قال وزير الدفاع “الإسرائيلي” يوآف غالانت، إن قرار طرده و الذي جاء بعد خلافات بشأن قانون التجنيد وإعادة المخطوفين ولجنة تحقيق رسمية.

ولفت غالانت الى أن “قرار إقالتي يأتي بعد إنجازات عديدة حققناها على جبهات عدة”، مضيفا “فخور بإنجازات المنظومة الأمنية وأنا ملتزم بأمن إسرائيل”.

وتابع غالانت “قرار إقالتي جاء بسبب إصراري على وجوب تشكيل هيئة تحقيق رسمية”، مشدداً بالقول “للأسف علينا أن نتعايش لسنوات طويلة مع حالة الحرب هذه”.

وكان رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو قرر، اليوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه.

خالف نتنياهو في غزة وسانده بلبنان

تنانياهو وغالانت
تنانياهو وغالانت

وفي تعقيبها على القرار، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن غالانت كان “شريكا موثوقا به”، وإنها ستواصل العمل عن كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل.

وقال المتحدث باسم الوزارة الميجر جنرال باتريك رايدر في بيان “التزام أمريكا بأمن إسرائيل لا يزال صارما وستواصل وزارة الدفاع الأمريكية العمل عن كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل”، وذلك رغم معارضة واشنطن الشديدة لإقالة غالانت.

وأصرّ غالانت المعروف بمواقفه المتشددة والمنضوي في حزب نتنياهو والذي اختلف معه مرّات عدة بشأن السياسات المتبعة، بأن على إسرائيل توسيع المعركة إلى لبنان حيث بدأ حزب الله شنّ هجمات عبر الحدود بعد هجوم حماس.

وبينما كان المسؤولان على توافق بشأن الجبهة الشمالية مع لبنان، كان الخلاف بينهما عميقا بشأن الجبهة الجنوبية في غزة حيث أدت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام، إلى إضعاف حماس لكن من دون إيجاد حل لمسألة الرهائن.

وقال نتنياهو في بيان الثلاثاء: “على مدى الأشهر الماضية تآكلت الثقة… في ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع”، مشيرا إلى تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفا لغالانت.

هذا وفي 18 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن غالانت بأن “مركز ثقل” الحملة العسكرية الإسرائيلية “سينتقل إلى الشمال”، واصفا ذلك بأنه “بداية مرحلة جديدة في الحرب تتطلب الشجاعة والتصميم والصمود”.

وبعد أيام، أعلنت إسرائيل أن قواتها البريّة بدأت عمليات ضد حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، بعد سلسلة عمليات قصف مدمّرة أضعفت الهيكلية القيادية للحزب.

ويقول الخبير الجيوسياسي لدى شركة “لو بيك” للاستشارات الأمنية ومقرها الشرق الأوسط مايكل هورويتز إن “غالانت كان أول من أيّد فكرة أن على إسرائيل نقل المبادرة إلى الشمال، بعد أيام فقط من هجمات حماس”.

ويوضح المحلّل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية كاليف بن-دور بأن “الحجة كانت بأنه من المفضّل في الحرب قتال العدو الأكثر قوّة أولا، وقوّة حزب الله تتجاوز قوة حماس بأشواط”.

سياسي “مسؤول”

بحسب هورويتز، كان يُنظر إلى غالانت بعد نحو عام على بدء حرب غزة “سواء كانت تلك النظرة محقّة أم لا، على أنه كان استشرافيا، وراهن على قدرة إسرائيل على استعادة زمام المبادرة”.

وأشار بن-دور إلى أن غالانت، العنصر في القوة البحرية الخاصة والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الراحل أرييل شارون والقائد العسكري الرفيع الذي قاد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في 2008-2009، فرض نفسه كسياسي “مسؤول”.

ويضيف المحلل بأن غالانت “يُعتبر شخصية تركّز على الانتصار في الحرب وما يُنظر إليها على أنها المصلحة الوطنية، بدلا من الخوض في الأمور السياسية السخيفة”، وهو أمر يلقى تقديرا حتى في أوساط الإسرائيليين “الذين لا يشاركونه بالضرورة وجهات نظره السياسية”.

“هراء”

اختلف غالانت (65 عاما) مرارا مع نتنياهو بما في ذلك بشأن إصلاحات قضائية مثيرة للجدل أثارت موجة احتجاجات منذ مطلع 2023، والمفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة.

ويقول هورويتز إن غالانت الذي نجا سابقا من محاولة واحدة على الأقل لإقالته، يعد شخصية وطنية قادرة على جمع الإسرائيليين.

وفور إعلان إقالته، نزل مئات الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجا.

وانضم غالانت، وهو أب لثلاثة أبناء، إلى حزب نتنياهو “الليكود” عام 2019، بعد بضع سنوات على دخوله السياسة مع حزب “كولانو” (يمين وسط).

وفي أغسطس/ آب الماضي، نقل الإعلام الإسرائيلي عن غالانت بأنه قلّل من أهمية إعلان نتنياهو بأن هدف الحرب تحقيق “انتصار كامل” ضد حماس في غزة، معتبرا أنه مجرّد “هراء”.

نتنياهو يقرر طرد وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد