ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | ما بعد سقوط «داعش»
|
د.عبد المنعم سعيد | البيان الاماراتية |
أخيراً سقطت «الرقة»، عاصمة الدولة الداعشية المزعومة، بعد ثلاث سنوات من احتلالها من قبل «داعش» في يناير ٢٠١٤، وجاء ذلك بعد سقوط مدينة «الموصل» على يد القوات العراقية.
وما بين هذا السقوط وذاك، فإن الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم الداعشي تقلصت كثيراً، ولم يبقَ إلا مجموعة من الجيوب المنتشرة ما بين سوريا والعراق، تخوض معركة دفاعية محكوم عليها بالهزيمة.
وهكذا انتهى فصل دامٍ من فصول الشرق الأوسط، حاول فيها التنظيم الإرهابي أن يختطف راية الإرهاب من تنظيمات أخرى من ناحية، ويفرض على المنطقة والعالم كله فترة من الزمن، قدم فيها أكثر أساليب العصور الوسطي وحشية وتدميراً من ناحية أخرى.
ومن ناحية ثالثة، فإن «داعش» وضع على قائمة الأعمال الإرهابية، ربما لأول مرة في التاريخ المعاصر، حالة للاحتفاظ بالأرض، ومحاولة بناء دولة عليها، مقارنة بالتنظيمات الإرهابية الأخرى التي حاولت أن تمارس إرهابها على أراضي دول قائمة، فيكون ذلك سبيلها إلى السلطة.
ماذا سوف يفعل «داعش»، وقد فقد كما جاء في بعض التقارير حوالي ٨٠ ألف متطرف، وثبت أن تجربته في دنيا الإرهاب أصابها الفشل، وهل يكون ذلك سبيله إلى العودة إلى أحضان تنظيمات إرهابية أخرى مثل القاعدة، أو العودة إلى أحضان التنظيم الإرهابي الأول، ممثلاً في الإخوان، أو أنه سيبحث عن طريق آخر؟.
تحديد مستقبل داعش لا يزال في رحم الزمن، فما زالت هناك أنفاس باقية، والمرجح أن قيادات التنظيم الآن، تلهث من أجل البقاء، بينما تحاول بناء استراتيجية جديدة للتعامل مع الواقع الجديد. الثابت حتى الآن، أن سقوط «داعش»، أعاد المنطقة إلى الأجندة التي كانت عليها قبل عام ٢٠١٤، عندما استولى التنظيم الإرهابي على الرقة والموصل.
وأزال الحدود بين سوريا والعراق، ووقف أبو بكر البغدادي على المنبر، مبشراً العالم بعودة «الخلافة» مرة أخرى. فشل المشروع الداعشي، لم يوجه ضربة فقط لأكثر الحركات الإرهابية وحشية، وإنما دفع أطرافاً كثيرة لكي تستأنف مطالبها السابقة، أو على الأقل، تتواكب مع الحقائق الجديدة، أو تحصد نتائج استثمارات الدم والسلاح التي أنفقتها، حتى بينما الحرب لا تزال عملياً مستمرة.
فلم يكن الاستفتاء الكردي على الاستقلال في إقليم كردستان، إلا استثماراً لفرصة سقوط داعش، وحصداً لما بذلته قوات البشمركة الكردية في الحرب على داعش، بالتعاون مع الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية.
والحقيقة أنه لا يمكن فصل ما حدث بعد سقوط دولة داعش، والتطورات على الجبهة العراقية عن عودة السفارة السعودية إلى العمل في بغداد، وبمجرد سقوط الرقة، وصلت أول طائرة مدنية سعودية إلى العاصمة العراقية.مصر من جانبها، تعاملت مع التطورات الجارية الآن منذ فترة، فكان دعمها للحكومة العراقية ومساندتها لها حتى قبل أن تظهر بشارات النصر.
وكذلك كان موقفها في سوريا، بحيث ينطلق من مساندة الدولة السورية وقدرتها على البقاء، وبعد أن أخذ داعش في التراجع، كانت المساهمة المصرية في عملية تخفيف الصراعات في مناطق مختلفة. الدور المصري الآن في القضية الفلسطينية معروف ومبشر أيضاً، وفيه محاولة لكي تعود القضية «المركزية» إلى بعض من مكانتها التي خطفتها المعارك الكثيرة ضد الإرهاب.
