وذلك وسط ضغوط من الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تل أبيب من أجل الرد بشكل لا يرفع من منسوب التوتر في المنطقة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل نهاية الأسبوع لإذ و تستعد إيران لهجوم إسرائيلي وشيك سواء داخل أراضيها أو ضد وكلائها في المنطقة، 

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الأربعاء، أن طهران وتحسبا للرد الإسرائيلي انطلقت في تجهيز قواتها الجوية، كما ستبدأ قواتها البحرية بمرافقة السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومستشارين سوريين وإيرانيين قولهم، أن طهران بدأت أيضا في إجلاء موظفيها من مواقع في سوريا حيث يتواجد الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير.

وأوضح مسؤولون أمنيون سوريون، أن الحرس الثوري الإيراني “حرس خميني” و حزب الله المدعوم من إيران، قلصا وجود كبار ضباطهما في سوريا بينما ينتقل الضباط ذوو الرتب المتوسطة من مواقعهم الأصلية في البلاد.

وأضاف المصدر أن إيران وجهت حزب الله باتخاذ إجراءات احترازية في سوريا، حيث يمكن لإسرائيل استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني ومستودعاته ومواقع حزب الله هناك.

وقال مسؤولون أمنيون سوريون إن حزب الله زاد عدد مقاتليه علىالحدود السورية مع إسرائيل في الأيام الأخيرة، وذلك بغرض جمع معلومات استخباراتية عن هجمات إسرائيلية محتملة على مقاتليه ومنشآته.

من جهة أخرى، وفقًا لمسؤولين إقليميين فإنه من المرجح أن تحذر إسرائيل حلفائها قبل تنفيذ ضربتها، ويمكن أن تقصر هجماتها على المنشآت المرتبطة بإيران في سوريا.

توتر واستنفار

وتسود حالة من التوتر والاستنفار بين الميليشيات الموالية لإيران ضمن مناطق سيطرتها في سوريا وصولا إلى دير الزور وريفها إلى الحدود السورية العراقية، وعدة مناطق أخرى.

وتحسبا للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، كانت المليشيات الموالية لإيران في سوريا قد قررت التوقف مؤقتا عن العمل.

وأفادت مصادر من المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قيادة الحرس الثوري الإيراني منحت إجازة لمدة أسبوع لكافة القياديين والإداريين ضمن جميع المقرات والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة دير الزور وأريافها.

كما تقرر منح إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في كل من مدينة دير الزور، ومدينتي البوكمال والميادين وبلدة حطلة، تخوفاً من قصف إسرائيلي.

هجوم إيراني غير مسبوق

وشنت إيران ليل السبت الأحد، أول عملية عسكرية مباشرة من نوعها ضد إسرائيل، باستخدام أكثر من 300 مسيرة وصاروخ، وذلك ردا على الضربة التي نسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدت إلى قتل قيادات بالحرس الثوري الإيراني

وبينما تصدت الدفاعات الإسرائيلية لـ 99 بالمئة منالمسيرات والصواريخ الإيرانية، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن الهجوم حقق أهدافه بالكامل.

ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟

ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟
ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟

تعيش المنطقة حالة من الترقب والحذر بعد تأكيد إسرائيل أنها سترد على الهجوم الذي شنّته طهران عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن تقديرات إسرائيلية وأميركية وضعت حدودا وشروطا لهذا الرد، يوفّر لتل أبيب “الانتقام”، ويمنع نشوب “الحرب الإقليمية”.

ومِن هذه الشروط، أن يكون الرد “غير سريع”، و”مفاجئا”، و”يهز صورة النظام الإيراني الحاكم”، ولا يُفجّر حربا واسعة مباشرة، وقد يكون داخل أو خارج إيران.

وشنّت إيران مساء السبت وفجر الأحد، أوّل عملية عسكرية مباشرة تخرج من أراضيها ضد إسرائيل، باستخدام أكثر من 300 مسيّرة وصاروخ؛ ردا على الضربة المنسوبة لإسرائيل التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدت لقتل قيادات بالحرس الثوري الإيراني.

لكن الدفاعات الإسرائيلية وقوات حلفاء تل أبيب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تصدّوا لـ99% من المسيّرات والصواريخ، وتم اعتباره هجوما “فاشلا”، وفي المقابل، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أنّ الهجوم حقّق أهدافه بالكامل.

أحدث التصريحات والآراء بشأن الرد الإسرائيلي:

جاء في مقال نشره الصحفي رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الثلاثاء، بعنوان “الآن يجب على إيران أن تقلق.. وعلى إسرائيل أن تأخذ وقتها”، مضيفا أن إسرائيل تضع نصب أعينها 10 آلاف هدف استراتيجي داخل إيران ضمن خطة استهداف عسكري، ويجب أن يؤدي الرد لزعزعة استقرار النظام الإيراني.

أضافت المقالة أنه يجب أن يعلم قادة إيران أن مهاجمة إسرائيل سيكون لها ثمن، غير أنه يجب عدم التسرّع في الرد، وينبغي أن يكون مفاجئا، ولا يؤدّي لإشعال حرب إقليمية، ويمكن أن يشمل هجوما إلكترونيا يعطّل البنية التحتية، أو تنفيذ اغتيالات لقادة شاركوا في الهجوم على إسرائيل.
صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال وجوده، الإثنين، في قاعدة نيفاتيم الجوية التي لحقتها أضرار من الهجوم الإيراني، بأن إسرائيل سترد على الهجوم.

قال 4 مسؤولين أميركيين لشبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية، إن رد إسرائيل سيكون “محدود النطاق”، ومن المرجّح أن يستهدف وكلاء إيران في المنطقة، وقد يشمل ضربات داخل سوريا.

ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، أن إسرائيل بعثت برسالة إلى دول عربية، مفادها أن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرّض بلدانها للخطر.
نقل موقع “أكسيوس” الأميركي أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأميركي، لويد أوستن، هاتفيا الأحد، بأن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني؛ لأنها لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها دون رد.
تحسّبا للرد الإسرائيلي، اتخذت المليشيات الموالية لإيران في سوريا قرارا وصف بـ”الغريب” من خلال التوقف مؤقتا عن العمل، بأن منحت قيادة الحرس الثوري الإيراني إجازة لمدة أسبوع، لكل القياديين والإداريين في المقرات والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة دير الزور السورية وأريافها، وكذلك منح إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية في مدن دير الزور والبوكمال والميادين وبلدة حطلة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره لندن).
قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إن رد إيران سيكون قاسيا على أي تحرك يستهدف مصالحها.

الحفاظ على “حبال الود”

يتفق المحلل السياسي الأميركي، جواد الشامي، مع ما جاء في تقديرات التحليلات الإسرائيلية بشأن أن تل أبيب “لن تورّط نفسها” في ضربة قوية تُفجِّر حربا في الشرق الأوسط وتُفقد إسرائيل الدعم.

ويشير في ذلك إلى أنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل “أعاد حبال الود مرة أخرى بين تل أبيب وأميركا وأوروبا”، وفي نفس الوقت، فإنه رغم أن إسرائيل لم تخسر شيئا في الهجوم الإيراني “لكنها لن تسمح بزعزعة صورتها في أعين مواطنيها والمنطقة”.

هل ستفرض واشنطن عقوبات أضافية على طهران ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد