شعوره بالانزعاج، مثل القيادة بسرعة عالية، أو تعاطي المخدرات، ربما تمنحه هذه الأفعال الشعور براحة لحظية، ولكن عواقبها تكون وخيمة.
شعور مستمر بفراغ داخلي ما يؤدي إلى اللجوء إلى القيام بتصرفات لملء هذا الفراغ، مثل الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدرات، أو تعدد العلاقات الجنسية.
غضب شديد يصعب السيطرة عليه.

الانفصال عن الواقع والشعور بالريبة ووجود أفكار وشكوك في نوايا الآخرين.
إيذاء النفس ومحاولات الانتحار.

علاج اضطراب الشخصية الحدية

يفيد علاج الشخصية الحدية في تقليل حدة الأعراض، وزيادة القدرة على العمل، وتحسين نوعية الحياة، وتتضمن طرق العلاج ما يلي:

العلاج النفسي

عادة ما تحتاج حالات اضطراب الشخصية الحدية علاجًا نفسيًا طويل الأمد، ومن أهم العلاجات النفسية المستخدمة ما يلي:

العلاج السلوكي الجدلي: هو المعيار الذهبي للعلاج، ويهدف إلى تنمية الوعي وتعليم المصاب كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية ذاتيًا من خلال التدريب على التحكم في العواطف، وتنمية مهارات التواصل، وكذلك تطوير أساليب للتعامل مع المواقف الصعبة.
العلاج القائم على التعقل: يساعد هذا العلاج الشخص على إدراك وفهم أفكاره، وكذلك التأني والتفكير قبل القيام بأي تصرف.
العلاج الدوائي
لا يوجد حتى الآن دواء لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، ولكن قد يصف الأطباء بعض الأدوية لعلاج المشكلات المصاحبة لهذا الاضطراب.

يتضمن علاج اضطراب الشخصية الحدية بالأدوية ما يلي.
مضادات الاكتئاب.
مضادات الذهان.
مثبتات المزاج.
الأوميغا 3.

العلاج في المستشفى
قد يستدعي علاج اضطراب الشخصية الحدية البقاء في المستشفى في بعض الحالات حتى تتحسن، لاسيما الأشخاص الذين أقدموا على محاولات انتحار.

ما هي صفات الشخصية الحدية؟

عادة ما تظهر أعراض بداية اضطراب الشخصية الحدية في أول مرحلة الشباب وقد تستمر الأعراض لسنوات، ويمكن أن تؤثر على نوعية الحياة، وتحقيق النجاح، والرضا في العلاقات أو العمل.

نذكر فيما يلي صفات الشخصية الحدية: 

الخوف من الهجر
يعد الخوف من الهجر من أبرز أعراض الشخصية الحدية عند النساء والرجال، حيث يشعر الشخص بالرعب من فكرة التخلي عنه أو تركه بمفرده حتى دون وجود سبب منطقي، فقد يمثل تأخر عودة أحد أفراد الأسرة من العمل تهديدًا بالهجر من وجهة نظره. [4]

يؤدي هذا الخوف إلى قيام المصاب بالشخصية الحدية بمحاولات مستميتة لإبقاء الشخص بجانبه، مثل التوسل له، أو التشبث به، أو افتعال مشاجرة، وتتبع حركاته، بل وقد يصل الأمر إلى منعه عنوة من المغادرة. [4]

يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحدية في الحب والعلاقات العاطفية من مشاكل وعدم الاستقرار؛ نظرًا لسيطرة القلق والخوف من فكرة التخلي عنهم، وتظهر علامات الشخصية الحدية في هذه الحالة بالانخراط في سلوكيات مبالغ فيها لمنع الطرف الآخر من تركه، مثل

استمرار الاتصال وإرسال الرسائل النصية.
الاتصال بالشخص في منتصف الليل.
التشبث الجسدي بالشخص لمنع مغادرته.
التهديد بإيذاء أو قتل النفس في حال تركه.
تجدر الإشارة إلى أن الخوف من فكرة الترك قد تدفع المصاب بالشخصية الحدية إلى اتخاذ قرار بإنهاء علاقته، كما أنه يمكن أن ينسحب من العلاقة عند شعوره بأن الآخرين يتحكمون به أو يقيدون حريته.