ولكن مصر أيضاً عليها أن تتابع بنشاط التطورات الجارية وتعقيداتها، ولكنها من ناحية أخرى لا تزال هدفاً أساسياً لاستراتيجيات داعش المقبلة، ومعاونيها ومسانديها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وفي المقدم منهم جماعة الإخوان. فلن ينسى معسكر الإرهاب كله، على تنوعه وتناقضاته الداخلية، أن الانكسار الأول لهم حدث في مصر، بعد أن بدا أن الموجة الكاسحة للتنظيمات المتطرفة سوف تغمر المنطقة انطلاقاً من القاهرة.
سقوط داعش لا يعني نهاية التنظيمات الإرهابية، وإنما يعني أن واحداً من فصولها قد وصل إلى نهايته، وبقدر ما بات واضحاً أن مصر عصية على الكسر، فإنه بات واضحاً أيضاً أن الإرهاب لا يزال له قدرات وانتشار في مناطق متنوعة من العالم، ومع ذلك، فإن في مصر الجائزة الكبرى.
المرحلة المقبلة سوف تحتاج منا جهوداً مضاعفة لمواجهة الإرهاب كعمليات وتنظيم وأيدلوجية، ليس فقط لأن ذلك صميم الدفاع عن الأمن القومي المصري، وإنما أيضاً لأن عملية التنمية المصرية واسعة النطاق، لن تتيسر ما لم يتم القضاء على الإرهاب أو تحجيمه إلى الدرجة التي لا يستطيع فيها الوقوف أمام التقدم المصري. إن الشهداء من المصريين ينظرون لنا الآن، وينتظرون منا الكثير خلال المرحلة المقبلة.
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | حل في سوريا يستفيد من درس العراق
|
عثمان ميرغني
|
الشرق الاوسط السعودية |
على الرغم من التحضيرات التي سبقت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق تسوية في سوريا، فإن بدايتها المتعثرة أكدت التوقعات الواسعة بأنها ستنتهي مثل سابقاتها من دون تحقيق اختراق. فالمفاوضات اصطدمت حتى قبل أن تلتئم بـ«عقدة الأسد»؛ إذ أكدت المعارضة «أن الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا»، بينما ردت دمشق بتأجيل وصول وفدها إلى جنيف يوماً واحداً لتضيق بذلك المساحة الزمنية المتاحة للمفاوضات. قد يكون هناك توافق دولي اليوم على ضرورة الحل السياسي في سوريا وإنهاء الحرب تمهيداً لعودة اللاجئين والبدء في مرحلة إعادة الإعمار، لكن لا يوجد اتفاق على كيفية تحقيق هذا الحل في ظل الرؤى المتباينة بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. الأدهى من ذلك أن الشواهد تشير إلى سباق متوقع خلال الأشهر القليلة القادمة بين مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، وبين مسار سوتشي الذي ترعاه روسيا بمشاركة إيرانية تركية. فقد كان لافتاً أنه في الوقت الذي استضافت فيه الرياض الاجتماع الموسع للمعارضة السورية بحضور المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وممثلين عن الدول الكبرى المعنية بالأزمة، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقد قمة في سوتشي مع الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني. اجتماع الرياض شدد على مسار جنيف، وكذلك على توحيد قوى المعارضة، وعلى أهمية توافقها على رؤية موحدة للحل ولمستقبل سوريا، وهو الأمر الذي اعتبره دي ميستورا ضرورياً ومهماً على أن يكون وفد المعارضة إلى جنيف قوياً وشاملاً الأطراف كافة الممثلة للشعب السوري، بحيث يكون قادراً على المرونة واتخاذ القرارات الصعبة وتبني حلول مبتكرة. أما اجتماع سوتشي فقد أكد دعم الأطراف المشاركة فيه للمبادرة الروسية الرامية لعقد مؤتمر «شامل» لحوار وطني سوري يبحث التسوية السياسية واعتماد دستور جديد «تجرى على أساسه انتخابات برعاية دولية». ولم ينس المشاركون في اجتماع سوتشي بالطبع الإشارة إلى جهودهم في عملية آستانة التي اعتبروا أنها «ساهمت في الحفاظ على وحدة سوريا»، وأدت إلى إنشاء مناطق خفض التصعيد والتهدئة. الواضح أن روسيا تريد الالتفاف على عملية جنيف، وترى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مثل إدارة باراك أوباما السابقة غير مهتمة بالمسألة السورية إلا من منظور حرب الإرهاب، مع فارق أساسي وهو أن ترمب أكثر ميلاً للتفاهم مع روسيا من أوباما، وما دام أن الحرب ضد «داعش» تكاد تكون حسمت بعد أن خسر التنظيم كل مواقعه المهمة وانحصر وجوده في جيوب صغيرة متناثرة ومحاصرة، فإن سوريا تتراجع في سلم أولويات واشنطن المشغولة حالياً بالأزمة الكورية؛ مما يعطي فرصة لبوتين لكي يتحرك بحرية أكبر. روسيا تريد ضمان وجودها ودورها المستقبلي في سوريا؛ لذلك أعلنت بعد استقبال بوتين أخيراً للرئيس السوري بشار الأسد أن التنازلات مطلوبة من كل الأطراف، وذلك وسط تلميحات بأن موسكو لا تمانع في رحيل الأسد، لكن في مرحلة لاحقة وليس في بداية المرحلة الانتقالية. وتعتبر موسكو أن مصالحها تخدم أكثر بالتنسيق مع إيران، الداعم الأساسي الآخر لنظام الأسد، ومع تركيا الجار القوي الآخر الذي تهمه في المقام الأول المسألة الكردية، ولا يريد أن يرى كياناً كردياً بإدارة ذاتية في سوريا، ولا سيما بعد تجربة استفتاء الاستقلال في كردستان العراق. تعدد المسارات ليس في مصلحة الشعب السوري الذي ينتظر نهاية لمعاناته التي طالت؛ لذلك من المهم البحث في كيفية إعطاء دفعة قوية لمسار جنيف الذي يبقى حتى الآن هو المسار المعترف به دولياً. هذا الأمر يحتاج إلى مرونة وإلى حلول مبتكرة، خصوصاً من المعارضة التي لا يمكن أن تتجاهل المتغيرات العسكرية المتسارعة على الأرض، ولا حقيقة أن القوى الدولية تنظر إلى الأزمة من منظور حرب الإرهاب أولاً، وإعادة اللاجئين ثانياً، ووقف الحرب وإعادة الإعمار ثالثاً. فحلفاء الأسد يرون أن الوقت في صالحهم وكذلك الظروف الدولية، خصوصاً مع انكفاء أميركا وانشغال أوروبا بمشاكلها؛ لذلك نسمع إيران تتحدث الآن عن استعداد الحرس الثوري للعب دور فاعل في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا وفي إعادة الإعمار. في هذه النقطة الأخيرة يمكن القول إن معركة إعادة الإعمار المقبلة لا محالة، لن تقل أهمية عن معركة الحل السياسي، وعلى العرب المعنيين والمعارضة التركيز على كيفية التعامل مع المعركتين. فالأطراف المعنية بمستقبل سوريا ستجد الكثير من الدروس والعبر في تجربة العراق، سواء فيما يتعلق بالكيفية التي تمدد فيها النفوذ الإيراني، أو فيما يتعلق بعواقب غياب الحلول المبتكرة التي تتجاوز عقدة اجتثاث واستئصال النظام، من أجل وضع صيغة تضع أسس الاستقرار لمستقبل يستوعب كل مكونات المجتمع وكل القوى الموجودة فيه تحت مظلة نظام تعددي قوي وراسخ… ومنسجم مع محيطه العربي. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
3 | فيلم الكلب ماكس | وليد الزبيدي
|
الوطن العمانية |
بينما كنت أبحث عن فيلم أشاهده أثناء الرحلة داخل الطائرة، عثرت على فيلم يحمل العنوان “MAX” ، ولم أكن قد سمعت قبل ذلك شيئا عن الفيلم، لكن منذ المشهد الأول تبين أنه عن احدى حروب أميركا، ولأنه يدور في هذه المساحة فقد تابعته، وسبق لنا مشاهدة الكلاب الأميركية في الكثير من المناظر البشعة والمزعجة، كان اكثرها شيوعا وجود الكلاب الأميركية في نقاط التفتيش التي نشروها في مداخل المنطقة الخضراء ببغداد ومناطق كثيرة أخرى، لكن اكثرها اثارة للسخرية عندما يشاهد العراقيون، كيف يفتش الكلب الأميركي البرلمانيين العراقيين وكبار المسؤولين والوزراء والمستشارين وهم في طريقهم لتشريع القوانين في العراق وادارة المؤسسات الحكومية والأمنية. وأكثر صورة فوتوغرافية لكلب أميركي تلك التي انتشرت على نطاق واسع في العالم ويظهر فيها معتقل عراقي مقيد وامامه الكلب الأميركي الذي يثير الرعب والهلع عند المعتقل الأعزل، وتذكرت تلك الصورة وأنا اشاهد فيلم الكلب “ماكس”، وسنأتي على سبب تذكري لتلك اللقطة ومشاهد كثيرة اخرى للكلاب الأميركية المتبخترة في أماكن كثيرة، كما أن جميع المعتقلين العراقيين لدى القوات الأميركية قد تعرضوا لكلاب بقصد ارعابهم واثارة الهلع في دواخلهم وهم المقيدي الأيدي والأرجل. ويتعرضون إلى أبشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي ويرمون في زنزانات انفرادية موحشة. في فيلم “ماكس” يقود الكلب الذي يحمل ذات الاسم مجموعة من الجنود الأميركيين ويتقدم هؤلاء لأنه مدرب على اكتشاف المتفجرات، ويفلح في عمله هذا، إلا أن مجموعة من المقاتلين الأفغان الذين يقاومون الغزو الأميركي لبلدهم ينجحون في استدراج القوة التي يتزعمها الكلب “ماكس”، وينفجر لغم أرضي على صديق الكلب ويقتله ويصيب اخرين، هنا، تبدأ قصة الفيلم. سرعان ما تتحول شجاعة الكلب الذي يتقدم الجنود الأميركيين إلى هلع وخوف ورعب دائم، تضطر وزارة الدفاع الأميركية إلى نقل الكلب ماكس إلى الديار للعلاج، بعد أن اصبح في حالة من الرعب والخوف الدائم من كل صوت يصدر في محيطه القريب. داخل الولايات المتحدة تحصل احداث عديدة تؤكد استمرار حالة الخوف والهلع التي يعيشها ماكس، أبرز تلك الاحداث عندما يشاهد ماكس زميل صاحبه الذي مزقته القنبلة في افغانستان، وخلاف لتصور الجندي العائد فإن ماكس يهجم عليه بوحشية، في إشارة واضحة لأجواء الرعب في داخله، اما منظر ماكس فقد كان مختلفا تماما عن ماكس وهو يسبق الجنود في أرض المعركة بعد أن ملأت سماء المدينة الالعاب النارية في احتفالات عامة، فقد اصيب ماكس المسكين بحالة من الخوف والرعب لا مثيل لها، يركض بكل اتجاه للاختباء في أي مكان. ولم تفلح جميع المحاولات لمعالجة ماكس من الهلع والرعب، وهنا، نذكر للقراء الكرام، أن عدد الأميركيين الذين خدموا في العراق منذ اذار- مارس 2003 حتى نهاية العام 2011 عندما اضطرت القوات الأميركية للانسحاب مليوني شخص، كما ذكر ذلك الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما في خطابه في تشرين اول من العام 2011 والذي أعلن فيه سحب القوات من العراق، وفي وقت سابق ذكر البنتاجون أن سبعين في المائة من الذين خدموا في العراق قد اصيبوا بأمراض نفسية وأن نسبة كبيرة منهم اصابهم الجنون، ولكن ليس هناك احصائية عن الكلاب التي مسها الجنون واصيبت بالخبل كما حصل للكلب ماكس. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
4 | حروب ترامب السرية يفضحها تزايد عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
|
نبيل نايلي |
راي اليوم بريطانيا |
