أكد الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان مجددا، الإثنين، على موقف بلاده المناهض لإسرائيل، قائلا إن “حركات المقاومة في المنطقة لن تسمح باستمرار السياسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل مع الفلسطينيين”.
وأضاف بزشكيان في أول رسالة إلى الأمين العام لحزب الله اللبنانية المدعومة من إيران حسن نصر الله، منذ فوزه في الانتخابات: “إيران تدعم دائما مقاومة شعوب المنطقة للنظام الصهيوني غير الشرعي”.
وتشير هذه التصريحات التي حصلت عليها صحيفة العراق إلى عدم وجود تغيير في سياسات الحكومة المقبلة الخارجية، في ظل حكم بزشكيان المعتدل نسبيا الذي هزم منافسه سعيد جليلي، وهو من غلاة المحافظين، في جولة الإعادة في انتخابات الأسبوع الماضي.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن بزشكيان قوله: “أنا على يقين من أن حركات المقاومة في المنطقة لن تسمح لهذا النظام بمواصلة سياساته العدوانية والإجرامية بحق الشعب الفلسطيني المضطهد ودول أخرى في المنطقة”.
ويشكل حزب الله وحركة حماس جزءا من مجموعة من الفصائل المتحالفة مع إيران في المنطقة، التي تطلق على نفسها اسم “محور المقاومة”.
ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على تصريحات بزشكيان.
ما التغيّرات المتوقعة في إيران؟
انتُخب الإصلاحي مسعود بزشكيان الداعي لانفتاح أكبر على الغرب، رئيساً لإيران في استحقاق واجه في الجولة الحاسمة فيه المرشح المحافظ سعيد جليلي، ليخلف بذلك إبراهيم رئيسي الذي قضى في تحطّم مروحية في أيار/مايو الماضي.
فقد حصد كثر من 16 مليون صوت (53,6 بالمئة) من أصل 30 مليونا، وفق السلطات الانتخابية. بزشكيان، الطبيب الجراح البالغ 69 عاماً،
واستفاد من دعم الائتلاف الرئيسي للإصلاحيين في إيران، وأيّده إيرانيون كثر يخشون سيطرة مطلقة للمحافظين المتشددين على البلاد، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
بمَ تعهّد بزشكيان؟
دعا بزشكيان خلال حملته الانتخابية إلى “علاقات بناءة” مع واشنطن والدول الأوروبية “بغية إخراج إيران من عزلتها”.
كما تعهّد ببذل جهود لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 بشأن النووي الإيراني مع قوى دولية بينها الولايات المتحدة.
على الصعيد الداخلي، تعهّد بزشكيان برفع القيود المفروضة على الإنترنت، وأعلن معارضته “بالكامل” دوريات شرطة الأخلاق المكلّفة بالتثبت من تقيّد النساء بإلزامية الحجاب.
ودعا إلى تمثيل حكومي أوسع نطاقا للنساء وللأقليات الدينية والإتنية خصوصا الأكراد والبلوش.
ووعد بخفض التضخم الذي يسجّل حاليا نسبة تقارب 40 بالمئة.
خلال مناظرة تلفزيونية مع جليلي، اعتبر الرئيس الايراني بزشكيان أن إيران بحاجة إلى استثمارات أجنبية بـ200 مليار دولار، لافتا إلى أن هذه المبالغ لا يمكن جذبها إلا بإعادة تفعيل العلاقات مع العالم.
ما هي صلاحيات الرئيس في إيران؟
صلاحيات الرئيس في إيران محدودة. فهو مسؤول عن تنفيذ الخطوط العريضة لسياسة يضعها المرشد الأعلى علي خامنئي، المسؤول الأرفع في الجمهورية.
بصفته رئيسا، سيشغل بزشكيان ثاني أرفع منصب في الجمهورية، وسيكون مؤثرا في السياسة الداخلية والخارجية.
فهو من يحدد السياسات المالية للبلاد باقتراح مشروع الموازنة وتعيين رئيس المصرف المركزي ووزير الاقتصاد.
لكن مع ذلك، ستكون صلاحياته في ما يتّصل بالشرطة الإيرانية محدودة، وعمليا معدومة في ما يتّصل بالجيش والحرس الثوري.
ما الذي يتوقّعه الناس؟
تتفاوت مشاعر الإيرانيين حيال فوز بزشكيان، ففي حين يعبّر بعضهم عن سعادته يبدي آخرون تحفظا.
ولفت الصحافي والمحلّل السياسي مزيار خسروي إلى أن الرئيس المنتخب “لم يتعهّد بإيجاد حل فوري للمشاكل” في إيران.
وفق خسروي، صوّت الناس لبزشكيان لأنهم “أدركوا أن مقاربته مبنية على التفاعل مع العالم”، وهو نهج “مختلف تماما عمّا تتّبعه الحكومة الحالية”.
ووفق المحلل السياسي مصدّق مصدّق بور، يأمل مناصرون لبزشكيان أن “يتمكن من إحداث تغيير للأفضل ومن حل بعض من مشاكل البلاد”، خصوصا على الصعيد الاقتصادي.
ما الذي يمكن أن يحقّقه؟
يؤكد خبراء أن بزشكيان سيواجه تحديات كبرى في بلاد يدير المحافظون الغالبية الساحقة من مؤسساتها الحكومية.
مجلس الشورى الذي يسيطر عليه المحافظون والمحافظون المتشددون، هو واحد من هذه المؤسسات، وفق مصدّق بور.
ويشدّد مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ على أن بزشكيان سيواجه “معركة شاقة” بغية ضمان “الحقوق الاجتماعية والثقافية في بلاده والانخراط الدبلوماسي مع الخارج”.
متابعة من الخارج
يذكر أن تلك الانتخابات تلقت متابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يشكل منذ سنوات عدة مصدر خلاف بين طهران والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
كما أنها جرت وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب العقوبات الغربية التي أعيد فرضها على إيران.
السوداني يهنئ بزشكيان ويؤكد أهمية مواصلة التنسيق بأعلى المستويات