عدم استقرار العلاقات 

تظهر صفات الشخصية الحدية في العلاقات بميل الشخص إلى تكوين علاقة عاطفية قوية مثالية في البداية يشعر فيها بالحب، وقوة الترابط، والرغبة في قضاء معظم الوقت مع شريكه، ثم ما يلبث أن يصيبه الشعور بخيبة الأمل والإحباط، وربما يكره شريكه ويشعر بأنه بلا قيمة. [3]

تتضمن خصائص الشخصية الحدية في الزواج أو العلاقات العاطفية كثرة المشاكل والمشادات، وافتقار الثقة، وعدم فهم المريض لمشاعر الآخرين أو التعاطف معهم.

تذبذب نظرة الشخص لذاته.

قد يشعر المصاب باضطراب الشخصية الحدية في بعض الأوقات بتقدير ذاته والرضا عن نفسه، بينما في أوقات أخرى يكره ذاته ويرى نفسه فاشلًا أو شريرًا، كما أن من سمات اضطراب الشخصية الحدية غياب الهدف وعدم تحديد ما يريده في الحياة، فتجده كثير التنقل بين الوظائف، وتغيير الأصدقاء، وتعدد العلاقات، وربما يتخلى عن قيمه أو يغير دينه. [2] [4]

 

تقلبات مزاجية شديدة
يعاني الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية سريعة يصعب السيطرة عليها، وردود أفعال مبالغ فيها، وهي سمة أساسية من سمات الشخصية الحدية، فعلى سبيل المثال قد يشعر الشخص بالسعادة ثم يتبدل حاله إلى يأس وحزن في خلال دقائق أو ساعات. [4]

تشمل صفات الشخصية الحدية أيضًا الميل إلى شعور عام بعدم الرضا عن الحياة والانزعاج والاكتئاب. [4]

عدم القدرة على التحكم في الغضب

يعاني مصابو اضطراب الشخصية الحدية من غضب شديد مبالغ فيه أو صعوبة في السيطرة على غضبهم، وقد يؤدي ذلك إلى الصراخ، ورمي الأشياء، وافتعال المشاجرات، وغالبًا ما يتبع ذلك الإحساس بالذنب والخجل. بينما في بعض الحالات قد يكون الغضب داخليًا دون التعبير عنه، وعادة ما تحدث نوبات الغضب كرد فعل على الشعور بالخوف، أو الإهمال، أو الهجر. [1] [3]

 

الشعور بالفراغ والوحدة

يعد الإحساس بالفراغ الداخلي المستمر والشعور بانعدام قيمة الحياة من صفات الشخصية الحدية، والذي يؤدي إلى توليد سلوكيات عاطفية مبالغ فيها، مثل الهستيريا لجذب انتباه الآخرين.

الشعور بالريبة أو الانفصال عن الواقع

يمكن أن تشمل علامات اضطراب الشخصية الحدية مراودة المصاب شكوك حول نوايا الأشخاص من حوله وهو ما يسمى بجنون الارتياب، كما قد يشعر بالانفصال عن الواقع عند التعرض لضغط عصبي. [6]

القيام بسلوكيات متهورة
تتضمن صفات الشخصية الحدية الانخراط في سلوكيات خطرة، مثل: [2]

تبذير الأموال.
القيادة بتهور.
الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
الأكل بشراهة.

إيذاء النفس أو محاولة الانتحار

يعد من أعراض اضطراب الشخصية الحدية الشائعة تكرار التفكير في الانتحار، أو التهديد بذلك، وربما يقدم على محاولة الانتحار بالفعل. [3]

بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الحدية بالانخراط في سلوكيات مثل إيذاء النفس في محاولة للتخلص من الألم أو مشاعر الانزعاج والضيق الشديد، ومن هذه السلوكيات إحداث جروح أو حروق، وقد يلاحظ الأشخاص المحيطين بالمصاب آثار الجروح أو الندوب عليه. [3]

اقرأ أيضًا: ما هي أنماط الشخصية؟

نصيحة

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على جوانب الحياة المختلفة، ولكن يساهم تلقي العلاج المناسب في تحسين جودة الحياة؛ لذا ينبغي عند ملاحظة وجود صفات الشخصية الحدية لديك أو لدى أحد من أسرتك أو أصدقائك مراجعة الطبيب في أقرب وقت.

  6 نصائح للحفاظ على الهاتف من التوقف

 

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد