وأكد موقع “nacion” أنه بالإضافة إلى الأضرار المادية للفيضانات الأخيرة، فقد جلبت المياه أسماك “البيرانا” المفترسة، التي شوهدت في أجزاء مختلفة من بورتو أليجري، كما أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت إدارة الإطفاء بالمنطقة وجود الأسماك آكلة اللحوم في الشوارع، حيث تلقت عدة بلاغات من المواطنين، كما عثر محلل تكنولوجيا المعلومات، فيكتور وارث، على سمكة “البيرانا” على بعد حوالي خمسة كيلومترات من نهر جاكوي، بالقرب من المجرى المائي، مما يدل على تأثير الفيضانات.

وأعرب السكان في تعليقات على منصة “إكس”، عن قلقهم بشأن غزو أسماك “البيرانا”، وعبروا عن مخاوف بشأن تضرر النظام البيئي المحلي.

وعلق أحد المستخدمين: ” أينما ذهبت هذه السمكة، فإنها تدمر كل شيء، وتتكاثر بسرعة كبيرة، ومن المؤكد أنه سيكون لدينا عواقب مع الأسماك والقشريات الأخرى”.

وبحسب الصيادين، فإن وجود أسماك “البيرانا” المفترسة في أنهار المنطقة يتسبب في أضرار بيئية لمدة 3سنوات على الأقل، كما أنه ونظرا لأنها ليست محلية، فإنها تؤدي إلى خلل في النظام البيئي من خلال مهاجمة الأنواع الأخرى من الأسماك.

ويتضمن أحد الحلول المقترحة لإبعاد هذا النوع من الأسماك القيام بإدخالها في نهر جاكوي، باعتبار أنها حيوانات مفترسة طبيعية لأسماك الضاري المفترسة، ومع ذلك، يحذر المختصون من مخاطر هذا الإجراء، لأنه قد يؤثر أيضا على أنواع أخرى من الأسماك.

السمكة التي تأكل أسماك البيرانا على الفطور

السمكة التي تأكل أسماك البيرانا على الفطور
السمكة التي تأكل أسماك البيرانا على الفطور

أمضى غييرمو أوتا باروم حياته بصيد السمك في منطقة الأمازون البوليفية، وذلك منذ أكثر من 50 عاماً.

في البداية، كان غييرمو يصطاد الأسماك المحلية، مثل السلور الذي يعيش في النهر.

ولكن بعد ذلك وصلت أسماك المياه العذبة العملاقة، المعروفة محلياً باسم paiche أو Arapaima gigas، إلى أماكن أقرب للصيد.

يتذكر قائلاً: “اعتقدت أن هذا المخلوق ثعبان مائي، وأنه سيهاجم كل شيء، وأن تناوله سيكون سيئاً للإنسان أو حتى ساماً”.

في الواقع، هي واحدة من أكبر أسماك المياه العذبة في العالم، إذ يصل طولها إلى 4 أمتار وتزن 200 كيلوغراماً أو أكثر.

وتشير التقديرات إلى أنه في كل عام، ينتشر سمك الأربيمة العملاق على عمق 40 كيلومتراً في أنهار الأمازون.

ويقول فيديريكو مورينو، مدير مركز أبحاث الموارد المائية بجامعة بيني المستقلة، إن حجمه وشهيته يجعلانه يشكل تهديداً خطيراً للمخزونات السمكية المحلية.

“إنها سمكة إقليمية، فهي تستولي على مسطح مائي وتخيف الأنواع المحلية، وهذه واحدة من المشاكل الخطيرة، إذ تهرب الأنواع الأخرى وتدخل مسطحات مائية أخرى أبعد بكثير، ومن الصعب الوصول إليها.”

لا أحد يعرف في أي عام ظهرت في الأربيمة لأول مرة في ولاية بوليفيا.

ويُعتقد عموماً أن وصولها كان نتيجة اختراق مزرعة أسماك الأربيمة في بيرو، حيث موطن الأسماك الأصلي. ومن هناك، انتشرت في أنهار بوليفيا.

أمضى عالم الأحياء فرناندو كارفاخال سنوات في دراسة الأربيمة
أمضى عالم الأحياء فرناندو كارفاخال سنوات في دراسة الأربيمة

 هو عالم أحياء وخبير في سمك الأربيمة يدعى فرناندو كارفاخال

يقول كارفاخال: “خلال السنوات الأولى من حياتها، تنمو سمكة الأربيمة بمعدل 10 كيلوغرام سنوياً، وهذا يعني أنها تأكل الكثير من الأسماك”.

