تطرّقت الدكتورة فرح الخياط في برنامج بيوتيك يوم الجمعة في الساعة العاشرة مساءً للحديث عن اضطرابات النوم عند الأطفال وأشارت فرح خلال الفقرة إلى كشف الأسباب والأنواع التي سنعرضها لكم في هذا المقال.
أنواع إضطرابات النوم عند الأطفال
أشارت الدكتورة فرح الخياط في برنامج بيوتك إلى أن إضطرابات النوم عند الأطفال والرضع هي ظاهرة واسعة الإنتشار ومنها أنواع كثيرة ومختلفة:
خطل النوم Parasomnia
هو أحد مشاكل النوم عند الطفل الواسع الإنتشار ويمرّ بها كلّ شخص تقريباً، وهو عبارة عن ظواهر جسدية وحركية ونفسية تحدث أثناء النوم بتوقيت غير مناسب، مثل الحديث أو الصراخ أثناء النوم أو المشي أو حركات فجائية بالرجلَين أو إنقباضات عضلية أو الذعر الليلي أو الكوابيس.
– المشي أثناء النوم: يعتبر من الظواهر الحميدة ويُمكن أن تنعكس بقيام الشخص من فراشه والتجوال في المنزل، كما يمكن أن يأكل ويشرب بل وفي بعض الحالات قد يخرج من البيت ويحدث كل ذلك أثناء النوم. وأكّدت الدكتورة فرح الخياط أن الخطورة تكمن في اضطراب النوم هذا، في الإصابات التي قد يتلقاها الطفل جراء هذه السلوكيات أثناء نومه، مثل السقوط، أو لمس الأدوات الحادة أو الإصطدام بالأبواب والزجاج أو غيرها من المخاطر التي تتطلّب أحياناً إتخاذ تدابير خاصة للحيطة والحذر داخل المنزل.
– الحديث أثناء النوم: تعدّ أيضاً من اضطرابات النوم الشائعة وتحدث لدى 10 بالمئة من الأطفال وكسابقتها تختفي تلقائياً مع الوقت.
– الذعر الليلي: ينفجر الطفل بالصراخ أو البكاء أثناء النوم العميق بدون وعي منه لما يحدث له ويكون من الصعب تهدئة الطفل في هذه الحالات، وفي الصباح التالي لا يتذكّر الطفل ما حدث له أثناء نومه.
– الكوابيس: هناك ظاهرة مشابهة من حيث التصرفات إلا أنّها تختلف من حيث العملية التي تحدث في الدماغ وهي ظاهرة الإستيقاظ بفزع إثر رؤية كوابيس، وفي هذه الحالات من إضطراب النوم يستفيق الطفل فزعاً من الكوابيس واعيا للخوف الذي يشعر به، وعند الصباح يتذكّر الطفل هذه الأفكار المرعبة وبإستطاعته استرجاعها، ويكون الطفل واعياً لما يحدث من حوله عند إحساسه بالفزع الذي يستمرّ حتى بعد الإستيقاظ من النوم.
اختلال النوم Dyssomnia
وشرحت الدكتورة فرح الخياط عن النوع الثاني من اضطرابات النوم عند الأطفال وهو الذي يتعلق بعدد ساعات النوم بل وبشكل عام هي فقدان القدرة على النوم والإغفاء المتواصل أو العكس وهو الفرط في النوم مع الإرهاق.
ومن الأمثلة الحادة على حالة فرط النوم ما يسمى بالتغفيق أي الإستغراق في نوم مفاجئ من دون القدرة على التحكم بذلك لمدة قصيرة أو لعدة ساعات. ويقوم الجسم بوظائفه وفق ساعة بيولوجية ملائمة لساعات النور والظلمة، وقد تصاب الساعة البيولوجية الداخلية بالتشوش في مثل الحالات التي يسافر فيها الشخص لمسافات طويلة عابرة للقارات تدعى هذه الظاهرة اختلاف التوقيت.
واضطرابات النوم هذه تعتبر سليمة وعابرة ولكن هناك حالات يحدث فيها إنقلاب تلقائي للساعة البيولوجية، على سبيل المثال بالنسبة لبعض الأطفال المصابين باضطراب النوم هذا الذين يعتبرون الساعة الواحدة أو الثانية قبل الفجر لا تختلف عن الساعة التاسعة مساء، ولا يمكنهم النوم قبل إشراقة الصباح، هؤلاء الأطفال يصعب إيقاظهم صباحاً لأن الاستيقاظ في السابعة صباحاً بالنسبة لهم كالساعة الرابعة فجرًا بالنسبة للأطفال الآخرين.
اضطرابات التنفس أثناء النوم Sleep apnea
أشارت الدكتورة فرح الخياط إلى النوع الثالث وهو قد يتخلّل النوم هبوطاً في حالة التنفّس والذي يمكن أن يصل حد الإنقطاع عن التنفّس بسبب التغيّرات الفسيولوجية أثناء النوم.
كيف تحل المشكلة منزليًّا ومتى يجب استشارة الطبيب
للنوم الجيد أثر صحي بالغ على نمو الطفل وتطور عقله وجسده وإدراكه، لذلك يتعرض الأطفال والمراهقون الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم لخطر أكبر للإصابة بمشكلات صحية وسلوكية متعددة، تشمل السمنة وضعف الصحة العقلية ومشاكل الانتباه والتركيز.
من المهم أن تعرف الأم إذا كان طفلها يعاني من اضطرابات نوم مرضية تحتاج تقويمًا سلوكيًّا في المنزل أو تدخلاً طبيًّا أو الاثنين معا، وتأثير مشاكل النوم على طفلها وكيفية تنظيمه.
ما اضطرابات النوم لدى الأطفال؟
يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عاما إلى ما لا يقل عن 9 إلى 12 ساعة من النوم من أجل النمو الصحي، وفقا للمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بينما يحتاج المراهقون من 8 إلى 10 ساعات من النوم.
ومع ذلك، من الشائع أن يعاني كثير من الأطفال اضطرابات النوم. ويصف موقع مستشفى الأطفال في كولورادو الأميركية اضطرابات النوم لدى الأطفال بأنها حالات تجعل من الصعب على الأطفال الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو تسبب النعاس المفرط. وتؤثر اضطرابات النوم لدى الطفل على الأداء المدرسي من خلال التسبب في انخفاض الانتباه والتعلم والذاكرة والتركيز.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على سلوك الطفل، مما يسبب التهيج وفرط النشاط.
أنواع مشكلات النوم عند الأطفال
أنواع مشكلات النوم عند الأطفال
هناك أنواع متعددة ومختلفة لاضطرابات النوم عند الأطفال منها:
الأرق
الأرق عند الأطفال شائع جدا، حيث يجد الكثير من الأطفال صعوبة في النوم أو مشاكل في النوم أثناء الليل، وقد يستيقظ الأطفال المصابون بالأرق مبكرا جدا. ويمكن أن يحدث الأرق عند الأطفال من جميع الأعمار، من الرضع إلى الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة والمراهقين.
الباراسومنيا.
هي أحد اضطرابات النوم الشائعة عند الأطفال، وتضم الكوابيس المتكررة وتبدأ من عمر الـ3 سنوات، ونوبات الرعب أثناء النوم، والتي تسمى أيضا “الرعب الليلي”، لها سمات تشبه الكوابيس وتنطوي على مشاعر خوف شديدة.
الباراسومنيا أيضا، وفقا لمؤسسة “سليب إديوكيشن” (Sleep Education) مصطلح شامل يضم المشي أثناء النوم والتحدث أثناء النوم أيضا. في الغالبية العظمى من الأطفال، تميل هذه السلوكيات المتعلقة بالنوم إلى الزوال دون علاج عندما يدخل الطفل سنوات المراهقة.
فرط النوم
يعتبر فرط النوم نوعًا من النعاس المفرط أثناء النهار مع فترات نوم طبيعية أو أطول في الليل. وقد يغفو الطفل كثيرا وينام لفترة أطول أثناء النهار، حتى لو كان ينام بشكل كاف أثناء الليل ومع فترات القيلولة الإضافية قد يكون من الصعب إيقاظه.