“ما هي مهمتنا وما هي استراتيجية خروجنا؟ يحتاج الكونغرس إلى التذكير بفحوى مهام الجيش الأمريكي وطبيعتها!”، عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي كريس مورفي. كشف تقرير كتبه جون هالتونغر، John Haltiwanger، ونشره بـمجلة”النيويورك تايمز،Newsweek” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قد زاد عدد القوات الأمريكية والمدنيين العاملين لدى وزارة الدفاع في الشرق الأوسط ليصل إلى 54180 بعد أن كان 40517 في الأشهر الأربعة الماضية أي بزيادة قدرها 33 %. ولا يمثل هذا العدد الارتفاع الكبير المسجّل في صفوف القوات المتمركزة في أفغانستان منذ إعلان ترامب عن استراتيجيته الجديدة لمكافحة حركة الطلبان في أواخر آب / أغسطس 2017. هذه الأرقام، التي أوردها أول مرة على حسابه في تويتر الخبير في السياسة الخارجية، الدكتور ميكا زينكو، Micah Zenko، مأخوذة نقلا عن تقارير صادرة عن مجلة “البنتاغون” الفصلية. وبعبارة أوضح، فإن هذه الأرقام ليست سرية بالمرة. وهو الأمر الذي يثير المخاوف بشأن عدم وجود خطاب واضح حول توسع الجيش الأمريكي في المنطقة التي لديها بالفعل تاريخ طويل ومعقّد. واستنادا إلى آخر تقرير نشر في الـ 17 من تشرين الثاني / نوفمبر2017، فإن عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لمصلحة وزارة الدفاع الأمريكية في كل دولة من دول الشرق الأوسط هو كالتالي: مصر: 455، الكيان الصهيوني: 41، لبنان: 110، سوريا: 1.723، تركيا: 2.265، الأردن: 2.730، العراق: 9.122، الكويت: 16.592، المملكة العربية السعودية: 850، اليمن: 14، عُمان: 32، الإمارات العربية المتحدة: 4.240، قطر: 6.671، والبحرين: 9.335. على سبيل المقارنة، هذه أرقام شهر يونيو/حزيران 2017: مصر: 392، الكيان الصهيوني: 28، لبنان: 99، سوريا: 1.251، تركيا: 1.405، الأردن: 2.469، العراق: 8.173، الكويت: 14.790، المملكة العربية السعودية: 730، اليمن: 13، عُمان: 30، الإمارات العربية المتحدة: 1.531؛ قطر: 3.164 أما البحرين فكان بها فقط 6.541. وكما تبين الأرقام، فإن كل البلدان تقريبا شهدت ارتفاع عدد العسكريين الأمريكيين خلال هذه الفترة. وكانت إدارة ترامب قد تحدثت عن الزيادة الأخيرة في القوات المنتشرة في أفغانستان حيث حققت حركة طالبان مكاسب كبيرة خلال العام الماضي. علما أنه يوجد حاليا حوالى 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان. ارتفاع عدد الجيش الأمريكي في أماكن أخرى في الشرق الأوسط لم يمر مر الكرام فقد انتبه له المهتمون بالشؤون العسكرية والاستراتيجية. وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس صرح في مايو / أيار 2017: “لقد انتقلنا بالفعل من تكتيكات الاستنزاف، حيث نقلنا [تنظيم الدولة الإسلامية] من موقع إلى آخر في العراق وسوريا، إلى تكتيكات الإبادة التامة حيث نحيط بهم..نيتنا ألاّ ينجو المقاتلون الأجانب ومنعهم من العودة إلى شمال إفريقيا أو أوروبا، أو أمريكا أو آسيا. لن نسمح لهم بذلك. سنوقفهم هناك وندمر دولة الخلافة”. ويبدو أن البعض في الجيش الأمريكي ليسوا على دراية بالزيادة الأخيرة في عدد الموظفين في المنطقة. ففي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أي قبل يوم من طرح أحدث الأرقام، سئل المدير العام للخدمة المشتركة الجنرال كينيث ف. ماكنزي، General Kenneth F. McKenzie Jr، عن أعداد القوات في كلّ من سوريا والعراق في مؤتمر صحفي، فقال: “في سوريا، لدينا خمسة 503، وفي العراق، لدينا ما يقرب من 5.262، وأعتقد أن هذا هو الرقم المحدد.”. بيد أن التقرير الجديد يؤكد أن الولايات المتحدة لديها 1720 جنديا في سوريا و8.992 جنديا في العراق. ومع وصول ترامب في البيت الأبيض، حدثت زيادة في وفيات عدد القوات الأمريكية العاملة في الخارج، بالإضافة الى ارتفاع كبير في عدد القتلى المدنيين نتيجة الضربات الجوية. هذا العام هو المرة الأولى منذ 6 سنوات التي قتل فيها المزيد من القوات الأمريكية العاملة في الخارج مقارنة بالعام السابق (31 قتيلا في عام 2017، و26 قتيلا في عام 2016، و28 قتيلا في عام 2015). وعلاوة على ذلك، حتى آب / أغسطس 2017، فإن مزيدا من المدنيين قد قتلوا أثناء محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء تعليمات الرئيس ترامب. بالإضافة إلى تعداد القوات الأمريكية زاد ترامب أيضا من عدد الضربات الجوية في أفغانستان بشكل كبير. وفي 31 تشرين الأول / أكتوبر 2017، أطلقت الولايات المتحدة أفغانستان بـ 3554 قنبلة سنة 2017، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عددها البالغ 1337 قنبلة في عام 2016، أي بما يعادل أربع مرات تقريبا مقارنة بعام 2015. وفضلا عن الشرق الأوسط، ضاعف ترامب من نشر قوات عسكرية في الصومال هذا العام، ليصل العدد الإجمالي في البلاد الإفريقية إلى ما يقرب 500. وفي مايو / أيار 2017، قتل عنصر من القوات البحرية الأمريكية في الصومال خلال غارة على مجمّع الشباب، وهي المرة الأولى التي يُقتل فيها عضو في الخدمة الأمريكية هناك منذ حادث “بلاك هوك داون، Black Hawk Down” الشهير في عام 1993 عندما قتل 18 أمريكيا. كما زادت الولايات المتحدة من ضرباتها الجوية في الصومال تحت قيادة ترامب، مما أسفر عن مصرع أكثر من 100 من عناصره من الجيش الأمريكي. وعلاوة على ذلك، شنت أول غارة جوية على تنظيم “الدولة الإسلامية” في الصومال تحت إمرة الرئيس ترامب في أوائل تشرين الثاني / نوفمبر 2017. ويطالب البعض في الكونغرس زملاءهم الآن بمنح هذه التطورات مزيدا من الاهتمام وتحمل المسؤولية لإدارة ترامب. يقول هالتونغر “في الوقت الذي يوسع فيه ترامب عملياته العسكرية في المسارح المتعددة، لا تزال هناك أسئلة معلقة حول ما إذا كان الأمريكيون يعرفون حقا ما يتم القيام به باسمهم في الخارج”. ويطالب البعض في الكونغرس الآن زملاءهم بمنح هذه التطورات مزيدا من الاهتمام وتحمل المسؤولية إزاء إدارة ترامب. إن هذه الزيادة الهامة في نشر القوات الأمريكية والمتعاقدين معها والذين يقاتلون في إطار حروب ظلّ غير معلنة لا تشكل خطرا أمنيا كبيرا على الولايات المتحدة، فحسب، بل إنها أيضا خطرا على مستقبل الشرق الأوسط ومستقبله الأمني. فالأميركيون لديهم الحق في معرفة ما تخطط له إدارة الرئيس ترامب. يتسّاءل عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي كريس مارفي، Senator Chris Murphy، فيقول: “ما هي مهمتنا وما هي استراتيجية خروجنا؟” ليخلص إلى أن “الكونغرس يحتاج إلى التذكير بفحوى مهام الجيش الأمريكي وطبيعتها” وبدء طرح المزيد من الأسئلة. هذا ما يقوله كريس مارفي فماذا عن أهالي الشرق الأوسط المعنيون قبل غيرهم بهكذا زيادات في عدد الجنود الأمريكيين وتداعياته على أمنهم ومستقبل بلدانهم المستباحة؟ |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
5 |
سوريا والعراق وصفقة القرن !
|
محمد كعوش | الراي الاردنية |
منذ احتلال العراق حتى اليوم تسعى اسرائيل الوصول الى العمق العربي وانهاء الصراع العربي الأسرائيلي على الصعيد الرسمي، والذي اعتقد أنه انتهى بلا ثمن ولا كلفة.
