ونفت “ميتا” أن يكون حساب سولومون تم تعليقه نتيجة أي من منشوراته، حيث قال متحدث باسمها: “تم حذف الحساب عن طريق الخطأ وتمت استعادته بسرعة. لم يكن السبب أي محتوى شاركه”.

لكن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم نشر الأربعاء، تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، “تويتر” سابقا، جاء فيها: “الحقيقة، الحقيقة الكاملة، ولا شيء غير الحقيقة. فليعينك الله”.

وأرفق التغريدة بصورة لسولومون وعلى فمه شريط لاصق، مع رسالة تدعو إلى مقاطعة “إنستغرام”.

وقال ممثل الاعب الإسرائيلي لصحيفة “تلغراف”: “إنه أمر سخيف. لم ينشر سولومون أي منشورات مناهضة لفلسطين، بل دعم بلاده فقط. أنه أمر سخيف. إنستغرام مثير للسخرية”.

وكان لاعب توتنهام كتب على حسابه في “إنستغرام”، عقب هجوم حماس يوم 7 أكتوبر الماضي: “بلدي وعائلتي وأصدقائي وشعبي الحبيب يعيشون الجحيم. حماس لا تفعل [ولم تفعل قط] أي شيء لصالح الشعب الفلسطيني. حماس منظمة إرهابية لها مهمة واحدة فقط هي محو اليهود من الكوكب”.

وأضاف: “دعمهم يعني دعم الإرهاب، تماما مثل دعم القاعدة  و داعش الإرهابي وهجمات 11 سبتمبر. من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها”.

حرب غزة تكشف المخفي عن منصات التواصل.. والحقيقة تبقى غائمة

تطبيق الفيسبوك
تطبيق الفيسبوك

مع استمرار الصراع بين إسرائيل و غزة لأكثر من عشرة أيام، لجأ ملايين الأشخاص إلى منصات التواصل الاجتماعي على أمل فهم الحقيقة، ولكن يبدو أنهم سلكوا طريقاً ضبابياً.

كشف تقرير جديد لوكالة إ. ف. ب، عن تزايد حجم المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعية منذ هجوم حركة المقاومة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، ما أثار انتقاد مؤيدي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.

فمن ناحية، صنف داعمو القضية الفلسطينية هذا كتحيز من قبل منصات التواصل ضدهم، في حين رأى داعمو إسرائيل أن رقابة المنصات وحذف المنشورات غير كافٍ.

ويقول خبراء المعلومات المضللة لشبكة CNN، إن عمليات التسريح واسعة النطاق طالت موظفين في قطاع التكنولوجيا، بمن في ذلك فِرق الأخلاقيات والسلامة في بعض شركات التواصل الاجتماعي، كان لها دور كبير في ترك المنصات أقل استعداداً لحدث مثل صراع إسرائيل وغزة.

ونظراً لانتشار المحتوى المرتبط بحرب غزة باللغتين العربية والعبرية، كان ذلك بمثابة اختبار لقدرة المنصات على التعامل مع المحتوى غير الإنجليزي، إذ إنه عادة تتعامل الخوارزميات مع اللغة الإنجليزية، عن طريق البرمجيات والمعادلات الآلية التي تتعامل مع كلمات محددة في المحتوى.

وقالت ميتا، «سرعان ما أنشأنا مركزاً للعمليات الخاصة يعمل به خبراء، بمن فيهم أشخاص لغتهم الأصلية العبرية والعربية.. يسمح لنا ذلك بإزالة المحتوى الذي ينتهك معايير أو إرشادات مجتمعنا بشكل أسرع، والعمل بمثابة خط دفاع آخر في مكافحة المعلومات المضللة».

صراع المستخدمين مع الخوارزميات

حذفت منصتا فيسبوك و إنستغرام أكثر من 795 ألف منشور باللغة العربية والعبرية باعتبارها تنتهك سياسات منصات التواصل الاجتماعي، كما حدت من ظهور آلاف المنشورات، وهذا خلال ثلاثة أيام فقط منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، بحسب بيان ميتا.

يمثل هذا الرقم نحو سبعة أضعاف عناصر المحتوى الذي تزيله ميتا يومياً في الأوقات العادية، مقارنة بالشهرين السابقين.

ومن أجل مواجهة هذه القيود، حاول مستخدمو المنصات استخدام بعض الحيل وأدوات الذكاء الاصطناعي، أو محاولة تغيير شكل الكتابة، مثل كتابة fلسtين، أو فلسطىن بدلاً من فلسطين، واسرائىل أو اسـ-رئيل بدلاً من إسرائيل، وغيرها من طرق الكتابة المختلفة.

ولكن لم ينجح ذلك إلى حد كبير، إذ قررت المنصات مثل ميتا وتيك توك إدخال العنصر البشري في المعادلة، وهو ما جعل احتمالية إفلات المنشور من الرقابة أقل بكثير.

إكس وتيليغرام.. الملجأ الجديد

إكس
إكس

لجأ العديد من المستخدمين خلال الأيام الماضية إلى منصات إكس (تويتر سابقاً) وتليغرام للتعبير عن آرائهم بحرية أكثر، نظراً لعدم تعرض منشوراتهم إلى الحجب بنفس وتيرة فيسبوك وإنستغرام وتيك توك.

ورغم تأكيد منصة إكس على حذفها لآلاف المنشورات المتعلقة بالصراع، كان انتشار المعلومات المضللة عليها أقل بسبب ميزة (الملاحظات)، التي يمكن عن طريقها كتابة ملحوظة تتعلق بالمنشور إذا كان يخفي الحقيقة، لكنها لا تزال تحت الاختبار.

أدى ذلك لتعرض منصة إكس ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك للانتقاد، وسط تحذيرات بأن منصته وجميع منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، قد تواجه غرامات بمليارات الدولارات إذا حدد التحقيق لاحقاً أنهم انتهكوا قوانين الإشراف على المحتوى في الاتحاد الأوروبي.

وتحظر شركات إكس، ميتا وغوغل، حسابات حماس، لكن تليغرام، قررت السماح للحركة بمواصلة استخدام خدمتها، وهي شركة أسسها رجل أعمال روسي المولد ومقرها الآن في دبي.

وكان لدى قناة التليغرام التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نحو 200 ألف متابع وقت الهجوم، ومنذ ذلك الحين، تضاعف عدد متابعي القناة بأكثر من ثلاثة أضعاف، وفقاً لتحليل أجراه مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي (DFRLab) في المجلس الأطلسي.

وقبل الهجوم، شوهدت منشورات القناة في المتوسط نحو 25 ألف مرة، والآن زاد المتوسط إلى أكثر من 300 ألف مرة، أي بزيادة تزيد على عشرة أضعاف.

في غضون ذلك، لا تزال هناك حالة عدم يقين واسعة النطاق بشأن ما يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بحرب غزة، مع تزايد الشكوك حول آليات حظر المنشورات.

ولكن ما يمكن تأكيده هو أن لمنصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً ومهماً في توجيه الرأي العام والتأثير في قرارات صناعة السياسة عالمياً.

من يقف وراء التضليل والكراهية عبر الإنترنت بين إسرائيل وغزة؟

هل تدخل "إكس" عالم التداول؟.. تقرير يؤكد وتعليق غامض من ماسك
 

وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالادعاءات الكاذبة ونظريات المؤامرة، ومحتوى الكراهية المحيط بما يحدث في إسرائيل وغزة، وكذلك بالأسئلة حول ما إذا كانت الحسابات غير الحقيقية تُستخدم للتلاعب بالمحادثات.

وبينما يتكشف العنف على الأرض، كنت أبحث عن من يقف وراء ذلك.

عندما فتحت صفحتي على TikTok For You في وقت سابق من هذا الأسبوع، شاهدت مقطع فيديو يظهر امرأة إسرائيلية شابة يتم أخذها كرهينة من قبل مقاتلي حماس، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وكانت اللقطات صادمة.

أحد الحسابات التي صادفتها في نهاية هذا الأسبوع شارك مقطع فيديو، يشير كذبا إلى أن الفلسطينيين كانوا يزيفون أو يصطنعون إصاباتهم في غزة.

كانت اللقطات في الواقع من تقرير، صدر عام 2017، عن فنانة تجميل تعمل في أفلام فلسطينية ومع جمعيات خيرية.

لم تكن كل هذه الادعاءات صادمة بالنسبة لي فحسب، بل إنها تؤثر على الفهم الأوسع لما يحدث.

إن المحاولات الناجحة لتشويه وإرباك المحادثات عبر الإنترنت تجعل من الصعب جدا الوصول إلى حقيقة ما يتكشف على أرض الواقع، إذا كنت تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات.

يمكن أن يكون لذلك آثار خطيرة على المجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بالتحقيق في مزاعم جرائم الحرب، وتقديم المساعدات ومعرفة ما يحدث فيها.

في بعض الأحيان، يكون من السهل تحديد مصدر هذه المنشورات المضللة.

خذ على سبيل المثال المشاهير، مثل نجم البوب جاستن بيبر، الذي شارك عن غير قصد منشورا على إنستغرام يطلب من الناس “الصلاة من أجل إسرائيل” – لكنه استخدم صورا تظهر تدمير غزة على يد القوات الإسرائيلية.

وقامت العديد من الحسابات على موقع “إكس”، المعروف سابقا باسم تويتر، والتي تتمتع بسجل حافل في نشر نظريات المؤامرة حول الأزمات بتضخيم المنشورات المضللة، فيما يبدو أنه محاولة إما للتقليل من أهمية ما يحدث على الأرض أو المبالغة فيه.

ويشمل ذلك مشاركة مقاطع فيديو قديمة من حروب مختلفة ولقطات من ألعاب الفيديو، والتي تدعي الحسابات أنها من الوضع الحالي في إسرائيل وغزة.

يبدو أن بعض الحسابات النشطة للغاية على “إكس”، والتي تشارك محتوى مؤيدا لإسرائيل ومنشورات معادية للمسلمين، مقرها في الهند وتعرب عن دعمها لرئيس وزراء البلاد “ناريندرا مودي”.

أريد أن أحاول الوصول إلى حقيقة الملفات الشخصية، التي تكون هوياتها ومواقعها أقل وضوحا.

من هم الأشخاص الذين يقفون وراء الحسابات؟
يبدو أن العديد من الروايات، التي تشير إلى أن الرهائن كانوا جنودا وليسوا مدنيين، تنتمي إلى أشخاص حقيقيين أصغر سنا. لقد قاموا بخلاف ذلك بمشاركة رموز تعبيرية مضحكة، أو مقاطع فيديو لكرة القدم في ملفاتهم الشخصية.

ونشر البعض صورا تحمل شعارات مثل “الحرية لفلسطين”. عندما راسلتهم أخبروني أنهم يقيمون في باكستان والإمارات العربية المتحدة.

بالنسبة لبعض الملفات الشخصية، يكون الأمر أقل وضوحا فيما يتعلق بكونهم أشخاصا حقيقيين.

لقد نشر بعضهم منشورات حول مزيج انتقائي من المواضيع السياسية، منها ما يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحرب في أوكرانيا، وكذلك حول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. تم إنشاء العديد من هذه الحسابات حديثا أو أصبحت نشطة مؤخرا.

في الماضي، واجهت كل من الحكومة الإسرائيلية ومسلحي حماس اتهامات بمحاولة تشويه الروايات عبر الإنترنت، من خلال شبكات “bot”- وهي حسابات غير حقيقية تستخدم للترويج بشكل متكرر لأفكار مثيرة للانقسام أو مضللة.