على عكس الأسماك المفترسة الأخرى مثل سمكة البيرانا (أو الضاري)، فهي تمتلك أسناناً صغيرة وليست حادة.

لكن افتقار الأربيمة إلى الأسنان لا يمنعها من أكل سمكة البيرانا ومجموعة من الأسماك الأخرى، إلى جانب النباتات والرخويات والطيور، التي تلتهمها كلها كأنه مكنسة كهربائية عملاقة، كما أنه تخيف أي سمكة تحاول أكل صغارها.

يقول فرناندو كارفاخال إنه لا توجد بيانات مؤكدة حول أعداد أسماك الأربيمة، لكنه يقول إن الصيادين أفادوا من خلال الروايات المتناقلة أن أعداد بعض الأنواع المحلية آخذة في التضاؤل.

ويحذر قائلاً: “في العقد أو العقدين القادمين، سوف ينتشر سمك الأربيمة في جميع المناطق التي يمكن له أن يعيش فيها”.

“نحن نعلم أن معظم “الكائنات الغازية” في جميع أنحاء العالم تضر بالطبيعة، وتعد ثاني أكبر سبب لفقدان التنوع البيولوجي بعد تدمير الموائل”.

ومع ذلك، بالنسبة للصيادين المحليين، كان وصول سمك الأربيمة بمثابة نعمة.

يقول غييرمو أوتا باروم، إن الصيادين كانوا خائفين منه في البداية، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدركوا إمكاناته.

يقول الصياد إدسون سوزانو في ريبرالتا، وهي بلدة تقع في شمال شرق بوليفيا بالقرب من الحدود البرازيلية: “كنت أقدم للزبائن قطعاً صغيرة من سمك الأربيمة كهدية ليتذوقوها.”

حتى أن بعض الصيادين تظاهروا بأنه نوع من سمك السلور للتغلب على شكوك الناس حول تناول مثل هذه العينة الضخمة.

الآن يتم تناول الأربيمة في جميع أنحاء بوليفيا الارجنتينية 

ويقول: “نحن نبيعه في كل مكان، وهناك قطع بأحجام مختلفة، لذا فهو ميسور التكلفة، ونحن نشتري حوالي 30 ألف كيلوغرام شهرياً”.

التحدي الذي يواجه الصيادين هو محاولة العثور على سمكة الأربيمة في منطقة الأمازون الشاسعة.

تمتلك السمكة عضواً يشبه الرئة ويجب أن تخرج للهواء بانتظام لتتنفس، ولذلك فهي تحب المياه الأكثر هدوءاً، وتفضل العيش في البحيرات، ولكنها تهاجر عندما تشعر بالخطر.

يسافر الصيادون في الوقت الحاضر إلى مناطق نائية أكثر من أي وقت مضى لصيد سمك الأربيمة العملاق ويتعين عليهم الانتقال من القوارب إلى الزوارق في رحلات تصل إلى أسبوعين، وهذا يضعهم في صراع مع المجتمعات الأصلية.

تم منح هذه المجتمعات سندات ملكية الأراضي للعديد من البحيرات النائية حيث يمكن العثور على أسماك الأربيمة، وبدأت في صيدها وبيعها.

يتعين على الصيادين التجاريين الحصول على تراخيص خاصة للعمل في هذه المناطق. لكن الصيادين مثل غييرمو أوتا باروم، يقولون إنه حتى عندما تكون لديهم الأوراق الصحيحة، فغالباً ما يتم رفضهم.

وتقول مجتمعات السكان الأصليين إنها تحاول حماية الموارد التي اعترفت الحكومة البوليفية بحقها في السيطرة عليها.

ينتمي خوان كارلوس أورتيز شافيز إلى مجتمع ألتو إيفون تكو تشاكوبو الأصلي.

ويقول إنه في الماضي، كان السكان الأصليون خائفين من الصيادين التجاريين. ويوضح قائلاً: “لكن هذا الجيل الجديد من الشباب تغير، لأننا وضعنا قواعدنا بحيث لا يستطيع الناس أن يأتوا ويأخذوا ما لنا بعد الآن”.

ويأمل العلماء مثل فيديريكو مورينو أن الصيد عموماً، أياً كان من يمارسه، سيساعد في إبقاء أعداد أسماك الأربيمة العملاقة تحت السيطرة.

ويقول: “واصلوا الصيد دوماً، يمكن لذلك الحفاظ على التوازن البيئي بين الأنواع المختلفة.”

تفاصيل فكرة البنتاغون “المجنونة” حول إيقاف دوران ألارض

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد