وقد توصل العلماء لابتكار “ابتسامة طبيعية” من خلال حقن مادة الجيلاتين في أنسجة بشرية أدخلوها إلى ثقوب في الروبوت، وهي طريقة مستوحاة من الأربطة الفعلية في جلد الإنسان.

ويأمل المتخصصون “أن توفر هذه التقنية فهما أفضل لتكوين التجاعيد وفسيولوجيا تعابير الوجه، وأن تساهم في تطوير مواد لزراعة الأعضاء ومنتجات للتجميل”،

ويمثل الهدف النهائي للفريق الذي يقوده أستاذ المعلوماتية الميكانيكية شوجي تاكيوتشي تزويد الروبوتات بـ”قدرات الشفاء الذاتي الكامنة” في جلد الإنسان.

وقال تاكيوتشي: “إن المرونة الطبيعية للجلد وطريقة الالتصاق القوية تعني أن الجلد يمكنه التحرك مع المكونات الميكانيكية للروبوت دون أن يتمزق أو يتقشر”.

وفي دراسات سابقة، حقن علماء الكولاجين في جلد أنتج في المختبر وفيه جرح، جرى لصقه على إصبع آلي، وكان الهدف إظهار كيف يمكن أن يندمل الجرح.

«روبوتات» تتنبأ بابتسامتك  

«روبوتات» تتنبأ بابتسامتك  
«روبوتات» تتنبأ بابتسامتك

أصبح بإمكان نماذج من «الروبوتات» التي تكون على هيئة البشر أن تتنبأ ما إذا كان الشخص الذي بمقابلها سيبتسم قبل ثانية واحدة من ابتسامته فعلا، ليطلق الروبوت ابتسامة مشابهة لابتسامة الشخص الذي في مقابله.

ويأمل مطورو هذه الروبوتات أن يجعلوا التكنولوجيا المحاكية للبشر واقعية بشكل كبير، وعلى الرغم من التطور الهائل الذي يشهده الذكاء الاصطناعي بتقليده للبشر بشكل مثير للدهشة، إلا أن التفاعل مع الروبوتات الشبيهة بالبشر ما زال أمرا غريبا ويأخذنا نحو «الوادي الغريب» إذ يشعر غالبية البشر المتعاملين مع الروبوتات بالريبة والقلق، وقد يرجع ذلك إلى أن الروبوتات ما زالت غير قادرة على محاكاة البشر بشكل دقيق، ولا يمكنها مجاراة سلوك البشر وإيماءاتهم غير اللفظية التي تعد أساسا في التواصل البشري.

أما الآن، فقد ابتكر «هود ليبسون» من جامعة كولومبيا في نيويورك مع زملائه روبوتا يحمل اسم «آيمو»، وهو ممتزج بمزايا الذكاء الاصطناعي، ويحوي على كاميرا دقيقة جدا تساعده على التنبؤ بالتعبيرات البشرية التي ترتسم على الوجوه، لمحاولة تقليدها، وأصبح «آيمو» ذا قدرة على التنبؤ بأن الشخص الذي بمقابلة سيبتسم قبل 0.9 ثانية من قيامه بذلك فعلا، ليبتسم الروبوت «آيمو» مع الشخص الذي بمقابله بشكل متزامن، ويقول «هود ليبسون»: «إنني عالم في مجال الروبوتات، وأنا متعب جدا، ولكني أبتسم لهذا الروبوت».

«آيمو» هو عبارة عن روبوت يحتوي على كاميرا عالية الدقة في عينيه، ووجهه البشري المصنوع من جلد بلاستيكي مرن يتضمن 23 محركا، جميعها تترابط بالمغناطيس، لمحاكاة التعابير البشرية، كما يستخدم «آيمو» شبكتين عصبيتين، واحدة منها تنظر للوجوه البشرية وتقرأ تعابيرها وتتنبأ بها، والأخرى تساعده في محاكاة تلك التعابير لتطبيقها على نفسه حسب تقرير حصلت عليه صحيفة العراق الجمعة .

إن الشبكة العصبية الأولى التي تواجهنا تم تغذيتها بمقاطع فيديو كثيرة من خلال اليوتيوب لأشخاص يبدعون بصناعة التعبيرات المختلفة على وجوههم، أما الشبكة العصبية الثانية فقط فخصصت لكي يشاهد «آيمو» نفسه وهو يقوم بتأدية تلك التعبيرات من خلال فيديو بث مباشر.

يقول «هود ليبسون»: «إن آيمو يقوم بمشاهدة نفسه ليعرف كيف يبدو أمام الناس عندما يقوم بشد عضلات وجهه»، «إنه فعلا مثل أي شخص يقف أمام المرآة، إنه فعلا كأي شخص يعرف كيف سيبدو حينما يكون مبتسما حتى ولو أغمض عينيه».

نقف عند مقولة «هود ليبسون» التي قال فيها «إنني عالم في مجال الروبوتات، وأنا متعب جدا، ولكني أبتسم لهذا الروبوت»، وهذا يؤكد ما يصبوا إليه «هود ليبسون» مع فريقه البحثي، أن تكون برمجة «آيمو» قادرة على تحسين العلاقات المتبادلة بين البشر والروبوتات، مع تأكيدهم على أن هذه البرمجة تحتاج إلى أن يتوسع نطاقها.

إن محاكاة الروبوتات للتعابير البشرية ليست هي الخطوة المهمة، إنما يجب أن يتبعها اكتساب الروبوتات القدرة على التعبير من خلال الإيماءات من تلقاء نفسها لا أن تحاكي الآخرين، كما يقول «هود ليبسون».

 أول روبوت يركض مثل الإنسان من إنتاج الصين