ووفقا لشركة Cyabra، وهي شركة مقرها إسرائيل تعمل على تحليل وسائل التواصل الاجتماعي، فإن واحدا من كل خمسة حسابات تشارك في محادثات حول الهجمات، التي شنتها حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، هي حسابات مزيفة.

“مزيفة” في هذا السياق يمكن أن تعني أنها يتم تشغيلها تلقائيا – ولكن يمكن أيضا تشغيل بعضها بواسطة أشخاص حقيقيين يتظاهرون بهويات مزيفة.

وتقول الشركة إنها عثرت على ما يقرب من 40 ألف حساب مزيف، بما في ذلك على “إكس” وتيك توك.

وتقول إن بعض هذه الملفات تنشر ادعاءات مضللة لدعم حماس وتشير – على سبيل المثال – إلى أن المسلحين كانوا شفقاء مع الرهائن، في المواقف التي تشير فيها الأدلة إلى خلاف ذلك. وهذا لا يستبعد وجود حسابات مزيفة مؤيدة لإسرائيل أيضا.

هناك أدلة يمكننا استخدامها لتحديد الحساب على أنه غير أصيل. على سبيل المثال، إذا تم إعداد الملف الشخصي حديثا وأصبح فجأة يشارك كمية كبيرة من المحتوى المثير للخلاف والمضلل والمتضارب في بعض الأحيان.

في نهاية المطاف، على الرغم من ذلك، فإن تحديد ما إذا كان الملف الشخصي مزيفا بالفعل ومن يقف وراءه بالضبط هو مهمة صعبة للغاية. فهو يتطلب معلومات من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا يستطيع الصحفيون الوصول إليها في كثير من الأحيان.

ضغوط على مواقع التواصل الاجتماعي

وتعرضت مواقع التواصل الاجتماعي لانتقادات واسعة النطاق، بسبب انتشار معلومات مضللة هذا الأسبوع. يقوم الاتحاد الأوروبي بالتحقيق مع موقع “إكس” بشأن الانتشار المحتمل للمحتوى الإرهابي والعنيف وخطاب الكراهية.

أخبرني موظفون سابقون في “إكس” كيف لم تعد الشركة قادرة على الحماية من المعلومات المضللة المنسقة من قبل الدول، بعد عمليات تسريح العاملين في عهد المالك الجديد للمنصة إيلون ماسك.

أخبرني راي سيراتو، الذي كانت مهمته التعامل مع الحملات المنسقة من قبل الدول في شركة التواصل الاجتماعي، كيف تم “تدمير” فريقه السابق بعد عملية الاستحواذ.

ووفقا له، فإن هذا يعني أن عددا من الخبراء الرئيسيين الذين “غطوا مناطق خاصة” – بما في ذلك الشرق الأوسط – والذين كانت مهمتهم التعامل مع عمليات تضليل منسقة محددة، لم يعودوا موجودين بالشركة.

ولم يستجب موقع “إكس” لطلب بي بي سي للتعليق. وقال موقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع إنه أزال مئات الحسابات المرتبطة بحركة حماس من المنصة.

وفي إرشادات مجتمع تيك توك، تقول الشركة إنها “زادت الموارد المخصصة للمساعدة في منع المحتوى العنيف، أو الباعث على الكراهية أو المضلل على المنصة” فيما يتعلق بالوضع الحالي.

إن الطريقة التي تنتشر بها المعلومات المضللة على إكس وتيك توك، ومنصات أخرى، يمكن أن تشكل وجهة نظر الجمهور العام حول الوضع في كل من غزة وإسرائيل.

وهذا بدوره يمكن أن يضغط أيضا على السياسيين، الذين يتخذون قرارات مهمة بشأن ما يتكشف.

بيومي فؤاد يتعرض لإنتقادات بعد إثارته للجدل !