تخطى إلى المحتوى

إسرائيل ترفض إطلاق سراحه وحكم عليه بـ67 مؤبداً | قصة الاسير “عبد الله البرغوثي”

إسرائيل ترفض إطلاق سراحه وحكم عليه بـ67 مؤبداً.

 

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين سنة 1948؛ بدأت العديد من حملات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين، إلا أن هناك أسيراً حكم عليه بأطول مدة حكم في التاريخ، فيما ترفض إسرائيل الإفراج عنه تحت أي ظرف.

عبد الله البرغوثي هو الأسير الذي قال فيه الضابط المسؤول عن ملفه في المحكمة العسكرية في بيت لحم، لو اضطرت إسرائيل أن تترك الأراضي الفلسطينية لأي سبب فإنها ستأخذه معها، إذ يعتبر من بين أخطر المقاومين الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي؛ حيث قام بإعادة إحياء كتائب القسام سنة 2000 بعد اغتيال قائدها يحيى عياش سنة 1996.

يعود سبب الحكم عليه بـ67 مؤبداً و5200 سنة من السجن إلى اتهامه بتنفيذ 7 عمليات فدائية قتل فيها 67 إسرائيلياً، فيما جرح أكثر من 500 آخرين.

قضى عبد الله البرغوثي أكثر من 20 سنة داخل السجون الإسرائيلية، إذ اعتقل من قبل قوات خاصة في مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة في 5 مارس/آذار سنة 2003.

من هو عبد الله البرغوثي؟

ولد عبد الله غالب عبد الله الجمل البرغوثي في عام 1972 في دولة الكويت، في أسرة تعود أصولها إلى عائلة فلسطينية معروفة باسم عائلة البرغوثي. بعد فترة من الولادة، انتقل البرغوثي إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث أدركته الفرصة للتعرف على عديد من العائلات الفلسطينية.

عاش البرغوثي في ظل ظروف التهجير من الوطن، حيث شاهد عن كثب قصص المنكوبين ومعاناة النازحين بسبب الاحتلال الإسرائيلي. تلك التجارب صاغت في نفسه شعوراً عميقاً بمقاومة المحتل، وكتبت تلك التجارب بأحرف من الصميم على روحه.

يعتبر عبد الله البرغوثي شاهداً على الواقع الفلسطيني، حيث تمثل رحلته حكاية لا تخلو من الألم والصمود. إن تجربته الشخصية تعكس تأثير الظروف الصعبة على حياة الفلسطينيين، وتبرز ضرورة فهم أبعاد الصراع والتهجير في المنطقة.

بدأ عبد الله البرغوثي مسيرته التعليمية في الكويت، حيث أكمل تعليمه الأساسي. وبعد تغييرات جوهرية نجمت عن حرب الخليج، انتقل إلى المملكة الأردنية حيث أتم دراسته الثانوية وحصل على شهادة الثانوية العامة في فرع الميكانيكا عام 1990.

لم يكتفِ البرغوثي بالتعليم العالي في بلاده فقط، بل سافر إلى كوريا الجنوبية، حيث يجيد لغتها، وتخصص في دراسة الهندسة الإلكترونية في جامعاتها لمدة ثلاث سنوات. خلال فترة إقامته في كوريا، استفاد البرغوثي من فرصة تعلم صناعة المتفجرات واكتساب مهارات أساسية في هذا المجال، بالإضافة إلى تعزيز معرفته في فنيات اختراق أنظمة الحاسبات وأجهزة الاتصالات.

حصل عبد الله البرغوثي على ماجستير من جامعة القدس سنة 2022 وهو داخل السجون الإسرائيلية في قسم الدراسات الإقليمية.

المسيرة النضالية والرجوع إلى فلسطين

عندما يتعلق الأمر بمسيرة النضال الشهيرة للبرغوثي، تظهر البداية في مساره النضالي في سن مبكرة. وذلك خلال وجوده في الكويت، إذ شارك البرغوثي في مجموعات تقاتل ضد القوات الأجنبية، ما أدى إلى اعتقاله لمدة تقارب شهراً في سجون دولة الكويت، ومن ثم تم ترحيله إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

بعد عودته من كوريا الجنوبية، حاول البرغوثي دخول فلسطين دون جدوى. وفي عام 1998، حصل على عقد عمل في إحدى الشركات الفلسطينية، حيث تواصل مع شخصيات من حركة المقاومة حماس وأعلمهم بمهاراته في صناعة المتفجرات، مظهراً استعداده للتضحية من أجل القضية الفلسطينية.

مع بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000، أصبح البرغوثي مهندساً للعمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما جعله هدفاً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

اعتقله الجهاز الوقائي الفلسطيني لمدة شهر بعد تنفيذه عملية فدائية في مطعم “سبارو” بتل أبيب في أغسطس/آب 2001، حيث قتل فيها 15 إسرائيلياً وأصيب آخرون.

بعد إطلاق سراحه، قاد البرغوثي عدة عمليات استشهادية في المستوطنات الإسرائيلية، فيما يرى الاحتلال الإسرائيلي أنه مسؤول عن مقتل 66 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 500 آخرين.

خلال مسيرته الوظيفية شغل عبد الله البرغوثي العديد من المناصب المتصلة بتخصصه، من بينها:

*سنة 1997 اشتغل مهندساً لصيانة الأجهزة في بعض الشركات الأردنية.
*مبرمج حاسبات في القدس سنة 1998.
*وفي السنة نفسه عمل قائداً ميدانياً في كتائب القسام فرع الضفة الغربية.
*متخصص في صناعة المتفجرات من مواد سامة موجودة في البطاطس.
*التخطيط لعدة عمليات عسكرية ما بين سنة 2000 و2003.
<strong>البرغوثي واعتقاله بالصدفة </strong>/ التواصل الاجتماعي

البرغوثي واعتقاله بالصدفة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية عبد الله البرغوثي في 5 مارس/آذار 2003، خلال نقله لطفلته المريضة إلى أحد الأطباء في مدينة البيرة في تلك اللحظة. تم استدعاؤه للتحقيق بسبب كونه شخصاً مُدرجاً على رأس قائمة المطلوبين.

خلال فترة التحقيق التي استمرت لمدة 3 أشهر، تعرض لتعذيب شديد ومعاملة لا إنسانية، وأدين بالسجن المؤبد 67 مرة و5200 عام، وهو الحكم الأطول في تاريخ السجون. قضى منها عبد الله البرغوثي 10 سنوات في السجن الانفرادي، تحت ضغوط نفسية وإهانات جسدية، بما في ذلك إدخال مرضى عقليين للتأثير عليه وتهديد أهالي الإسرائيليين الذين قتلوا بالانتقام منه.

شارك في إضراب عن الطعام حتى تم نقله من السجن الانفرادي إلى السجون العادية التي يُحتجز فيها الأسرى الفلسطينيون الآخرون. على مدى العقدين اللذين قضاهما في السجن، لم يسمح لعائلته بزيارته إلا 6 مرات فقط.

اتصل البرغوثي سنة 2015 من داخل السجون الإسرائيلية بإحدى الإذاعات المحلية في قطاع غزة، ووجه رسالة لكتائب القسام بعدم التسرع بإبرام صفقة تبادل أسرى، الأمر الذي كان سبباً في إعادته إلى العزل والتحقيق مرة أخرى.

يرفض الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن عبد الله البرغوثي تحت أي ظرف أو صفقة لتبادل الأسرى، إذ يعتبره الاحتلال من بين أخطر الأشخاص في كتائب عز الدين القسام والمقاومة الفلسطينية.

قصة الاسير إبراهيم أبو مخ 

إبراهيم أبو مخ
إبراهيم أبو مخ

وسط استمرار صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، والتي نتج عنها إطلاق أكثر من 180 أسير فلسطيني من الأطفال والنساء خلال الأيام الخمسة الأولى للهدنة، تعود إلى الواجهة العديد من الأسماء التي ترفض إسرائيل الإفراج عنها في أي نوع من تبادل الأسرى، والتي حكم عليها بالمؤبد من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.

من بين تلك الأسماء يبرز الأسير إبراهيم أبو مخ بصفته عضواً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثالث أقدم أسيرٍ في العالم حالياً، كما أنه يعدّ واحداً من 26 أسيراً بقوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي رغم توقيع اتفاقية أوسلو التي نصت بنودها على الإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين. فمن هو إبراهيم أبو مخ؟ ولماذا ترفض إسرائيل إطلاق سراحه؟

النجار الذي عاش طفولة صعبة

ولد إبراهيم أبو مخ في مدينة باقة الغربية، والتي صارت إحدى المدن التابعة اليوم إلى حيفا، بعدما كانت تابعة لطولكرم قبل عام 1948، وذلك في 26 فبراير/شباط عام 1961.

عاش إبراهيم، رفقة شقيقته التي تكبره بعامٍ واحدٍ، طفولة صعبة، إذ واجه الشقيقان ألم اليتم مبكراً، فقد فارق والدهما الحياة وهما في سن الطفولة، حين كان إبراهيم في الرابعة من عمره وأخته في الخامسة.

الأسير إبراهيم أبو مخ

وبسبب ذلك، قضى إبراهيم فترة طفولته ومراهقته في ملجأ بعكا، بينما أرسلت أخته إلى مركز خاص لرعاية الأيتام في بيت لحم، فلم يلتقِ إبراهيم بأخته إلا بعد 16 عاماً، وذلك قبل عامين من زواجها.

حارب إبراهيم صعوبة وتحدي الحياة لوحده، فعمل في النجارة من أجل استكمال دراسته والالتحاق بالجامعة، قبل أن يستقر في عمل النجارة بامتلاك ورشة نجارة خاصة.

حُكم عليه بالمؤبد بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي

في دراسته بالجامعة، عُرف عن إبراهيم حب المطالعة وملازمة الكتاب، فانفتح على الشأن العام، وتكوّن لديه توجه يساري قاده إلى الانضمام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فكان أحد أفراد مجموعة شاركت في تنفيذ عدد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

فمع مطلع عام 1985، خُطف الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، ثم قتل في عملية بمدينة نتانيا بقيت غامضة لا يُعرف منفذها، حتى استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوصول إلى طرف خيط يقودها إلى الفاعل، وتبين لها أن إبراهيم أبو مخ على رأس المدبرين والمنفذين لتلك العملية.

في 23 مارس/آذار 1986، قامت قوات الاحتلال باعتقال إبراهيم أبو مخ مع ابن عمه رشدي أبو مخ، وتعرض إبراهيم في أثناء التحقيق لأنواع من التعذيب بهدف إجباره على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، ثم قضت المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد المحدد بـ40 سنة.

بسبب السجن، قام أبو مخ بفسخ خطوبته، وقال إنه لا يستطيع أن يظلم فتاة مع ظروف حبسه، ثم توجه إلى الدراسة، فالتحق بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع، كما نشط في خدمة رفاقه الأسرى من خلال عمله لسنوات بالمغسلة ومرافق عمل أخرى، وأبدى استعداده لتعليم الأسرى اللغة الإنجليزية والعبرية اللتين يتقنهما، وتنقل إبراهيم بين كل من سجن الجلمة والرملة وبئر السبع وعسقلان والجلبوع ومجدو.

