اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا جماعة “أنصار الله” الحوثية بتنفيذ قصف أسفر عن مقتل وإصابة 5 مدنيين في محافظة تعز جنوب غرب اليمن
ونقلت وكالة “سبأ” التابعة للحكومة والتي تعمل من الرياض، الاربعاء ، عن مصدر محلي أن “المليشيات قامت بالاستهداف و بشكل مباشر سيارة تقل ركاب بقرية الأشعاب بمديرية جبل حبشي مما تسبب باستشهاد 3 مدنيين… وإصابة 2 آخرين بجروح بليغة وتم إسعاف المصابين للعلاج”.
وسبق أن تحدثت وسائل الإعلام الحكومية عن مقتل 3 أطفال من أسرة واحدة وإصابة 5 أشخاص آخرين بينهم طفل، السبت، جراء قصف اتهمت بتنفيذه الحوثيين استهدف حي جامع الخير في شارع الكمب شرق مدينة تعز.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام نزاعا عسكريا سياسيا بين الحوثيين وقوى متحالفة معهم من جهة، وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية.
لا ينكر الحوثيين هدفهم الرئيسي باعادة احياء الإمامة/الخلافة في اليمن ويرون جواز ان يكون رئيس/حاكم الدولة ليس هاشمي لكن الإمام/الخليفة يجب ان يكون هاشمي حسب معتقدهم. فجميع اعمالهم مستمدة من تاريخ الأئمة الرسيين الهاشميين الذين حكموا اليمن الف سنة.
تسبب الفقر وظلم الحكومة اليمنية لسكان صعدة والقصف العشوائي على المدنيين خلال حروب الحوثيين الخمسة بازداد اعداد انصار الحوثيين وانضمام اعداد كثيرة من السكان والقبائل والمقاتليين لتنظميات الحوثي المسلحة بسبب الظلم الذي تعرضوا له وفقدانهم اقرباءهم أو افراد من قبائلهم.
تاريخيا الزيدية اسم يطلق على مذاهب مختلفة (المطرفية, السالمية, القاسمية, المؤيدية, الصالحية, البترية, السليمانية, الناصرية, الجارودية, الحريرية, الهادوية…) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبقى من المذاهب الزيدية سوى الهادوية في شمال اليمن, تؤمن قيادة الحوثيين الممثلة بأسرة الحوثي بفكرة حصر الإمامة في البطنين (الهاشميين ذرية الحسن والحسين) ويحاول قادة الحوثيين نشر فكرهم المذهبي مع نشر بعض الاعياد الشيعية عيد الغدير وذكرى عاشوراء الغير مألوفة في اليمن تحت مسمى الزيدية, ويرى قادة الحوثيين ان قسم كبير من الزيود (الزيدية القبلية) أصبحوا وهابية وخرجوا عن المذهب الزيدي الهاشمي.
يتخوف قادة الحوثيين من تقلص نفوذ الهاشميين والمذهب الزيدي وانتشار المذهب الحنابلي (الوهابية) بين الزيود في اليمن ويرون انه فكر ضال تكفيري يتعارض مع اساس فكرة مذهبهم القائمة على فكرة الخروج على الحاكم الظالم ويبيح قتل النفس عبر العلميات الانتحارية, علما ان فتاوى العمليات الانتحارية وفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم هي فتاوى معاصرة لمشايخ مصريين وسعوديين وليست لها علاقة بالمذهب الحنابلي.
تأثرت حركة الحوثيين بأطروحات بدر الدين الحوثي وهو أحد فقهاء المذهب الزيدي المناهض للمذهب الحنابلي في اليمن، وكان قد ألف عددا من المؤلفات يتطرق لأفكارهم بالنقد وتحديدا على أحد أعلام الحنابلة في اليمن مقبل الوادعي. ويقول محمد بدر الدين الحوثي:
بعد قيام الجمهورية اليمنية تم تهميش الهاشميين الذين حكموا اليمن الف سنة وتم اقصاء الهاشميين من كافة المراكز الحساسة بالدولة ونسي مذهبهم الزيدي، العديد من الشباب من خلفية قبلية زيدية اعتنق المذهب السني، خشي بدر الدين الحوثي من انقراض مذهب الهاشميين الزيدية نتيجة عدم وجود مدارس دينية زيدية باليمن. خلال هذه الفترة، كانت الزيدية في أضعف حالاتها من قرنين تقريباً[وفقاً لِمَن؟] إذ كان شمال اليمن قد تخلص لتوه من المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت دولة ثيوقراطية. الرد جاء في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة المذهب الحنابلي سياسياً وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق السياسي كثيراً لإنه ركز على جلب بعض النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية التي اسموها المعاهد العلمية في صعدة والجوف وصنعاء بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية كذلك. أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية من خولان وبكيل ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها المخيمات الصيفية لم تكن تعليمية بل قضى الأطفال والمراهقين جل وقتهم بممارسة أنشطة مختلفة وهو ماجعل العديد من العائلات ترسل أبنائها إليها. والشافعية في اليمن هم معظمهم أشعرية وصوفية، وبرغم إختلافهم مع الزيدية التقليديين، والعديد من رجال الدين الشافعية كانوا يحظون برضا الإمام الذي كان مهتما بالحفاظ على ملكه أكثر من ترويج الزيدية. سقوط المملكة المتوكلية اليمنية لم يكن متعلقا بأسباب طائفية، فأول ثورة ضدها كانت ثورة الدستوروقادها زيدي يدعى عبد الله الوزير. لذلك، فإن التوتر الطائفي في اليمن يعود لظهور اسرة ال الحوثي والقاعدة دعاة المذاهب والطوائف في اليمن