انقطاع النفَس الانسدادي النومي
انقطاع النفَس الانسدادي النومي لدى الأطفال هو اضطراب في النوم يتم فيه انسداد تنفس الطفل جزئيا أو كليا بشكل متكرر أثناء النوم. وترجع الحالة إلى تضيق أو انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم.
متلازمة تململ الساقين
هي اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الأطفال على الجلوس بهدوء أو الاستلقاء دون حركة. وبحسب موقع “تشيلدرينز هيلث” (Children’s Health) تكون متلازمة تململ الساق (RLS) أسوأ في الليل ووقت النوم، وقد يستغرق الطفل وقتا أطول للنوم بسبب عدم الراحة والحاجة إلى الحركة. وقد يجد أيضا صعوبة في البقاء نائمًا، وهي تسبب التعب والإرهاق الشديد أثناء النهار، وتحتاج تدخلاً طبيًّا.
الخدار
هو اضطراب نوم عصبي حيث لا يستطيع دماغ الطفل التحكم في دورة النوم والاستيقاظ العادية أو تنظيمها، مما يجعله يرغب في النوم أثناء استيقاظه. ووفقا لـ”عيادة كليفيلاند” (Cleveland Clinic) فإن قلة النوم، والتعب الشديد، ونوبات النوم المفاجئة، والفقدان السريع للتحكم في العضلات، كلها أعراض للخدار أو “النوم القهري” عند الأطفال. وغالبا ما يبدو أن الأطفال المصابين بالخدار يعانون من ضعف عضلي مفاجئ لا يمكن السيطرة عليه يؤدي إلى انهيارهم بدنيا، وتحتاج تدخلاً طبيًّا وسلوكيًّا.
الأعراض
على الرغم من اختلاف أعراض اضطرابات النوم، فإن بعض الأعراض الشائعة لاضطرابات النوم لدى الأطفال، بحسب موقع “تشايلد مايند” (Child Mind) قد تشمل:
- صعوبة في النوم.
- صعوبة الاستيقاظ في الصباح.
- الصراخ أثناء النوم.
- صعوبة في التنفس أو توقف التنفس أثناء النوم.
- الشخير.
- الكوابيس المتكررة.
- التحدث أثناء النوم.
- النوم في المدرسة.
- التشتت وصعوبة الانتباه.
- التبول اللاإرادي.
- المزاج الحاد والسيئ.
نصائح للتعامل مع اضطرابات النوم لدى الأطفال
النوم الجيد ضروري جدا لنمو الطفل العقلي والجسدي، وعدم قدرة الطفل على النوم بشكل جيد يؤثر على سلوكه ومزاجه وقدرته على التعلم والنمو.
وينبغي أن تدرك الأم إذا كان طفلها يعاني من أحد اضطرابات النوم من خلال ملاحظة نومه وتكرار استيقاظه.
هناك بعض الحالات التي تستدعي تدخلاً طبيًّا وفحصًا جسديًّا لعلاج اضطرابات النوم الطبية.
في حالات أخرى، يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة والعلاجات السلوكية المنزلية في إدارة اضطرابات النوم وتحسين الأعراض، مما يساعد الطفل على النوم بشكل أفضل. ويمكن للأم، وفقا لمؤسسة “نايشين وايد تشيلدرينز” (Nationwide Children’s)، اتباع بعض الإستراتيجيات لضمان نوم جيد لطفلها، ومنها:
- جدولة أوقات القيلولة.
- أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ.
- تجنب تقديم السكر للأطفال والكافيين للمراهقين خاصة قبل النوم.
- زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب أو تقليل وقت الشاشة خاصة قبل ساعات النوم.
- وقت هادئ قبل النوم والقراءة.
- الاستحمام بماء دافئ قبل النوم.
- إطفاء أنوار غرف النوم في نفس الوقت كل يوم.
أب ينهي حياة رضيعته بطريقة بشعة و يثير الجدل