قال المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الثلاثاء، إنه جرى التوصل إلى اتفاق بشأن إغلاق مكبرات الصوت في المناظرة الرئاسية المقررة في 10 سبتمبر أمام منافسته الديمقراطية كاملا هاريس.
ولم ترد حملة هاريس بعد على طلب لتأكيد بيان ترامب عن المناظرة التي تستضيفها شبكة “آيه.بي.سي” نيوز.
وتراشقت الحملتان بالتصريحات بشأن المناظرة، إذ سعى فريق هاريس إلى العودة إلى نظام مكبرات الصوت المفتوحة طوال الوقت، بينما هدد ترامب بالانسحاب بالكامل بعدما أشار إلى أن الشبكة الإعلامية متحيزة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن قواعد مناظرة الشهر المقبل ستكون هي ذاتها التي كانت في مناظرة شبكة (سي.إن.إن) في يونيو أمام الرئيس جو بايدن، الذي تسبب أداؤه الضعيف فيها إلى انسحابه من الانتخابات.
وقال ترامب: “حصلنا على تأكيدات من إيه.بي.سي على أن هذه ستكون مناظرة عادلة ومنصفة، وأن أيا من الجانبين لن يُمنح الأسئلة مقدما”.
ولم يكن هناك حضور في مناظرة “سي.إن.إن”. ولم يشر ترامب في منشوره إلى ذلك.
وكانت حملة هاريس قد قالت إنها تريد من المذيع أن يبقي مكبرات صوت المرشحين مفتوحة طوال المناظرة، دون كتم الصوت وقت حديث الخصم مثلما حدث في المناظرة الرئاسية الأخيرة.
أهلية هاريس
استشهد الاتحاد الوطني للجمعيات الجمهورية بقرار المحكمة العليا سيئ السمعة في قضية دريد سكوت عام 1857، والذي نص على أن “الأشخاص المستعبدين ليسوا مواطنين”، ليجادل بأن كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن غير مؤهلة للترشح للرئاسة وفقا للدستور.
وأشار الاتحاد، وهو منظمة سياسية تعمل على تعزيز المبادئ داخل الحزب الجمهوري، في وثيقته إلى أن “المؤهلات الدستورية لأهلية الرئاسة تنص على أنه لا يجوز لأي شخص باستثناء المواطن المولود بشكل طبيعي في الولايات المتحدة لوالدين أميركيين، أن يكون مؤهلا لمنصب الرئيس”.
وجاء في الوثيقة: “الفهم الأصلي للدستور في تقليد قاضيي المحكمة العليا أنطونين سكاليا وكلارنس توماس، وجد أن المواطن المولود طبيعيا يُعرَّف بأنه الشخص المولود على أرض أميركية لوالدين كلاهما من مواطني الولايات المتحدة وقت ولادة الطفل”.
وقالت الوثيقة إن “العديد من الولايات والمرشحين والأحزاب السياسية الرئيسية تجاهلت هذا التأهيل الرئاسي الأساسي، بما في ذلك المرشحين نيكي هيلي، وفيفيك راماسوامي، وكامالا هاريس الذين لم يكن آباؤهم مواطنين أميركيين في وقت ولادتهم”.
وقال رئيس المجموعة أليكس جونسون في بيان لصحيفة “الإندبندنت”: “نعتقد اعتقادا راسخا أن السيدة هاريس لا ينبغي لها أن تتولى منصبا، لقد أدت هذه السياسات تاريخيا إلى معاناة واسعة النطاق، وانهيار اقتصادي، وتآكل الحريات الفردية، يستغل الحزب الديمقراطي جهل الناخبين”.
ومن الجدير ذكره، أن هذا التفسير للدستور سيجعل العديد من رؤساء الولايات المتحدة غير مؤهلين لتولي مناصب، مثل جورج واشنطن وجون آدامز وتوماس جيفرسون وجيمس ماديسون.
قضية دريد سكوت
رجل أميركي يدعى دريد سكوت من أصل إفريقي استُعبد، وأقام مع زوجته هارييت روبنسون سكوت، دعوةً قضائية خاسرة عام 1857، حملت اسم قضية دريد سكوت ضد ساندفورد لنيل حريتهما وحرية ابنتيهما، واشتهر قرار المحكمة آنذاك تحت مُسمى “قرار دريد سكوت”.
ادّعت عائلة سكوت أنه ينبغي منحهم حريتهم لأن دريد عاش في ولاية إلينوي ومقاطعة ويسكونسن لمدة 4 سنوات، إذ كانت العبودية في تلك الولاية غير قانونية، ونصّت القوانين أنه على مالكي الرقّ أن يتنازلوا عن حقوقهم للعبيد إذا بقوا لفترة طويلة.
حكمت المحكمة العليا للولايات المتحدة في تلك القضية التاريخية ضد سكوت، بأنه لا هو ولا أي شخص آخر من أصل إفريقي يمكنه المطالبة بالجنسية في الولايات المتحدة.
الدعوى القضائية تحولت إلى قضية قانونية استمرت لأكثر من عقد من الزمان، حيث خسر سكوت قضيته في محاكم ولاية ميسوري قبل أن يرفع دعوى قضائية فيدرالية جديدة وصلت إلى المحكمة العليا.
خلال الأعوام الإحدى عشر بين عامي 1846 و1857، أصبحت قضية العبودية القضية الأكثر إثارة للجدال في السياسة الأميركية.
وكان الحكم بأن المستعبدين ليسوا مواطنين سبباً في دفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، التي بدأت بعد 4 سنوات.
حصل سكوت على حريته في مايو 1857 بعد أن أعتقه عضو جمهوري في الكونغرس، لكنه توفي بسبب مرض السل بعد عام واحد فقط في سبتمبر 1858.
موعد مناظرة هاريس
أعلن دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية، ، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين بشأن المناظرة الرئاسية مع مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
وقال ترامب على منصته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي، إنه سيتم بث المناظرة مباشرة على شبكة “إيه بي سي” الأميركية، يوم 10 سبتمبر المقبل في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وأوضح ترامب أنه سيتم اتباع نفس القواعد التي تم وضعها في المناظرة الأخيرة على شبكة “سي إن إن”، حيث ستكون المناظرة “وقوفا”، ولا يجوز للمرشحين إحضار ملاحظات أو “أوراق غش”.
وقال ترامب “حصلنا على تأكيدات من شبكة إيه بي سي بأن هذه المناظرة ستكون “عادلة ومنصفة”، ولن يمنح أي من الجانبين الأسئلة مقدما”.
وكشف ترامب أن “هاريس لا توافق على مناظرة فوكس نيوز في الرابع من سبتمبر، ولكن هذا التاريخ سيظل مفتوحا في حال تغييرها لرأيها”.
ومباشرة بعد إعلان ترامب قالت شبكة “سي إن إن” إن هذا الإعلان يأتي بعد فترة من المفاوضات بين حملتي ترامب وهاريس والتي وصلت إلى طريق مسدود بشأن بروتوكولات المناظرة المحددة وخاصة فيما يتعلق بكتم الميكروفونات عندما لا يتحدث المرشحون.
وسبق وأن أعلنت شبكة “إيه بي سي” الأميركية، أن المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب وافقا على المشاركة في مناظرة تلفزيونية في 10 سبتمبر، قبل خوضهما الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في نوفمبر.
صحيفة العراق تنشر نص محاورة ماسك مع الرئيس الامريكي ترامب على “إكس”