ومنذ اندلاع الفوضى والعنف والحرب الأهلية في أكثر من بلد عربي، تحت عنوان «الربيع العربي» بطبعته الأميركية الصهيونية، وهي الحالة التي تطورت الى مرحلة الصراع الأقليمي والدولي، خصوصا في سوريا، تم خلق حالة من الأنقسام والكراهية داخل المجتمعات العربية، تبعها تسريب منظم لتصريحات شعبية عربية منفردة ومبعثرة تطالب بانهاء الصراع مع اسرائيل وبدء حالة سلام معها، على حساب القضايا القومية والمصالح العربية ، بعدما انتهى العمل العربي المشترك على كافة المستويات.
ومنذ توقيع اتفاقية اوسلو حتى اليوم، تم هدم كل الجدران من حول اسرائيل وفك عزلتها، وبالتالي ترك الزمن الأسرائيلي يتحرك بحرية في كل الجهات ، خصوصا في افريقيا وآسيا، بالمقابل لحست اسرائيل توقيعها ونسفت المعاهدة ولم تلتزم بتنفيذ بنودها ، بل ذهبت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة الى تنشيط حركة الآستيطان والتهويد وضم ومصادرة مساحات جديدة واسعة من الأراضي المحتلة ، بحيث جعلت من اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مهمة مستحيلة.
هذا الواقع الذي حرر اسرائيلي من العزلة والحصار، وحررها من كل التزماتها التي اقرتها معاهدة اوسلو وفرضتها الشرعية الدولية، شجعها على اعلان يهودية الدولة وضم القدس العربية المحتلة ، والتوسع الأستيطاني، كم مهد الطريق أمام الرغبة الأميركية بنقل سفارة واشنطن الى القدس، وهي المسألة التي عاد الرئيس ترمب يتحدث عنها في تصريحاته الخيرة.
هذا يثبت أن المشروع الأميركي – الأسرائيلي المتكامل تم البدء بتنفيذه منذ احتلال العراق والسعي الى تقسيمه على قاعدة طائفية ومذهبية ، وتعزز المشروع المشبوه مع اطلاق شرارة الفوضى والعنف والارهاب والحرب الأهلية في سوريا ، وهي الحرب التي تورطت فيها اطراف عربية واقليمية ودولية من أجل ادامتها وتحقيق الهدف الأكبر المتمثل بتفكيك الدولة وتقسيم سوريا الى امارات واقاليم مذهبية وعرقية
المشروع بكامله يتم تتطابق مع وصية بن غوريون التي تقول ما معناه أن لا ديمومة لأسرائيل في المنطقة الا وسط محيط من الدويلات الطائفية والعرقية. وهو الهدف الرئيس للحركة الصهيونية اليوم ، خصوصا في سوريا بما تمثله من موقع سياسي وجغرافي وعقائدي.
الحقيقة أن أخطر ما حققته رياح الربيع العربي المسمومة يتمثل بحالة الصراع العربي – العربي الجوال ، وزرع الكراهية في عمق المجتمعات العربية ، ومحاولة خلق عدو مصطنع يبعدنا عن الصراع العربي ضد الأحتلال الأسرائيلي , ونخشى أن يكون في الأجندة العربية ما هو اسوأ ، لأننا ما زلنا نطل على صحراء معتمة ، تحجب عنا معالم الطريق.
هذا المشهد العربي البائس اليائس الطافح بالتشاؤم ، في زمن تتغير فيه التحالفات والمصالح بسرعة ، قد يصل الى مرحلة الفجر في اية لحظة ، ويبعث في نفوسنا الأمل بنهوض عربي جديد بعد فشل المشروع المشبوه الذي انكسرت موجة اندفاعة على صخرة الصمود السوري ، والذي يعززه صمود وثبات شعبنا قي الداخل فوق ارضه وداخل دياره ، رغم سياسة الترهيب والترويع ومصادرة الأراضي وهدم البيوت التي تمارسها اسرائيل بهدف تهجير الفلسطينيين وتفريغ البلاد من اهلها الصليين الشرعيين ، وفتح البواب امام المهاجرين الجدد من يهود العالم ، فهم يسعون الى تحويل اسرائيل من دولة يهودية الى دولة لكل اليهود..
ولكن ليس بالضرورة نجاح هذا المشروع الأميركي – الصهيوني ، الساعي الى تثبيت وجود اسرائيل في « الشرق الأوسط الجديد « وانهاء الصراع العربي الأسرائيلي ، وتصفية القضية الفلسطينية باسم « صفقة القرن «..