ثالث أقدم أسير في العالم والذي يرفض الاحتلال إطلاق سراحه

بقي إبراهيم أبو مخ منذ ذلك الوقت في السجن، حتى صار ثالث أقدم أسير في العالم، بعد كلٍ من مواطنيه نائل البرغوثي وماهر عبد الكريم يونس، وذلك بعد مكوثه لأكثر من 37 عاماً في الأسر، فقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن الأسير إبراهيم أبو مخ ومجموعة من رفاقه رغم حدوث مجموعة من صفقات التبادل والإفراجات خلال سنوات مكوثه في الأسر، والتي كان آخرها عام 2014.

حيث تنكر الاحتلال للاتفاق الذي جرى ضمن مسار المفاوضات في حينه، وأبقى على اعتقال 30 أسيراً من بينهم إبراهيم أبو مخ، وهو ما عُرف بالدفعة الرابعة من صفقة وفاء الأحرار التي أنجزت سنة 2011، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

أصيب بسرطان الدم في الأسر

مصائب الأسير إبراهيم أبو مخ لم تأتِ فرادى، فعلاوةً على مكوثه الطويل في الأسر وقبله معاناته في طفولته من اليتم والحرمان، استقبل إبراهيم أصعب خبرٍ في حياته، وذلك عندما أخبرته طبيبة في مستشفى سوروكا العسكري بالنقب، في أوائل فبراير/شباط 2019، أنه مصاب بسرطان الدم، وأبلغته الطبيبة بضرورة عدم التعرض لأي نوع من العدوى لعدم قدرة الجسم على المقاومة بسبب ضعف الجهاز المناعي، كما نصحت طبيبة عيادة سجن النقب الصحراوي بإعطاء إبراهيم مجموعة من التطعيمات الخاصة بالرشح والأنفلونزا، وفقاً لما نقله موقع المنار.

ولكن ظروف الأسر القاسية لم تساعد في علاجه، كما أن انتشار أجهزة التشويش وأجهزة الفحص التي يمر بها أبو مخ كل مرة تعد خطيرة للغاية عليه، فقد أخبرته طبيبة المستشفى أن التلوث الإشعاعي والغذائي خطير جداً عليه.

وفي كل مرة ينقل فيها الأسير إبراهيم أبو مخ لإجراء الفحوصات، يتم نقله بعد وضع 4 كلبشات (قيود)، 2 في يديه و2 في رجليه، ومن ثم ينقل بالبوسطة (عربة من عربات السجن يقيد داخلها)، إلى ما يسمى المحطة “معبر” ليبيت ليلته فيها، ثم يقيد تحت حراسه مشددة في طريقه للمستشفى، مع الحرص على ألا يراه أحد، وعلى أن يبقى رهن القيود في أثناء الفحص، ولا تحرر منه إلا يد واحدة.

أفرجت إسرائيل عن الناشطة الفلسطينية البارزة عهد التميمي بين 30 سجينا أطلقت سراحهم في وقت مبكر من الخميس في إطار الهدنة المؤقتة في غزة مع حركة “حماس” الفلسطينية.

 

عهد التميمي
عهد التميمي

وألقت القوات الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر القبض على عهد التميمي التي تعد في الضفة الغربية المحتلة “بطلة” منذ أن كانت فتاة، للاشتباه في تحريضها على العنف. ونفت والدتها هذا الادعاء وقالت إنه يستند إلى منشور مزيف على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية قائمة بأسماء الفلسطينيين المفرج عنهم صباح الخميس على موقعها الإلكتروني، وكان من بينهم عهد التميمي.

وقال مسؤول فلسطيني إنه تم إطلاق سراحها بعد أن كانت محتجزة في سجن الدامون بالقرب من مدينة حيفا.

واشتهرت التميمي (22 عاما) عام 2017 عندما صفعت جنديا إسرائيليا داهم قريتها “النبي صالح” في الضفة الغربية. وتحتج هي وآخرون منذ سنوات على مصادرة إسرائيل لأراض في المنطقة.

 

قصة الفيلم الكندي “إن شاء الله” و ماعلاقته بمعاناة الفلسطينيين ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد