بعد اكتشاف إصابة قطتين بسلالة (إتش.5.إن.1) من إنفلونزا الطيور إذ وضعت السلطات في كوريا الجنوبية، مأوى للقطط في العاصمة سيول تحت الحجر الصحي
وقالت وزارة الزراعة الكورية الجنوبية، إنه “لم يتم رصد أي حالات إصابة بهذا المرض شديد العدوى بين البشر” في البلاد وأوضحت في بيان، الثلاثاء، أنها المرة الأولى منذ 2016 التي يتم فيها رصد إنفلونزا الطيور في قطة في البلاد.
وأفادت وكالة يونهاب للأنباء، بأن القطتين اللتين ثبتت إصابتهما بالفيروس من بين 38 قطة نفقت في الآونة الأخيرة بالمأوى.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الخطر الذي يمثله الفيروس على البشر لا يزال منخفضا، لكنها أشارت إلى أن التقارير المتعلقة بالعدوى بين الثدييات بحاجة إلى “المراقبة الشديدة “.
وحذرت 3 هيئات تابعة للأمم المتحدة هذا الشهر، من أن الزيادة المستمرة في حالات تفشي إنفلونزا الطيور على مستوى العالم تثير مخاوف من أن الفيروس قد يتكيف ليصيب البشر بسهولة أكبر، وحثت الدول على تعزيز مراقبة الأمراض وتحسين النظافة في مزارع الدواجن.
جينا يحمي البشر من إنفلونزا الطيور
حدد باحثون بريطانيون جينا بشريا يعتقدون أنه قادر على منع معظم فيروسات إنفلونزا الطيور من إصابة البشر ودرس فريق من العلماء من مركز أبحاث الفيروسات، الذي أقيم بالشراكة بين جامعة غلاسغو ومجلس البحوث الطبية، مئات الجينات التي تتجلى تلقائيا في الخلايا البشرية، وقارنوا سلوك الجينات أثناء الإصابة بالعدوى بالفيروسات الموسمية التي تصيب البشر أو بفيروسات إنفلونزا الطيور.
وركزوا على جين يسمى بي.تي.إن3إيه3 الذي يظهر في كل من الجهاز التنفسي البشري العلوي والسفلي. وتبين أن الجين الذي أطلق عليه الباحثون اسم بي-فورس، يمنع تكاثر معظم سلالات إنفلونزا الطيور في الخلايا البشرية.
لكن نشاط الجين المضاد للفيروسات فشل في الحماية من فيروسات الإنفلونزا الموسمية التي تصيب البشر.
وهذا الجين هو جزء من جهاز دفاعي أوسع في ترسانة المناعة البشرية ضد فيروسات الطيور.
وقال الباحثون إن جميع جوائح الإنفلونزا لدى البشر، بما في ذلك جائحة الإنفلونزا العالمية في عامي 1918 و1919، كانت ناجمة عن فيروسات الإنفلونزا التي تغلبت على جين بي.تي.إن3إيه3، وبالتالي فإن الجين عامل رئيسي في احتمال تحول سلالة من سلالات إنفلونزا الطيور إلى جائحة بشرية.
ومن المؤكد أن الفيروسات تتحور طوال الوقت، وهذا لا يعني أن فيروسات إنفلونزا الطيور لا يمكن أن تتطور للهروب من نشاط جين بي.تي.إن3إيه3.
وفي وقت سابق من العام، انتشرت سلالة جديدة من السلالة إتش5إن1 من إنفلونزا الطيور التي تنتقل بسهولة بين الطيور البرية، بشدة إلى زوايا جديدة من العالم، مما أدى إلى إصابة ونفوق مجموعة متنوعة من الثدييات وإثارة مخاوف من حدوث جائحة بشرية. وحتى الآن، لم يتم إبلاغ منظمة الصحة العالمية إلا بعدد قليل فقط من حالات الإصابة لدى البشر.
وقال البروفيسور ماسيمو بالماريني، محرر الدراسة المنشورة في دورية نيتشر العلمية إن نحو 50 بالمئة من سلالات إتش5إن1 المنتشرة على مستوى العالم منذ بداية عام 2023 تقاوم جين بي.تي.إن3إيه3.
وأضاف سام ويلسون، أحد كبار المؤلفين المشاركين في الدراسة “هذا هو الشيء الذي يجب أن نوليه اهتماما خاصا باعتباره يمثل مستوى مرتفعا من المخاطر”.
ناقوس الخطر بشأن فيروس إنفلونزا الطيور
حذر خبراء من أن فيروس “إتش 5 إن 1” الذي يقف وراء الانتشار القياسي لإنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم، يتغير بسرعة مع توجيه نداءات متزايدة لتلقيح الدواجن.
وفي حين أن الخطر على البشر لا يزال متدنيًا، فإن العدد المتزايد من الحالات بين الحيوانات الثديية يعد مقلقًا، وفق تصريحات أدلى بها خبراء لوكالة فرانس برس.
تسبب فيروس إنفلونزا الطيور منذ ظهوره في عام 1996 بظهور أوبئة موسمية بشكل أساسي. لكن “شيئًا ما حدث” في منتصف عام 2021 جعله أكثر قدرة على التسبب بالعدوى، وفق ريتشارد ويبي، عالم الفيروسات ومدير مركز أبحاث أمراض الطيور التابع لمنظمة الصحة العالمية.
منذ ذلك الحين، صار الوباء سنويًا وامتد إلى مناطق جديدة متسببًا بنفوق أعداد كبيرة من الطيور البرية، إضافة إلى ذبح عشرات الملايين من الدواجن.
وقال ويبي إن أوبئة أنفلونزا الطيور هذه هي الأسوأ على الإطلاق. أشرف الباحث على دراسة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع في مجلة (Nature Communications) وأظهرت أن الفيروس تطور سريعًا مع انتشاره من أوروبا إلى أميركا الشمالية.
وأوضح أن الباحثين أصابوا نمسًا بإحدى السلالات الجديدة من إنفلونزا الطيور ووجدوا كمية “هائلة” وغير متوقعة من الفيروس في دماغه، وهذا يشير إلى أن السلالات الجديدة أكثر خطورة.
ومع أنه أشار إلى أن الخطر ما زال منخفضًا بالنسبة للبشر، لاحظ أن “هذا الفيروس ليس ثابتًا، بل يتطور… وهذا يزيد من خطر اكتساب الفيروس وإن عن طريق الصدفة سمات جينية تقربه من أن يكون فيروسًا بشريًا”.
“مقلقة”
ما زالت نادرة حالات إصابة البشر بالفيروس والتي أدت في بعض الأحيان إلى الموت، عادة بعد التعامل عن قرب مع طيور مصابة. لكن اكتشاف المرض في عدد متزايد من الثدييات، بما في ذلك أنواع جديدة، يعد “علامة مقلقة حقًا”، وفق ريتشارد ويبي.
في الأسبوع الماضي، أعلنت تشيلي أن ما يقرب من 9000 من حيوانات أسد البحر وطيور البطريق وثعالب الماء وخنازير البحر والدلافين نفقت بسبب إنفلونزا الطيور على ساحلها الشمالي منذ أوائل عام 2023.
ويُعتقد أن معظمها أصيبت بالفيروس عن طريق أكل طيور مصابة.
حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في فبراير، من أن “حالات انتقال الفيروس الأخيرة لدى الثدييات يجب مراقبتها عن كثب”.
وقال إيان براون، رئيس قسم علم الفيروسات في الوكالة البريطانية لصحة الحيوان والنبات إنه لا يوجد “دليل واضح على قدرة هذا الفيروس على البقاء في الثدييات”. وأكد لوكالة فرانس برس أنه في حين تطور الفيروس ليصبح “أكثر قدرة على التكاثر في الطيور”، فانه ما زال “غير متكيف مع البشر”.
وقال ريتشارد ويبي إن فيروسات الطيور ترتبط بمستقبلات مختلفة على الخلية المضيفة مقارنة بالفيروسات البشرية، موضحًا أن الأمر سيستغرق “طفرتين أو ثلاث طفرات طفيفة في أحد بروتينات الفيروس” حتى يصبح أكثر تكيفًا مع البشر.
وأضاف أن إحدى طرق تقليل عدد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور وتقليل المخاطر على البشر تتمثل في تطعيم الدواجن.
بعض الدول، بما في ذلك الصين ومصر وفيتنام، نظمت حملات تطعيم. لكن بلدانًا كثيرة أخرى مترددة بسبب الخشية من فرض قيود محتملة على الاستيراد ومن عبور طيور مصابة عبر ثغرات في السلسلة.
نفوق آلاف الطيور يحير تشيلي (فيديو)
عثر على ما لا يقل عن 3500 طائر بحري نافق منذ 26 مايو الماضي على شواطئ شمال تشيلي، وفقا للسلطات التي تحقق في هذه الظاهرة.
وتبين أن الطيور النافقة من نوع الغاق بوغانفيل، التي تطلق عليها تسمية غاق غواناي في أميركا الجنوبية، وتتميز بريشها الأبيض والأسود.
وعمل موظفون من إدارة الزراعة والثروة الحيوانية يرتدون بزات واقية خاصة على جمع مئات الطيور النافقة التي كانت تنتشر على شواطئ كوكيمبو، على بعد نحو 400 كيلومتر شمالي العاصمة سانتياغو، وهي منطقة سياحية تضم فنادق ومطاعم وكازينوهات.
تعليق حكومي
• لم تتوصل تحاليل أجراها مكتب الزراعة والثروة الحيوانية في كوكيمبو بعد إلى تحديد أسباب الظاهرة.
• قال مدير المكتب خورخي ماوتز لـ”فرانس برس”، إن نتائج التحاليل التي صدرت الجمعة، استبعدت أن يكون النفوق ناجما عن إنفلونزا الطيور.
• توقع ماوتز أن يكون “شيء ما يحدث في البحر” يتسبب بنفوق هذه الطيور التي تغوص في المحيط لاصطياد فرائسها.
وفاجأت هذه الظاهرة سكان المنطقة، وقال الصياد إديسون ألفارو (47 عاما) لـ”فرانس برس”. “لم يسبق أن رأينا أمرا مماثلا. وجود كل هذه الطيور الصغيرة النافقة مثير للاستغراب”.
وتضررت تشيلي بشدة من إنفلونزا الطيور التي قضت حتى الآن على 10 بالمئة من طيور بطريق همبولت الضعيفة وآلاف الطيور الأخرى.
وبات رجل في الثالثة والخمسين أول إنسان يصاب بالمرض في تشيلي في نهاية مارس، ولا يزال يعالج في المستشفى.
ميزة جديدة تتيح للمستخدمين على تيك توك بنشر محتوى مكتوب