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
6 | ما بعد هزيمة “داعش” !
|
موسى شتيوي | الغد الاردنية |
أُعلن في الأيام والأسابيع الماضية هزيمة “داعش” في العراق وسورية مُنهية بذلك ما يمكن تسميته بـ “دولة الخلافة” التي ادّعت “داعش” إقامتها في العراق وسورية. لقد تطلبت هزيمة “داعش” تحالفاً دولياً من أكثر من 60 دولة يقابله تحالف آخر تقوده روسيا من بوابة سورية. الهزيمة الأكثر أهمية جاءت في الموصل، إذ كانت سيطرة التنظيم عليها تشكل قمة نجاحه في العام 2014 وكذلك في مدينة الرقة العاصمة المُعلنة للتنظيم. إن هزيمة “داعش” بالموصل وقساوتها لها لا تمثل هزيمة استراتيجية وحسب، وإنما تشكل أيضاً هزيمة رمزية لا تقل أهمية عن الخسارة الاستراتيجية للمدينة التي أُعلنت فيها إقامة دولة الخلافة، وهي المدينة ذاتها التي تم الإعلان فيها عن موته. الهزيمة الجغرافية لـ “داعش” لا تعني بالضرورة موتها أو نهايتها، لأن “داعش” الفكرة والإيديولوجيا لم تمت بهزيمة “داعش”، ليس فقط لجذور هذا التنظيم المرتبطة بـ “القاعدة” وإنما لأن الفكر المتطرف الذي بنت “داعش” قوتها على أساسه قد أصبح منتشراً لدى شرائح واسعة في المجتمعات العربية التي باتت تحمل هذا الفكر بصرف النظر عما آل إليه التنظيم، وعليه فإن البعد الإيديولوجي لهذا التنظيم الإرهابي لن ينتهي سريعاً. لا يقل أهمية عما ذُكر تلك الظروف التي ساعدت في نمو وتوسع هذا التنظيم وفكره، وهي الظروف السياسية التي ساهمت في نموه وتوسعه، حيث قام باستغلالها للترويج لفكره وأيديولوجيته التي ساهمت في انتشار فكره بشكل كبير، وبخاصة في فترة صعود التنظيم. هذه الظروف التي تمثلت بانهيار الدولة في العراق ومؤسساتها الوطنية والى درجات متفاوتة بسورية، وقد يكون الأهم من ذلك هو اتخاذ النزاع طابعاً فئوياً وطائفياً، ما أدى لوجود شعور بالغبن والاضطهاد لدى المكونات السنية بالعراق وسورية. إضافة الى ما حدث من فظاعات وانتقام خلال عملية تحرير الموصل وغيرها ليس فقط لمقاتلي “داعش” وإنما للسكان المدنيين في المناطق التي خضعت لحكم “داعش” على شكل محاكمات ميدانية تفوح منها رائحة طائفية، كما وثّقه التحقيق الذي أجراه الصحفي غيث الأحمد والذي أشار إليه الصديق الكاتب والباحث د. محمد أبو رمان في مقالته أمس وغيره من التقارير التي تتوصل للنتائج نفسها. هزيمة “داعش” في العراق وسورية لن تؤدي لنهاية التنظيم، والأرجح أن يتم تغيير استراتيجيته والعودة أكثر الى جذوره القاعدية، واللجوء لزمن الأساليب السابقة، ولكن أيضاً الانتقال الى أماكن أو ساحات أخرى للقتال مثل: اليمن وليبيا والصومال وغيرها من الدول. علاوة على ذلك، هناك احتمالية استخدام هذا التنظيم من قبل قوى استخباراتية إقليمية أو دولية لتحقيق مصالح محدودة. هُزم تنظيم الدولة ولم تهزم أيديولوجيته، ولكن حتى يتم القضاء نهائياً على التنظيم وفكره، والذي يتطلب وقتاً ليس ببسيط، لا بد من إيجاد حلول عادلة تضمن حقوق كافة مكونات الشعبين العراقي والسوري، إضافةً الى إعادة الإعمار للمدن والمناطق التي تم تدميرها في العراق وسورية، ولا يقل أهمية عن ذلك موضوع عودة اللاجئين وتوفير ظروف اقتصادية ومعيشية لائقة، وإعادة دمجهم في بلدانهم.
|